مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – صحافة عربية ودولية – 6 صفر 1441هـ
بعد حوالي شهرين من غزو السعودية لليمن، تحدث الجيش اليمني عن شنّ ضربات صاروخية على السعودية باستخدام صواريخ “النجم الثاقب”، دفاعاً عن النفس وردّاً على الهجمات الوحشية التي نفّذتها مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية.
حول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن تأثير هذا الصاروخ الذي يصل مداه إلى نحو خمسة وسبعين كيلومتراً أقل من تلك الصواريخ التي استخدمتها السعودية في عدوانها الوحشي على اليمن، ولكن هذا الأمر أطلق استراتيجية يمنية جديدة تتمثل بالاعتماد على الإنتاج والتصنيع المحلي بشكل كامل.
ووفقاً لهذه الاستراتيجية الدفاعية الجديدة، استخدم اليمنيون صواريخ سكود التي اشترتها الحكومة اليمنية قبل الثورة اليمنية من روسيا وحاولوا الاستعانة بالمهندسين والمتخصصين في مجال الصواريخ الذين تم تدريبهم في الجيش اليمني لبذل الكثير من الجهود لزيادة مدى هذه الصواريخ وبالفعل بعد مرور عدة أشهر تمكّن أولئك المهندسين والمتخصصين من زيادة مدى تلك الصواريخ وصناعة أنواع مختلفة من الصواريخ أيضاً.
وهذه الزيادة في مدى الصواريخ أصبحت واضحة في الضربات الصاروخية الأخيرة التي شنّها الجيش اليمني على السعودية، حيث شنّت القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني في بداية الأمر هجمات صاروخية على قاعدة” خالد بن عبد العزيز” الجوية الواقعة في منطقة خميس مشيط السعودية وبعد ذلك شنّت هجوماً صاروخياً على قاعدة صواريخ “السليل” البالستية بمحافظة الرياض.
وهنا يرى العديد من الخبراء العسكريين بأن قيام قوات الجيش اليمنية بشن هجمات صاروخية متكررة على مناطق مختلفة من السعودية خلال السنوات الماضية، أكد بأن الجيش اليمني قد حقّق تقدماً ملحوظاً في مجال القدرة الصاروخية.
وبالإضافة إلى ذلك، كشفت قوات المقاومة اليمنية خلال السنوات الماضية النقاب عن طائراتها من دون طيار، التي كانت تستخدمها في البداية للقيام بعمليات استطلاع ومهام محدودة وبعد ذلك توسّعت تدريجياً في استخدامها لتشمل التحليق إلى مسافة تزيد عن ألف كيلومتر وتنفيذ هجمات موجعة للعدو.
وفي وقتنا الحالي وبعد أن دخلنا العام الخامس على بداية غزو تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي لليمن، أصبحت الأوضاع مختلفة، حيث أصبح الجيش اليمني هو صاحب اليد العليا.
وهنا تشير صور الكاميرات الأمنية من المصافي السعودية التي هاجمتها الطائرات اليمنية من دون طيار إلى أن الجيش اليمني تمكّن من استخدام قدرات الطائرات من دون طيار والصواريخ بشكل كبير بما يتماشى مع استراتيجيته الدفاعية المشروعة، هذا إلى جانب التقدم الكبير الذي حققه في مجال التدابير الاستخباراتية اللازمة لتنفيذ مثل هذه العملية الناجحة والفعّالة، وهذا الأمر يدل على أنه على الرغم من كل مزاعم السعودية وحلفائها، إلا أن المدافعين عن كرامة اليمن، أثبتوا بأن لديهم الإرادة القوية والتصميم والعقيدة الصادقة لمواجهة هذا العدوان الغاشم، وأثبتوا أيضاً بأن لهم اليد العليا.
إن اختيار الهدف، ووقت الهجوم، وكيف تخترق الأنظمة الدفاعية، وكيفية استهداف المنشآت والدبابات، وما إلى ذلك، كلها تُظهر بأن قوات المقاومة اليمنية تمتلك أنظمة معلومات استخبارية عسكرية متطوّرة، ساعدتها على التخطيط وتنفيذ هذه العملية المفاجئة التي تسبّبت بالكثير من الخسائر للاقتصاد السعودي.
إن السعودية وأسيادها الأمريكيين، الذين يحاولون توجيه أصابع الاتهام لبلدان أخرى والقول بأن مصدر انطلاق تلك الطائرات من دون طيار لم يكن من الأراضي اليمنية، لم يتمكنوا حتى الآن من تصديق أن هذه الطائرات من دون طيار قد انطلقت من اليمن، بل إنهم قالوا بأنهم سوف يعلنون في القريب العاجل عن المكان الذي انطلقت منه تلك الطائرات اليمنية من دون طيار، وهنا يمكن القول بأن هذا الأمر بالنسبة للقوات التي تدّعي أنها تمتلك أحدث الإنجازات العسكرية والتكنولوجية المتفوقة في العالم، سوف يُلحق بها الهزيمة والعار.
ومن ناحية أخرى، أظهرت العمليات البرية للقوات اليمنية والهزائم المستمرة التي مُنيت بها قوات الجيش السعودي ومرتزقتهم، أن السعودية قد خسرت أيضاً المعركة على الأرض، وعلى الرغم من كل محاولات وسائل الإعلام الموالية للنظام الحاكم في السعودية للتغطية والتعتيم على عمق هذه الهزيمة، إلا أن ما تم نشره يشير إلى أن العملية الأخيرة للجيش اليمني الموسومة بـ”نصر من الله” كانت من أعظم الفتوحات والإنجازات العسكرية الكبيرة التي حققتها المقاومة اليمنية على الأرض.
وفي سياق متصل، أشار بعض المحللين العسكريين إلى الأحداث الأخيرة وقالوا بأن الجيش السعودي ومرتزقته وصلوا إلى نهاية الحرب وأن هذا الجيش على الرغم من الإمكانات الكثيرة والمتطوّرة التي يمتلكها، إلا أنه فقد مرونته العسكرية وزادت حدّة الاضطراب والفشل داخله وأنه من غير المرجّح أن يتعافى بشكل سريع من هذه الصدمات والضربات الموجعة الأخيرة.
ولفت أولئك المحللين العسكريين بأنه ينبغي أيضاً ألّا يغّتر الجيش اليمني بهذه بالنجاحات والانتصارات الأخيرة على العدو، وألّا يغفل عن ما يحاك ضده في الخفاء، بل يجب عليه أن يكون في أتم الاستعداد والجاهزية لأي هجمات محتملة قد تنفذها قوات تابعة لتحالف العدوان.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن السعودية قد تحاول تعويض هزيمتها العسكرية في المجالين السياسي والأمني ولكن ذكاء الشعب اليمني واستمراره وقدرته على التحمل حتى الآن سيحبطان جميع خطط النظام السعودي وأسياده الغربيين.
وبطبيعة الحال، يجب أن يكون أصدقاء وحلفاء الشعب اليمني قادرين على جعل هذه الانتصارات، طريقاً لإنهاء العدوان السعودي على هذا البلد المظلوم وطريقاً لبداية مرحلة جديدة لحياة كريمة للشعب اليمني.
المصدر : الوقت التحليلي