في كل ما مضى، قدَّمنا من الشهداء في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" الكثير من القادة، من الأفراد، من الكوادر، من أبناء شعبنا العزيز، ارتقوا شهداء، ولكن في كل هذه المراحل الماضية، سواءً ما قبل العشر سنوات من المواجهة، أو في هذه الجولة، أو في العشر السنوات نفسها، كان المسار مساراً تصاعدياً، مسار ارتقاء، مسار يتميَّز به الأداء الجهادي، والتحرُّك في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، مسار بناء، وتعاظم للقدرات، وتراكم للخبرة، واستفادة من التجارب.
لو كانت الشهادة في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" تؤدِّي إلى الوَهْن، وإلى الضعف، وإلى الانكسار للإرادة؛ لكانت هذه النتيجة قد أنهت وجود هذه الأُمَّة المجاهدة منذ البداية، منذ الجولة الأولى التي استشهد فيها- آنذاك- شهيد القرآن، مؤسس مسيرتنا، وقائد مسيرتنا، السَّيِّد المجاهد شهيد القرآن/ حسين بدر الدين الحوثي "رِضْوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ"، ورفاقه العظماء في هذا الدرب العظيم والمقدَّس، ولكن استمرَّت هذه المسيرة، نمت، تعاظمت، قادت هذا الشعب العظيم في إطار هويته الإيمانية، امتدت بركاتها، صوتها، صداها، أثرها، على مستوى عالمي، وفي دورٍ عالمي، كما هي في توجُّهها القرآني ذات توجُّه عالمي.
ولذلك في كل المراحل الماضية، بكل العطاءات والتضحيات، إنما ازداد أبناء هذه المسيرة، وازداد أبناء هذا الشعب العزيز بهويته الإيمانية المقدَّسة، ثباتاً وارتقاءً:
- في بناء القدرات العسكرية: بفضل الله تعالى وصل وضعنا إلى مستوى غير مسبوق، أستطيع القول: أنَّ اليمن هو البلد الأول في كل البلدان العربية، في كل الدول العربية، في الإنتاج الحربي والصناعة الحربية، من المسدس إلى الكلاشنكوف، إلى سلاح المدفعية، إلى القناصات، إلى الطائرات المسيَّرة، إلى الصواريخ بأنواعها، والمسار في التصنيع الصاروخي أيضاً، والإنتاج الصاروخي، هو في مسار تطوير مستمر... وهكذا بقية القدرات، وهذا إنجاز كبير جدًّا، في مجال الطائرات المسيَّرة كذلك، هناك إبداع وتطوير مستمر... في مختلف أنواع السلاح المهم.
- في البناء والتأهيل للقوَّة البشرية: تحقَّقت نجاحات كبيرة جدًّا، مع البناء الإيماني، والتربية الإيمانية، والتثقيف القرآني، ومع المهارة العسكرية والتدريب والتأهيل على كلِّ المستويات، على كل المستويات، بما في ذلك المستويات القيادية، وضعنا في هذا الجانب فيما قد تحقَّق غير مسبوق بفضل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
- في التعبئة كذلك: والإنجاز كبير جدًّا في التعبئة، التدريب لأكثر من مليون مجاهد مع التثقيف القرآني، مع التربية الإيمانية، والروحية الجهادية، والعمل في التعبئة سيستمر- إن شاء الله- بوتيرة وزخم كبير.
من نعمة الله علينا وعلى شعبنا هذا المسار الإيماني، المجسِّد للهوية الإيمانية، والمتحرِّر من العبودية للطاغوت، هو مسار للنجاة في الدنيا والآخرة.
أعداء الأُمَّة يسعون لاستعبادها بمخططهم الصهيوني، وتجلَّى سوؤهم، وإجرامهم، وطغيانهم إلى مستوى فظيع جدًّا خلال هذين العامين، وأكثر من أي وقتٍ مضى، وبالمشاهد اليومية عرف العالم أجمع، في مختلف البلدان، في كل القارات، سوء العدو اليهودي الصهيوني، سوء الصهاينة بكلهم: الأمريكي، والإسرائيلي، والبريطاني، ومن يرتبط بهم، في مستوى ما هم عليه من الإجرام، من الوحشية، من الحقد، من التجرُّد من كل القيم الإنسانية والأخلاقية، من الانفلات عن كل الضوابط والأعراف بين البشر، الإجرام الرهيب في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، في العدوان على شعوب أُمَّتنا، وهذه مسألة في غاية الأهمية، ما يُبنَى عليها هو: اليقين التام بصوابية الموقف الذي نحن فيه ضد ذلك العدو، ضد جرائمه، ضد مخططاته التدميرية الهدَّامة، التي يعبِّر عنها بـ [إسرائيل الكبرى]، ويعبِّر عنها أيضاً بـ [تغيير الشرق الأوسط]، يزيدنا يقيناً وإيماناً بما هدانا الله إليه في كتابه الكريم، رأينا تجلياته في الواقع بأعلى المستويات- كما قلنا- في المشاهد اليومية، أخبرنا عنهم، عن سوئهم، عن إجرامهم، عن عدوانيتهم، ونحن نراهم حتى ما بعد الاتِّفاق في لبنان، يستمرُّون في الانتهاك، والغدر، والنكث، والإجرام، والاعتداءات اليومية في لبنان، يستمرون في الاعتداءات على سوريا، ينكثون في غزَّة، في أمس الأول العدو الإسرائيلي قصف غزَّة- كما يقول هو- بأكثر من مائة وخمسين طناً من المتفجرات، في انتهاك جسيم، ويقتل في كل يوم أبناء الشعب الفلسطيني، لا يلتزمون بعهد، ولا ميثاق، ولا ذمة، وليس لديهم أي شيء من القيم: لا صدق، ولا وفاء، ولا إنسانية، ولا كرامة، أعداء حاقدون، دنيؤون، مجرمون، سيئون.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري
29 ربيع الثاني 1447هـ 21 أكتوبر 2025م



