مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول الله -سبحانه وتعالى- أيضاً: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: من الآية 179]، وهذه الآية أتت بعد الحديث عن واقعة أحد، عن معركة أحد، التي كان فيها نكبة للمسلمين، وحصلت فيها هزيمة وشهداء وتضحيات، ونتج عن ذلك مواقف متباينة في المجتمع الإسلامي، البعض وجَّهوا انتقاداتهم الصريحة للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ولمن كان معه من المؤمنين الثابتين الأوفياء، البعض أظهروا مواقف مهزوزة ومترددة، البعض أظهروا أيضاً ميولاً نحو العدو، وأطلقوا مواقف فيها تودد إلى العدو؛ حتى لا يحسبوا ضمن الموقف الذي عليه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ومن معه من المؤمنين، فكانت حالة فرز عجيبة، حالة فرز عجيبة، البعض أظهروا مواقف سلبية، ولم يكن من المتوقع أن يطلقوا تلك المواقف السلبية، البعض قالوا عن الشهداء: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [آل عمران: من الآية168]: نحن قد نصحناهم أن يجلسوا في بيوتهم، وأن يكفوا عن التحرك، وأن يتركوا هذا العمل وهذا الموقف…إلخ.

 

{لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}… وهكذا عبارات التشكيك بإمكانية النصر، وحتمية الهزيمة للعدو، وأنه لا يوجد من حل إلَّا المداهنة للعدو، والاستسلام أمام العدو، عبارات كثيرة من الإرجاف والتهويل والتشكيك بالموقف، والإضعاف للعزيمة، أطلقت من هنا وهناك، في نفس الوقت تجلت مواقف مختلفة، مواقف قائمة على الثبات، مواقف استندت إلى الإيمان الصادق، فاتسمت بالاستبسال في سبيل الله، والتفاني والصدق مع الله -سبحانه وتعالى- مواقف تضحية، مواقف صبر، مواقف جد، مواقف استجابة حتى ما بعد المعركة، في واقعة حمراء الأسد عندما الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عمل نفيراً ثانياً بعد المعركة مباشرة، بعدما عاد إلى المدينة عمل نفيراً آخر، وحضر فيه البعض حتى من الجرحى {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} [آل عمران: من الآية172]، فعملية الفرز تلك لماذا حدثت؟ لما حدثت فأظهر البعض مواقف سلبية، مواقف تنتقد حتى الرسول، تخيل: إنسان ينتمي للإسلام وينتقد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كانوا يقولون: {هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} [النساء: من الآية78]: أنت السبب، أنت المشكلة، أنت الذي ودّفت بنا إلى هذه المشكلة، وحصل ما حصل بسببك، وبسبب توجيهاتك هذه، وقراراتك هذه، ومواقفك هذه، لماذا هذا الفرز؟ الله يقول: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}؛ لأنه حتى تحت العنوان الإيماني هناك خبيث وهناك طيب، يعني: هناك من ينتمي للإيمان وقد يهتم بجوانب معينة من التدين والالتزام الإيماني والديني، وقد يكون متقدماً فيها وبارزاً فيها، ولكنه ينطوي على الخبث في نفسه، هو لا يصل في مصداقيته مع الله إلى درجة الاستجابة حتى خارج رغبات نفسه، حتى فيما يحتاج إلى تضحية، فيما يعبر عن مصداقية لا شك فيها، عن علاقة وثيقة وصادقة مع الله -سبحانه وتعالى- إذا كانت المسألة في ظل ظروف اعتيادية، [يوم العيد كلاً جيد] بيقولوا في المثل، في الظروف العادية المسألة إذا كانت تقتصر على الذهاب إلى المسجد- وفي هذا خير وبركة وجانب إيماني- وتقتصر على بعضٍ من الأذكار والالتزامات الدينية المحدودة، والبسيطة، والسهلة، غير المكلفة، وغير الخطرة، فالبعض قد يكون بارعاً في هذا المستوى، وقد يظهر في مقدِّمة المتميزين، يعني: لو تصدر شهادات تقدير بهذا المستوى سيطلع من الأوائل، لكنَّ هذا بنفسه عندما تكون المسألة في مستوى أن يعمل من الأعمال، وأن يطيع الله من الطاعات فيما قد يضحي فيه بنفسه، قد يضحي بحياته، قد يسبب له أن يواجه الخطر على منزله، على معيشته، على جوانب معينة، جوانب حسَّاسة، إذا كانت المسألة تصل إلى هذا الحد فلا، هو غير مستعد أن يطيع الله فيما قد يحتاج فيه إلى ذلك، أو يعرِّض فيه نفسه لهذا المستوى من الخطر، أو التحدي، أو التهديد، لماذا؟ لماذا لا يملك في واقعه الإيماني مصداقيةً للطاعة التامة لله -سبحانه وتعالى- للاستجابة الكاملة لله -سبحانه وتعالى-؟ لأن هذا هو الإيمان الصادق، الإيمان الصادق تحكمك فيه توجيهات الله وليس رغبات نفسك، سقفه مفتوح، السقف مفتوح عندك في علاقتك مع الله، تستعد أن تفعل كلما يمكنك، وأن تقدِّم كل شيء، ليس عندك استثناءات، ليس عندك حد هناك وسقف نازل هناك.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(الانتماء الإيماني وسنة الله في الامتحان)

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثالثة والعشرون، يونيو 1, 2019م

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر