مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

البعض من الناس يتأثَّرون بالشدائد سلباً، بالعوائق، بالتحديات، بالتَّضحيات، هي:

  • إمَّا توهنهم.
  • أو تضعفهم.
  • أو تكسر من عزمهم وإرادتهم.
  • أو تحطِّم نفسياتهم ومعنوياتهم.

ولكن الربَّانيين، الذين ارتقوا في مستواهم الإيماني إلى هذا المستوى العظيم من الانشداد إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والذوبان في سبيله، يواجهون كل تلك المؤثِّرات سلباً على غيرهم بالصبر العملي، ويلجأون إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في أن يمدَّهم بالمزيد من الصبر، والله علَّمنا في القرآن الكريم أن نطلب منه، أن ندعوه، أن نلتجئ إليه؛ ليُمِدَّنا بالمزيد من الصبر: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة:250]، في القرآن الكريم يقول الله: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ}[النحل:127]، الإنسان بحاجة إلى الله في ذلك.

 

 

  • من المعالم البارزة في شخصية شهيدنا "رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ": التفاني في سبيل الله، وبيع النفس من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى":

وهذا من شأن المؤمنين، الصادقين، المجاهدين في سبيل الله، ينطلقون وقد باعوا أنفسهم من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والله هو مالكٌ لأنفسنا، هي مِلْكٌ لله؛ ولكن الله- لعظيم فضله، وواسع كرمه- فتح لنا المجال أن ندخل في صفقةٍ معه، في بيع ما يملكه منه، هو يملك أنفسنا، ويتيح لنا المجال أن نبيعها منه، وبيع بأي ثمن؟ بأرقى، وأعظم، وأسمى، وأقدس ثمن: رضوانه والجنَّة، ليس هناك شيءٌ في الدنيا لدى أي جهة، ولدى أي شخص، ولدى أي طرف، ولدى أي قوَّة، ولدى أي دولة، مِمَّا يغري الناس لبيع أنفسهم، لبيع مواقفهم، ليضحوا بحياتهم في سبيله، أرقى وأعظم وأسمى مِمَّا قدَّمه الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، هو قدَّم رضوانه ثمناً، والجنَّة، الجنَّة التي هي أرقى نعيم مادي، أرقى نعيم في مستواه، وبخلود، ومن دون أي منغِّصات، وحديث الله في القرآن الكريم عن هذا الثمن، عن تفاصيله، حديثٌ عظيم، ومهمٌ، ومؤثِّر في القرآن الكريم.

الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قال في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[التوبة:111]، قال أيضاً: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة:207]، فمن مظاهر كرم الله الواسع، ورحمته العظيمة: أن يفتح لعباده هذا المجال، رحيلهم من هذه الحياة محتوم، نهاية هذه الحياة في الدنيا محتومة، ولكن فتح الباب لعباده لاستثمار هذه النهاية التي لا بدَّ منها للإنسان؛ لأنه ليس هناك خلود وبقاء في الحياة على الأرض لبني آدم، للناس، للبشر، الكل راحلون؛ ولهـذا قال الله لرسوله: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}[الأنبياء:34]، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}[الرحمن:26]، ولكن استثمار هذه النهاية على أرقى مستوى بالشهادة في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والانتقال إلى حياة الشهداء، التي هي حياة حقيقية، بكامل مشاعرهم، في نعيم وضيافة من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أعدَّها لهم، كما أكَّد في وعده الحق، وهو القائل: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[آل عمران:169-170]، في حالة رزق، وفرح، واستبشار، {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران:170-171]، وهي ميزة للشهداء، هي ميزة ميَّزهم الله بها في القرآن الكريم، وقدَّمها كميزة للشهداء والشهادة.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

من كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي

في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري

 29 ربيع الثاني 1447هـ 21 أكتوبر 2025م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر