زهرة_المسيرة
أخيرًا أشرقت الشمس التي ڪان ينتظرها طويلًا، تحرڪ من مكانه مسرعًا إلى الخارج، امتطى جواده، شحذ سيفه، أخذ درعه، ودَّع أهله وداعًا تؤسر له القلوب، وانطلق مسرعًا تصارعه هيجان مشاعر الفراق والأسى على من لا يتحملون فراقه، وهاجم تلك المشاعر بالسعادة التي يشعر بها ڪل من هو قادم على هذا الأمر العظيم، سعادة لايستطيع الڪاتب وصفها.
سعيدٌ بتجارته، إذ أنه لن يخسر معها ابدًا، لأن نهايتها الحتمية هي الربح.
تجارةٌ يتمناها كثير من الناس، لكن لا يُوفَّق لها إلا من كان إيمانه صادق مع الله، من كان إيمانه خالصًا لله، من كان ولاؤه لله ورسوله وآله المهتدين، ومن تتردد على مسامعه هذه الآية: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعدًا عليه حقًا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ).
إنه ذاهب للجهاد مع الله وفي سبيل الله ولإعلاء كلمة الله ذاهب بنفسه وبأمواله مخلص لربه بجهاده، لقد حارب أعداء الله وحارب أعداء وطنه، استبسل استبسال عظيم يشهد له الجميع.
فتقبله من عباده الصالحين الصادقين، أراد الله أن يجمعه مع الأنبياء، والصديقين، والصالحين جميعهم،
فهنيئًا لك أيها الشهيد، هنيئًا لك يا من فضلت حب ربك، ودينك، ووليك، وسيدك على هذه الدنيا، فضلت الجهاد على أحبابك، كنت رجلًا يعتز بك أبناء وطنك، فأنت رجلٌ حقًا، لم تكن كأشباه الرجال، فهنيئاً لك.