مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

 الجمهورية اليمنية

وزارة الأوقاف والإرشاد

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

------------------------------------

خطبة الجمعة الثالثة من شهر جماد الأول .

/ 17/ 5 /1442 هــ

(أحياء عند ربهم)

الخطبة الأولى

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد, ولا تحويه المشاهد, ولا تراه النواظر, ولا تحجبه السواتر, الحمد لله الذي جعل الجهاد باباً من أبواب الجنة فتحه لخاصة أوليائه, وجعل الشهادة في سبيله فوزاً في الدنيا والأخرى, القائل في كتابه العزيز: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.

ونشهد ألاّ إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهدُ أن سيّدنا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله, من بعثه الله بشيراً ونذيراً, وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً, فبلَّغ الرسالة, وأدّى الأمانة, ونصح الأمة, وجاهد في الله كل الطغاة والمستبدين والمستكبرين حتى أتاه اليقين, اللهم فصلِ على سيدنا محمدٍ وعلى آله الطاهرين, وارض عن صحابته المنتجبين.

أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم:

ولا زلنا في رحاب الشهداء وفي ذكرى الشهيد نتذكر القيم والأخلاق والمبادئ, نتذكر الوفاء والإخلاص والصدق, نجني العزة والكرامة من واحات الرجولة والإباء التي غرسها ورعاها وسقاها الشهداء بدمائهم الزاكية, وفي ذكرى الشهيد نتذكر الشهداء من الأنبياء والصالحين على مر التأريخ, ونتذكر النبي صلى الله عليه وآله وهو يربي أنصاره على التضحية ويرسخ فيهم روح الشهادة، نتذكره في بدر وهو يقول: (والذي نفس محمدٍ بيده ما يقاتلهم اليوم رجل فيُقتل صابراً محتسباً إلا أدخله الله الجنّة), ونتذكر الإمام علي (عليه السلام) وهو يقول: (إنَّ أكرَمَ الموتِ القتلُ والذي نفس ابن أبي طالب بيدهِ لألفُ ضربةٍ بالسيفِ أهونُ عليَّ من ميتةٍ على الفراشِ في غيرِ طاعة الله), ونتذكر الحسين (عليه السلام) وهو يقول:

إن كان دين محمدٍ لم يستقم إلا بقتلي يا سيوف خذيني

ونتذكر الإمام زيدًا (عليه السلام) وهو يقول: (الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها), ونتذكر مواقف شهدائنا البطولية وهم يسطرون أعظم آيات الصبر والثبات والرجولة في مواجهة العدوان.

عباد الله الأكارم:

الشهادة في اللغة تعني الحضور، وتعني الإدلاء بمعلومات عن قضية معينة، وكلاهما موجود في الشهداء الذين هم حاضرون بيننا بما قدموه من مواقف أثمرت عزاً ونصراً وكرامة؛ فالشهيد لم يغب فهو حي يرزق، وحاضر وشاهد ومطّلع، ويستبشر ويفرح، وقد شدد القرآن الكريم على أن الشهداء أحياء وإن كنا لا نشعر بحياتهم؛ فهو يأمرنا أن ننزه أقوالنا عن القول بأنهم أموات فقال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}البقرة (154), ويأمرنا أن ننزه مشاعرنا وتفكيرنا عن أن نحسب ونظن ونتخيل أن الشهداء أموات فقال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}(170) ال عمران.

 وهل كان الرزق يوماً مرتبط بالأموات؟! وهل كان الفرح والاستبشار إلا من صفات الأحياء؛ فالشهادة في سبيل الله تنطلق من مفهوم أن الإنسان بجوهره الإنساني والقيمي والأخلاقي هو أغلى وأعلى قيمة من كل الموجودات على الأرض, بل أغلى وأعلى قيمة من الأرض كلها ولذلك قال الإمام علي (عليه السلام): (اعلموا أنه ليس لأنفسكم ثمنٌ إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها) فكان الشهداء هم أكثر الناس ذكاءً وحكمةً وحنكةً وكانوا هم أذكى التجار وأكثرهم ربحاً, باعوا أنفسهم من الله فقدموا الشهادة على عظمة دين الله وعظمة تربيته, وفازوا في الدنيا والآخرة.

عباد الله المؤمنون:

وصل الشيطان بأوليائه إلى حد القتال في سبيله من أجل أن يسود طغيانهم وينتشر فسادهم وتتحقق مطامعهم المادية والمعنوية التي كلها على حساب المؤمنين المستضعفين, وهذا الذي نشاهده في الواقع؛ فالبعض تراه يُقاتِلُ في هذه الحياة لا لأجل دين ولا مبادئ ولا قيم ولا اهداف إلاَّ مطامع مادية بسيطة وتافهة بل ويُقتَل في سبيل الطمع المادي الحقير, والبعض يتحرك في هذه الحياة ويبذل كلما بوسعه ويقاتل بدافع التكبر والتجبر والغرور والطغيان, وهنا لابد لله أن يفتح سوقه، وأن يشجع أولياءه على القتال في سبيله بدافع الحق ومن أجل الموقف الحق والهدف السامي والقضية العادلة, ويقاتلون ويُقتَلون من أجل ذلك: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنّ َةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}التوبة (111)

 {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}النساء (76)

 تُرى كم هو الفارق كبير بين من يكون دافعه الهوى والطمع والتكبر والتجبر، وهدفه مطامع مادية حقيرة يريدها، أو منصب من مناصب الدنيا يتقلده - لا يدري هل سيصل إليه أم لا، وهل سيبقى فيه أم لا -؟ وبين من يكون دافعه الدين والقيم والحرية والحق والقضية العادلة، وهدفه أن يسود دين الله ومثُله العليا في الحياة ومنهجه وكتابه والعدل والحرية والكرامة؟ تُرى كم هو الفارق كبير بين من يكون هدفه أن يسود الطغاة بطغيانهم والمجرمين بإجرامهم والمفسدين بفسادهم، وأن يسود الظلم بدل العدل و الفساد بدل الصلاح والمنكر بدل المعروف والاستعباد بدل الحرية والإهانة بدل الكرامة، وبين من يكون هدفه أن تسود القيم والمبادئ القرآنية؟ كم هو الفارق بين من يُقتَل ليسود دين الله في الحياة وآخر يُقتل ليسود نهج أمريكا وطغيان أمريكا وإسرائيل في الحياة؟ كم هو الفارق بين من يُقتَل ليحيي الدين وبين من يُقتَل ليموت الدين؟ كم هو الفارق بين من يُقتَل لتتحرر أمته وشعبه وبين من يُقتَل لتُستَعمر وتُحتَل أمته وشعبه؟ {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}القلم (35)؛ فالشهيد هو من يُقتَل في سبيل الله بكل ما تعنيه الكلمة وليس كعنوان فقط, والحمد لله أن هذا هو حال شهدائنا في مسيرتنا القرآنية الذين يُقتلون في سبيل الله كعنوان وقضية ونهج وموقف ومضمون, وليس كما يفعل التكفيريون الذين يقاتلون تحت عنوان سبيل الله لكن بدوافع شيطانية ولمصلحة أمريكا واليهود, وكحال المرتزقة الذين يقاتلون بدافع الطمع والمال أو المناصب الموعودين بها, ويُقتلون لتُحتل أرضهم ويستعمر بلدهم.

أيها المؤمنون الأكارم:

لو كان هناك حل في مواجهة الطغاة والمستكبرين أفضل من الجهاد في سبيل الله لدلنا الله عليه وأمرنا به لأنه الرحيم سبحانه وتعالى بنا؛ ولكن الحل الوحيد أمام الطغاة والمستكبرين هو المواجهة والدفع والجهاد في سبيل الله ضد الطغاة والمستكبرين: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً}؛الحج (40) فكان عنوان (في سبيل الله) هو الضابط لحركة الشهداء بدءاً من الدافع الإنساني والإيماني الراقي من أجل الله تعالى، والنظيف من التكبر والطغيان, والبعيد عن التجبر والبغي والحقد, والخالي من الرياء وطلب السمعة والجاه والمنصب؛ بل من أجل الله وفي سبيله، ومن أجل المستضعفين من عباده؛ فقد ضحى الشهداء حتى لا تكون كلمة الله هي السفلى وكلمة أمريكا هي العليا, ضحى الشهداء حتى لا يُحتل الوطن وتُنهب الثروات وتُنتهك الأعراض, ضحى الشهداء لكي تمتلك الأمة قرارها وتضعه كما أراد الله, ضحى الشهداء لتتمكن الأمة من بناء نفسها وتزرع وتصنع وترفع رأسها وترفع كلمة الله ودينه. 

الأخوة المؤمنون:

القتال في سبيل الله لا يعني أن نقدم جميلاً إلى الله أو معروفاً؛ فالله لا ينتفع بشيء إن تحركنا, ولا ينتفع بشيء إن قاتلنا، ولا يخسر شيئا إن قُتلنا؛ فالربح والخسارة لاتصل إلى الله, القتال في سبيل الله, والشهادة في سبيل الله, فوزٌ للإنسان نفسه كما قال الله تعالى: {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}العنكبوت (6) وقال: {وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } هي فوز؛ لأن الإنسان يفوز بواسطتها برضوان الله ويصل إلى الجنة, وهي فوز؛ لأنه ينتج عنها فوز في واقع الحياة, وأثر عظيم في واقع الحياة, وينتج عنها نفوسًا عظيمة لدى الأمة التي تضحي, نفوساً أبية, نفوساً راقية, عالية الهمة, ينتج عنها أمة قوية العزم والإرادة, يصعب على الأعداء أن يكسروها أو يغلبوها, هي فوز للشهيد وفوز لأسرته وفوز لأمته؛ فكم هي الشواهد التي نراها في واقع الحياة عن أثر الشهادة والشهداء في الحياة بداية من زمن النبي صلى الله عليه وآله الذي أنتج بثقافة الشهادة التي رسخها أمةً عظيمة قوية قهرت إمبراطوريات العالم المستكبر في ذلك الزمن, واليوم نرى الشواهد في واقع الحياة عن أثر الشهادة في واقع شعبنا الذي أصبح رقماً صعباً يصعب على القوى المستكبرة أن تركعه وتخضعه لإرادتها وطغيانها, ونرى الشواهد في واقع شعوب وتكوينات المقاومة التي كسرت طغيان أمريكا وإسرائيل حين حملت ثقافة الشهادة في سبيل الله.

 بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

  • الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وأشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له, وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.

أما بعد/ إخوة الايمان:

عندما نتأمل القرآن ونتأمل الواقع نعرف ما الذي تحقق للشهداء عند الله وما الذي حققوه للأمة من بعدهم من خلال الآتي:

أولاً: لعظيم مكانة الشهداء عند الله هو الذي يختارهم ويتخذهم اتخاذاً كما قال تعالى: {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء}ال عمران (140) ويجعلهم رفاق الأنبياء في الجنة فقال: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً} النساء(69) وفي يوم القيامة يتم دعوة النبيين والشهداء معهم كما قال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ},الزمر (69) ضحوا بحياتهم فبقيت لهم حياتهم, وضحوا بالدنيا الفانية فأورثهم الله الجنة الأبدية.

ثانياً: الشهداء هم من صنعوا الانتصارات المتتالية, وهم من جعلوا من شعبنا اليمني رقماً صعباً يحسب الأعداء له ألف حساب, وهم من صنعوا بدمائهم الصواريخ التي تضرب العدو, والمدرعات والقناصات والهاونات والطيران المسيَّر وغيرها من الأسلحة التي أمتلكها شعبنا, وهم من أحيّوا فينا العزة والإباء, وهم من يُحدِثون اليوم ثورةً زراعية وصناعية وهم لا زالوا الدافع الأقوى نحو الانتصار, وهم من جرَّعوا العدو الهزائم والنكسات, وهم من أسقطوا هيبة أمريكا وهيبة عملائها وسلاحها ومرغوه بالتراب, الشهداء هم من نتحرك اليوم في مزارعنا وأسواقنا آمنين بفضل دمائهم, وهم من دفعوا عن مناطقنا ما نراه في الجنوب من اغتيالات واختلالات واغتصابات وإهانات.

ثالثاً: الشهداء في سبيل الله هم أساتذة لنا في مدرسة الشهادة, نتعلم منهم السمو والرفعة والتضحية والمعرفة الحقيقية لله تعالى، والذوبان في الله والنظرة الصحيحة والتقييم الصحيح لهذه الحياة, والأخلاق والقيم والمبادئ التي عجز الكثير من الناس عن معرفتها وتفسيرها وترجمتها كما فعل الشهداء؛ فهم من ضحَّوا بكل ما يملكون من أجل الله وفي سبيله, ومن أجل الحق والعدل والحرية وفي سبيل المستضعفين الذين يعمل الطغاة على استعبادهم وإذلالهم وإهانتهم ولذا فأن واجبنا كبير أمام الشهداء وأسر الشهداء ومهما تكلمنا عن الشهداء فلا يمكن أن نفيَ بحقهم كما قال الشاعر:

كثير مديحي في بطولاتكم نزرُ فأنتم شموس الحق والأنجم الزهرُ

وأنتم سيوف الله في الأرض سلّها رجالاً يضيق الكون بالبغيِ إن كروا

وشتان جوداً بين من كان رِفدهُ مداداً وثانٍ رِفده القلب والنحرُ

وبحرينِ هذا ماؤه الحرف والرؤى وهذا الدم الفوّار والمهج الخضرُ

ولكن من باب الوفاء لهم أولاً: علينا دائماً إحياء ذكرى الشهداء وتخليد ذكراهم من خلال هذه المناسبة ومن خلال اطلاق أسماءهم على المواليد, وعلى شوارع وحارات وأماكن عامة ومدارس ومستشفيات وقاعات وعمليات عسكرية ودفع تخرج وغيرها من الوسائل, وكذا العمل على كتابة تأريخهم في مؤلفات خاصة وانتاج الأفلام والمسلسلات الموثقة لحياتهم, والاحتفاظ بآثارهم وآثار ما فعلوه في العدو من تنكيل وضربات.

ثانياً: من واجبنا الوفاء للقيم والمبادئ التي ضحوا من أجلها, وأن نملأ الفراغ الذي تركه الشهداء في الجبهات وهذا هو أكبر وفاء لتضحياتهم:

ما لم نعبر بالنفير عن الوفاء فنحن شعبٌ أخطأ التعبيرا

وندكُّ جيش المعتدين تيمناً بالمؤمنين الصادقين شعورا

ونرى أهاليهم وقد وجدوا بنا شهداءهم متجسدين حضورا

ثالثاً: واجبنا الكبير نحو أسر الشهداء, وكلما نقدمه لهم مهما كان كبيراً لا يمكن أن يساوي ما قدموه أبداً؛ فقد قدموا الأرواح الزاكية والدماء الطاهرة؛ فواجبنا شعبياً ورسمياً الاهتمام الأقصى معنوياً ومادياً بأسر الشهداء فهم أمانة في أعناقنا جميعاً.

الأخوة المؤمنون:

إن وضعيتنا اليوم في شعب الإيمان والحكمة بفضل الله وبفضل القيادة القرآنية الحكيمة وبفضل دماء الشهداء هي أقوى وأرقى وأعظم من أي مرحلة سابقة؛ ففيما كانت ذكرى الشهيد في الماضي تنحصر في منطقة صغيرة, وفيما كانت روحية الشهادة في نسبة محدودة من أبناء الشعب اليمني؛ نرى اليوم الاحتفال بذكرى الشهيد في معظم أرجاء الشعب اليمني ونرى روح الشهادة مترسخة في معظم أبناء الشعب اليمني, تلك الروحية التي هزمت العدوان وأزلام وأولياء العدوان, تلك الروحية التي أصبحت متجذرة في نفوس أبناء الشعب الحرة والأبية والتي أزعجت الطغاة وهزمتهم.

إخواني المؤمنين :

الزراعة من المهن اللازمة لحياة البشرية، والتي لا تحيا بدونها، وقد ورد في القرآن الكريم بعضُ الآيات التي تلفت انتباه الناس إلى ذلك؛ منها قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأ َرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ* وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ} 

 وقال عزَّ وجل-: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًافَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} 

إن مدى إهتمام وعناية شريعتنا السمحة بزراعة الأرض وغراستها، هاتان الركيزتان تعتبران في عصرنا إحدى أعمدة النهضة الإقتصادية.

وتنمية هذين الموردين الغذائيين بالطرق العصرية تساهم بكيفية فعالة في ازدهار الإقتصاد الوطني، وزيادة الدخل الفردي، والإكتفاء الغذائي الذاتي المنشود

ودور المجتمع دور كبير في التنمية الزراعية من خلال أن يكون مبادر في الإسهام بكل ما يمكن تقديمه في النهوض بالقطاع الزراعي

 

هذا واكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عز من قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم, وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, وعلى زوجته الحوراء، سيدة النساء في الدنيا والأخرى فاطمة البتول الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارض اللهم برضاك عن صحابة نبيك الأخيار, من المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كل همٍ فرجاً, ومن كل ضيقٍ مخرجاً, ومن النار النجا, اللهم انصر علم الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكل من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} 

عباد الله:

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صادر عن الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بديوان عام الوزارة.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر