مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر رمضان 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(اغتنام شهر رمضان)
التاريخ:1446/9/7ه‍ 2025/3/7م
الرقم: (35)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-شهر رمضان هو شهرنزول القرآن فلا بد أن نعيش فيه مع قراءة القرآن واستماعه وتدبره وتعلمه وتفهمه والإهتداء به لنزدادإيمانا
2️⃣-مضى أسبوع من شهررمضان ومن أيام الرحمةفلابد من تقييم أنفسنا خلال ما مضى والحرص على استغلال ما تبقى مع الحذرمن الذنوب والمعاصي ورفقاءالسوء وخطوات الشيطان وإضاعةالوقت مع القنوات والتلفونات
3️⃣-الاهتمام في هذا الشهربإخراج الزكاةالمفروضة وكذلك الإحسان إلى الفقراءوالمساكين والإنفاق وقداعتبره الله قرضا وسيرده لك مضاعفا والحذرمن البخل
4️⃣-الاهتمام بالذكرلله والاستغفار والتسبيح والدعاءمع الاستجابة الكاملةلتوجيهات الله لكي يستجيب الله دعاءنا
5️⃣-الحرص في هذا الشهرعلى الاهتداءبهدى الله والاستفادة من ملازم الشهيد القائد ومحاضرات السيد القائد مع الاهتمام بموضوع المقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية لأنه يكثر في شهر رمضان البيع والشراء فلا يجوزأن ندعم القتلة
6️⃣-على التجارأن يتقوا الله في تخفيض الأسعاروعلى شعبنا الاستعدادوالجهوزية لمواجهةأي خروقات للأعداءفي فلسطين أو أي عدوان على بلدنا أو شعوب أمتنا.
➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة 
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين، وعن سائر عباده الصالحين والمجاهدين.  
أما بعد/ أيها الأكارم المؤمنون:
يقول الله سبحانه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) فهذا الشهر الكريم هو شهر القرآن؛ فعلينا أن نعود إلى القرآن عودة جادة صادقة؛ لنحيا مع القرآن، ولنعيش أيام هذا الشهر ولياليه مع كتاب الله: قراءةً واستماعاً وتدبراً وتعلماً وتعليماً واهتداءً وتفهماً؛ لنزداد إيماناً فنكون ممن قال الله عنهم: (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا) وممن قال الله فيهم: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)  وممن قال فيهم: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء) وقال فيهم سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) فالقرآن كما قال تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) ولا يهتدي به الإنسان إلا عندما يتحلى بالتقوى، ورمضان يهدف إلى أن يصل بالإنسان إلى درجة التقوى حتى يُمكنه الاستفادة من القرآن الكريم كما قال سبحانه: (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، والقرآن الكريم هو مائدة المؤمن في رمضان التي يغرف منها الهدى، ويتزود منها التقوى، قال سبحانه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) وقال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).
أيها المؤمنون:
ها هو أسبوع قد مضى من شهر رمضان الذي قال الله عنه: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ)، ومضى أسبوع من أول هذا الشهر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أوله رحمة) فكيف قضينا هذا الأسبوع؟ وكيف كان برنامجنا في الصيام والقيام وفي الليل والنهار؟ وهل تعرضنا لرحمة الله سبحانه وتعالى كما ينبغي؟ قال الله سبحانه: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ) فرحمة الله تكون لمن تحلى بالتقوى، وشهر رمضان وصيامه وسيلة للوصول إلى التقوى؛ لننال رحمة الله سبحانه، والقرآن الكريم هو رحمة من الله سبحانه: (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ) وقال سبحانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فإذا أراد الإنسان رحمه الله؛ فعليه أن يرحم نفسه، ويتوب إلى الله، ويقلع عن المعاصي والذنوب؛

فالذنوب أكبر خطر على الإنسان في الدنيا والآخرة، وعلى الإنسان أن يحذر من إضاعة الوقت أمام التلفون والقنوات ومجالس القات، وأن يحذر من قرناء السوء ومن خطوات الشيطان، وأن يتقي ربه، وأن يقيم الصلاة، وأن يحيي المساجد ولاسيما في رمضان؛ فمن يصوم بدون صلاة فهو آثم، وعليه أن يتوب إلى الله، وأن يحافظ على الصلاة المفروضة، وأن يحافظ على قيام الليل، كما أنّ من أسباب رحمة الله: أن يرحم الإنسانُ الفقراءَ والمساكينَ وأن يحسن إلى المحتاجين، كما قال سبحانه: (إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من لا يرحم لا يُرحم)، (ولا تُنزع الرحمة إلا من شقي)، وشهر رمضان هو شهر التراحم والإحسان فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم أجود من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان، ومن حكمة الله في تشريع الصيام أن يتذكر الموسرون بجوعهم في نهار رمضان جوع الفقراء والمساكين؛ ليبادروا إلى الصدقة والإحسان إلى المساكين، فقد قال الله سبحانه: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) وقال سبحانه:  (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ) وقال سبحانه: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ) وقال سبحانه: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ . أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) وقال سبحانه: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) وقال سبحانه: (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
وقد اعتبر اللهُ الإنفاقَ في سبيله وللمساكين قرضاً وَعَدَ صاحبه بالعوض والقضاء أضعافاً مضاعفة فقال: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فعلينا أن نجود، وأن نكون كرماء، وأن نستعيذ بالله من البخل؛ لأنه من الشيطان كما قال سبحانه: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما نقص مال من صدقة)، والملائكة يدعون كل ليلة، (اللهم أعط كل منفقٍ خلفاً وأعط كل ممسك تلفاً) وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (الصدقة تطفئ غضب الرب) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (الصدقة تدفع سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص) وقال الإمام علي عليه السلام: (إن من مكفرات الذنوب العظام إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب)، فتراحموا يرحمكم الله، وتعرضوا لرحمة الله سبحانه فإنه الرزاق، وقد ابتلى الأغنياء بالفقراء وابتلاهم بالنعم؛ فإن قاموا لله فيها بما يجب من الإحسان والإنفاق عرّضوها للدوام والبقاء، وإن لم يقوموا لله فيها بما يجب عرّضوها للزوال والفناء: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)، وقد اعتاد الفقراء على مواساة الأغنياء لهم في رمضان؛ فعليهم ألّا يقطعوا هذه العادة والعبادة الحسنة بل علينا أن نزيد وأن ننفق من غير الزكاة الواجبة كما قال سبحانه: (وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) وقال سبحانه: (وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين أحدهما: رجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه سراً وجهراً آناء الليل والنهار) أما من يبخل فيصدق عليهم قول الله سبحانه: (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).
عباد الله:
رمضان شهر الذكر والدعاء فقد قال الله سبحانه خلال آيات الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (للصائم دعوة مستجابة)، ورمضان موسم للابتهال إلى الله ورفع الحاجات إلى باب كرمه فهو القائل سبحانه: (وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ) والقائل سبحانه: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ

دَاخِرِينَ) فارفعوا إلى الله أكف الضراعة؛ فإن الله يستحي إذا رفع العبد يديه إليه أن يردهما صفرا وألحّوا في الدعاء؛ فإنّ الله يحب العبد اللحّاح، وإنّ الله لا يمل حتى تملوا، وادعوا الله وأنتم موقنون في الإجابة، بشرط أن نكون مستجيبين لله الاستجابة الكاملة: (فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وهو الذي سمى نفسه الكريم الوهاب، وسمى نفسه خير الرازقين، وسمى نفسه القريب المجيب: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا).
كما ينبغي علينا الإكثار من الذكر والتسبيح، وأن نملأ الساعات بالاستغفار والذكر والتهليل ولا سيما الاستغفار بالأسحار، والتسبيح بعد الفجر وقبل الغروب وفي كل وقت، قال سبحانه: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال لسانك رطباً بذكر الله)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (تسبيحة في رمضان خير من ألف تسبيحة فيما سواه).
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.  
أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:
شهر رمضان هو شهر الهدى والعودة إلى الله سبحانه وتعالى؛ فعلينا أن نُقيّم أنفسنا في هذا الأسبوع الذي مضى من هذا الشهر، وأن نصلح الخلل، وأن نغتنم الأيام الباقية من هذا الشهر، وأن نحرص على الاهتداء والرجوع إلى الله؛ فإنّ مِن أهم ما يطلبه الإنسان من ربه هو أن يهديه إليه، كما علّمنا سبحانه أن ندعوه في الصلاة في أول سورة من القرآن: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فالهداية هي أكبر نعمة يحصل الإنسان عليها؛ فإذا هداك الله أعزك ووفقك وأدخلك الجنة: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) ونحن في  يمن الإيمان والحكمة منَّ الله علينا بعَلَمِ الهدى الذي هو نعمة لكل الأمة ولكل الأجيال، ويطل علينا في كل ليلة من ليالي هذا الشهر ليتلو علينا آيات ربه وليعلمنا الكتاب والحكمة وليزكينا، وليقدم لنا القصص القرآني لنستفيد منها الدروس والعبر، وهذه نعمة كبيرة؛ فلا يوجد قائد في معظم دول الإسلام والعرب يرشد قومه الى طريق الله، ويهدي قومه إلى باب الله، ويحث أمته على تقوى الله، ويقرأ آيات القرآن، ويدلنا على الإيمان، ويذكرنا بالجنة والنار، ويريد لنا العزة في الدنيا والآخرة؛ فهذه - والله - نعمة من أكبر النعم، وسُنسأل عنها يوم القيامة، وستسأل ملائكة النار وخزنة جهنم أولئك الخاسرين عندما يدخلون جهنم: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ)، (أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ)، فهذا القائد الرباني حجة علينا يوم القيامة، وعلينا أن نستجيب ونتفاعل: (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)، وقال سبحانه: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ). 
عباد الله:
نذكركم الله في فريضة الزكاة؛ فإنها ثالث ركن من أركان الإسلام، وهي طُهرة لكم ولأموالكم، قال سبحانه: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بها) وعلينا أن ندفع الزكاة لهيئة الزكاة التي نرى مشاريعها وتصل بركاتها إلى مصارفها ومستحقيها؛ فأخرجوها طيبة بها نفوسكم، ولا تجعلوا العاملين عليها يتعبون وهم يتابعون إخراجها منكم، وكأنّ البعض سيخرج روحه من جسده (والله المستعان)، أما المؤمن فإنه يسارع ليكون من الذين قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ).
أيها المؤمنون:
تزداد عمليات البيع والشراء في هذا الشهر الكريم، ونذكّر في هذه المناسبة بأهمية المقاطعة من التجار والمواطنين للبضائع الأمريكية والإسرائيلية وبضائع الدول التي تدعم أمريكا وإسرائيل؛ فإنه لا ينبغي للإنسان المؤمن بعد أن عرف ما فعلته أمريكا وإسرائيل بغزة وفلسطين، وكيف قتلت الأطفال والنساء وحاصرت المسلمين حتى مات بعضهم جوعاً ومرضا، ثم يذهب لشراء المنتجات الأمريكية والإسرائيلية،

وكيف تطيب نفوسنا بشراء بضائع أعدائنا؟ وكيف نسمح بدعم اقتصاد من يقتلون اطفالنا ونساءنا؟ فالمقاطعة واجبة علينا أمام الله؛ لأن المقاطعة سلاح وموقف، وهناك لوحات ولافتات تحمل أسماء البضائع المقاطعة وعناوين الشركات الأمريكية الإسرائيلية؛ فعلينا أن نقاطعهم لندمر اقتصادهم ولنسلم شرهم؛ حيث وهم غير مأمونين في منتجاتهم، والمقاطعة واجب ديني وأخلاقي، وها نحن نرى أمريكا والصين وبعض الدول تستخدم سلاح المقاطعة في الحرب فيما بينها، فنحن أولى بأن نستخدم هذا السلاح ضد أعداء الأمة الإسلامية.
كما أننا ننصح التجار بالقناعة في الأرباح، والتخفيض في الأسعار، والاكتفاء بالربح المناسب، وأن يتقوا الله في المواطن، وألّا يغالوا عليه في الأسعار؛ فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم من وُلّي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه) والربح القليل فيه البركة والخير.
أيها المؤمنون:
رأينا في الأخبار كيف ترتكب إسرائيل عدوانا كبيراً في الضفة، وتتوغل في سوريا دون أي ردة فعل، وكيف تنقض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وتتذرع بالإذن الأمريكي للبقاء في محور رفح بغزة وفي نقاط بلبنان، وتريد تثبيت معادلة الاستباحة لشعوب أمتنا، وتتنكر لكل الاتفاقيات، وتريد من العرب - فقط - الالتزام بها، ويتعامل الأمريكي والإسرائيلي بوقاحة غير مسبوقة مع أمتنا، ولن نتفاجأ إذا سمعنا بعدوان أمريكي وإسرائيلي على بلدنا وشعبنا؛ فهم موجوعون من عمليات قواتنا المسلحة التي طردتهم من البحار، وحاصرت إسرائيل وأمريكا، وأهانت كبرياءها؛ ولذلك فعلينا أن نكون في حالة جهوزية واستعداد لمواجهة أي تحديات أو أي عدوان على بلدنا أو على شعوب أمتنا، وما مشاركتنا في معركة طوفان الأقصى بمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إلا جولة من تلك الجولات التي لاشك أنها ستستمر حتى يمنَّ الله بنصره، وحتى تزول إسرائيل من الوجود بإذن الله؛ فالنصر من عند الله العزيز الحكيم، قال سبحانه: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، وقال سبحانه: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ)، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)، (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، ولذلك فإنّ علينا أن نكون في حالة جهوزية مستمرة، وأن نحرص على رفد الجبهات ودعم القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والإنفاق في سبيل الله: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
إخواني المؤمنين:
نعيش هذه الأيام الروحانية الإيمانية في شهر رمضان المبارك والذي يتزامن مع موسم التشجير، والذي يبدأ في بداية شهرمارس، فعلينا جميعاً أن نتفاعل مع هذا الموسم وأن يبادر الجميع إلى غرس الاشجار  وخاصة المثمر في المدن في المساحات الخضراء واحواش المدارس والجامعات والمعاهد واحواش المنازل، وفي الشوارع لو يبادر كل صاحب محل ويغرس شجرة امام محله أو في الجزيرة الوسطية في الشارع المقابل لمحله ويهتم بها يحميها ويسقيها ويحافظ عليها، وكذلك ندعو الجميع لحماية الاشجار في الشوارع من الرعي  والحفاظ عليها  من التكسير والاعتناء بها، فالشجرة عنوان الحياة، وديننا الاسلامي حثنا على غرس الاشجار قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم «إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فاليغرسها».
  هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليمًا {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين، اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال واجعلنا ووالدينا من عتقائك من النار وأعنا على الصيام والقيام والطاعات ووفقنا لليلة القدر.

اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك  ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا،  اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان والعراق وإيران واليمن، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------
 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر