مـوقع دائرة الثقافة القرآنية – لبنان – 25 رجب 1444ه
اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه من دماء الشهداء القادة وكل الشهداء تحققت انجازات كبرى، مسؤولية الجميع ان نحافظ عليها وهي المعركة التي تخاض الان. وقال : من دماء كل الشهداء في لبنان تحققت انجازات كبرى منها تحرير لبنان على مراحل وتحرير الاسرى واستعادة الدولة والسلم الاهلي في لبنان وتحرير المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية وقطاع النفط والغاز.
واضاف في احتفال ذكرى الشهداء القادة ان من اهم عناوين المعركة التي تخاض الان وخصوصا بعد تشرين 2019 هو الحفاظ على الانجازات والانتصارات الكبرى التي تحققت على مدى 40 عاما. وقال ان لبنان دخل منذ العام 2019 في استهداف جديد من أجل إعادة لبنان الى السيطرة الأميركية، ورأى ان المطلوب اميركياً ان يفقد الشعب ثقته بكل قادته والمؤسسات السياسية كما فعلوا في الكثير من الثورات البرتقالية بمجرد ان يفقدوا الثقة بقادتهم.
واشار السيد نصر الله ان الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما القى محاضرة في احدى الجامعات الاميركية في 21/4/2022 يشرح فيها كيف يتم السيطرة على الدول، أوباما يقول “نحتاج فقط الى افساد الراي العام لبلد ما بالرسائل العشوائية وطرح اسئلة كافية وزرع ونشر ما يكفي من الشائعات وفكرة المؤامرات”. وقال سماحته: نحن امام هذا التحدي والذي تأتي فيه ادوات سياسية وإعلامية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء. ولفت ان الفساد والخلل والاخطاء في الادارة والتقصير في تحمل المسؤوليات يتم استغلالها من قبل الادارة الاميركية. وشدد على ان علينا ان نتحمل المسؤولية ونتعاون ونسقط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة للسيطرة على هذه البلدان.
وقال سماحته : نستحضر الشهداء القادة في كل عام وفاء لهم ولجهادهم وتضحياتهم لهؤلاء الرجال العظام وتلك السيد الجليلة أم ياسر ونحيي ذكراهم تعريفا وتذكيرا بهم من جديد لأن الكثير من الأجيال الحاضرة قد لا يعرفون من 40 أو 30 سنة ماذا حصل لديهم. واضاف: نحن نواجه ظروفا صعبة وتحديات كبرى فنعود اليهم وهم الذين تحركوا في ظروف صعبة حيث وقف قادتنا الشهداء وقالوا كلمتهم بجرأة وصراحة ولم ييأسوا وكانت خياراتهم توصف بالجنون ولكن لم يملوا ولم يضعفوا، قادتنا الشهداء تمسكوا بخيار المقاومة رغم كل الصعوبات والخذلان والطعن في الظهر.
وحول الاوضاع المالية والاقتصادية قال سماحته ان الوضع الاقتصادي يشغل بال اللبنانيين جميعا وعلينا التفتيش عن حلول، مشيرا ان ما يحصل في لبنان سببه الرئيسي هو الضغوط الأميركية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبرة. وقال ان علينا احياء القطاع الصناعي والزراعي والتوجه بشكل جدي في قطاعي النفط والغاز مشددا على اننا لن نسمح ابدا بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من مياهنا.
وحذر السيد نصر الله انه اذا كان الاميركيون او البعض في الداخل يخططون للفوضى وانهيار البلد اقول لهم انتم ستخسرون كل شيء في لبنان واضاف: من يراهن ان المعاناة او الالم يمكن ان يدفع هذه البيئة الى التخلي عن خيارها والوصية الاساس وانجازات الحاج عماد مغنية اي التخلي عن مقوم امنها وبقائها ووجودها وسيادتها وصون عرضها وخيرات بلادها هو واهم وقال سماحته: اذا دفعتم الى الفوضى في لبنان فستخسرون وستمتد ايدينا الى ربيبتكم “اسرائيل”، من يريد ان يدفع لبنان الى الفوضى او الانهيار عليه ان يتوقع منا ما لم يخطر في بال او وهم وان غدا لناظره قريب.
وحول الزلزال الذي وقع منذ ايام قال سماحته ان اهم حدث في منطقتنا خلال الاسبوعين الاخيرين هو الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا، وجدد التعازي للقيادتين وللشعبين السوري والتركي ولعائلات الضحايا المفجوعةمعتبرا اننا امام مأساة عظيمة وما حصل هو اختبار لانسانية كل شخص وجهة ودولة وجمعية. وقال : أمام هذه المشاهد المؤلمة الناس الطبيعيون يتصرفون بانسانية ويضعون الصراعات السياسية جانبا وتصبح الاولوية هي المسارعة الى انقاذ من هم تحت الانقاض ولاحتضان الناجين واستخراج جثامين الضحايا من تحت الانقاض واعادتهم الى عائلاتهم. واعتبر انه في هذا الامتحان سقطت مجددا الادارة الاميركية وكشفت عن وجهها وحقيقتها المتوحشة مشيرا اننا كنا نتطلع ان يتعاطى العالم بمساواة وعدالة مع سوريا كما فعل مع تركيا. ولفت اننا شهدنا بوضوح كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من الدول والاعلام في العالم تجاه الضحايا على الاراضي التركية وتجاه الضحايا على الاراضي السورية وهذا سقوط انساني مروع. وقال السيد نصر الله ان الإدارة الأميركية تركت الناس يموتون في الأيام الاولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا وانتظرت 9 ايام حتى اقدمت على القيام بإستثناء محدود لسوريا فيما خص قانون قيصر.
في مستهل الكلمة جدد السيد نصرالله تعزية عوائل الشهداء القادة الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية، وعوائل شهداء شهر شباط وتحديدًا الشهيدين القائدين رضا الشاعر وحسن شاطري وقال اجدد ايضا تعازينا ومواساتنا لفراق هؤلاء الأحبة الذين لم يخل ولم يغادر ألم فراقهم قلوبنا وأرواحنا لمحبتهم وموقعهم الوجداني والروحي الخاص.
وبارك للشعب الإيراني ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية على يد الإمام الخميني رضوان الله عليه. ولفت ان الدول الغربية تجاهلت المسيرات المليونية للشعب الإيراني أثناء الثورة الإسلامية لكن اليوم عندما يتظاهر العشرات يعطونها صدىً إعلاميا. وشدد على ان كل من راهن على سقوط النظام في إيران وخاصة الصهاينة أخطأوا التقدير وأنا أقول لهم لا تبنوا حسابكم على سقوط الجمهورية الإسلامية. واشار في موضوع البحرين ان الشعب البحريني لن يتخلى لا عن قضيته الوطنية ولا عن قضية فلسطين والقدس وأنا أحيي هذا الشعب الذي عانى الظلم والسجن.
وحول ذكرى الرئيس الحريري قال السيد نصرالله: في ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري نعزي عائلته وتياره وكل محبيه. واعتبر في ذكرى تفاهم مار مخايل ان التفاهم في موضع حرج ونأمل الحفاظ عليه لأجل المصلحة الوطنية..
المصدر: المنار
المصدر: موقع المنار