فلسطين المحتلة |
داهمت صباح اليوم المخابرات الإسرائيلية وشرطة العدو وقوات معززة من الجيش فندق الدار في شارع نابلس رقم 35 -55، ومنعت إقامة فعالية مقدسية بعنوان “اما آن للعالم أن يسمع صرخة القدس” التي كان من المقرر إقامتها في فندق الدار بالقدس، بمشاركة مؤسستي الدار الثقافة ومؤسسة ايليا للإعلام.
وقامت تلك القوة بمحاصرة الفندق ومنعت المشاركين من الدخول، وقامت كذلك بمصادرة اليافطة المرفوعة في قاعة المؤتمر، وسلمت مدير مؤسسة الدار الثقافية المهندس سامر نسيبه عضو الهيئة الإسلامية العليا ورقة استدعاء للمخابرات الإسرائيلية.
وبعد ذلك توجه جزء من المشاركين في المؤتمر الصحفي إلى البيت الأمريكي في شارع نابلس، وهناك اعتقلت المخابرات الإسرائيلية كل من الأستاذ عبد اللطيف غيث عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأستاذ هاني العيساوي عضو المجلس المركزي للمنظمة أيضاً، كما جرى اعتقال الأستاذ احمد الصفدي مدير مؤسسة ايلياء للإعلام، وسلمت ورقة استعداء للمخابرات الى الأستاذ سمير جبريل مدير التربية والتعليم في القدس،وتم نقلهم الى مركز تحقيق المسكوبية بالقدس.
الجدير بالذكر أن الفعالية كانت بمثابة صرخة مقدسية للعالم من أجل سماع صوت المقدسيين، وما يتعرضون له من قمع وبطش على يد دولة الإحتلال، وبأن المدينة بعد القرار الأمريكي المجحف بالإعتراف بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال، المرفوض مقدسيا بشكل مطلق، دخلت في مرحلة أمريكية – إسرائيلية جديدة، مرحلة فرض الحل بمنطق القوة والبلطجة وقبر حل الدولتين، وكذلك ما بعد هذا القرار الأمريكي، فإن الإحتلال ازداد “تغولا” وتوحشاً على مدينة القدس وسكانها ومقدساتها، ومن حيث “التوحش” الإستيطاني في المدينة والقرارات والقوانين والتشريعات العنصرية المستهدفة تهويد المدينة وتغيير واقعها الديمغرافي لصالح المستوطنين، وفصل القدس عن محيطها الفلسطيني ديمغرافياً وجغرافياً، من طراز قانون “القدس الموحدة” الذي جرى إقراره بالقراءتين الثانية والثالثة في الكنيست الإسرائيلي، والتمهيد لقانون ما يسمى بالقدس الكبرى وغيرها من الإجراءات والممارسات الهادفة لطرد وترحيل المقدسيين.
وقد تضمنت رسالة المؤتمر رفضاً مقدسياً لقرار ترامب بإعتبار القدس عاصمة لدولة الإحتلال، واعتبار ذلك “اعطاء من لا يملك لمن لا يستحق”، وكذلك دعوة العالم العربي والإسلامي إلى اعادة البوصلة تجاه القدس، وتثمين لمواقف الدول التي رفضت التهديدات الأمريكية بمقايضة المواقف بالمال، وكذلك تحية وتقدير لكل الشعوب التي صوتت الى جانب القرار الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واستنكرت القوى والفعاليات المقدسية وكذلك المؤسستين القائمتين على هذا النشاط إغلاق فندق الدار ومنع هذا النشاط، الذي يأتي في إطار سياسة تكميم الأفواه التي تمارسها مخابرات الإحتلال بحق المقدسيين، والتعدي على الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير، فمثل هذه الفعاليات تكشف وتفضح وتعري سياسات الإحتلال بحق المقدسيين.
وصعد بشكل غير مسبوق من عدوانه على الصحفيين من خلال تعرضهم للقمع والتنكيل والإعتقال وتكسير كاميراتهم وأجهزة بثهم وكذلك منعهم من التغطية واطلاق القنابل الغازية والصوتية تجاههم، بالإضافة إلى تعرضهم للضرب بشكل مبرح، وما يقوم به الإحتلال ليس فقط مخالف للقانون الدولي والحريات الصحفية التي كفلها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 لهم، بل نشهد تصاعد في حدة القمع والتنكيل بحقهم.
وفي سياق متصل، قالت القوى والشخصيات المقدسية في لقاءات معها بأن ما يجري في القدس،من منع أية فعاليات وانشطة في مدينة القدس،حتى لو كانت فعاليات اجتماعية ورياضية وشبابية،يشكل خروج سافر عن القانون الدولي،والذي يعتبر مدينة القدس مدينة محتلة،بما يوجب على الإحتلال السماح لسكانه بالتعبير عن رأيهم ووجهة نظرهم في هذه الأنشطة والفعاليات السلمية.
المصدر: فلسطين اليوم