مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – تقارير – 26 شعبان 1443هـ
في زمن “الانفتاح” الذي يرعاه محمد بن سلمان في السنوات الاخيرة بدأت تتزايد في السعودية ظواهر لممارسات غير مألوفة في هذا البلد تضاف الى الظلم الذي يمارسه آل سعود لمعارضيهم في الداخل والخارج.
السعودية البلد الذي يَعتبر حكامه أن مملكتهم هي الأولى بريادة العالم الإسلامي كونها تضم الحرمين الشريفين، يمكن تشبيه بعض الظواهر فيها بما كان ايام الجاهلية رغم علمنا ان الكثيرين من مواطني هذه الدولة يرفضون هذه المظاهر ويتمسكون برمزية وجود الحرمين الشريفين في هذه البلاد.
سيدور حديثنا حصرًا حول الحقبة السلمانية لآل سعود حيث قام محمد بن سلمان بدايةً بتجميد دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي ترك أعضاءٌ منها العمل بعدما شعروا بتهميشها المقصود من ابن سلمان، ولا تُستَحضر هذه الهيئة إلا لغرض خدمة الحكام كـ”إقامة الندوات للتحذير من الأفكار الضالة”. وهذا طبعًا لصالح هيئة الترفيه التي أنشأها ابن سلمان خصيصًا لإدارة مشروع السعودية الجديدة التي يحلم بها.
وبالحديث عن هيئة الترفيه، لا بد من ذكر الموبقات التي تقوم بها هذه الهيئة، منها إقامة حفلات الغناء واستضافة مغنين عالميين معروفين بالمجون، مع حضور اجواء الرقص وما تتخلله هذه الفعاليات من أمور منافية للدين الإسلامي. وبنفس الوقت السلطات السعودية تضع قيوداً على بعض الشعائر او تمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت بحجة عدم إزعاج الناس. بينما لا تسبب حفلات الرقص الصاخبة والتي تضج بها أحياء الرياض وغيرها من الأماكن، خطراً على مرتاديها والتجمع لن يؤدي الى إصابتهم بفيروس كورونا مثل المساجد، وكذلك الصوت الصاخب يُطرب الناس ولن ينزعجوا منه.
وبالانتقال إلى انتشار الموبقات في المملكة، يجب أن نعرج على حفلات تعاطي الخمر وكذلك المخدرات. وهاتان الآفتان تنتشران بشكلٍ كبير، وأبرز الدلالات على ذلك ما تعلنه السلطات السعودية من ضبطها لكميات هائلة سواءٌ من المخدرات أم من الخمور. والغريب أن الخمور أصبحت تباع بشكلٍ علني في بارات في الرياض يطلق عليها اسم “البارات الحلال”. ومن الموبقات أيضًا نمو العلاقات الحرام وما يسمى “الدعارة”، وهذه البيوت تنتشر في مناطق عدة بالسعودية والسلطات تعلن بين الحين والآخر القبض على مشغلي هذه البيوت والعاملين بداخلها. حتى الميسر تم تحليله من باب الرياضة.
أما انتشار السحر والشعوذة، وهنا لا نتحدث فقط عن المشعوذين والسحرة الذين يفتحون بيوتهم لهذه الأعمال بغية سلب المواطنين المال مقابل سحر وخرافات يقدمونها لهم، بل الحديث عن اعتقاد بن سلمان بالسحر والشعوذة ولجوئه إليهما، وهذا ما تحدث عنه مصدر أمني سعودي مقرّب من البلاط الملكي، الذي قال لأحد لمواقع “من المحيط إلى الخليج”، إن ابن سلمان يؤمن كثيراً بالسحر والشعوذة، ولهذا الغرض اجتمع بأحد العرّافين المحليين، واستمر بالاستعانة بالمشعوذين والعرافين من مختلف الدول حول العالم. ومن بين هؤلاء العرافين، العرافة الفرنسية الشهيرة اليزابيث تيسيه والمشعوذ اليهودي الشهير في الأراضي المحتلة المسمى باروخ أبو حصيرة والمعروف في دولة الكيان باسم بابا باروخ . وقد حصل بن سلمان على سحر أسود من أجل أن يعينه على منافسيه. ويقول المصدر الأمني إن “الأمير محمد يؤمن بشدّة بالشعوذة والسحر لدرجة الهوس، فهوسه أوصله للاعتقاد بأن في العائلة الحاكمة من يكيد له ويستخدم السحر أيضاً للإضرار به”.
وتنتشر منذ سنوات في المملكة ظاهرة تتنامى مع مرور الأيام، ألا وهي “الإلحاد”. وبدراسة أعدها معهد غالوب الدولي عام 2014، ظهر أن نسبة الملحدين في المملكة تتراوح بين 5 و10% من السكان. وبعملية حسابية بسيطة إذا قمنا بضرب عدد سكان المملكة والذين يقدرون لغاية 2022 بـ (35,635,266) بنسبة 10% من الملحدين، نصل إلى نتيجة أن هناك (3,563,526) ملحد في المملكة حالياً. هذا ونحن لم نأخذ زيادة هذه النسبة مع مرور ثماني سنوات على الدراسة بالاعتبار. ويترافق مع ذلك ظهور مؤشرات على عودة الأوثان، وقد تمثل ذلك ضمن فعاليات لفندق (the grove Riyadh) في منطقة الرياض، حيث تم صنع تمثالين الأول للملك السعودي سلمان والثاني لولي عهده محمد بن سلمان، مصنوعين من الذهب الخالص. وقد علق ناشطون سعوديون عدة في منصة تويتر على هذا الحدث باستهجان واستذكروا عودة الوثنية إلى بلاد الحرمين.
ويضاف إلى كل ما سبق، التنكيل بالمعارضين لحكم آل سعود. حيث يتم اعتقالهم على خلفية أسباب عدة، وبهذا الخصوص يتساوى السنة والشيعة في المملكة. لكن الاختلاف بطبيعة الأحكام، حيث لا يرف لبن سلمان أي جفن عند قطع رؤوس المعارضين الشيعة. وليست المجزرة الشعبانية الأخيرة سوى حلقة من مسلسل الإجرام السعودي، أما بالنسبة للمعارضين السنة فيتم سجنهم لمدة طويلة لكي يلفظوا أنفاسهم في السجن نتيجة التعذيب أو يصيبهم أمراض شديدة فيفرج عنهم ليتوفوا بعدها خارج السجن. وبالنسبة لمن يتم إعدامهم من السنة فهم إرهابيون وذلك لكي يبرر قتل المعارضين الشيعة ولصق تهمة الإرهاب بهم.
موقع المنار/ محمد باقر ياسين