مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يعقوب شلخوف
«وإن عادوا عُدنا» ليست شعارًا يُرفع في الميادين، بل معادلةً صُلبةً تُحدّد طبيعة العلاقة مع العدوّ.. عُدنا بوعيٍ يكشف حقيقته دون أوهام، وبإيمانٍ يرسّخ الثقةَ بوعد الله، وبقدرةٍ أثبتت أنها أقوى من كُـلّ ما اعتمد عليه المشروع الصهيوني لعقود.

يمرّ صراعُ الأُمَّــة مع المشروع الصهيوني بمرحلةٍ مفصليةٍ تكشف حقيقةً حاول العدوّ إخفاءها طويلًا.. كيانٌ لا يعرف للعهود وزنًا، ولا للمواثيق حرمة، ولا للاستقرار معنى - إلا بقدر ما يخدم مصالحه الآنية.

وما جرى من عدوانٍ جديدٍ على غزة والضاحية الجنوبية هو امتداد لسلوكٍ سياسيٍّ قائمٍ على الغدر منذ نشأة هذا الكيان.

لقد قدّم القرآن الكريم وصفًا دقيقًا لطبيعة هذا العدو: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ﴾ [سورة البقرة: 100].

إن نقضَ العهود عند الصهاينة ليس تصرّفًا طارئًا ولا مناورةً تكتيكية، بل عقيدةً استراتيجية.

فالاتّفاقيات لديهم ليست أكثر من أدوات لشراء الوقت، وما إن تتغيّر المعادلة حتى يُلقَى الميثاقُ جانبًا، كما تسقط ورقةُ الخريف.

ويتكرّر في واقعنا اليوم مشهدٌ آخر وصفه القرآنُ أيضًا: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جميعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَو مِن وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ [سورة البقرة: 190].

فالكيان الذي يروّج لنفسه كـ"قوةٍ عسكريةٍ لا تُقهَر" لا يقاتل إلا محتميًا بالجدران، خائفًا من المواجهة المفتوحة - صورةٌ تعكس هشاشةً داخليةً، يحاول إخفاءَها بالدعاية، وصناعة الأوهام، وترويج الأكاذيب عبر إعلامه الموجّه.

وفي المقابل، صعّد العدوّ من نشاطه الاستخباراتي والإعلامي، معتبرًا إياه ذراعه السياسية الأخطر، معتمدًا على: الرصد، والتضليل، والتحليل، وابتلاع كُـلّ معلومةٍ قابلةٍ للتحوّل إلى هدف.

وهذا النهج ليس عملًا أمنيًّا فحسب، بل جزءٌ من استراتيجيةٍ أوسع تهدف إلى فرض أمرٍ واقعٍ على شعوب المقاومة، ومحاولة التحكّم في قراراتها وتوجيه خياراتها.

لذلك، يصبح وعي الأُمَّــة وحصانتها المعلوماتية والسياسية عنصرًا جوهريًّا في الصمود.

فالحذر في تداول المعلومات، وحكمة التخطيط، والسرية في التحَرّك، كلها تشكّل سدًّا منيعًا يمنع العدوّ من بناء "بنك أهداف" يُمكّنه من تحقيق مكاسب جديدة.

إن حماية الوعي اليوم جزءٌ أصيلٌ من معركة التحرّر، وصمام أمان لإفشال أدوات العدوّ.

ومتى عادت الأُمَّــة إلى وعيها وثباتها، استطاعت قلبَ المعادلة.

فالميدان لا يقيس القوة بالعدّة والعتاد وحدهما، بل بالإرادَة، والقدرة على الصمود، وبالإيمان، والثقة بالله.

«وإن عادوا عدنا» - معادلةٌ لا تتغيّر.. ومتى عاد الله معنا - كما وعد - تلاشت الأوهام، وانكشفت هشاشةُ هذا الكيان، وعادت الأُمَّــةُ إلى موقعِها الطبيعي: أمةٌ لا تُهزم، ما دامت متمسّكةً بوعيها، وهُويّتها، وقضيتها.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر