مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

التهديد الثاني: هو الانحراف، والذين يشتغلون في هذا الاتجاه هم من يحرصون على فصل شعبنا عن الالتزام الديني والالتزام الأخلاقي، من يسعون لنشر الفساد، قد يروجون له تحت عناوين، مثل: عنوان الحرية؛ فيقدمون للحرية مضموناً يسيء إليها، البعض منهم أيضاً تحت عنوان الدولة المدنية؛ فيأتون للترويج للرذيلة، للخلاعة، للفجور، للفسق، لشرب الخمر، للمخدرات، وهذا شغل يشتغل عليه أعداء الأمة: الأمريكيون، والإسرائيليون، والتوجه الغربي هو يستهدف أمتنا في مبادئها وقيمها وأخلاقها، وهو يسعى من خلال ذلك لتقويض بنيانها، والقضاء على هويتها؛ مما يسهل له السيطرة عليها، الإنسان إذا فقد هويته، انتماءه الإيماني الصادق والواعي، القائم على المبادئ والأخلاق؛ يضيع، يضيع، يسهل على الأعداء السيطرة عليه.

 

شعبنا العزيز هو شعبٌ مؤمن، شعبٌ مسلم، ويجب أن يتربى على هذا الأساس في المبادئ والقيم والأخلاق، ويجب الحذر من كل ما يروج له الآخرون؛ ليفصلوا الشاب اليمني- أو الشابة اليمنية- عن التزامه الديني، عن التزامه الأخلاقي، الترويج للاختلاط، الترويج للسفور، الترويج للعلاقات الفوضوية بين الرجال والنساء، كذلك الترويج للخمر، للمخدرات، كل هذه المفاسد والرذائل يجب التنزه عنها، الحذر منها، العملية التي تستهدف شعبنا في أخلاقه من خلال ما يسمى بالموضات، يجب الحذر منها، التعاطي تجاهها بحذر، كثير منها وفدت من العالم الغربي، وكثير منها – في العادة- يعبر فيما يعبر عنه: عن سلوكيات منحرفة، حتى البعض من حِلَاقات الرأس، من الزي الذي يلبس، زي يعبر عن مجون، زي يعبر في العالم الغربي عن توجهات منحرفة على المستوى الأخلاقي، لا ينبغي ولا يجوز أن يتأثر بها شبابنا وشاباتنا، يجب التطهر منها، يمكننا أن نتجه في مسيرتنا في الحياة على أساسٍ حضاريٍ، لكن من واقع أصالتنا الإيمانية، وليس بالانحراف، هذا الانحراف في الأخلاق والقيم لا علاقة له بالحضارة، ولا بالحرية، ولا بالتقدم الحقيقي أبداً، الرذيلة، الانحطاط، الخسة، الدناءة، التميّع، الشذوذ… الفساد بكل أشكاله لا يعبر عن رقي، ولا حضارة، ولا تقدم، ولا صلة له بذلك. يمكننا أن نبني حضارتنا على أساسٍ من أصالتنا الإيمانية في قيمنا، وفي أخلاقنا.

 

التحريف والانحراف كلاهما وسيلة للسيطرة على الإنسان، فتجد التكفيريين، وتجد المنحرفين الذين يروجون لهذا الانحراف والخلاعة، لكلا الطرفين امتداد للأدوات التي تعتمد عليها أمريكا في المنطقة؛ للسيطرة على شعوب المنطقة، للسيطرة على الإنسان، تجد مثلاً النظام السعودي يرعى كلا الاتجاهين: اتجاه الانحراف، واتجاه التحريف، بكلتا يديه، ويمول هذا وذاك، يرعى هذا وذاك، يدعم هذا وذاك، جزءٌ من أنشطته واهتماماته تتجه هناك، وجزءٌ هناك في التحريف والانحراف، وتجد التكفيري بلحيته وبزيه الديني، بمنطقه الديني، بخطابه الديني يخضع للضابط السعودي، وتجد آخرين ممن يتجهون الاتجاه الآخر في الانفصال عن الالتزام الديني والأخلاقي، لهم علاقة هناك كذلك، ويحرك الطرفين، ويستغل الطرفين، كلاهما وسيلة للسيطرة على الإنسان.

 

الهوية الأساسية لشعبنا العزيز- هويته الإيمانية- تبنيه على الأصالة، على التحرر، على الاستقلال، على الكرامة، وهذا ما لا يريده الآخرون أبداً، لا يريدون له أن يكون كذلك، ولهذا سمعنا مؤخراً للبعض كيف يمجِّدون في بعض المحافظات الجنوبية الاحتلال البريطاني بوضوح، ونرى الآخرين من التكفيريين وممن انفصلوا عن هوية هذا الشعب كيف باتوا على ارتباط بالآخرين هناك وهناك، وانفصلوا عن هذا الامتداد الإيماني: (الإيمان يمان)، ومسخوا كذلك في أخلاقهم، في معاملاتهم، في تصرفاتهم، حتى في تعاملهم مع الأسرى، في كثيرٍ من سلوكياتهم، في تعاملهم مع الناس، ابتعدوا عن ذلك كثيراً.

اليوم ترسيخنا لهذه الهوية، ومحافظتنا على هذه الأصالة؛ يحفظ لنا تماسكنا كشعبٍ يمني في مواجهة هذه التحديات، في التصدي لهذا العدوان الذي يهدف إلى السيطرة علينا؛ لفصلنا عن هذه الهوية وعن هذه الأصالة، والسيطرة علينا، والمسخ لنا، والاستعباد لنا.

 

أيضاً الجانب الإيماني له أهميته فيما يتعلق بالمشاعر الإيمانية التي تعزز الثقة بالله، والتوكل على الله “سبحانه وتعالى”، وكذلك الإيمان بوعده بالنصر فيما له من أهمية كبيرة في مواجهة التحديات مهما كانت، والصعوبات مهما عظمت، {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: الآية173]، هذا هو الإيمان في أثره العظيم في الثبات والصمود والتماسك في مواجهة التحديات.

 

إن شاء الله يكون لنا حديثٌ آخر فيما يتعلق بالبعض من التطورات، والأحداث، والوضع السياسي، والعدوان، في كلمة قادمة إن شاء الله، نكتفي بهذا القدر.

 

ونسأل الله “سبحانه وتعالى” أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، أن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.

 

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة جمعة رجب 1440هـ / 19/ يوليو, 2019م.

(اليمن.. الهوية الإيمانية ومخاطر التحريف والانحراف)

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر