حسين محمد المهدي
مما لا ريب فيه أن الحقد داء القلوب، والغضب رأس العيوب، وأن الاعتداء على الناس رأس الشرور الموصلة إلى الهلكة والثبور.
وإن أجهل الناس مَن فقد صوابه، وكثر إعجابه كنتنياهو وأربابه، من رؤساء الصهيونية واليهود، فهو بنفسه مغرور، وبطمعه في أرض العرب في فلسطين ولبنان وسوريا مغرور، كبرت جريمته، وكثرت اعتداءاته، فأثخن في قتل الأبرياء، وهدم ديارهم، وسفك دماء أطفالهم ونسائهم، شأنه شأن سلفه الذين لعنوا على لسان أنبيائهم وأتقيائهم، كما حكى الله أخبارهم (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسرائيل عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ، كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ).
فلا أسوأ ممن جعلهم الله عبرة للمعتبرين، وسلفًا ومثلًا للآخرين، وخاطبهم الله سبحانه وتعالى بقوله: (فقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ).
فجعل منهم القردة والخنازير وأنزل في ذلك قرآنًا يتلى إلى يوم الدين: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّـهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئك شَرٌّ مَكانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ).
فأين العقلاء في أمريكا وأُورُوبا مما يجري في فلسطين ولبنان لا يعظون ولا يتعظون، رغم ما ينقل عبر الشاشات، ويشهده العالم، وكأنهم لا يخشون رب العباد، والهلكة بسوء أفعالهم، قبل أن يؤصد الباب وينزل بهم العذاب، هُــوِيَّ سنن الله على عباده ماضية.
فسننه مع الأمم البائدة سننه معهم، (سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا).
ومع ذلك فهم يشهدون من آيات الله مقدمة العذاب، فما يحدث في فلوريدا بأمريكا آية، والله سبحانه وتعالى يقول: (وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا).
فإنَّ أحق من يرهبونه ويسمعونه خالقهم رب العباد، الذي ينهى عن السرف والفساد، فحق يظنون ضره خيرٌ من باطل يسرهم ويهلكهم لو كانوا يعقلون، فكم من مرغوب لهم وهو قبيح.
فاربعوا بأنفسكم أيها اليهود عن سفك الدماء، واتباع الهوى فهو مضل.
فعباد الهوى لا تسلم لهم طوية، فما دخل الهوى في سياسة الأمم، وتصريف شؤونها إلا أفسدها، فصاحبه أعمى عن إدراك نور الحقيقة، وصدق الله العلي العظيم، حَيثُ يقول: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأنفس)، (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّـهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ).
إن الصهيونية اليهودية تقود نفسها إلى هاوية من الذل والانكسار، وستحصد الهزيمة والعار في الدنيا والآخرة، وسينتصر المجاهدون في فلسطين ولبنان وسوريا فتضحياتهم شرف لهم تؤذن بالنصر والتمكين وتحرير الأقصى وأرض فلسطين ولبنان وسوريا، فقد وعد الله المجاهدين بالنصر والظفر والتمكين، (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء.