- ثـم هي مرتبــةٌ إيمانيــةٌ راقيــة:
الإنسان إذا وصل في إيمانه بالله إلى مستوى الاستعداد للتضحية بنفسه في سبيل الله، وانطلق على هذا الأساس في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فهذا من كمال إيمانه، ومن أهمِّ المصاديق التي تثبت المصداقية في الانتماء الإيماني؛ ولهذا قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ}[التوبة:111].
- الشهادة في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" ليست بديلةً عن ثقافة الحياة:
يعني: أنَّ هناك- مثلاً- من يطرح أنَّ: [الحديث عن الشهادة في سبيل الله يعني دفعٌ للناس للتخلي عن هذه الحياة، وأنَّها ثقافة الموت، وبعيدة عن ثقافة الحياة]، الشهادة في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هي ثقافة الحياة الحقيقية؛ لأن الإنسان إذا استشهد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، هو يحظى بحياة أشرف، أسعد، أهنأ، أطيب، أرقى، أسمى، أعلى، أكرم من هذه الحياة، فهي حياة بكل ما تعنيه الكلمة.
ثم إنَّ الأُمَّة التي تتحرَّك وهي تحمل روحية الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وروحية الشهادة؛ تعتز، وتدفع عن نفسها المخاطر، تتحرَّك بإرادةٍ قوية، باستبسالٍ عظيم، بثباتٍ كبير، فتبني نفسها حتى بما تقدِّمه من الشهداء في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وهي في إطار تحرُّكٍ فاعلٍ ضد أعدائها، تحقق لنفسها الحياة بعزَّة، حياةً حقيقة، حياةً كريمة، حياةً بكرامةٍ إنسانية، وعزَّةٍ إيمانية، ومَنَعَةٍ في مواجهة الأعداء؛ فهي حياةٌ للأُمَّة، ووقايةٌ لها من الفناء مع الذل، فهي لا تقابل ثقافة الحياة؛ لأنها حياة؛ وإنما تقابل ثقافة التدجين للأُمَّة، لتكون ذليلةً خانعةً لأعدائها، ولا تسلم، ولا تسلم من الموت ولا من القتل؛ ولهذا ضرب الله مثلاً مهماً في القرآن الكريم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ}[البقرة:243]؛ ليجعل من ذلك درساً لغيرهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1447




