الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة عيدالجمعة الثالثة من شهر ذي الحجة 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: (الولاية الإلهية وآثارها )
التاريخ: 15/ ذي الحجة / 1445هجرية
الموافق: 21 / 6 / 2024ميلادية
الرقم : [51]
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً: نقاط الخطبة:
1- لله وحده الولاية الشاملة على جميع خلقه في كل جوانبها، وفهم الأمة المغلوط لولاية الأمر فتح المجال لولاية الظالمين وأخضعها لهم
2- ما أعلنه النبي يوم الغدير كان تنفيذا لتوجيهات الله، وتجسيدا لامتداد الولاية الإلهية في واقع البشر
3- غياب الولاية الإلهية عن الأمة غيب دورها الحضاري فلم تستطع الأمة القيام بمسؤوليتها، ولا دفع الشر عن نفسها، وتخاذل الأمة عن نصرة غزة شاهد على ذلك
4- الولاية الإلهية في الشعب اليمني أخرجته من الظلمات إلى النور في كل جوانب الحياة
5- الانتصارات العسكرية والأمنية للشعب اليمني ضد إسرائيل وأمريكا، والتصنيع والتطور في القدرات هو نتيجة للتولي الصادق: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)
6- ندعو الجميع إلى الحضور الفاعل في يوم الولاية لنعلن ولايتنا لله ورسوله والإمام علي كما أعلنها النبي يوم الغدير، ونعلن رفضنا للولاية الأمريكية الصهيونية، وثباتنا مع غزة حتى النصر بإذن الله.
▪️ثانياً: نـص الخـطبة:
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عِنِ الأبْصَارِ بِالْعِزَّةِ، خالِقٌ لا نَظِيرَ لَهُ، ووَاحَدٌ لا نِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْؤَ لَهُ، وَفاطِرٌ لا شَرِيكَ لَهُ، القائلِ في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمةِ؛ فدَفَنَ اللَّهُ بِهِ الضَّغَائِنَ، وَأَطْفَأَ بِهِ الثَّوَائِرَ، وأَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً، وخلَّفَ فينا راية الحق، من تقدمها مَرَقَ، ومن تخلف عنها زَهَقَ، ومن لزمها لَحِقَ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
يقول الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} من هذه الآية يتبين لنا أنّ الله تعالى هو من له وحده الولاية على الكون كله؛ فهو مالكه وملكه، وولايته شاملة: ولاية ألوهية باعتباره وحده المعبود بحق في هذا العالم من كل الكائنات الواعية، وولاية ربوبية؛ فهو وحده رب السماوات والأرض وما بينهما، والجميع في هذا العالم عبيد له وهو المربي لهم، وهو القائم بتدبير وتصريف شؤون هذا الكون بكل ما فيه باستمرار، وهو خالق هذا الكون بسننه التي لا يمكن أن يخرج عنها شيء، ولكن بعض المسلمين ينظر إلى الولاية الإلهية كولاية خدمية فقط؛ فالله في تصورهم يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويشفي، ويعطينا احتياجاتنا في هذه الحياة، ولا يتدخل في بقية شؤون حياتنا، والبعض ينظرون إلى الولاية الإلهية كولاية خدمية وتشريعية، وكأن الله يشرع لنا أيضاً باعتباره إلهنا، فيحلّ ويحرم ولكن من دون أن يتدخل في التنفيذ، وكلا الاتجاهين ينظران إلى أنّ القيام بأمر الأمة ليس لله علاقة به، وجعلوا هذا الأمر بيد الآخرين، وهذه الرؤية العقيمة فتحت المجال للجائرين والظالمين والفاسدين، وقدمت التبرير والشرعنة لأن يدير شؤون الأمة الإسلامية كل من هبّ ودبّ، إما بقوة السلاح أو بإغراء المال، وأنّ من تمكن من أن يسيطر في واقع الأمة فعليها طاعته، حتى لو كان جاهلاً جائراً فاجراً فاسقاً، وبذلك جعلوا الإسلام مطية لأولئك الذين ظلموا الأمة، وأفقدوها قيمة الإسلام في مشروعه الحضاري التربوي، وضحوا بها إرضاء لأمريكا وإسرائيل.
المؤمنون الأكارم:
الرؤية القرآنية في قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}، والتي أكدها الرسول صلى الله عليه وآله في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة في غدير خم بقوله : (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) تقدم رؤية
إيجابية وبنّاءة وعظيمة، ويفترض
بالأمة أن تعرف أهميتها، وأن تعرف خطورة تلك النظرة التي أوصلت الأمة الإسلامية في هذا العصر إلى مستوى أن تكون أكثر الأمم غبناً وجهلاً وسقوطاً وتبعيةً للأمم الأخرى، فالله له ولاية الملك الحصري لهذا العالم بكله، وتمتد ولايته إلى جانب الهداية والإرشاد.
الإخوة المؤمنون:
عندما يقول الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ}، فهو ولينا، أي: له ولاية الألوهية والربوبية والتشريع والهداية في كل نواحي حياتنا، وعندما يقول: {وَرَسُولُهُ} فالرسول يمثل امتدادا لهذه الولاية في واقعها البشري، وكامتداد للنبي قدّم الله تعالى الإمام عليا في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} بمواصفاته الإيمانية الراقية، من حيث الإيمان والاهتمام بأمر المستضعفين حتى في صلاته، ولكي يستمر المشروع الإلهي فقد قدمه النبي في يوم الغدير بشخصه في قوله صلى الله عليه وآله: ((فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَليٌ مَوْلَاهُ)) لأن الإمام عليا في هذه الأمة بعد نبيها هو أرقى هذه الأمة في كماله ومستواه الإيماني، وارتباطه بالمشروع الإلهي علما وعملا وتخلقا بأخلاقه، والتزاما بقيمه ومبادئه، ولأن ولاية الإمام علي لم تكن مجرد سلطة فإنها لم تنته باستشهاده؛ لأنها ولاية اقتداء واهتداء؛ لتبقى الأمة مرتبطةً بها على مدى الزمن في كل الأجيال، وعندما تترك الأمة ولاية الله ورسوله والذين آمنوا فإن البديل هي ولاية الشيطان وأولياء الشيطان من اليهود.
عباد الله:
لكي نعرف أثر غياب الولاية الإلهية فإنّ علينا أن ننظر إلى واقع الأمة اليوم؛ لأنها عندما تركت الولاية الإلهية سقطت في ولاية أمريكا وإسرائيل، وخضعت لمن أذلهم الله، ورضيت عن اليهود والنصارى الذين لم ولن يرضوا عنها، وخافت من أمريكا ولم تخف من الله، وتذكرت قوة أمريكا ونسيت قوة الله ونسيت نفسها، وانصاعت لأمريكا وهي تفعل مع إسرائيل بأبناء فلسطين من الجرائم ما لا يرضاه الله ولا رسوله ولا قيم العرب وأخلاقهم ونجدتهم، ولا يرضاه من بني الإنسان الكثير من الزعماء والشعوب غير المسلمة، وعندما غابت عن الأمة الولاية الإلهية رأينا أمتنا اليوم ذليلة مقهورة مغلوبة، يصل عددها إلى مئات الملايين ولكن لا أثر لها في حماية أبنائها ومقدساتها، ولا أثر لها في دفع الشر والضر عن نفسها، ولا في نشر الخير والسلام والهدى لغيرها، وعندما غابت الولاية الإلهية رأينا أمة تمتلك الكثير من الثروات النفطية والمعدنية في باطن الأرض، وتمتلك الكثير من النعم في ظاهرها، ولكن شعوبها تعيش حالة الفقر والعوز والحاجة، أمة لديها أعظم نور وهدى ومنهجية هو القرآن كلام الله وكتابه الذي أنزله إلى سيد خلقه ورسله محمد صلوات الله عليه وآله ولكنها تعيش متخبطة عمياء فاقدة للبصيرة وللحكمة، لا تفرق بين ما يضرها وما ينفعها، ولا تعرف وليها من عدوها، بل وتستورد من الشرق والغرب فكرها وثقافتها وكأن الله لم يعطها من الهدى ومن البصائر شيئاً! وعندما غابت الولاية الإلهية رأينا أمة تمتلك أرضًا واسعة، ومناخًا زراعيًا عظيمًا، ولكنها تعيش معتمدة في قوتها الضروري على أعدائها، أمة أعطاها الله موقعاً جغرافياً متميزاً، وممرات بحرية هي الأهم في العالم كله لكنها لا تمتلك قرارها ولا تستطيع أن تستخدمها فيما يخدم دينها ويحفظ كرامتها، ورأينا أمة لا تستطيع أن تستخدم ما منحها الله من الإمكانات والمقومات والموارد كقوة تحقق مصالحها وعزتها، أمة يُحرق كتابها القرآن الكريم ويمزق أمام ناظريها ثم لا تغضب ولا تتحرك، أمة يُرتكب بحق أبنائها على مدى أكثر من ثمانية أشهر في غزة يوميا عشرات المجازر، ويقتل اليهود منهم مئات الشهداء أكثرهم أطفال ونساء ورغم كل ذلك تتفرج، وبإمكانها أن تفعل الكثير، أمة تمتلك الأسلحة بأنواعها من طائرات ودبابات وأسلحة ثقيلة وخفيفة وجيوش مدربة ثم لا تستطيع أن تحرك ساكنا من أجل أبنائها ومقدساتها، بل تتجه حكوماتها العميلة للتطبيع مع عدوها وتخون أمتها ودينها، أمة لم يعد لدينها ولا لعروبتها ولا لإنسانيتها أثر في الواقع، أمة فقدت غيرتها وشهامتها ونخوتها، أمة يستخدم العدو ضدها كل شيء ولا تستطيع أن تستخدم ضده شيء؟ǃ وما مشكلة الأمة إلا ابتعادها عن الولاية بمفهومها القرآني.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
المؤمنون الأكارم:
عندما يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، والنور والظلام كلاهما عبارة عن مفاهيم وعقائد وأفكار تنتهي إلى مشاريع عمل، فإما أن تكون أفكارا ظلامية تنتج أعمالا ظلامية، وإما أن تكون أفكارا نيرة تنتج أعمالًا عظيمة لصالح الدين والأمة، والله تعالى يخرج الناس من الظلمات عبر التعليمات التي ينزلها على أنبيائه؛ فيبلغون تلك التوجيهات للناس وينفذونها عمليا، وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وآله في غدير خم، والشعب اليمني اليوم بتوليه الصادق أصبح شعبا ينسجم مع القرآن قولا وعملا، وقد تولى الله ورسوله والذين آمنوا وقطف بذلك الثمار العظيمة، وخرج من واقع الخنوع لأمريكا إلى واقع التحرر منها، وخرج من الذلة والمسكنة التي تعيشها الأمة الإسلامية إلى نور العزة والكرامة والمواقف المشرفة، وبتوليه الصادق خرج من واقع اللاموقف إلى المواقف المشرفة، وبتوليه الصادق أصبح الرقم العربي والمسلم الأصعب الذي يواجه أمريكا بعد أن كان لا يمثل رقما في ساحة الأمة والعالم، وأصبح أثره على أعداء الله عالميا، وكان الصهاينة لا يرون في اليمن أي خطر عليهم، واليوم أصبح أكبر خطر على أمريكا وإسرائيل، وكان الفلسطينيون لا يؤملون في اليمن شيئا، وبالولاية الإلهية أصبح اليمن أكبر آمال الشعب الفلسطيني، وأمل مستضعفي الأمة كلها، وبعد أن كان من المستحيل أن يكون لليمن موقف كبير كإغلاق باب المندب والبحار على إسرائيل ومن يعينها؛ أصبح اليمن هو أول دولة عربية تستخدم ممرها المائي وبحارها ضد أمريكا لصالح الأمة، وأول دولة عربية تعلن حظرا بحريا عالميا ضد إسرائيل، وأول دولة عربية تعترف أمريكا أن معركتها معها هي أصعب معركة بحرية منذ الحرب العالمية الثانية، وأصبح اليمن أول دولة مسلمة تضرب حاملات الطائرات الأمريكية التي أرعبت العالم.
عباد الله الأكارم:
يقول الله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}؛ فالنصر والغلبة في ميادين الصراع مكتوبة من قبل الله لكل من تولى توليا صادقا لله ورسوله والإمام علي، وهذا ما نشاهده في الواقع؛ فبعد تسع سنوات من تآمر الأعراب أذناب أمريكا وإسرائيل على شعبنا خرج شعبنا أصلب عودا وأكثر صمودا، ومنتصرا عليهم، ولم يكتف بتأديب الأعراب بل تحرك يؤدب أمريكا ويغلق البحار على إسرائيل، وحينما حاولت أمريكا تشكيل تحالف لحماية السفن الصهيونية انتصر اليمن عليها، وخابت وخسرت أمريكا، وعجزت عن حماية إسرائيل، بل عجزت عن حماية سفنها، ونصرة لغزة أغرق اليمن سفن بريطانيا وسفن الشركات التي تمردت على قرار الحظر، وحين فُرض حظر دخول السلاح إلى اليمن، أصبح يمن الإيمان يصنع الصاروخ والطائرة ومعظم أنواع السلاح، وأصبح يمن الولاء يخرج أسبوعيا في تظاهرات مليونية لنصرة فلسطين في موقف عجزت عنه كل الدول العربية والإسلامية، وفي مياه يمن الإيمان أصبحت حاملات الطائرات الأمريكية تهرب من صواريخه، وفي يمن الإيمان فشلت كل مخططات أمريكا، وانكشفت مؤامراتها، وكشفت الأجهزة الأمنية خلاياها بما لم تستطع أي دولة عربية أن تفعل، وفهم الشعب اليمني مؤامرات أمريكا، وأفشل خططها، وضرب بارجاتها، وأحرق هيبتها بفضل الله وقوته، وبفضل تولينا الصادق لله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى.
عباد الله:
كل مؤامرات أمريكا علينا هدفها أن نخضع ونركع وندخل الحضن الصهيوني كما دخلت الحكومات العميلة، ونترك نصرة إخواننا في غزة، ولكن يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وتأبى فطرتنا وتأبى هويتنا وأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا، وتأبى لنا عزتنا وكرامتنا وتاريخنا، وسنبقى الأوفياء الصادقون مع الله ورسوله والمؤمنين ومع الشعب الفلسطيني المظلوم حتى النصر، وبهذا ندعو أبناء شعبنا اليمني كافة بدعوة الله ورسوله، واقتداء برسول الله إلى إحياء مناسبة يوم الولاية التي أعلنها رسول الله صلى الله عليه وآله؛ لنقدم الشاهد لإمتنا أننا أمة ماضية على منهج الله ورسوله، وأننا أمة مؤمنة عزيزة طاهرة نتولى الله ورسوله ونسير في طريقهما، حتى لو انبطح العالم كله لأمريكا وإسرائيل ورضي بولايتهما، وأننا نعلن رفضنا وكفرنا بولاية أمريكا ونعلن ولايتنا لله ورسوله والإمام علي كما أمر الله وأعلن رسوله.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ
بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------