مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

حلَّت ذكرى ما تسمى النكسة، التي وافقت يوم الخامس من يونيو سبعةٍ وستين، ذلك اليوم الذي احتل فيه العدو الإسرائيلي الأقصى وباقي الضفة الغربية، وأعلن فيه آنذاك العدو الإسرائيلي حربه العدوانية على أربع دول عربية، هي: فلسطين، والأردن، ومصر، وسوريا، سيطر من خلالها في ستة أيام على ما يقارب سبعين ألف كيلو متر مربع، من الأراضي العربية في فلسطين المحتلة، وفي سوريا ومصر، وهي مساحة تساوي أكثر من ثلاثة أضعاف المساحة التي احتلها في العام 1948.

العدو الإسرائيلي في ذلك العدوان ارتكب مجازر بشعة، ويقدر أعداد من استشهدوا من العرب في ذلك العدوان بالآلاف، وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين من أراضيهم، وكذلك تشريد ما يقارب مائة ألف سوري من هضبة الجولان المحتلة، وفي ذلك العدوان أيضاً وتلك النكسة هُزمت ثلاثة جيوش عربية، تساندها ستة جيوش أخرى شاركت في المعركة، وخلال ستة أيام فقط استطاع العدو الإسرائيلي أن يسيطر على كل تلك المساحة المذكورة.

بعد تلك النكسة اجتمع العرب في السودان، اجتماع على المستوى الرسمي العربي، ليعلنوا ما اسموها بلاءاتهم الثلاث: [لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف]، ولكن للأسف لم يبق شيءٌ الآن من تلك اللاءات، وحتى النظام السوداني تخلى عن تلك اللاءات الثلاث، تلك الهزيمة في تلك النكسة كان لها أثرها السلبي جداً، فيما رسخته من حالة يأس وإحباط، وشعور بالخزي والعار في الوسط العربي آنذاك، وترسيخ الهزيمة النفسية، التي لم تكسرها سوى عقيدة المقاومة، التي حققت الانتصارات وكسرت شوكة العدوان الصهيوني.

عندما نقارن بينما حصل آنذاك خلال ستة أيام، وما يحصل الآن على مدى ثمانية أشهر في قطاع غزة، ونرى أن العدو الصهيوني لم يستطع تحقيق أي انتصار فعلي في قطاع غزة خلال ثمانية أشهر، على المقاومة الفلسطينية في غزة، في نطاق جغرافي محدود، ومحاصر أيضاً، هذا يبيّن بالرغم من الفرق الكبير يعني بين ما حصل في حرب الستة أيام، التي سيطر فيها العدو آنذاك على قطاع غزة في ساعات محدودة، وحسم المعركة فيها في ساعات محدودة؛ بينما هو الآن على مدى ثمانية أشهر في حالة تخبط تام وفضيحة مخزية، وحالة اليأس تنتشر بين الكثير ممن ينتسبون لكيان العدو، المقاومة كسرت كل ما كان قد رسَّخه العدو من الهزائم في نفسيات العرب، وبدايةً من الانتفاضة في عام 88، إلى الخروج المذل لجيش العدو من لبنان، في العام 2000، وصولا إلى حرب 2006، وسيف القدس، وغيرها من المعارك التي خاضتها المقاومة مع العدو، أُجبر العدو على الانكسار، والعودة ذليلاً ليقبل بشروط المقاومة، في نهاية كل تصعيد يضع العدو فيه أهدافاً لا يستطيع تحقيقها، وهذا شيءٌ واضح، وشيءٌ بيِّن، وفيه دروس مهمة، دروس مهمة للشعوب العربية، وللأنظمة إن كانت تريد أن تستفيد، وأن تراجع تلك الأحداث لتأخذ منها الدروس والعبر.

نكسة 67 هي مثالٌ حقيقي لأطماع العدو في الأراضي العربية، التي لم يندحر عنها إلا بقوة السلاح والمقاومة، والعدو نفسه لا يريد أن يستقر عند حدود معينة، ولا حواجز، وقال آنذاك أحد أكابر مجرميه (بن قوريون): [حدودنا حيث يصل حذاء الجندي الإسرائيلي الأخير]، في ردٍ على سؤال: أين هي حدود إسرائيل؟ يعني: هناك الأطماع الكبيرة، التي لا يردهم عنها إلَّا الموقف الجاد، وإلَّا العجز في مواجهة استبسال وقتال وصمود وثبات يمنعهم من التوسع حسب أطماعهم.

بالمقارنة بما كانت تمتلكه الجيوش العربية في ذلك الوقت، من مئات الطائرات، وآلاف الدبابات والمدرعات، ومئات الآلاف من الجنود، الذين لم يصمدوا لستة أيام، وأعلنت آنذاك تلك الدول هزيمتها المذلة، وقبولها لقرار وقف إطلاق النار؛ وبينما تمتلكه المقاومة الفلسطينية حالياً، وهو عبارة عن أسلحة خفيفة ومتوسطة، والمتاح الممكن من الصواريخ بحسب التصنيع المحلي، تلك المستوى من القدرات، مع ذلك نرى ويشاهد العالم مستوى الهزة الكبيرة والهزيمة الفعلية للعدو الإسرائيلي، والإخفاق والفشل الكبير والذريع الذي يعترف به قادته ووسائل إعلامه.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

أخر تطورات الأحداث والمستجدات

الخميس 29 ذو القعدة 1445هـ 6 يونيو 2024م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر