الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
-------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر شعبان 1446ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:( *المشروع القرآني )
التاريخ: 1/ 8 / 1446ه
الموافق: 31/ 1 / 2025م
الرقم: (30 )
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹 *أولاً: نقاط الجمعة*
نقاط خطبة الجمعة
1- جعل الله من الإسلام والقرآن مشروعا عالميا، به تسمو النفوس، وتصلح الحياة
2- حمل الله أهل الكتاب مشروعا عالميا كنموذج للبشرية ولكنهم فرطوا وعصوا فنزع عنهم الشرف وحمله العرب والمسلمين
3- أهل الكتاب يحملون عداوة شديدة للمسلمين بعد أن خسروا شرف المسؤولية الإلهية وتوجهوا لإفساد البشرية وطمس هوية الأمة المسلمة
4- صنعت الصهيونية أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتكون مبررا لهم لضرب الأمة والقضاء عليها فخضعت بسببها الأمة لأمريكا ولهذا تحرك الشهيد القائد بدافع المسؤولية بمشروع القرآن لمواجهة مشروع الشيطان
5- تمثلت حركة الشهيد القائد في
. التثقيف القرآني لمواجهة التثقيف الصهيوني الأمريكي
. الصرخة لكسر الصمت المفروض
. المقاطعة الاقتصادية وشنت عليه السلطة العميلة العدوان خدمة لأمريكا واستشهد في سبيل ذلك
6- المشروع القرآني هو الذي يمكنه مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي وقد صنع الله له متغيرات عظيمة حتى وصل لمواجهة أمريكا وهزيمتها
7- الشهيد الرئيس صالح الصماد كان نموذجا لمخرجات مدرسة القرآن وقرنائه.
🎤🎤🎤🎤🎤🎤🎤
▪️ثانياً: نص الخطبة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عِنِ الاَبْصَارِ بِالْعِزَّةِ، خالِقٌ لا نَظِيرَ لَهُ، ووَاحَدٌ لا نِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْوَ لَهُ، وَفاطِرٌ لا شَرِيكَ لَه، القائل في كتابه العزيز: {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}، ونشهدُ أن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ القائل: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، وَنَصَحَ لِلْخَلْقِ، وَهَدَى إِلَى الرُّشْدِ، وَأَمَرَ بِالْقَصْدِ، وأدَّى أمِيناً، ومضَى رشيداً، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدَّمها مَرَقَ، ومن تَخَلَّفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
لقد جعل الله مشروعه الإلهي المتمثل بالإسلام مشروعا عالميا، به يتحرر الإنسان، وبه يرتقي ويسمو، وبه يزكو ويَشرُف، وبه يقيم الحق والعدل في واقع الحياة، وبه يواجه الفساد والمفسدين، وقد حمّل الله أهل الكتاب الذين أنزل عليهم التوراة والإنجيل مشروعا عالميا ليكونوا القدوات، وليشكلوا أمة نموذجية تسعى في أوساط المجتمع البشري لنشر الخير والعدل وليحملوا الهدى للعالمين، ولكنهم فرطوا وعصوا؛ فجاء الاختيار الإلهي من الله للأمة العربية المسلمة لتحمل المشروع الإلهي للعالمين، فقال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، وبحملها لذلك المشروع تحظى بشرف المسؤولية الإلهية، وتحظى بعزة الدنيا ونعيم الآخرة، وتحظى بعون الله وتأييده، وتتحرر وتحرر المستضعفين من براثن الظالمين وإجرامهم.
فتحرك أهل الكتاب بدافع الكبر والحسد ضد الأمة المسلمة عندما نزع الله منهم شرف المسؤولية، واستهدفوا البشرية عامة والأمة المسلمة خاصة، ومنذ أن جاء النبي محمد كان اليهود والنصارى أشد أعداء أمة الإسلام، وفي هذا العصر تحركوا تحت مظلة المشروع الصهيوني المحسوب على الدين زورا وبهتانا، وبدأوا بفلسطين للسيطرة على العالم ولتدمير أمتنا وبعثرتها تحت كل العناوين، وللقضاء على وجودها الحضاري؛ باعتبار أنّ الإسلام يمثل عقبة أمامهم، واستخدموا وسائل وأساليب تدميرية لتحقيق مشروعهم العدواني؛ فتحركوا ثقافيا لطمس هوية الأمة من خلال تضليل الأمة بالأفكار المغلوطة والمنحرفة، وبالفساد الأخلاقي ونشر الرذائل، واستهدفوها أمنيا وعسكريا.
عباد الله:
يقول الرسول صلى الله عليه وآله: (إنّ عند كل بدعة تكون بعدي يُكاد بها الإيمان؛ وليا من أهل بيتي موكلا، يذب عنه، يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وتوكلوا على الله).
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م التي خططت لها الصهيونية لتكون ذريعة لاستهداف الأمة الإسلامية؛ تحركت أمريكا بذريعة مكافحة الإرهاب؛ لتحكم سيطرتها على الأمة، وتجتاح أوطانها، وتطمس هويتها، وتسيطر على ثرواتها، وسارعت الأنظمة العربية لتفتح المجال لأمريكا؛ لتسيطر أكثر، وبقي موقف النخب المتعلمة والمثقفة في الأمة ضعيفا.
وأما الشعوب فأصبح موقفها مكبلا بالموقف الرسمي لحكوماتها، وفي اليمن سارع النظام ففتح المجال للأمريكيين ليتدخلوا في كل شؤونه؛ فتدخلوا في الإعلام وغيروا مناهج التربية، وتدخلوا في الخطاب الديني، وأنشأوا قواعد عسكرية، وتوجهوا للساحة الشعبية لاختراقها والسيطرة عليها.
وفي تلك المرحلة: تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) إحساسا بالمسؤولية الدينية، وإدراكا واعيا لخطورة ما يحدث، وإدراكا للعواقب السيئة، وتداركا للعقوبة الإلهية التي توعد الله بها الساكتين والمتخاذلين عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأمة المسلمة مسؤولة أمام الله حتى في الدفاع عن نفسها، وعن هويتها وأوطانها وكرامتها، ومسؤولة أن تواجه الظلم والظالمين.
عباد الله:
لقد تحرك الشهيد القائد بالمشروع القرآني مركزًا على التثقيف القرآني ليواجه الهجمة التثقيفية الفكرية الإعلامية الدعائية الأمريكية الصهيونية، التي تركز على إضلال الرؤية والتصور والفكر والموقف العربي؛ ولذلك نجد أنّ الكثير من أبناء الأمة لم يعودوا يدركون الواقع على حقيقته، وينظرون إلى ما يفعله الأمريكي والإسرائيلي وكأنه مجرد مواقف لحظية، ولا يدركون أنّ كل أفعالهم تأتي ضمن المشروع الصهيوني الذي يسعى للسيطرة على العالم، وطمس هوية الأمة المسلمة.
وتحرك الشهيد القائد بالصرخة في وجه المستكبرين كموقف ليكسر حاجز الصمت الذي تحاول أمريكا فرضه، وليعبر عن حالة السخط، وليقدم موقفًا يعبر في الحد الأدنى عن الرفض للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ويحصن الوضع الداخلي من الاختراق.
وتحرك بالدعوة إلى المقاطعة الاقتصادية كسلاح فعال؛ لأن الأعداء ينهبون ثروات بلداننا، ويستفيدون منها كأسواق لمنتجاتهم، ويستخدمون العقوبات الاقتصادية ضد كل البلدان التي تعارض هيمنتهم.
الإخوة المؤمنون:
لقد عرفت أمريكا أنّ المشروع الذي تحرك به الشهيد القائد سيعيق مشروعها الإجرامي، وسيفضح مكائدها؛ فدفعت بالنظام العميل - آنذاك - ضد المشروع القرآني؛ فتحرك في البداية بسجن المكبرين، والفصل من الوظائف والتشويه والتخويف؛ وفي الوقت الذي كان الأمريكي يحتل أفغانستان والعراق ويقتل أبناء الإسلام هناك والإسرائيلي يقتل الفلسطينيين كان النظام العميل يتحرك بكل جدية لمحاربة من يثقف الناس بخطورة الأمريكي والإسرائيلي، ويصرخ استنكارا لجرائمهم.
ثم دفع الأمريكي بالسلطة إلى الحرب العسكرية عام 2004م على الشهيد القائد ومن التفّ حوله، وبكل وحشية تم قصف البيوت وقتل الناس بكل وسيلة؛ لأنهم قالوا الموت لأمريكا فقط، ولم يكن الشهيد القائد يمتلك جيشا ولا مقاتلين مدربين بل مواطنين عاديين لا يمتلكون إلا سلاحهم الشخصي، واستُشهد الشهيد القائد واستُشهد معه الكثير في أسوأ مظلومية شهدتها الساحة اليمنية والمنطقة العربية، وكل ذلك إرضاءً لأمريكا وإسرائيل الذين قال الله عنهم: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، واستمرت الحروب على المشروع القرآني بإشراف أمريكي، حتى بلغت ستة حروب شاملة، وأكثر من عشرين حربا متقطعة، ولكنهم لم يحققوا أهدافهم؛ لأن الله يقول: {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ}، وبالصبر في سبيل الله يأتي النصر من الله لصالح أوليائه، وقد تزايد الوعي لدى أبناء الشعب اليمني، وصولا لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي تلاها هروب الأمريكي والمارينز من صنعاء، وبدأ انتصار المشروع القرآني على المشروع الأمريكي.
وعندها ظهر القلق لدى الإسرائيلي والأمريكي؛ لأنهم يعرفون أنّ هذا المشروع ليس مؤطرا في مستوى البلد، بل سيصبح نموذجا للآخرين في التحرر والحرية؛ فاتجه الأمريكي لتوريط السعودية لتدخل في عدوانها على اليمن لسنوات انتهت بهزيمتهم، وانتصر الشعب اليمني بمشروعه القرآني وبإيمانه وبعلاقته بالله، وأصبح في مستوى عظيم بفضل الله، ويعمل على مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني على مستوى المنطقة والعالم، ويهزمه ويكشف سوأته.
عباد الله الأكارم:
المشروع الذي ينبغي أن نتحرك فيه نحن كأمة مسلمة هو المشروع القرآني الذي ينسجم مع هويتنا الإسلامية الإيمانية، وهو المشروع الذي يوفر عاملا مؤثرا لاستنهاض الأمة، ويوفر للإنسان الحافز والدافع للتضحية، وفيه تحظى الأمة بعون الله ورعايته، ومشكلة الأمة كانت ولا زالت هي الجمود وانعدام الوعي بمستوى الخطر، والحيرة والغفلة وغياب الشعور بالمسؤولية، وهي بحاجة إلى استنهاض قرآني يهز الضمير والوجدان، وبحاجة إلى إعادة ضبط موقفها وتوجهاتها وولاءتها وعداوتها وفقا للمبادئ والتعليمات والأخلاق الإلهية؛
لتبتعد عن أن يحكم ولاءاتها الفوضى والمال.
وما أسوأ أن يصبح الأمريكي والإسرائيلي هو من يحدد للأمة من توالي ومن تعادي، ومن تسالم ومن تحارب وهم أكبر أعدائها الذين قال الله عنهم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ} وهذا من أسوأ الضلال.
المؤمنون الأكارم:
الموقف من اليهود والنصارى ليس مجرد وجهة نظر أو سياسة أو مصالح بل ارتباط مبدئي وأخلاقي وإنساني وديني، والمشروع القرآني هو الذي نحصل منه على الوعي والبصيرة والنور والحكمة وزكاء النفوس والشعور بالمسؤولية، وفي صدر الإسلام تحرك رسول الله صلى الله عليه وآله من نقطة الصفر، وبنى بالقرآن أمة تحمل راية الإسلام بالفضائل والحق والعدل؛ فتساقط أمامها كل الأعداء من اليهود والوثنيين والامبراطوريات الكبرى، وانتصرت الرسالة الإسلامية بذلك المشروع.
وتلك المسؤولية يجب أن تنهض بها الأمة اليوم كما نهضت بها سابقا، ويجب أن تستفيد مما تحمله من مقومات: أولها الهدى الإلهي المتمثل بنور القرآن الذي يكسبها الحكمة والرشد والزكاء، وما منحها الله من ثروات وموقع جغرافي مهم، ولكن الأمة أضاعت تلك المسؤولية، وأضاعت تلك المقومات؛ فتركت فراغا كبيرا في الساحة العالمية، واتجهت قوى الشر بظلمها وفسادها لتملأ ذلك الفراغ، وعانت البشرية كلها من أمريكا، بدءًا بالهنود الحمر إلى اليابانيين والفيتناميين، ووصولًا إلى المسلمين الذين تقتلهم أمريكا وإسرائيل بالملايين، وخلال العشرين عاما التي مرت - فقط - قتلت أمريكا أربعة مليون معظمهم من أطفال ونساء المسلمين، وفوق ذلك يتحمل المسلمون نتائج تفريطهم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️
_الخطبة الثانية_
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:
الأمة المسلمة هي المعنية أن تكون رائدة وقائمة بالدعوة إلى الخير والتصدي للشر، فهي من قال الله لها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} وقال أيضاً: {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ}، وهم المؤمل فيهم أن يعيدوا الاعتبار للكرامة الإنسانية بالأخلاق والعدل، أما الصهيونية وأذرعها فهي تمثل خطرا على كل شعوب الأرض، ورغم كلما يحدث من مؤامرات على الدين وأمة الدين يبقى للحق نوره وامتداده مهما كانت حالة الارتداد؛ فالله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
والرسالة الإلهية بقرآنها ونورها وبعدلها ومبادئها أتت لتبقى ولم تأت لتسقط وتضيع، فالله تعالى يقول: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، ويقول تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}، وهذه الوعود الإلهية تتحقق رغم أنف الأعداء المنحرفين عن رسالة الله تعالى، وهم متجهون حتما إلى الفشل.
وحال التائهين من أبناء الأمة الذين لا يثقون بوعود الله ولا يستبصرون بنور الله تجاه المتغيرات التي يصنعها الله لأوليائه كحال ابن نوح المنعزل عن نهج الحق الذي ناداه أبوه بقوله: {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ . قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}، ومن يتصور أنه بولائه لأمريكا وإسرائيل ونصرته لهم سيضمن مستقبله فهو خاسر وخائب كما قال الله: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
ونحن في مسيرتنا القرآنية وشعبنا اليمني العزيز ثابتون بهويتنا الإيمانية على مواقفنا ونهجنا وتوجهنا، ونعتمد على الله ونتوكل عليه ونثق به، ونناصر بحق وصدق أخوتنا المجاهدين في فلسطين، وقد عبرنا مراحل صعبة منذ بداية المشروع، وهزَمْنا الأمريكي وأذنابه، وبعون الله وتوفيقه أصبحنا في موقف عظيم ومتقدم، والنصر والعاقبة للمؤمنين مهما كانت مؤامرات المفسدين.
الإخوة المؤمنون:
في هذه الأيام تمر بنا ذكرى استشهاد رئيس الشهداء صالح الصماد الذي كان ثمرة من ثمار المشروع القرآني، وأحد خريجي مدرسة القرآن ومشروعه العظيم، وكان جبلاً من القيم والمبادئ والإخلاص والثبات، وتحمل مسؤولية رئاسة اليمن في أصعب مراحل العدوان، وقَبِلَ المسؤولية لأنه رجل المسؤولية، وكان ينظر للرئاسة كمغرم لا مغنم؛ فنصر الله بيده وقلبه ولسانه، وأدار شؤون البلد بعزم واقتدار، وكان همه الجهاد في سبيل الله في مواجهة المعتدين، ويرى في ذلك شرفاً لا نظير له فيقول: (لمسح الغبار من على أحذية المجاهدين أشرف من كل مناصب الدنيا)، وكان هدفه الدفاع عن الدين والوطن والمستضعفين لأنه أحد أعظم تلاميذ مدرسة القرآن وقرنائه.
إخواني المؤمنين:
بعد أن وفق الله في مشروع زراعة الأراضي الصلبة والكثبان الرملية في تهامة وتم الحصاد وكانت النتائج ممتازة والمنتج وفير وخاصة من محصول الدخن فإننا ندعو الإخوة المواطنين للإقبال على شراء الدخن وخلطه مع بقية الحبوب والتقليل من الدقيق الابيض المستورد نظراً لاضراره الصحية. أخي المواطن عند شراءك للحبوب المحلية فإنك تدعم اقتصاد بلدك وتخفض فاتورة الاستيراد وفي نفس الوقت تحمي جسمك من الأمراض التي يسببها الدقيق الأبيض المستورد، ويحصل جسمك على غذاء أمن ذو فائدة صحية.
*هذا وأكثروا في هذا اليوم* وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين فلسطين وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------