عبدالله عبدالعزيز الحمران
في زمن الحروب الحديثة، لم تعد المعارك تُحسَم فقط بالسلاح، بل بالكلمة والصورة والمعلومة. قد يظن البعض أن التقاط مقطع فيديو لمكان غارة أَو نشر صورة لموقع إطلاق صواريخ هو مُجَـرّد توثيق أَو حماسة، لكنه في الحقيقة قد يكون خدمة استخباراتية مجانية للعدو تكلّف الوطن والأبرياء أثمانًا باهظة.
هل تعلم أن صورتَك قد تقتُل؟
العدوّ لا يعتمد فقط على أقماره الصناعية وأجهزته المتطورة، بل يستفيد من كُـلّ ما ينشره الناس بأنفسهم. صورة عابرة أَو مقطع قصير قد يكشفُ موقعًا حساسًا أَو يحدّد إحداثيات هدف استراتيجي.
هكذا تتحول "لقطة" بدافع الحماسة إلى دليل استخباراتي يوجّه صواريخ العدوّ نحو المدنيين والبنية التحتية.
هل تكفي النوايا الحسنة؟
الكثير يبرّرون نشر تلك الصور بقولهم: "لم نقصد، فقط أردنا أن نوثِّق".
لكن في عالم الحروب، النية لا تغيّر النتيجة. فالخطأ –ولو كان بدافع حُسن النية– قد يؤدي إلى كارثة.
الحماسة غير الواعية تفتح ثغرة ينفذ منها العدوّ، وتجعل المواطن البسيط شريكًا غير مباشر في الجريمة دون أن يدري.
الوعي أم الحماسة؟ من يحمي اليمن؟
اليوم، لا يقل الوعيُ الإعلامي أهميّة عن البندقية.
الصورة المسؤولة ترفع المعنويات.
الكلمة الواعية تبث روح الصمود.
أما الصورة المتهورة والكلمة غير المنضبطة، فهي قد تصبح خنجرًا بيد العدوّ.
تذكّر دائمًا
لا تجعلْ حماسَك جسرًا يعبُرْ منه العدوّ.
لا تتحوَّلْ إلى "عين استخباراتية مجانية".
لقطة عابرة قد تتحوَّلُ إلى كارثة دائمة.
الخلاصة: حماية اليمن تبدأ من الهاتف
مسؤولية حماية اليمن لا تقتصر على الجبهات، بل تبدأ من كُـلّ هاتف محمول ومن كُـلّ حساب على مواقع التواصل.
الوعي هو السلاح الحقيقي الذي يحمي أرواحنا، ويصون بلدنا.