مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

العنوان: ( صفات المؤمنين ومصاديق الإيمان  ) 
التاريخ: 18/ 8 / 1444ه‍
الموافق: 10 / 3 / 2023م 
الرقم:(34)
_____

▪️خطبة الجمعة الثالثة    مــن شهــر شعبان   1444ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
أولاً: النقاط 

  • نقاط الجمعة 

1-شهر رمضان يعتبر من أهم الفرص التي ينبغي استغلالها بالذكر وقراءة القرآن وغير ذلك ولا بد من استقباله بالتوبة النصوح
2-صفات المؤمنين ومسؤولياتهم الأخلاقية والعملية أخذت مساحة واسعة في القرآن الكريم ومن أهمها الإخلاص لله والتحرك في سبيله
3-الإيمان الصادق والواعي يجعل القلوب متعلقة بالله وواثقة به ومطمئنة بذكره ويربي على الصدق والثبات والأكل من الحلال والابتعاد عن الربا
4-من أعظم صور الإحسان  إغاثة الملهوف وإدخال السرور إلى قلوب الفقراء والمساكين والتخفيف من معاناة المرضى 
5-من المهم التعاون مع هيئة الأوقاف لتنظيف المساجد وتوفير احتياجاتها قبل رمضان ضمن حملة 
(أن طهرا بيتي) والإهتمام بتسديد مستحقات الأوقاف 
6-أمام التحركات الأمريكية في المحافظات الجنوبية لابد من الاستعانة بالله وإعداد أنفسنا لإخراج المحتل من كل شبر من أرض الوطن خصوصا ونحن في نهاية العام الثامن من الصمود في مواجهة العدوان.
▪️ ثانياً: الخطبة 
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب النصر والنجاة لعباده المؤمنين كما كتبها لصفوة عباده المرسلين، القائل سبحانه: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ . يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
وأشهد أن صفوة النبيين وأسوة المؤمنين محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين السباقين في ميادين الإيمان، والمسارعين في أبواب الإحسان، أعلامُ الهداية وقرناء القرآن، ورضوان الله عن الصحابة المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
أيامٌ وليالٍ قليلةٌ تفصلنا عن شهر رمضان العظيم والمبارك، شهر رمضان القادم على يمننا وأمتنا ببركاته ونفحاته ورحمته ومغفرته وعتقه لرقاب المؤمنين والمؤمنات من النار.
إنّ شهر رمضان يستحق منا أن نتهيأ لاستقباله منذ هذه اللحظة، وأن نستقبله الاستقبال الإيماني اللائق به، استقبال الواعين بفضله، العاشقين لقدومه، المسرورين بوصوله بعد غيابه، وأن نتهيأ لقدومه نفسيًا ووجدانيًا بإنابة صادقة وتوبة نصوح، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ . وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ).
ويجب أن يكون سرورنا وسعادتنا بقدوم شهر رمضان أكبر وأعظم من سعادة أحدنا بقدوم من غاب عنه، وعودة من اشتاق لعودته وانتظر لقياه واستأنس به، وأعظم من أنس الأم الشفيقة بولدها البار الذي تحبه.
وإنّ مشاعرنا وقلوبنا يجب أن تتعامل مع قدوم شهر الله هذا التعامل الإيماني الذي نُقدم فيه الشاهد على أننا أشد حبا لله وعشقا لمرضاته وشوقا إلى جنته من خلال التعرض لنفحاته، كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (تعرضوا لله في أيامكم فإن لله عز وجل نفحات عسى أن يصيبكم منها واحدة لا تشقون بعدها أبدا) وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (الْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ) وشهر رمضان القادم إلينا بعد أيام من أعظم فرص ومواسم الخير.
عباد الله:
إنّ صفات المؤمنين والمؤمنات ومسؤولياتهم الإيمانية والأخلاقية والتربوية والاجتماعية والجهادية أخذت مساحة كبيرة، واحتلت موقعًا واسعًا في كثيرٍ من آيات وسور القرآن الكريم، وهناك مئات الآيات التي تتكلم عن المؤمنين ومصاديق الإيمان في كل ميادين الحياة والمقام لا يتسع لتناولها، وسنكتفي بالذكر والتذكير لبعضٍ منها، لعل وعسى أن نجعل منها زادًا روحيًا وطاقةً إيمانية تعيننا على استحقاق مرضاة الله، ونيل مغفرته، والحصول على توفيقه، والوصول إلى رضاه ورضوانه، والفوز بجنته التي وعد الله بها عباده المؤمنين وأولياءه المتقين المستجيبين له، الخائفين منه، المستعدين للقائه بالعمل الصالح والإخلاص الكامل والصادق، قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ

بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) هذه الآية المباركة التي هي آخر آية من سورة الكهف نزلت لتحث المؤمنين على العمل الصالح، وتأمرهم بالإخلاص، وتحذرهم من الرياء والبحث عن الشهرة والسمعة، ولنأخذ الدرس والعبرة من رسول الله قدوة المخلصين، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله: أتصدق بالصدقة ألتمس بها وجه الله وأحب أن يقال فِيَّ خير؟ فنزلت {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
وإنّ الإخلاص لله تعالى في كل النيات والأقوال والأعمال هو من أهم الصفات والأسس والمنطلقات الإيمانية التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون والمؤمنات وهم يتحركون في هذه الحياة في كل ميادين العمل والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم في دار الدينا الفانية التي قال عنها أمير المؤمنين عليه السلام: (مَا أَصِفُ مِنْ دَارٍ أَوَّلُهَا عَنَاءٌ وَآخِرُهَا فَنَاءٌ فِي حَلَالِهَا حِسَابٌ وَفِي حَرَامِهَا عِقَابٌ، مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ وَمَنْ سَاعَاهَا فَاتَتْهُ وَمَنْ قَعَدَ عَنْهَا وَاتَتْهُ وَمَنْ أَبْصَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ وَمَنْ أَبْصَرَ إِلَيْهَا أَعْمَتْهُ) وقال أمير المؤمنين وهو يُرغب المؤمنين في الورع والعفة والنزاهة والقناعة أيضا: (أَيُّهَا النَّاسُ الزَّهَادَةُ قِصَرُ الْأَمَلِ وَالشُّكْرُ عِنْدَ النِّعَمِ وَالتَّوَرُّعُ عِنْدَ الْمَحَارِمِ فَإِنْ عَزَبَ ذَلِكَ عَنْكُمْ فَلَا يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَكُمْ وَلَا تَنْسَوْا عِنْدَ النِّعَمِ شُكْرَكُمْ فَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ بِحُجَجٍ مُسْفِرَةٍ ظَاهِرَةٍ وَكُتُبٍ بَارِزَةِ الْعُذْرِ وَاضِحَةٍ).
وإنّ الإيمان الصادق والواعي هو الذي يجعل قلوب المؤمنين متعلقة بالله، وواثقة به، ومطمئنة بذكره في الحياة الدنيا، والإيمان الصادق بالله هو القربة التي يمكن أن نتقرب بها إلى الله للفوز في الآخرة قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ . دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
ولنتأمل جيدًا فيما قاله الإمام علي عن وصف الإيمان ومصاديقه العملية حيث يقول: (فَبِالْإِيمَانِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحَاتِ، وَبِالصَّالِحَاتِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الْإِيمَانِ، وَبِالْإِيمَانِ يُعْمَرُ الْعِلْمُ، وَبِالْعِلْمِ يُرْهَبُ الْمَوْتُ، وَبِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا، وَبِالدُّنْيَا تُحْرَزُ الْآخِرَةُ، وَبِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ وَتُبَرَّزُ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ).
ويقول عليه السلام: (الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ، وَأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ).
أيها المؤمنون:
إن الإيمان بالله يربي المؤمنين والمؤمنات على الصدق في القول، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
والإيمان بالله يربي المؤمنين والمؤمنات على الصدق والثبات في الموقف، قال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) والمرحلة اليوم تتطلب من جميع المؤمنين والمؤمنات: المزيد من الثبات والصبر والصمود والإيمان الراسخ بعدالة القضية التي نؤمن بها، ونجاهد المعتدين من أجلها، ونسترخص الأرواح في سبيل الله من أجل أن تكون عبوديتنا لله وحده أمام من اختاروا لأنفسهم أن يكونوا عبيدًا وخدامًا لأمريكا والنظام السعودي والإماراتي الذين لا صلة لهم بالإيمان ولا بالإسلام ولا بالقرآن، وينبغي أن نجعل من الإيمان زادا ومنطلقا ومفتاحا للسكينة والطمأنينة، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا . لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا).

وكذلك الصدق في الشهادة؛ فإذا ما شَهِدَ الإنسان المؤمن على أمر من الأمور أو في قضية من القضايا فإن شهادته لا بد أن تكون بالحق ولإحقاق الحق؛ لأن صدق الصادقين يهديهم إلى البر كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله من الصديقين، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كاذباً). والإيمان الصادق الواعي يربي المؤمنين والمؤمنين على أكل الحلال والبعد عن الحرام، ومن أخطر وأشد الأمور التي ينتهي عنها المؤمنون ويخافون من القرب منها، هو: الربا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) وكفى بهذا زاجرًا وتخويفا من الربا، والمؤمنون الورعون وقّافون عند الشبهات، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق العصيان، واجعلنا من الراشدين.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
▪️ الخطبة الثانية▪️
(أهمية الإحسان وتطهير بيوت الرحمن ومواجهة تحالف العدوان)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ . لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحب التوابين ويحب المطّهرين، وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
فلنكن على علم ويقين أن رحمة الله لا يستحقها إلا عباده المتراحمون، ورحمة الله قريب من المؤمنين المحسنين قال تعالى:  (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
ويكفي المسارعين في الإحسان فخرًا وشرفًا وتكريمًا وفوزًا أن الله يحبهم، كما قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
ومن أهم وأعظم صور الإحسان: إغاثة الملهوف، وتنفيس كربة المكروبين، وقضاء حوائج المحتاجين، وإدخال السرور على قلوب الفقراء والمساكين والنازحين، والتخفيف من معاناة وآلام المرضى وتوفير الدواء لهم، يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَهُ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُسْلِمٍ يَسَّرَ الله عَلَيْهِ) وقال الإمام علي عليه السلام: (مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمَكْرُوبِ).
فلنستقبل شهر رمضان بالمسارعة في كل أبواب الخير والإحسان، ولنروض أنفسنا من اليوم على السخاء والعطاء ومواساة المحرومين، ولا ننتظر حتى يدخل رمضان لأننا قد لا نعيش إلا ساعة أو يوما، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
وعلينا جميعا أن نتفقد جيراننا، وأن نسأل عنهم ونحسن إليهم ونتعاهدهم ونشعرهم بأننا قريبون منهم، ونحب لهم ما نحب لأنفسنا حتى نُكتب عند الله من المؤمنين، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ما آمن بالله فقالوا مَن يا رسول الله، فقال من بات شبعان وجاره جائع وهو يشعر) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (البر وحسن الخلق والجوار زيادة في الرزق وعمارة للديار).

عباد الله:
كذلك لا ننسى أن نُذكرَ أنفسنا وأن نذكرَكم بأهمية الطهارة والنظافة؛ فكما أن النساء المؤمنات يقمن بتنظيف البيوت وترتيب المنازل قبل شهر رمضان؛ فإن بيوت الله أولى بالاهتمام والترتيب والتطهير والنظافة؛ فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن تُبنى المساجد وأن تطيب وتطهر وتنظف، وأن تجعل على أبوابها المطاهر. 
وحذّر رسول الله من إدخال الروائح الكريهة إلى المساجد وأذية المؤمنين المصلين والملائكة المقربين بالروائح الكريهة، حيث قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: (من أكل ثوماً، أو بصلا، فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته) وعلينا أن نتعاون مع هيئة الاوقاف في تنظيف وتطهير المساجد حيث أعلنت عن حملة بمئات الملايين لتنظيف المساجد لاستقبال رمضان.
كما أن علينا أن نُبرئ ذمتنا أمام الله بتسديد مستحقات الأوقاف؛ فالوقف هو الغريم الصامت، وقد شاهدنا الذين تلاعبوا بأموال الأوقاف كيف نزلت بهم العقوبة العاجلة في نفوسهم وأولادهم، وكيف تدمرت حياتهم بسبب أكل مال الأوقاف فاعتبروا يا أولي الأبصار.
وفي الأخير:
لعلكم تابعتم وشاهدتم مستجدات الأحداث، وإلى أين وصلت الوقاحة والسفاهة بأمريكا وأدواتها من المرتزقة الذين هيؤوا الساحة لتواجد الأمريكيين والإسرائيليين في حضرموت والمهرة وسقطرى والمخا، وباعوا السيادة الوطنية، وتلك التحركات الشيطانية والممارسات الاستفزازية والزيارات التآمرية يجب أن تُرفض وتُقاوم، ويجب أن نكون على أهبة الاستعداد لإخراج المحتل والمستعمر الجديد الذي يسعى لبناء قواعد عسكرية لحماية إسرائيل ونهب ثروات اليمن.
فاليوم الحقائق تتكشف أكثر من أي وقت مضى، ونحن على مشارف العام الثامن من الصمود في وجه العدوان، وقادمون في العام التاسع، ومع مرور كل شهر وسنة: تظهر الأهداف الحقيقية لتحالف العدوان، وتتجلى حقيقة المرتزقة والخونة الذين خانوا الله ورسوله والمؤمنين، وباعوا وطنهم للأجنبي، وارتضوا لأنفسهم أن يكونوا خُدامًا لأهداف أمريكا الشيطانية.
فما علينا إلا أن نستعين بالله، ونعد العدة لجهاد المحتل حتى تطهير كل شبر من اليمن، والله معنا وناصرنا وكفى بالله وليًا وكفى بالله نصيرًا.
وعلى المغرر بهم الواقفين في صف العدوان أن يراجعوا حساباتهم، ويتوبوا من كبرهم وعنادهم، ويعودوا إلى الحق، ويمسحوا عار التبعية والارتهان قبل فوات الأوان، وعلى تحالف العدوان أن يأخذ نصح وتحذير القيادة باهتمام؛ فقد نصحهم وحذرهم من مغبة التمادي والإصرار على الحصار والعدوان، وإلا فعليهم أن ينتظروا ما لم يكن في الحسبان، وصدق الله القائل: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
عباد الله لا ننسى 
أن واجبنا جميعا التوجه لشراء القمح الجوفي دعما وتشجيعا للمزارع، حتى يقبل على زراعة القمح في الموسم القادم ، فالجوف تمتلك أرض واسعة وخصبة صالحة لزراعة القمح ، وكذلك تتوفر فيها المياه بكميات كبيرة ،فندعو الإخوة المواطنين لشراء القمح الجوفي، وكذلك التجار وخاصة مستوردي القمح الخارجي عليهم شراء المنتج من المزارعين، وأصحاب الأفران فالكل مسؤول والكل معني بدعم المزارعين في الجوف من خلال شراء القمح منهم

هذا وصلوا وسلموا على رسول الله محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين، لا سيما باب مدينة علمه علي أمير المؤمنين، وعلى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وعلى ولديهما الحسنين السبطين الشهيدين الحسن والحسين، وعلى جميع الآل الأكرمين، ورضوان الله على الصحابة الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين.
يا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ، وَيَا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلشَّاكِرِينَ، وَيَا مَنْ طَاعَتُهُ نَجَاةٌ لِلْمُطِيعِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاشْغَلْ قُلُوبَنَا بِذِكْرِكَ عَنْ كُلِّ ذِكْر، وَأَلْسِنَتَنَا بِشُكْرِكَ عَنْ كُلِّ شُكْر وَجَوَارِحَنَا بِطَاعَتِكَ عَنْ كُلِّ طَاعَة.
اللهم انصرنا على المعتدين الظالمين الطغاة المتكبرين آل سعود ومن ساعدهم والإماراتيين ومن تآمر معهم والأمريكيين ومن تولاهم واليهود ومن طبع معهم.
اللهم ارحم وتقبل شهداءنا، واشف جرحانا ومرضانا، وفك أسرانا، واكشف مصير مفقودينا، وأصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واحفظ علم الهدى، وأيد به الدين، وأقم به شريعة جده سيد المرسلين، واقمع به الفساد والمفسدين والمعاندين، وحُف مقامه بالصالحين، اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة.

عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖➖
صادر عــن الإدارة العامـــة للخطباء والمرشدين
 بديــوان عــام الــوزارة .
...............


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر