مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا}،{الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} الأعراب سكان البادية الذين عادة ما يكونوا بعيدين عن هدى الله لم يصل إليهم هدى الله ولم ينتشر بين أوساطهم هدى الله، يتخرج منهم فئات على مستوى شديد من الكفر والنفاق، وعادة ما يكونوا أقرب إلى الجهل بدين الله، والجهل بهدى الله، والبعد عن سماع هدى الله سبحانه وتعالى، ومثلما لاحظنا البشمرقة في الحروب السابقة كان يستغل جهلهم، كان يستغل جهلهم بعدهم عن الحق وعن سماع صوت الحق وعن الهدى، البيئة التي ينشئون فيها بيئة جهل، بيئة عزلة عن الحق وعن هدى الله تترك أثرها السلبي فيهم.
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} يعلم أحوال عباده وواقع عباده، وحكيم في تدبير شئونهم، وحكيم فيما يقرره بشأنهم.
1
 ـ صفات الاعراب السيئين
 
 {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ} من الأعراب من يسير في طريق الخطأ الغلط، طريق السوء، طريق التخاذل، بعيداً عن الإيمان بما فيه من رغبة للإنفاق والعطاء والبذل، فهو بخيل وإذا أنفق أو قدم سواء على مستوى زكاة أو على مستوى إنفاق في سبيل الله أو ما شابه، هو يعتبر أن ما أنفقه مغرماً، غرماً وضياعاً، يعتبره تلفاً وغرماً وضياعاً في ماله؛ لأنه لا يحتسبه عند الله، ولم يقدمه رغبة في رضى الله سبحانه وتعالى، ولا أملاً ولا رجاءً في أن يخلف الله له الخير، وأن يكتب له الأجر، لا كان راجياً للثواب، ولا كان آملاً للأجر، ولا كان متجهاً وراغباً في مراضات الله سبحانه وتعالى، فقدم ما قدم اضطراراً واعتبره غرماً، مشكلة عليه، باقي ما قدمه أو أنفقه حسرة عليه في قلبه؛ لأنه يعتبر أنه قد خسر من ماله كذا وكذا، يعتبر ذلك المال الذي أنفقه أو قدمه أنه خسارة، قد خسر كذا، وخسر كذا، وخسر كذا، فهو دائم التأوه والتحسر والندم يعيش حالة العذاب في قلبه على ما قد قدم. وهذه حالة للكثير من الناس، ليست فقط على مستوى الأعراب، ولربما في المدن من لا ينفق إلا بشدة، فإذا أنفق شيئاً بقي في قلبه حسرة وألماً ووجعاً يتحسر عليه ويعتبره غرماً وضياعاً.
{وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ} ينتظر بكم عواقب الشر، ينتظر بكم أن تهزموا، ينتظر بكم أن يتغلب عليكم، أعداؤكم، ينتظر بكم أن تضعفوا وأن يسيطر أعداؤكم على الوضع من جديد. يعني: لم يثق لم يثق في الله ولا في نصر الله، ما زال منتظر لتغير الأمور، ما زال منتظر من جديد لهيمنة الأعداء وسيطرتهم وتغلبهم، لم يثق، وهذه الحالة من الانتظار أثرت عليه فاستمر فيما هو فيه من تباعد عن الحق وعدم استجابة لله، عاده مريع، عاده مريع لهيمنة المفسدين والمجرمين والظالمين من جديد.
{وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ} هذا يعبر عن سخط من الله عليهم، هو ينتظر الشر على الأخرين والله سبحانه وتعالى ساخط عليه فهو العرضة هو لأن يناله الشر وأن تكون عاقبته عاقبة السوء، {وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}يسمع ويعلم ما يقوله المتربصون الذين لم يثقوا بالله ولا بنصره وتأييده، المنتظرون لغلبة الشر من جديد، وهيمنة الباطل من جديد.
هنا الآن.. الآن في بعض المناطق مازالوا ينتظرون لهيمنة الباطل من جديد، لكن هذه ليست الحالة الشاملة لكل الاعراب، ليس كل الأعراب سيئين ولا كل الأعراب متخاذلون وبعيدون عن الجهاد في سبيل الله، لا.

2 ـ صفات الاعراب المؤمنين

 {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} من سكان البادية من هم مؤمنون صالحون صادقون مؤمنون بالله ومؤمنون باليوم الأخر، فإيمانهم بالله جعل في قلوبهم الخشية من الله، والخوف من الله، والمحبة لله، والرجاء لله سبحانه وتعالى، والإقبال إلى الله سبحانه وتعالى، وبالتالي الطاعة والانقياد والتسليم لأمر الله سبحانه وتعالى، {وَالْيَوْمِ الآخِرِ} فهم مؤمنون باليوم الأخر وبالحساب والجزاء وبالجنة والنار، وإيمانهم هذا جعل عندهم اندفاعاً لعمل ما يقيهم من عذاب الله وما يوصلهم إلى رضى الله سبحانه وتعالى.
{وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ} يتخذ ما ينفق وما يقدم وما يبذل في سبيل الله قربى عند الله لا يعتبره مغرماً، ولا يتحسر عليه، ولا يتأوه عليه، لا. هو مرتاح مسرور سعيد ويقدم ما قدم من ماله ومن مناله يبتغي رضى الله، يبتغي القربة عند الله، يبتغي الأجر من الله. {وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ} دعاء الرسول، فهو كان يدعو للمنفقين والذين يقدمون ويبذلون، فهم يأملون رضى الله من جانب وهم أملون في دعاء الرسول لهم من جانب آخر؛ لأنهم يرون فيما أنفقوا قربة من حيث هو قربى إلى الله سبحانه وتعالى، وفي صلوات الرسول قربة في دعائه، قربة وهم بذلك راغبون.
{أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ} إنفاقهم والدعاء من الرسول لهم قربى لهم تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا ترغيب كبير في الإنفاق، ترغيب كبير {سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ}؛ لأنهم ساروا في طريق الرحمة بإيمانهم وإحسانهم وإنفاقهم وطيب قلوبهم وسلامتهم من الضغائن وسلامة صدورهم من التربص بالشر على المؤمنين سلكوا طريق الرحمة وبالتالي سيصلون إلى حيث يأملون {سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ} ومستقر رحمته هو الجنة. {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الله غفور رحيم، من أناب إليه وسار في طريق الرحمة غفر له ورحمه ووفقه وتقبل صالح عمله.
وبما أن القرآن الكريم في هذه السورة تحدث حديثاً واسعاً عن فئات النفاق والمتخلفين والمتخاذلين يقدم لنا الفوارق أن هناك ليس كل الناس أصبحوا متخلفين ومنافقين ومتخاذلين، هناك في داخل المجتمع المسلم لا يزال هناك الرجال الأخيار المستجيبون الصالحون، ولهم فضل سابقتهم وفضل عملهم وفضل إقبالهم إلى الله سبحانه وتعالى.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم.


دروس من سورة التوبة - الدرس السادس .
ألقاها السيد
عبد الملك بدر الدين الحوثي/ رضوان الله عليه.
الدرس السادس
بتاريخ
21/رمضان/1434هـ
اليمن - صعدة

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر