مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
سعة علم الامام الهادي عليه السلام

أما تقدمه في العلم فاشتهاره ومؤلفاته تغني عن تقصيه، ومن أحب أن يعرف ذلك فلينظر في كتبه وأجوبته عن المسائل التي كان يُسأل عنها حتى حدث أبو العباس الحسني ‹رحمه الله› عن الفضل بن عباس أنه سمع محمد بن يحيى المرتضى ‹رضي الله عنه› يقول: (إن يحيى بن الحسين ‹عليه السلام› بلغ من العلم مبلغا يختار عنده ويصنف وله سبع عشر سنة).
قال أبو بكر بن يعقوب - عالم أهل الرأي وحافظهم - عندما جاء إلى اليمن ورأى الإمام الهادي ‹عليه السلام›: (كنت لا أعترف لأحد بمثل حفظي لأصول أصحابنا، وأنا الآن إلى جنبه جدع ، بينما أجاريه في الفقه وأحكي عن أصحابنا أقوالاً إذ يقول: ليس هذا يا أبا بكر قولكم؛ فأراده؛ فيخرج لي المسألة في كتبنا على ما حكى وادعى فقد صرت إذا ادعى شيئاً عنا أو عن غيرنا لا أطلب معه أثراً) .
وقال محمد أبو زهرة: (والإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي فهو حفيد الرسي كما أشرنا من قبل، وقد ولد بالمدينة سنة 245هـ وعكف على الفقه يدرسه من كل نواحيه وفي كل مصادره، وقام هادياً مرشداً يدعو إلى الله سبحانه وإلى صراط مستقيم، وكان مرجعاً في الدين من كل الطوائف الإسلامية والأمصار المختلفة، يسألونه ويستفتونه وهو يرد عليهم برسائل قيمة أُثِرتْ عنه؛ يدافع فيها عن القرآن والسنة ويبين الحق الذي يرد زيغ الزائغين).
واجتمع عليه يوماً في - صنعاء - سبعة آلاف عالم من الجبرية، واختاروا شيخهم، وتقدم يسأل الإمام الهادي ‹عليه السلام›: ويناظره فقال: ممن المعاصي؟ فقال ‹عليه السلام› ومن العاصي؟ فاحتار ولم يعرف إجابة. وعاد إلى أصحابه وأخبرهم بعجزه عن عدم معرفة الإجابة وقال: ويحكم إن قلت: العاصي الله كفرتُ وإن قلت: العبد. دخلت في مذهبه؛ فرجعوا جميعاً إلى مذهبه ‹عليه السلام› .
ويقول الشيخ أبو زهرة: ولم تكن شهرة الإمام الهادي بحكمه العادل فقط بل كانت شهرته بعلمه وفقهه، ومن الحق أن صورة حكمه تبين حكم العالم ينفِّذ آراءه العلمية في حكمه تنفيذا دقيقاً ).
ويقول: (وأن رسائله وخطبه وعهوده تجعل القارئ يحس بأنه يعود بالإسلام إلى عهده الأول) .
ويقول الدكتور أحمد محمود صبحي أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية في كتابه (الزيدية): (الإمام الهادي ‹عليه السلام› أهم شخصية في المذهب الزيدي لا يفوقه إلا المؤسس الإمام زيد، أحاط الهادي إحاطة كاملة بعلوم الدين وأخصها... إلى جانب مثابرة على الجهاد دون كلل؛ فكان نموذجاً كاملاً للإمام الزيدي، فلا غرو أن يطبع المنهج الزيدي في اليمن بطابعه وبخاصة في الفقه فتعرف الزيدية هناك باسم (الهادوية). وإذا كان قد جمع بين العلم والجهاد فقد جمع كذلك بين صفتين تبدوان متعارضتين وهما: رجل الدولة، ثم الزهد، وما ذاك إلا لاجتماع النظر والعمل فيه إلى حد التطابق، يؤمن ثم يفعل ما به يؤمن؛ فلا يعرف ازدواج النظر والعمل إلى قلبه سبيلاً «والله إنها لسيرة محمد أو النار».
وقال: عرف التشيع أئمة اقتصروا على العلم دون الجهاد كما عرف أئمة غلبوا الجهاد على العلم، وعرف التشيع وغير التشيع رجال دولة يظنون أن حجابا يفصل بينهم وبين الرعية لازمٌ من أجل دعوى غرس المهابة لهم في قلوب الناس، ولكننا بصدد إمام يطعم بيده ويؤاكل المساكين معه، أما أن يتحد العلم مع الجهاد على نحو فائق، وأن يكون الورع والزهد ومواساة المحتاجين من خصال رجل الدولة؛ فذاك مالا يكون على مر العصور والدهور إلا في الواحد بعد الواحد، ومنهم الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين .
لقد كان الإمام الهادي ‹عليه السلام› إلى جانب ما يحمله من علم؛ مجاهداً طوال حياته، والياً عدلاً، يتابع أحوال رعيته ومظالمهم معلماً ومرشداً لأصحابه، يجيب عن مسائلهم وأسئلتهم حتى وإن كان في حال المعركة، وقد تتلمذ وتخرج على يديه مالا يحصى من العلماء والفضلاء الذين حملوا فكره وعلمه إلى جميع أصقاع الأرض، ومنهم على سبيل الاختصار: ولداه محمد وأحمد، وأخوه عبدالله بن الحسين، وعلي بن محمد العلوي مؤلف سيرة الإمام ‹عليه السلام› ووالده ، ومحمد بن سليمان الكوفي وأخوه علي، وعلي بن العباس الحسني، وغيرهم الكثير.

من كتيب "الإمـام الهـادي (علية السلام)  

"صورة مُوجزة " 

للاستاذ يحيى قاسم ابو عواضه


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر