مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
                             --------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر ربيع ثاني 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:  *(فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ)* 

*التاريخ* : 1/ ربيع ثـانـي /
1446هـجرية

*الموافق* : 4 / 10 /2024 م

*الرقم* : (13)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
✒️ *أولاً: نقاط الجمعة** 
1-لله في كل زمن رجال من أوليائه ينصرون الدين والمستضعفين (مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا....)
2-تحرك الشهيد *حسن نصر الله مجاهدا ضد اليهود وصنع ما عجزت عنه زعامات وأنظمة عربية وإسلامية* 
3- *تحرك الشهيد* حسن نصر الله من واقع المسؤولية ولذلك لم توقفه المذهبية ولا الحدود الجغرافية أن ينصر المسلمين في البوسنة والعراق وسوريا وهو الوحيد الذي وقف مع اليمن عندما شن عليه العدوان 
4- *فلسطين عاشت في قلب السيد حسن نصرالله* ولم يتوقف لحظة واحدة عن نصرة فلسطين والقدس وقد قدم حياته في معركة طوفان الأقصى لأجلهم
5- *الشهادة وسام وربح وفوز ختم* بها السيد حسن حياته بعد ثلاثين عاما من جهاده في سبيل الله ضد أشد أعداء الله اليهود
6- *شهادة السيد حسن لن تؤثر على خط الجهاد والمقاومة وكما تعافى* حزب الله وازداد قوة بعد استشهاد عباس موسوي سيتعافى اليوم وسيكون دمه وقودا للعزم والإرادة، وهذا ما شاهدناه بعد استشهاد القادة 
7- *مطلوب منا اليوم كمؤمنين* أن نواصل الجهاد دون وهن أوضعف وسنواصل طوفان الأقصى وبوتيرة تصاعدية وفاء لدماءالشهداء.
🎤: *ثانياًنــص الخــطبة* 
*الخطبة الأولى* 
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: { *وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ* }، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عِنِ الأبْصَارِ بِالْعِزَّةِ، خالِقٌ لا نَظِيرَ لَهُ، ووَاحَدٌ لا نِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْوَ لَهُ، وَفاطِرٌ لا شَرِيكَ لَهُ، *ونشهدُ* أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، *وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ* بشيراً للمؤمنين، ونذيراً ومجاهداً ومحارباً للظالمين المجرمين المفسدين، *اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار* ، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.
*المؤمنون الأكارم:* 
يقول الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}، في كل زمان يجعل الله له أولياء من عباده المؤمنين، ينصرون الدين ويذودون عن المستضعفين، ويقدمون الشهادة لله على كمال دينه، وعلى كماله تعالى في رحمته وعزته وقيوميته، يصدقون مع الله فيما عاهدوه، ولو صعبت الظروف وتكالب الأعداء عليهم فهم لا يضعفون ولا يستكينون، ولا يؤثر فيهم من خذلهم؛ لأن ثقتهم الأساسية بالله، والله مرجعهم وسندهم وناصرهم، لا يبدلون ولا يتبدلون، ولا تؤثر فيهم أراجيف الأعداء ولا إعلامهم، ولا جيوشهم وحشودهم، ولا يوهنهم صمت المتفرجين، ولا تخاذل المتخاذلين، ولا تربص المتربصين، ولا تغريهم الماديات، ولا تجذبهم وسائل الراحة الدنيوية، عرفوا الله، وامتلأت قلوبهم بخشيته؛ فخافوا من عذابه وناره ولم يخافوا سواه، وامتلأت قلوبهم بعظمته فصغر في أعينهم كل الطغاة، وامتلأت قلوبهم بمحبته فلم يقارنوه بمن عداه، هم أعمدة الدين، وحماة المستضعفين، ليسوا مجهولين ولا مغمورين، يعرفهم العالم كله بمواقف بطولية لا يفعلها إلا الرجال الصادقون، حملوا شرف الأمة ودافعوا عنه يوم انتهكه الأعداء، وبيضوا وجهها يوم اسودت، هم ليسوا من الصخر ولكنهم أصلب، وليسوا من الحديد ولكنهم أقوى بإيمانهم.
*عباد الله:* 
من أولئك الرجال وهم قلائل في هذا الزمن: الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، وهل هناك في العالم من لا يسمع به؟!

إنّ كل الجيل الناشئ في الأمة الإسلامية يسمع به منذ نعومة أظفاره، وهو الجبل الأشم أمام اليهود وإجرامهم، مدافعا عن كرامة الأمة من انتهاك عدوها، مقدما صورة مشرقة عظيمة عن الإسلام المحمدي الأصيل يوم شُوهت تلك الصورة، وهو الذي صنع بحزب صغير مُحَارَب ما عجزت عن صنعه أنظمة وزعامات عربية وإسلامية، وهو الذي انطلق بحزب الله بعد أن وصلت الأمة إلى حالة اليأس والإحباط وظنوا أنهم لن يستطيعوا *هزيمة اليهود؛ فانطلق حسن نصر* الله ليثبت للعالم أنّ آيات القرآن عن اليهود لم تتخلف فهم كما قال الله: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا} وليسوا كما قال إعلامهم أنهم جيش لا يقهر، وبالفعل هزمهم وأخرجهم من بيروت ومن  جنوب لبنان ليحقق أول نصر للعرب والمسلمين على إسرائيل دون شروط، وحين تحول تاريخ حروب العرب مع اليهود إلى نكبات ونكسات وهزائم حوله نصر الله مع مجموعة قليلة من المجاهدين إلى انتصارات، فأثبت بذلك أنّ الإسلام لا يقبل الهزيمة، وأكثر من ثلاثين عاما من حياته قضى ليلها ونهارها مجاهدا في سبيل الله ضد أشد أعداء الله، وهم اليهود الملعونون والمغضوب عليهم.
*أيها المؤمنون الأكارم:* 
تحرك السيد نصر الله من أجل كل لبنان، ولم يتعامل تعاملا طائفيا ولا مذهبيا، بل تحرك لحماية كل لبنان، والدفاع عن كل اللبنانيين، وعن كرامتهم وعرضهم، وعن أرضهم ونفطهم ومصالحهم رغم كل المعاناة التي كان يتلقاها من بعض القوى، وحينما اعتدى الكفار على المسلمين في البوسنة وقُتل الآلاف منهم، وتفرجت الدول العربية، وتفرج المسلمون؛ لم يتفرج نصر الله، ولم توقفه الفروق المذهبية ولا بُعد المسافات، بل أرسل المجاهدين إلى البوسنة لتدريب المسلمين وتسليحهم والقتال معهم وعنهم، ويوم حيكت المؤامرة على العراق وعلى سوريا من قِبل أمريكا وإسرائيل عبر أذرعتها الاستخباراتية المسماة داعش والقاعدة لم تمنعه الفروق الجغرافية بل تحرك لنصرتهم، ويوم تآمرت أمريكا وإسرائيل على اليمن، وأرسلت الأعراب لضربه وسكت المسلمون وتفرجوا خوفا من أمريكا؛ نطق السيد نصر الله وأعلن وقوفه إلى جانب اليمن، وأعلن أنّ أعظم موقف له في حياته هو خطابه في اليوم الثاني للعدوان على اليمن، والذي أعلن وقوفه إلى جانب الشعب اليمني، وقد كان مستجيبا في كل مواقفه السابقة لنداء رسول الله صلى الله عليه وآله يوم قال: (مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ سَمِعَ مُنَادِياً يُنَادِي: يَا لَلْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يُجِبْ، فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِين).
*ومنذ انطلاقته وقف بجانب* الفلسطينيين في مظلوميتهم، ولم يخذلهم يوم خذلتهم الأمة، وكانت عينه ممتدة إلى القدس وهدفه تحرير القدس، ويوم انطلق طوفان الأقصى تحرك من يومه الثاني ليساند غزة، وليضغط على إسرائيل بضربات أدت إلى نزوح الآلاف من المستوطنين المغتصبين، ورغم كل المؤامرات باستهداف القادة من حزب الله، وعملية الاستهداف *بالبيجرات* لم يهن ولم يضعف، بل استمر في موقفه الثابت مع القدس والأقصى ليصعد في ختام حياته الجهادية شهيدا في طريق القدس، وفي معركة القدس ومن أجل القدس وفلسطين.
*عباد الله:* 
*أكثر من ثلاثين عاما من الجهاد والصبر* والتضحيات خُتمت للشهيد القائد حسن نصر الله بالشهادة في سبيل الله على يد أنجس خلق الله وأخبثهم وألعنهم، قتلة الأنبياء والرسل والأولياء، قتلة زكريا ويحيى بن زكريا (عليهما السلام) هم من قتلوا السيد نصر الله، ولا يليق أن تُختم حياته الجهادية التي قلّ نظيرها إلا بالشهادة في سبيل الله؛ ليبقى حيا عند الله، وهذا هو الدرب الذي سار عليه الكثير من الأنبياء ومن معهم: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}، ومضى عليه الإمام علي والحسن والحسين وغيرهم من أعلام آل بيت رسول الله، ومضى عليه خيرة صحابة رسول الله وأولياء الله.
*قتلوه ليحيا عند الله، وليحيا في* الدنيا أكثر؛ فقد أصبح السيد حسن نصر الله نموذجا يحتذى به، وتسير الأجيال على نهجه، وستدرس حياته ومسيرته الجهادية، وسيبقى حيا ورمزا من رموز الأمة، ومَثَلا في الصلابة في مواجهتهم رغم أنف الأعداء الذين ما زادوه إلا وقودا في قلوب الأحرار، وصحيح أنّ الوجع كبير، وحزننا عليه عظيم ولكن لا تراجع ولا وهن ولا ضعف؛ فما استشهد السيد حسن إلا وقد أذاق الصهاينة أليم العذاب، ومرارة الهزائم، وعاشوا معه في رعب وخوف لثلاثة عقود، وكما قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}، ومن العجيب أن تجد اليوم اليهود فرحين، والأمريكيين فرحين بمقتله، ثم تجد بعض من يدعي أنه مسلم وهو

يفرح كفرحهم؛ فهل يمكن أن تجد مسلماً لا يزال إيمانه وإسلامه صحيحا يفرح بنفس ما يفرح نتنياهو؟ كلا.. لا يجتمع فرح اليهود إلا مع فرح أوليائهم المنافقين، ومهما بلغت الخلافات المذهبية والحزبية لا يمكن أن تصل بالمسلم إلى أن يفرح بمقتل قائد إسلامي قُتل وهو يدافع عن غزة وفلسطين وعلى يد اليهود، وهو من دافع عن شرف الأمة كلها، وحافظ على ماء وجهها يوم أراقه زعماء الخيانة الخانعين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
*الخطبة الثانية* 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
*المؤمنون الأكارم:* 
الشهادة وسام عظيم يقلده الله لأوليائه، وحالنا اليوم كحال رسول الله والمسلمين بعد استشهاد حمزة (رضوان الله عليه)؛ فقد حزن الرسول وأصحابه حزنا شديدا، ولكنهم صبروا ولملموا جراحهم وساروا على الدرب، وواجهوا عدوهم وانتصروا ونصروا الإسلام، *وواجبنا اليوم أن نستجيب لتوجيهات الله التي* يقول فيها في مثل هذه الحالة: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} وهذه هي النقطة الهامة التي يجب أن يدركها المؤمنون في درب الجهاد، فالكل مشروع شهادة، والشهادة بداية لا نهاية، فقد استشهد (راغب حرب) فلم يزدد حزب الله باستشهاده إلا قوة، ثم استشهد (عباس الموسوي) فما زاد حزب الله باستشهاده إلا قوة، *وباستشهاد السيد حسن نصر الله* ستكون ولادة جديدة للمقاومة والجهاد في لبنان، وقد استشهد من قادة المقاومة الفلسطينية (أحمد ياسين) والدكتور (عبدالعزيز الرنتيسي) والمجاهد الكبير (إسماعيل هنية) ولكن هل توقفت المقاومة والجهاد؟ لم تتوقف بل ازدادت قوة بعد كل شهادة.
*وحينما استشهد الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي* ظنّ الطغاة أنهم انتصروا، وأنّ مسيرته الجهادية انتهت، ولكنها تحركت ونمت وترعرعت حتى أصبحت اليوم بشعب الإيمان أقوى جبهة تخشاها أمريكا وإسرائيل؛ لأن عجلة الجهاد إذا تحركت حرّكت الدماء والأرواح، وحرّكت المبادئ التي لا تتراجع، وتولاها الله بعنايته ورعايته وتثبيته ونصره، ودماء الشهداء وخاصة القادة لا تضيع ولا يرضى الله لها بالضياع بل تثمر نصرا، وتصبح لأتباعهم وقودا وعزما، وتبني همم الناس وعزائمهم بإرادة الله؛ فعلينا أن نستجيب لله في الثبات والصبر ومواصلة الجهاد كما قال تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً}.
وطوفان الأقصى لن يتوقف *باستشهاد السيد حسن ولا بغيره،* وسنبقى أوفياء لدماء الشهداء في كل المحور، وستزداد عزائمنا في الجهاد في سبيل الله في كافة الأصعدة، وسنضرب أعداء الله بأقصى ما نستطيع كما قال تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ . سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} وكلما زاد إجرام المجرم وظلم الظالم زاد العون من الله للمؤمنين المواجهين له، وكلما زادت الأزمات، واشتدت الشدائد قَرُبَ الفرج من الله تعالى لعباده المؤمنين: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}، ومهما كانت التضحيات؛ فإن الجهاد لن يقف، ولن يتوقف المجاهدون في فلسطين ولا في لبنان ولا في العراق ولا في اليمن وأينما كانوا، ولن نتوقف عن استهداف إسرائيل ومواجهة أمريكا، ومهما كانت التضحيات ستزول إسرائيل *وستنتهي أمريكا* وسيظهر دين الله وينتصر حسب وعوده في سورة الإسراء وغيرها، ووعوده لا تتخلف ولا تتبدل، وهو من يقف وراءها حتى يحققها: {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.

*المؤمنون الأكارم:* 
العدو الصهيوني يقتل ويعربد ويرتكب الجرائم في فلسطين ولبنان واليمن، وقد وصل إلى الحالة التي تسبق السقوط، والغرب الكافر ظهير له، ونحن سنبقى على حالة الثبات والخروج والجهاد، وظهيرنا هو الله الذي هو على كل شيء قدير، *ومن المهم أن ندعم في هذه الأيام: التصنيع الحربي من القوة الصاروخية والطيران المسير* والدفاعات الجوية؛ فهي يد الشعب اليمني الطولى التي توصل غضبنا إلى يافا، فلا تهنوا فالله معكم، ولا تضعفوا فالله معكم، ولا تتراجعوا فالنصر لكم، وأنتم أنصار الدين، وأمل المستضعفين، وسيتحقق النصر بالأنصار مع حفيد الكرار على خيبر الزمان، كما تحقق النصر بالأنصار مع الكرار على خيبر ذلك الزمان، والعاقبة للمتقين.
*كما ندعوكم للخروج في مسيرة اليوم مع لبنان وغزة وفلسطين؛* فيوم الجمعة هو يوم الوفاء والنصرة والمواساة، وخصوصا أننا على أعتاب انتهاء العام على عملية السابع من أكتوبر المباركة وعملية طوفان الأقصى؛ لنثبت أننا شعب الإيمان والحكمة عبر الأزمان، وأننا بعد مرور عام أكثر ثباتا وأقوى شكيمة وأشد بأسًا. 
إخواني المؤمنين: 
اليمن تشتهر بزراعة أجود أنواع البن على مستوى العالم، هذا المحصول النقدي الهام، تعرض خلال العقود الماضية للتآمر والتدمير الممنهج ضمن استهداف القطاع الزراعي.، اليوم وبعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر حظي البن بالاهتمام والرعاية وتم إطلاق ثورة البن، والتي بفضل الله وبفضل موجهات القيادة الثورية، زادت كميات الإنتاج وتوسعت المساحات المزروعة.. فعلينا أن نتفاعل مع ثورة البن، وأن يتم الإقبال والتوجه من قبل المزارعين في التوسع في زراعة أشجار البن. والاهتمام بالعمليات الزراعية الصحيحة، وأن يرافق ذلك اهتمام من قبل الجهات المختصة في وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بتقديم الإرشادات وتنظيم التسويق، ومحاربة البن الخارجي المهرب، وعلى المستهلكين كذلك الامتناع عن شراء البن الخارجي المهرب اذا وجد في المحلات و السوبرات، بهدف دعم وحماية المنتج المحلي فتنمية وتسويق البن مسؤوليتنا جميعاً.
*وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من* ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية والصاروخية، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
-                               --------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر