الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة جمعة استقبال شهر رمضان المبارك 1446ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:( استقبال شهر رمضان)
التاريخ: ٣٠/ ٨/ ١٤٤٦هـ
الموافق: ٢٨/ ٢/ ٢٠٢٥م
الــرقــم (4️⃣3️⃣]
▪️▪️▪️▪️▪️▪️
🎤أولاً: النقاط
🎤🎤🎤🎤🎤🎤
1-شهررمضان أهـم غاياته التقوى وصيةالله لعباده وشرط قبول الأعمال وسبب المغفرةوالرزق وهي خير زاد للإنسان
2-الإنسان في الدنيا بين برنامجين: برنامج التقوى والإيمان وعاقبته الفلاح والسعادة وبرنامج اللهو والضياع وعاقبته الخسران والندامة
3-في كل رمضان يحرص قائدناعلى تزكيتناوتربيتنا وشدنا إلى الله من خلال برنامـج هدي عظيم بينما الآخرون يحرصون خلال رمضان على إعداد برامج اللهووالفساد لمسخنافي أعظم الأيام والليالي عن الله
4-رمضان محطةمهمة ليقيم فيه الإنسان علاقته بالله إن كان يرتقي أم لا وليحرص على التوبةوتجديدها في رمضان
5-مــن المهم في رمضان الحرص على إخراج الزكاةإلى هيئةالزكاة لتكون مفتاحا للرزق والخير والبركة وحصانة للمال من الهلاك ومواساة للفقراء ولكي تقبل العبادات
6-الاهتمام بالعبادات والطاعة لله والصبر وكظم الغيظ والابتعاد عن مبطلات الصوم مــن الذنــوب
7-شيعت الأمـــةالقائــدالعظيم شهيدالإسلام والإنسانية السيدحسن نصرالله وصفيه هاشم، اللذين استشهدا دفاعاعــن القدس والأقصى في معركــةطوفان الأقصى وسيكون دمهما جارفاللطغاة.
➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: نــص خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِ العالمين، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عباده الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أطل علينا شهر الصيام والقيام، شهر القرآن والهدى، شهر التقوى والإيمان، الشهر المبارك الذي قال الله سبحانه فيه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ فالغاية من الصيام هي التقوى التي هي وصية الله للأولين والأخرين، {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ}، وهي سر القبول للأعمال الصالحة قال سبحانه: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، وهي أساس معيّةِ الله للمؤمن وتوفيقه له، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}، وهي سبب محبة الله للمؤمنين، قال تعالى: {فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} وهي سبب للفرج والرزق، قال سبحانه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} وسبب لليسر والمغفرة قال سبحانه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} وهي سبب لدخول الجنة قال سبحانه: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً} فعلينا أيها المؤمنون أن نسعى ونجتهد في هذا الشهر لأن نتحلى بحقائق التقوى، حتى نكون ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وإلا فإن الإنسان الذي لا يتحلى بالتقوى ولا يتزود منها قد يكون من الذين قال فيهم الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء) فالله الله في التقوى فإنها أفضل زاد: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}.
أيها المؤمنون:
إن المؤمن في شهر رمضان مخيَّر بين برنامجين لا ثالث لهما؛ برنامج التقوى والإيمان والهدى والذكر والطاعة، وهذا البرنامج هو برنامج الإسلام الذي تحدث عنه الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم عندما خطب في آخر جمعة في شهر شعبان فقال: (أيها الناس إنه قد أظلكم شهرٌ فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان فرض الله عز وجل صيامه، وجعل قيام ليلة منه بتطوع صلاة كمن تطوع سبعين ليلة فيما سواه من الشهور، وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض الله عز وجل فيما سواه من الشهور، وهو شهر الصبر وإن الصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وهو شهر يزيد الله فيه في رزق المؤمن، ومن فطَّر فيه مؤمناً صائماً كان له عند الله عز وجل بذلك عتق رقبة، ومغفرة لذنوبه فيما مضى، فقيل له يا رسول الله: ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائماً، فقال إن الله كريم يعطي هذا الثواب من لا يقدر إلا على مذقةٍ من لبن يفطر بها صائماً، أو بشربة من ماءٍ عذب، أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك،
ومن خفف فيه عن مملوكه خفف الله عز وجل حسابه، فهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره إجابة وعتق من النار).
أيها المؤمنون:
هذا هو البرنامج الذي يريد الله منا في رمضان أن نحييه بالعبادة والإحسان، والطاعة والذكر والصلاة والقيام وقراءة القرآن والجهاد، وإن من نعم الله علينا أن لنا قيادة مؤمنة ممثلة بالسيد عبد الملك "يحفظه الله"، حريص علينا وحريص على أن نستفيد من شهر رمضان، وأن نغتنم فيه الأجور والطاعات، وأن نتقرب إلى الله سبحانه بما يغفر ذنوبنا ويرضي ربنا، هذه القيادة كانت معنا خلال السنوات الماضية وستكون معنا إن شاء الله خلال هذا الشهر الكريم، يتلوا علينا آيات ربه، ويعلمنا الكتاب والحكمة ويزكينا، فيجسد فينا ولاية الأمر الحقيقة التي هي ولاية رعاية وهداية، وتربية ورحمة، بينما الآخرون لديهم قيادة توجه بإعداد البرامج التي تضيع بركة رمضان، وتقيم حفلات المجون وحفلات العري والانحلال فاعتبروا يا أولي الأبصار.
عباد الله:
إن شهر رمضان محطة هامة ينبغي أن نقيِّم فيه واقعنا الإيماني، وكيف كانت علاقتنا بالله خلال الفترة الماضية، وعلى أقل تقدير من رمضان الماضي إلى رمضان الحالي، هل كان الإنسان في خلال هذه الفترة يرتقي في مراتب كمال الإيمان، أم أنها شهدت حالة من التراجع والتقهقر في علاقته بالله وارتباطه به، وانشداده إليه، وفي صلاته القيمة، وفي حبه لله ورغبته فيما عنده، كما أن شهر رمضان المبارك محطة للتوبة والرجوع إلى الله، ففي رمضان يتوب المؤمن، ويغفر الله للناصح في التوبة والصادق في الرجوع إليه، والنادم على التقصير والتفريط، والعازم على فتح صفحة جديدة مع الله سبحانه، وما أحوجنا لأن نستقبل هذا الشهر الكريم بالتوبة والرجوع إلى الله، حتى لا يدخل علينا هذا الشهر ونحن مصرون على الذنوب؛ فإن الذنوب تحول دون قبول الأعمال، وتحول دون رحمة الله ومغفرته.
أيها المؤمنون:
في شهر رمضان يُخرِجُ المؤمنون زكاة أموالهم ليغنموا بذلك مضاعفة الأجور، حيث تعتبر الزكاة في رمضان بسبعين زكاة في أجرها وفضلها على غيره من الشهور، ولكي ينالوا بذلك قبول صيامهم فإن الله لا يقبل الصيام إلا مع الزكاة، ومثل الذي يصوم ولا يزكي كمثل الذي يصوم ولا يصلي، لا يقبل الله منه فرضاً ولا نفلاً، وما أعظم جرم البخلاء بالزكاة في هذه المرحلة، وقد اتسعت دائرة الفقر والفقراء، وأصبح الكثير من المحتاجين ينتظرون لرمضان بفارغ الصبر؛ ليقضوا حوائجهم، ويسددوا ديونهم، ويداووا مرضاهم، ويسددوا إيجاراتهم التي عليهم، وليكسوا أولادهم، وليشبعوا جوعهم، ثم ترى ذلك الغني الذي أوجب الله عليه الزكاة، والذي آتاه الله مالاً وثروة وثمرة ورزقاً وتجارة، تراه بخيلاً لا يخرج زكاته التي فرضها الله عليه، إن جرمه مضاعف، وإن ماله معرَّضٌ للزوال، وإن الله سبحانه سيحول حاله من الغنى إلى الفقر، قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} وقال سبحانه: {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} وقال جل شأنه: {وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما تلف مال في بر أو بحر إلا وسببه الزكاة) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يرحموا) وقد ذكر الله من صفات المؤمنين: {أنهم يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} وأنهم {لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} فعلينا ألا نتردد في إخراجها، وألا نتأخر في أدائها، وألا نحتاج عند إخراجها إلى مراجعة ومطالبة؛ فهي براءة لذممنا، وبركة في أموالنا، وعلينا تسليمها للهيئة العامة للزكاة التي حددها ولي أمرنا المؤمن لاستلام الزكاة وصرفها في مصارفها، ونحن نرى مشاريعها العظيمة من كسوة الفقراء والأيتام، وإطعام المساكين، ومساعدة المرضى، ومساعدة الشباب المستضعفين على الزواج، ونرى مشاريعها في التمكين الاقتصادي للفقراء، ويشاهد الكل مشاريعها في وسائل الإعلام؛ فعلينا أن نتعاون معها، وأن نسلمها زكاتنا لتضعها في مصارفها التي حددها الله سبحانه، وعلى الإنسان أن يتصدق من ماله؛ فقد قال سبحانه: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} وقال سبحانه: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
_أيها المؤمنون:_
هناك أخطاء وأخطار يمكن أن تفسد علينا بركة رمضان وأجره، ومن تلك الأخطار إضاعة الأوقات أمام الشاشات والتلفونات والقنوات والإذاعات؛ فعلينا أن نُقبل على ما دعانا الله إليه وأن نُعرض عن اللغو والغفلة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ. وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، كما أن مما يضيع بركة رمضان إضاعة الوقت في النوم، فالبعض ينام إلى بعد الظهر، وهذا إهدار للوقت، ومن الأخطاء إضاعة الليل في مضغ القات؛ فينبغي على الإنسان أن يحرص على اغتنام الليل بالعبادة، وأن نحرص جميعاً على استماع البرنامج الرمضاني بحذافيره من القرآن والدعاء وسماع الملزمة وسماع محاضرة علم الهدى، التي فيها تزكية نفوسنا وتطهيرها وشدنا إلى الله سبحانه، ولا ينبغي للإنسان أن يتجاوز نصف الليل كحد أقصى، بل يقوم الإنسان إلى قراءة القرآن والصلاة، ويمكن للإنسان أن يقرأ القرآن عند مضغ القات بالشكل المعقول، ومن الأخطاء إضاعة رمضان في الأسواق، حيث يقضي البعض أول رمضان في السوق لتوفير حاجات رمضان، ويقضي آخر رمضان في توفير مستلزمات العيد، كما أن من الأخطاء في رمضان ما يحصل لدى البعض من سوء الخلق، حيث يتحول البعض إلى إنسان مختلف، يسب ويشتم ولا يصبر، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه) والبعض وللأسف تعيش أسرته في رمضان ظروفاً صعبة بسبب سوء أخلاقه وتعامله، حيث يخيف الكبير والصغير، ويرعب الأطفال والنساء، وكأنه وحش كاسر وليس مؤمناً صائماً، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) مع أن النساء في رمضان تتعب أكثر من بعض الرجال، حيث تستيقظ في الصباح الباكر لتطعم الصغار، وتجهز الإفطار، وتنظف البيت والملابس والرجل نائم إلى الظهيرة، ثم يستيقظ الرجل غضبان منفعلاً سيء الخلق والله المستعان.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
شيعت الأمة شهيد الإسلام والإنسانية الشهيد العظيم السيد حسن نصر الله "رضوان الله عليه"، ورفيق دربه الشهيد العظيم هاشم صفي الدين، الأمينين العامين لحزب الله، الذَينِ استشهدا مع الكثير من القادة في معركة الإسناد لغزة ودفاعاً عن فلسطين، بعد أن قضوا أعمارهم في مواجهة إسرائيل، حتى حرروا بيروت ولبنان من احتلال الصهاينة، وبعد أن أذاقوا الأعداء الصهاينة الويلات، وكانوا كابوساً أقض مضاجعهم وأرق منامهم ودك حصونهم، إن شهادة السيد العظيم حسن نصر الله ستصنع النصر الكبير بإذن الله؛ فدمه الطاهر سيجرف عروش المستكبرين والصهاينة والأمريكيين، وسيتحول دمه إلى طوفان مع طوفان الأقصى حتى يتحقق وعد الله وعد الآخرة، الذي هو آت حتماً بإذن الله، ولن يهنأ اليهود بعده بالأمن والاستقرار، وإن كان اليهود والمنافقون يظنون أنهم بقتله قد قضوا على حزب الله؛ فإن عليهم أن يفهموا أن هذا الحزب هو حزب الله والله حي لا يموت، وهو الغالب على أمره والقاهر فوق عباده، الذي بيده النصر، وهو صاحب القوة العظمى، وقد قتلوا قبله الأمين العام السابق لحزب الله فلم يزدد إلا قوة و صلابة، وهكذا عندما قتل الأعداء الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه" والرئيس صالح علي الصماد لم تتوقف المسيرة، ولم ينطفئ نور الله، ولم تتحقق أهداف الأعداء؛ بل كانت دماؤهم طوفاناً جرف عروش المستكبرين، ووقوداً لمواصلة العزم والثبات والصمود.
*عباد الله* :
المعركة في لبنان وفلسطين واحدة، والقاتل واحد والدين واحد والمبدأ واحد، ومن يفرق بين الشهداء في غزة ولبنان هو إنسان ابتلي بالتعصب وأصيب بالحقد الأعمى، وهو مخذول فالسيد نصر الله لم يستشهد دفاعاً عن لبنان بل دفاعاً عن غزة وفلسطين وكل الأمة،وقد قدم حزب الله مالم تقدمه الأمة ولم تقدمه الجيوش العربية كلها، وإن مواجهة اليهود تتطلب منا وحدة الصف وجمع الكلمة والترفع فوق الخلافات؛ فقد شاهدنا اليهود والنصارى رغم خلافاتهم كيف اتحدوا على حرب الإسلام والمسلمين، قال تعالى: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً} وقال سبحانه: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} وقال سبحانه: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وإن من التفريق الأعمى والخطير هو من يفرق بين أمريكا وإسرائيل، وكأن أمريكا شيء وإسرائيل شيء آخر! وهي ربيبتها وصناعتها وكلبها المدلل، وهي الغدة السرطانية في جسد الأمة، وقد أثبتت الأيام والأحداث ما قاله السيد القائد
"يحفظه الله" : (أن أصدقاء أمريكا هم أصدقاء إسرائيل، وأن من يقبل بأمريكا سيقبل بإسرائيل وسيتعاون مع إسرائيل) وهذا ما أكدته الأحداث؛ فقد شاهدنا كيف أرغمت أمريكا عملائها على التفرج أولاً على حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وأرغمتهم على حصار إخوانهم في غزة، وجرجرتهم إلى التطبيع مع اليهود وتصنيف حركات المقاومة بأنهم إرهابيون وفتح العلاقات مع الصهاينة، ثم أرغمتهم على القبول والتفاعل مع مخططهم بتهجير الفلسطينيين، وأرغمت النظام السعودي على دفع مئات المليارات من الدولارات لخزينة أمريكا لدفع تعويض خسائرها في الحرب على غزة، بينما أهل غزة يحتاجون لحوالي ثلاثة وخمسين مليار دولار للإعمار.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------