علي هراش
يلاحظ تصاعدٌ ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية التي يشنّها كَيان الاحتلال "الإسرائيلي" داخل الأراضي اللبنانية؛ ما يشير إلى توسيع نطاق المواجهة بشكل قد يحمل تداعيات خطيرة على أمن المنطقة واستقرارها.. ولا يحدث هذا التصعيد في فراغ، بل يجري في ظل دعمٍ اقتصادي سعوديّ مباشر لأمريكا وكَيان الاحتلال؛ بهَدفِ إنهاء المقاومة في لبنان والمنطقة، وتجنّب تبعات الرد اليمني على الانتهاكات السعوديّة المتكرّرة.. هذا في المستوى الأول.
فالرياض لا تكتفي بدعم العملاء والجواسيس فحسب، بل تواصل التحشيد العسكري، وتمارس التنصل الصريح من التزاماتها تجاه الشعب اليمني، سواء في دفع مستحقاته المالية، أَو إعادة إعمار ما دمّـر، أَو جبر الضرر، أَو تعويض أهالي الشهداء، أَو الكشف عن مصير المفقودين، أَو الإفراج عن الأسرى، وغيرها من الالتزامات الإنسانية والسياسية التي يُفترض أن يُلزَم بها أي طرفٍ يدّعي المسؤولية.
أما على المستوى الثاني، فستشهد الساحة اليمنية تصعيدًا ميدانيًّا آخر يتمثل في شن ضرباتٍ مكثّـفة وموجّهة من قِبل قوى إقليمية ودولية على الأراضي اليمنية.
وتبرّر هذه القوى ضرباتها بأن هدفها المعلن هو "حماية المصالح البحرية الدولية" و"تأمين حركة الملاحة"، غير أن التحليل السياسي يكشف أن أحد الأبعاد الجوهرية لهذه الهجمات هو محاولة عزل اليمن ومنع قواته المسلحة من تنفيذ وعودها بالرد على القوى المعتدية، وكذلك منعها من تقديم أي إسناد استراتيجي.
ويهدف هذا التصعيد، في جوهره، إلى حماية المصالح الاقتصادية لدول إقليمية - وعلى رأسها السعوديّة - من أي ردٍّ عسكري محتمل، في ظل تعنت تحالف العدوان وتنصّله الممنهج من استحقاقات السلام والعدالة تجاه الشعب اليمني.
وفي المستوى الثالث، يبرز نموذجٌ صريح للتعاون بين القوى المعادية لمحور المقاومة، يقوم على توزيع الأدوار: فالسعوديّة تقدّم الدعم المالي والسياسي والاستخباراتي في إطار استراتيجية عدوانية تهدف إلى تفكيك الأُمَّــة وتقويض قدراتها، بينما يتولى كَيان الاحتلال الإسرائيلي - المدعوم غربيًّا - تنفيذ العمليات العسكرية المباشرة على الأرض.
وهذا النموذج من التكامل، وإن لم يُعلن رسميًّا، فَــإنَّه يستند إلى تقاطعات مصلحية واضحة في مواجهة ما تصنّفه هذه الأطراف "تهديدًا وجوديًّا" مشتركًا.
ولا تتم هذه التحَرّكات جميعها بمعزل عن الإرادَة الغربية، وبرعاية ودعم مباشرَين من أمريكا وبريطانيا لهذا المحور.
وفي قلب هذا المدّ المتصاعد، لن تكون السعوديّة بمنأى عن العواقب؛ بل إن استمرارها في مسارها العدواني ورهاناتها التدميرية قد يضعها في مرمى النيران والتدمير.





.jpg)

