الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر شوال 1446ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* :( *مابعد رمضان* )
التاريخ: 1446/10/6ه
المـوافــق: 2025/4/4م
الرقم: (40)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-ودعنا شهر رمضان الذي انقضى سريعا وذلك يعتبر صورة مصغرة عن أعمارنا التي ستنقضي سريعا فلنحرص على استغلال ما تبقى من أعمارنا ولا ينبغي بعد هذا الشهر أن نعود إلى الذنوب التي تخلصنا منها في رمضان.
2️⃣-استفادتنا من شهر رمضان ليست بالجوع والعطش وإنما بمقدار ما تحقق لنا من تقوى في حياتنا ومن أماراتها الاستمرار في الطاعة والابتعاد عن المعاصي بعد شهر رمضان والحذر من خطوات الشيطان.
3️⃣-عشنا في رمضان مع القرآن والدعاء ودروس الشهيد القائد ومحاضرات السيد القائد فيجب أن نستمر على الاهتمام بهدى الله والاستماع لملزمة الأسبوع كل يوم والاهتمام ببرنامج رجال الله والحفاظ على الصلاة في أوقاتها وقراءة القرآن والذكر والدعاء وصيام التطوع حسب المستطاع فهو خير.
4️⃣-الاهتمام بدفع أبنائنا إلى الدورات الصيفية بدلا من تركهم للضياع والألعاب والتلفونات ورفقاء السوء.
5️⃣-الاستمرار في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم واجب ديني والعدوان الأمريكي على بلدنا لن يثنينا عن ذلك.
6️⃣-استغلال موسم الأمطار للزراعة والسعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
➖➖➖➖➖➖➖
🔹 ثانياً: نـص الخطبـة
◼️الخطبة الأولى◼️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الهادي بصراطه المستقيم عبادَه إلى سواء السبيل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المؤمنين، وناصر المستضعفين، ومذل المستكبرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عباد الله الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
ودعنا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والبركة والمغفرة والدعاء والإجابة والعتق من النيران، هذا الشهر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان)، وقد كان سريع الرحيل قليل البقاء: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}، وهو صورة مصغرة عن عمر الإنسان، حيث يرى البعض أنّ عمره سيكون طويلاً، وأنه تبقى له من عمره الكثير فإذا به يتفاجأ بموعد الرحيل والرجوع الى الله سبحانه: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}.
كما أنّ شهر رمضان سيعود إن شاء الله من جديد، ويعلم الله من سيعود معه ومن سيأتي عليه رمضان وقد لحق بالرفيق الأعلى وانتقل إلى جوار ربه؛ فلنغتنم بقية أعمارنا في طاعة الله ومرضاته، ولا ينبغي بعد أن صمنا هذا الشهر المبارك وغفر الله لنا ما تقدم من ذنوبنا أن نعود إلى الذنوب، وأن نبارز الله بالمعاصي، ولا ينبغي بعد أن تبنا من الذنوب في رمضان أن نعود إليها بعد رمضان؛ فقد لمسنا عندما أقبلنا على الله في رمضان بالعبادة والطاعة والذكر والصلاة وقراءة القرآن والجهاد في سبيل الله كيف صلحت الكثير من أعمالنا وأحوالنا مصداقاً لقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} وقوله سبحانه: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح أمر آخرته أصلح الله له أمر دنياه، ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ) وهكذا ستستقيم حياتنا إن استقمنا على منهج الله سبحانه.
*أيها المؤمنون:*
إنّ علامة قبول الصيام وحصول ثمرته المرجوة منه تظهر بشكل واضح بعد رمضان؛ فالغاية من الصيام ليس الجوع والعطش وإنما التزود بالتقوى، ومن أمارات حصول التقوى: الإقبال على الطاعة بعد رمضان، والاستمرار على ذلك كما قال سبحانه: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}.
ومن أهم ثمار التقوى وتجلياتها: حالة الحذر واليقظة والانتباه، والبعد عن المعاصي والفساد، والحذر من خطوات الشيطان التي تجر الإنسان إلى الفساد والمعاصي والموبقات؛ لأن الشيطان لا يوقع الإنسان في المعصية إلا بعد سلسلة من الخطوات المتدرجة التي تقوده نحو المعصية ولذا يقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً
وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فالله سبحانه لم يحذر من الوقوع في المعصية فقط بل حذّر من الاقتراب منها كما قال سبحانه: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى} وحذّر من الوقوع في الخطوات الشيطانية التي توقع فيها لأن أساليب الشيطان في الإغواء خطيرة ومتدرجة كما يعمل اليهود الذين هم أولياء الشيطان كذلك فيسعون إلى تعرية المرأة وكشفها ونشر الصور والمقاطع الخليعة في القنوات والتلفونات وشبكة الإنترنت ومواقع التواصل حتى يبدأ الانسان في أولى خطوات الوقوع في الفاحشة المتمثلة بالنظر إلى الحرام؛ ولذلك لا بد من استشعار الرقابة الإلهية لكل جوارحنا وأحوالنا، قال سبحانه: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} وقال جلّ شأنه: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} فالله رقيب علينا فلا نجعل الله أهون الناظرين إلينا، ولنستحي من الله حق الحياء، بالإضافة إلى أنّ علينا رقابة من الملائكة الذين لا ينفكون عنا: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَاماً كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} وعلينا رقابة من جوارحنا وجلودنا وأيدينا وأرجلنا وأعيننا وأسماعنا: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ . وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ}.
عباد الله:
عشنا في رمضان أجواء روحانية، حيث سمعنا كتاب الله وقرأناه، ودعونا الله سبحانه بقلوب خاشعة، وتلقينا دروسًا من هدي الله، تلك الدروس والمحاضرات التي ألقاها علينا علم الهدى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ونصره، والتي ذكّرنا فيها باغتنام شهر رمضان، وشدّنا فيها إلى الله، وذكّرنا بقصص نبي الله إبراهيم عليه السلام والدروس والعبر المستوحاة من ذلك، بالإضافة إلى الدروس والعبر من معركة بدر (يوم الفرقان)، وذكّرنا بواجباتنا ومسؤوليتنا تجاه قضية الأمة الكبرى، وواجبنا الديني أمام الله في الجهاد في سبيل الله؛ نصرة للمستضعفين، ووقوفاً في وجه فراعنة العصر وطغاة الزمان أمريكا وإسرائيل، وتلك الدروس والمحاضرات هي من أكبر النعم علينا.
وها نحن نرى العالم الذي أصبح يشبه القرية، ونتابع أخبار قادة الأمم والشعوب فلا نرى قائداً مثل قائدنا يتلوا علينا آيات القرآن، ويذكرنا بالله وتوجيهاته، ويردنا إلى صراط الله المستقيم، بينما القادة الآخرون حتى في بلاد الحرمين يفتحون المراقص والملاهي، ويسعون لإضلال شعوبهم بتقديم ثقافة الغرب المنحل لهم، وقائدنا يقيم علينا الحجة ليس في رمضان فحسب بل طوال العام، حيث يقيم شريعة الإسلام، ويُحيي فينا ثقافة القرآن، ويدلنا على عز الدنيا والآخرة، وفلاح الدنيا والآخرة، وشرف الدنيا والآخرة؛ فيجب أن نستمر على الاهتمام بهدى الله، والاستماع لملزمة الأسبوع كل يوم، والاهتمام ببرنامج رجال الله، والاهتمام بالحفاظ على الصلاة في أوقاتها، والاهتمام بقراءة القرآن الكريم، والاهتمام بالذكر والدعاء، وأن لا نكون كمن قال الله عنهم: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً}، بل نكون كما قال الله سبحانه وتعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} والذين قال عنهم: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} والذين قال عنهم: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
▪️ ~الخطبة الثانية~ ▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
هناك عدة نقاط نريد الإشارة إليها، أولاً: صيام الست من شوال لمن استطاع حيث وهي سنة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر) وصيام الست من شوال مسنون طوال شهر شوال وتصح متتابعة ومتفرقة.
أما النقطة الثانية والمهمة فهي أننا مقبلون على الدورات الصيفية والمراكز الصيفية وأمام أولادنا خياران لا ثالث لهما: إما أن نستثمر لهم هذه العطلة في قراءة وتعلم القرآن وثقافة القرآن، والتعرف على أحكام الصلاة، والتقوية في مبادئ القراءة والكتابة والإملاء، والتعرف على مهارات وخبرات ومواهب الشباب وتنميتها في جميع المجالات، وهذا هو الخيار الأول والأمثل والأنفع، أما الخيار الثاني فهو: أن نتركهم هم والفراغ ليقضوا هذه الفترة أمام شاشات التلفون والألعاب الإلكترونية، وأن يكونوا عرضة لقرناء السوء في الشوارع، وأنتم تعلمون بخطورة المرحلة، وأنّ يد الفارغ في النار، وأنّ أبناءنا وبناتنا في هذه المرحلة يتعرضون لهجمة شرسة تستهدف أخلاقهم وقيمهم ودينهم وتربيتهم، وأول من سيدفع الثمن في حال الإهمال هم أولياء الأمور؛ لأن الأولاد إن صلحوا فهم قرة عين لآبائهم، وإن انحرفوا جرعوهم الغصص وقد قال الله سبحانه: {َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} وقد علّمنا القرآن الكريم كيف كان الأنبياء عليهم السلام حريصين على إصلاح أولادهم فهذا نبي الله إبراهيم يدعو ربه: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي}، وهذا نبي الله زكريا يدعو ربه: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} وهكذا علمنا الله كيف ندعوه: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}، وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (المولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (علموا أولادكم حب نبيكم وحب آل بيت نبيكم وتلاوة القرآن).
ولذلك ينبغي على أولياء الأمور أن يدفعوا بأبنائهم الكبار والصغار للالتحاق بالدورات الصيفية التي تشرف عليها الدولة، وأن يطمئنوا ولا يقلقوا، واذا كان عندهم قلق على أولادهم فليكن القلق من ثقافة التلفونات وقرناء السوء، وليس من ثقافة القرآن الكريم، وليكن القلق من التأثر بثقافة أمريكا وليس من التثقف بمعاداة أمريكا؛ فإنها حصانة لهم وزيادة في رجولتهم وإيمانهم، ومن الخطأ أن نرسل الأولاد الصغار بينما نترك الشباب والمراهقين عرضة للفراغ والشوارع وقرناء السوء وهم في أخطر المراحل.
أيها المؤمنون:
احيا شعبنا يوم الجمعة الماضية يوم القدس العالمي بتلك الحشود المليونية التي أوصلت للأعداء رسالتها بأن شعبنا اليمني لن يتخلى عن غزة، وأنّ موقفه ثابت؛ لأنه موقف ديني أمر به الله سبحانه، وهو ثابت على دينه ومبدئه، ولا يمكن أن يتغير، وهذا الموقف هو الموقف الطبيعي لكل من ينتمي لهذا الدين، والموقف المتخاذل عن غزة هو الموقف الذي يتعارض مع القرآن ومع الإسلام ومع الضمير الإنساني، وموقف شعبنا هو موقف الإسلام إن تخلينا عنه تخلينا عن إسلامنا وعن آدميتنا، وقد أوصل الشعب اليمني رسالة للأمريكي بأنّ هذا الموقف ليس موقف القوات المسلحة وحدها بل هو موقف الكل (موقف الشعب والقيادة والجيش)، وفي كل المجالات شعبياً ورسمياً وإعلامياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وهو موقفنا أمام الله الذي يبيض وجوهنا يوم نلقاه.
عباد الله الأكارم:
إنّ عدوان أمريكا علينا فاشل ولن يحقق أهدافه بإذن الله سبحانه الذي يقول: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ}، ويقول سبحانه: {ِإنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}، {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}، وقال سبحانه: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً}، وهم يقصفون المقصوف، وكان على المعتوه ترامب أن يستفيد من تجربة عملائه خلال عدوانهم لعشر سنوات؛ فما لم تفعله أكثر من مائتين وخمسين ألف غارة خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلدنا لن تفعله غارات أمريكا التي تهدف لإسناد اليهود، وقد شاهدتم كيف مرّ شعبنا في السابق بصراع مع أدواته ولما فشلت تلك الأدوات أتى الأمريكي بنفسه، ولو كان لدى عملائه أمل بحسم المعركة لتولوها نيابة عنه؛ لكنهم وصلوا الى مرحلة اليأس والخوف من الدخول في معركة مع شعبنا بفضل الله، وقد جرّب الأمريكي نفسه في الجولة الأولى من معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ففشل، وهو فاشل إلى الآن حيث لم يستطع منع الحصار عن السفن الإسرائيلية والأمريكية من الملاحة، ولم يستطع إيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة إلى عمق الكيان المؤقت المجرم، ولن يستطيع بإذن الله.
ونحن أمام الحتميات الثلاث التي دائمًا نؤكد عليها، وهي ليست توقعات أو تخمينات أو مقترحات أو تحليلات بل حتميات وراءها الله الغالب على أمره، والقاهر فوق عباده، وهذه الحتميات هي: نصر الله للمؤمنين، وهلاك وهزيمة الكفار المعتدين، وخسارة وندم المنافقين؛ فالعدو قضيته محسومة، وما علينا إلا أن نهتم بنقطة واحدة وهي كيف نكون مع الله ليكون سبحانه معنا، وقد بين لنا سبحانه مع من سيكون، قال سبحانه: (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) فمتى كنا مع الله فلا أحد يستطيع أن يغلبنا، قال سبحانه: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
أيها المؤمنون:
يجب أن نجعل من أعيادنا جبهاتنا؛ فنزور المجاهدين إلى الجبهات، ونزور روضات الشهداء، ونزور الجرحى في مراكز الرعاية والمستشفيات، ونتفقد أسر الشهداء، كما يجب علينا الاهتمام باغتنام موسم الأمطار والاستفادة من ذلك بالزراعة للمحاصيل الزراعية، ولبناء السدود والحواجز المائية، والابتعاد عن طرق السيول، والسعي للاكتفاء الذاتي، وتربية الحيوانات والمواشي، وتربية النحل مع الحذر من الغش في العسل، وأن نحمل الروحية الجهادية، وأن نكون في جهوزية عالية لمواجهة التحديات والمؤامرات.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفلسطين ولبنان واليمن، وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين، اللهم واغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------