عبدالفتاح حيدرة
أكد السيد القائد في معرض كلمته الأسبوعية في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الثاني 1447هـ حول اخر المستجدات والتطورات في غزة واكتمال عامين من عملية طوفان الأقصى، ان العدوان الإسرائيلي لعامين هو الأكثر دموية وإجراما وطغيانا في هذا العصر، وان العدو الإسرائيلي هو في حالة عدوان مستمر منذ بداية احتلاله لفلسطين وإلى اليوم، ومارس العدو عامين من الإبادة الجماعية بالقتل الجماعي بأفتك وسائل القتل من القنابل الأمريكية المدمرة والحارقة وغيرها لاستهداف المدنيين بشكل عام، واستهدف الأطفال والنساء بالقتل المتعمد والاستهداف للمدنيين بشكل عام بكل وسائل القتل الإبادة، والعدو الإسرائيلي قام باستهدف المدنيين في غزة بالتجويع الشامل الذي وصل إلى درجة أن يكون حليب الأطفال على رأس قائمة الممنوعات، واستهدف الشعب الفلسطيني في غزة بالتعطيش وهو مسار إجرامي في غاية الوحشية والعدوانية، والعدو الإسرائيلي دمر آبار المياه، دمر شبكة الصرف الصحي، وبات الحصول على الماء بشق الأنفس، واستهدف من كانوا يجلبون الماء لأسرهم وحتى الأطفال منهم يستهدفهم بالقتل، وتحولت مسألة الحصول على شربة الماء في غزة إلى مسألة معقدة ومحفوفة بالمخاطر، وقام بمنع الدواء وتدمير المستشفيات وقتل الكادر الطبي وجعل من أبرز أهداف عدوانه الاستهداف للمستشفيات إذ قام بعمليات عسكرية مركزة على المستشفيات وارتكب فيها أبشع الجرائم بما فيها استهداف الأطفال الرضع والخدج، واستهدف كل مقومات المجال الطبي بهدف إبادة الشعب الفلسطيني وحرمانه من أي رعاية طبية، والعدو الإسرائيلي مارس التدمير الشامل لقطاع غزة في شماله، في وسطه، في جنوبه، في مدينة غزة، وسعى لإنهاء أحياء كاملة ومربعات سكنية كبيرة واستخدم لذلك الغارات والأحزمة النارية والعربات المفخخة وكل الوسائل، وجلب مقاوليه من الصهاينة ليكونوا عاملين في تدمير أحياء كاملة، واستخدم التهجير القسري منذ اليوم الأول لعدوانه، وفي جولة عامين كاملين من العدوان جعل العدو الإسرائيلي التهجير القسري هدفا من أهدافه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ومنع لعامين أي حالة استقرار للشعب الفلسطيني ودفعهم للنزوح من منطقة إلى أخرى ومن مربع لآخر دون أي استقرار، والعدو الإسرائيلي وبشراكة أمريكية قتل وجرح ما نسبته 11% من أهالي غزة في نطاق جغرافي محدود وهي أعلى نسبة في هذا العصر، وبهذا فإن الإجرام الصهيوني الرهيب في غزة يستحق أن يوصف بأنه جريمة العصر، وجريمة القرن..
ووضح السيد القائد ان العدو الإسرائيلي استهدف المساجد في غزة، أكثر من 1000 مسجد وكذا المدارس بنسبة 95% وأوقف عملية التعليم ، وكذلك استهدف حتى المقابر، أكثر من 40 مقبرة وسرق أكثر من 2000 جثمان، كما أن العدو الإسرائيلي استهدف الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني والدفاع المدني، واستهدف الجميع في غزة بكل وحشية وإجرام لا مثيل له، يمشاهد كل أصناف الجرائم للعدو في غزة كانت شاهدا على بشاعة إجرام العدو كإرسال الكلاب على المسنين والمرضى، ومارس التعذيب ضد المختطفين والأسرى وأدى في كثير من الحالات إلى الاستشهاد، والجرائم والاعتداءات والانتهاكات التي ارتكبها العدو الإسرائيلي هي جرائم بالإجماع البشري وبالاعتبارات الشرعية والقانونية..
وأكد السيد القائد ان عملية طوفان الأقصى مهمة وعظيمة ومباركة، وهي محطة فارقة ونقلة مهمة جدا في جهاد الشعب الفلسطيني على مدى العقود الماضية، وان المسار الأمريكي الإسرائيلي ما قبل عملية طوفان الأقصى كان مسار تصفية للقضية الفلسطينية، فكانت عملية طوفان الأقصى لها سياقها ولم يبتدئها الشعب الفلسطيني ومجاهدوه لفتح مشكلة جديدة مع العدو الإسرائيلي، والسياق الذي جاءت فيه عملية طوفان الأقصى يتمثل بـ75 عاما من الإجرام الصهيوني اليهودي المستهدف للشعب الفلسطيني، والوجود الإسرائيلي بكله في فلسطين هو عدوان وإجرام واحتلال واضطهاد يومي، وهو اغتصاب ومصادرة للحقوق، وما قبل طوفان الأقصى تصاعدت مساعي الأعداء لتصفية القضية الفلسطينية على اعتبار أنه طال عليهم الأمد لتحقيق ذلك، وكان هدف العدو منذ البداية حسم السيطرة التامة على فلسطين، والانتقال إلى ما بعدها وصولا إلى تنفيذ مشروعهم "إسرائيل الكبرى" ، والعناوين الصهيونية المعلنة تعني السيطرة على منطقتنا والمصادرة الكاملة لحقوق شعوبنا وكرامتها واستقلالها، يمشروع الصهيونية يعني أن تتحول المنطقة بكلها لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وشعوبنا مستعبدة خانعة مسلوبة الكرامة، مطموسة الهوية، مما يعني أن تخسر شعوبنا حتى قيمتها الإنسانية وحقوقها الإنسانية المشروعة بالإجماع العالمي، ومشروع الصهيونية يعني أن يتحول وضع المنطقة بكل ثرواتها وموقعها الجغرافي بكل مقوماته المهمة جدا لمصلحة العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي ، والمخطط الصهيوني له أهداف بعيدة
عالمية، إنما يجعل من منطقتنا مرتكزا له للوصول إلى تلك الأهداف، والأخطر في المخطط الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية أنه كان بمساعٍ لإشراك أنظمة عربية، ومن ذلك عنوان "صفقة القرن" ، ويحاولون عبر عنوان تغيير "الشرق الأوسط" أن يجندوا أنظمة في المنطقة حتى ضد شعوب أمتنا، وعنوان التطبيع لم يكن مجرد الخيانة للأمة، بل علاقة مع العدو الإسرائيلي على كل المستويات..
واشر السيد القائد إلى أن الاتفاقيات التي كان عنوانها السلام باطنها الاستسلام والتسليم بالسيطرة الإسرائيلية، ولذلك كانت تتضمن التزامات من طرف واحد هي الأنظمة العربية، والتزامات الأنظمة العربية عبر "التطبيع" هي تمهد لتمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة الشاملة على المنطقة، وفي مقدمة الالتزامات الواضحة للأنظمة العربية من خلال "التطبيع" القبول بتصفية وإنهاء القضية الفلسطينية والتفريط بها، وتصفية القضية الفلسطينية تجلت في مواقف بعض الأنظمة العربية على مدى عامين حين رفضت حتى قطع العلاقة الدبلوماسية مع العدو الإسرائيلي، بينما أنظمة غير إسلامية وبدافع الضمير الإنساني والجانب الأخلاقي، قطعت علاقتها الدبلوماسية مع العدو الإسرائيلي تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ومن المعيب أن تستمر دولة تحترم نفسها وتعتبر نفسها ذات قيم ومبادئ حتى بالمستوى الإنساني أن تقبل بعلاقة مع الكيان المجرم، وان القبول بتصفية وإنهاء القضية الفلسطينية والتفريط بها كارثة كبيرة في واقع الأمة، لأنها قضية ذات اعتبارات دينية وأخلاقية إنسانية، فالقضية الفلسطينية لها علاقة حتى بمعيار المصالح القومية للأمة، وتصفية القضية الفلسطينية يعني مصادرة حقوق شعب بالكامل وتفريط بالمقدسات في موقعها المهم من الدين الإسلامي، والتطبيع صفقة خسران رهيبة لكل الأنظمة العربية، والأنظمة التي دخلت في مسار التطبيع اتجه العدو إلى مسار تغيير المناهج الدراسية الرسمية العربية لتربية جيل من شباب وشابات الأمة على الولاء للعدو الإسرائيلي والتعظيم له والقبول بسيطرته كارثة كبرى، ومن أكبر وأخطر وأسوأ المسارات التي يعمل عليها الأمريكي والإسرائيلي معا وبدعم غربي تغيير المناهج لاستهداف الهوية والثقافة والفكر، واحتلال العقول والقلوب هو تغيير الولاءات وتوجيه العداوات في اتجاه يخدم العدو الإسرائيلي والأمريكي، وفي بعض البلدان العربية حصل تغيير في المناهج الابتدائية بما يربي الأطفال على النظرة الإيجابية للعدو الإسرائيلي والانبهار باليهود، والتهيئة النفسية والذهنية والفكرية والثقافية للقبول بسيطرة اليهود الصهاينة من أخطر المسارات التي يعمل عليها الأعداء الذين وصلوا إلى تغيير الخطاب الديني عبر إزاحة آيات من كتاب الله من المناهج الدراسية بما يكشف الاتجاه المنحرف، وهناك محاولة من قبل الأعداء إلى جانب إزاحة آيات القرآن من المناهج لتحريف مفاهيم ومعاني الآيات القرآنية، والعدو الإسرائيلي عمل على تغيير الخطاب الديني والإعلامي بما يقدمه كصاحب حق في أن يكون موجودا في إطار احتلاله لفلسطين، وهناك وسائل إعلام عربية وهي تقدم العدو الإسرائيلي مقبولا اتجهت بحملة مكثفة في الإساءة المستمرة للشعب الفلسطيني، والأعداء اتجهوا في مسار خطير جدا فيما يتعلق بالاقتصاد لربط الاقتصاد العربي بالعدو الإسرائيلي ليكون هو المسيطر والمتحكم، وكانت عملية طوفان الأقصى هي من أخرت مسار ربط الاقتصاد العربي بالعدو الإسرائيلي ومن ضمن ذلك تحويل ميناء حيفا إلى ميناء للمنطقة بكلها..
وشد السيد القائد مؤكدا ان العدو الإسرائيلي كان يريد شق قناة بديلة عن قناة السويس يسميها قناة بن غوريون لربط الاقتصاد والاتصالات والانترنت به، العدو الإسرائيلي لا يزال يعمل في خطواته وإنما أسهمت عملية طوفان الأقصى في تأخيرها وإعاقتها، وفيما يتعلق بالمياه العدو متحكم فيها على الشعب الفلسطيني ويريد أن يتحكم بها على الشعب الفلسطيني ويتحكم فعليا على الشعب الأردني وبات الآن يتحكم إلى حد كبير وبنسبة عالية على الشعب السوري، ويريد أن يستكمل مستوى سيطرته وتحكمه في المياه بالوصول في نهاية المطاف إلى نهر النيل ونهر الفرات، ويجعل من تحكمه بالمياه وسيلة لإذلال وإخضاع واستعباد شعوب الأمة، والعدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي له الأولوية في ثروات المنطقة الغازية والنفطية في إطار نفوذه وبما يخدم سياساته، والسياسات التي يُمليها الأمريكي والإسرائيلي معا تصل بوضع الأمة الاقتصادي إلى نقطة الصفر وأن تكون سوقا استهلاكية، ومن العجيب جدا فتح المجال للعدو الإسرائيلي للتغلغل في مجال الاتصالات، وبعض دول الخليج فتحت المجال للعدو الإسرائيلي من أجل خدمات لبرامج التجسس وهو يتجسس عليها في الوقت نفسه، وكذلك بعض الدول العربية فتحت الأجواء أمام العدو، وفتحت المجال بشكل كامل للتمييع والإفساد وطمس الهوية لشعوب الأمة، وإفساد شباب وشابات أمتنا وتفريغهم من المحتوى الإنساني والأخلاقي والقيمي والديني سيصل إلى تطويعهم لليهود، والشباب ثروة كبيرة ومهمة وعظيمة غير أن بعض الدول فتحت
المجال لإفسادهم وإيصالهم إلى وضعية دنيئة وهابطة ومحطة، وحتى في بلاد الحرمين الشريفين، فُتحت الأبواب على مصراعيها للإفساد في إطار التمييع الكامل للناس، ففي ذروة الإجرام الصهيوني المستهدف للشعب الفلسطيني، كان المشهد في بلاد الحرمين في ذروة الحفلات الراقصة الماجنة في صورة مخزية للغاية..
ووضح السيد القائد ان الصورة المخزية في بلاد الحرمين يريدونها أن تعم في واقع أمتنا، وأن تتزامن مع كل نكبة ومأساة وأن تتزامن حتى مع استهداف مكة أو المدينة أو هدم المسجد الأقصى أو إبادة أحد الشعوب، والإعداء يريدون أن يكون الجو العام في الأمة هو الرقص لشبابها وشاباتها، والترنح بالسكر، والضياع في المياعة، بعيدا عن الواقع بما فيه من تحديات ومخاطر وأمور جدية وقضايا مهمة تتصل بمصائر الشعوب، وإفساد شباب الأمة لا يزال مسارا دائما وسيحاولون العمل عليه بكثافة، ومن التوجهات في دول التطبيع ، التجنيس لليهود الصهاينة في البلدان العربية بكامل الحقوق وفوق الحقوق، وتمكينهم من النفوذ اقتصاديا وإداريا وسياسيا وعلى كل المستويات، ومنذ اللحظة الأولى للتطبيع بدأت عملية تجنيس بالآلاف لليهود الصهاينة في بعض البلدان الخليجية وفي غضون مدة وجيزة جدا، وتجنيس الآلاف من اليهود الصهاينة في بلدان عربية يهدف لتمكينهم من التحرك في تلك البلدان بحقوق المواطنة، وفوق حقوق المواطنة، واليهود الصهاينة يعرفون كيف يخترقون البلدان ويتغلغلون في كل المؤسسات وفي مختلف المجالات لأنهم أصحاب مشروع ولديهم أهداف، وواقع اليهود الصهاينة ليس كواقع الأنظمة العربية التي لا تملك المشروع والأهداف والقضية، والأهداف المحددة لليهود الصهاينة في البلدان التي تعطيهم الجنسية هي أهداف تدميرية للأمة ضمن المخطط الصهيوني، وقد وصل الاختراق إلى درجة أن تشتري شركات صهيونية أراض في المدينة المنورة وعقارات في مكة المكرمة، فكيف ببقية الدول الخليجية، وهناك عناية قصوى من اليهود في شراء الأراضي كما فعلوا منذ البداية في فلسطين، ثم الانطلاق من خلال ذلك إلى النفوذ والتغلغل في مختلف المجالات، وصولا إلى فرض السيطرة والتحكم في الوضع بكله، وشراء اليهود للأراضي في البلدان العربية من أخطر المسارات التي فُتحت لها الأبواب وأزيحت عنها كل العوائق وقُدمت لها التسهيلات، ومن التوجهات التطبيعية ، العمل على تفكيك بلدان المنطقة إلى كيانات صغيرة متناحرة تحت مختلف العناوين الطائفية والسياسية والمناطقية، فالناس يتحمسون للعناوين الطائفية والسياسية والمناطقية في الوقت الذي لم يعد لديهم أي تفاعل مع القضايا الكبرى العظيمة المقدسة، والعدو الإسرائيلي يشتغل على أن تتفاعل الشعوب مع العناوين الطائفية والسياسية والمناطقية للتفاني فيها، وعندما يكون العنوان مواجهة العدو الإسرائيلي بكل شره وخطورته، ليس هناك أي تفاعل، بل هناك صدّ، تثبيط، محاربة وتشويه، وإذا كان العنوان طائفيا، مذهبيا، فتنويا، تكفيريا، نرى التحشيد والاستجابة والتفاني والشدة والتحرك الجاد بكل أشكاله، يمن خلال العناوين السياسية نرى التفاعل على أعلى المستويات، بل تعبئة المنطقة في شعوبها بالأزمات إلى درجة عجيبة جدا، والإنسان يندهش عندما يشاهد تحويل القضايا البسيطة إلى أزمات كبرى على مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي لخلق واقع مأزوم، ومواقع التواصل الاجتماعي تستخدم لصناعة واقع مأزوم وغارق بالهموم والمشاكل والصراعات تجاه حتى أبسط القضايا والأمور، والعدو الإسرائيلي يعمل على الاستثمار في تأزيم الوضع العام بما يشتته بعيدا عن القضايا الكبرى، ويستثمر في تضخيم القضايا الصغيرة إلى قضايا كبيرة لبعثرة الأمة فلا تبقى في حالة توحد وتعاون وتتحلى بالروح الإيجابية..
وأكد السيد القائد ان بعض الشعوب تمتلئ بحالة السخط والعقد على بعضهم البعض بينما لا يلتفتون إلى المخاطر الكبرى من عدوهم، وإثارة النزاعات القبلية والمسارعة في سفك الدماء هي من الحالات التي تبعثر الوضع الداخلي للأمة وتفككها لخدمة العدو الإسرائيلي مقابل بعثرة الوضع الداخلي للأمة ويبقى العدو مركزا على أهدافه ومخططاته لتصفية القضية الفلسطينية وتغيير الشرق الأوسط كما يسمونه، وهناك عمل مكثف من الأعداء في جوانب أمنية وعسكرية وغيرها للاستهداف في كل المجالات، والعدو الإسرائيلي فر من غزة عام 2005 بعد نصر إلهي كتبه الله للمجاهدين في غزة وليس تكرما كما قال ترامب، وظل حاقدا فهو لا يريد التسليم بترك قطاع غزة لأهله ولذلك استمر في الحصار لـ18 عاما، وبعد هروبه من غزة 2005 استمر في التضييق في كل شيء، جولات من العدوان في مراحل متعددة، وما قبل عملية طوفان الأقصى كان هناك تحضيرات ومناورات للعدو وتصريحات تؤكد توجهه نحو عدوان جديد وشامل ومدمر على غزة، واستمر العدو في انتهاكاته في المسجد الأقصى وفي الضفة الغربية وبقية المناطق في فلسطين، والعدوان على المسجد الأقصى هو عدوان على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة بكلها، وما قبل عملية طوفان الأقصى كان العدو مستمرا في تعذيب
واضطهاد الأسرى دون أفق واضح لمعالجة قضيتهم، يالشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتجاهل وينسى أسراه ويتركهم في سجون العدو الإسرائيلي تحت طائلة التعذيب، ولم يكن هناك أي أفق في ملف الأسرى وحاول العدو أن يصل بالشعب الفلسطيني إلى مرحلة اليأس من أسراه، فكانت عملية طوفان الأقصى لها سياقها في إطار قضية مقدسة وفي إطار الموقف الحق والمشروع، وهذه مسألة مهمة يجب أن نستذكرها، لأن هناك حملة تشويه لعملية طوفان الأقصى في بعض وسائل الإعلام العربية التي تعمل لمصلحة العدو الإسرائيلي، فعملية طوفان الأقصى نجحت بتوفيق الله بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، وعملية طوفان الأقصى أتت في ظروف المعاناة والحصار الشديد وجولات الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة والخذلان العربي، والأداء العظيم لعملية طوفان الأقصى مثّل صدمة كبيرة جدا هزت العدو الإسرائيلي وكل داعميه، وفي عملية طوفان الأقصى كان العدو الإسرائيلي في حالة ترنح وإرباك شامل وفي هزيمة نفسية ومعنوية هائلة وغير مسبوقة، وتجسدت في عملية طوفان الأقصى كل المعايير العسكرية بأعلى مستويات النجاح، وهذا توفيق إلهي كبير للإخوة المجاهدين في كتائب القسام..
وأكد السيد القائد انه كان من واجب المسلمين أن يبادروا بشكل فوري إلى دعم عملية طوفان الأقصى واستثمار هذا الإنجاز لتحقيق نتائج فورية، فعملية طوفان الأقصى كانت فرصة عظيمة ومهمة للمسلمين لو أنهم قاموا بواجبهم وبادروا على الفور لدعم الشعب الفلسطيني، وكان واجب المسلمين أن يدخلوا في مسارات المساندة لعملية طوفان الأقصى على كل المستويات، فعملية طوفان الأقصى كانت فرصة تاريخية فتح الله بها أفقا كبيرا وعظيما ومهيئا لو أن المسلمين بادروا لاستثمارها وحظي الشعب الفلسطيني بالمساندة والدعم، ولكن من المؤسف أن المسلمين بادروا إلى التخاذل على الفور، بينما اتخذت بعض الأنظمة موقفا سلبيا جدا إلى درجة التحريض للأمريكي وللإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وحالة التخاذل والموقف السلبي ضد طوفان الأقصى تبيّن واقع الأمة التي أصبحت مكبلة لا تبادر حتى لاقتناص واغتنام الفرص العظيمة التاريخية النادرة، وإضاعة الفرص الكبيرة يشكل خطورة على الأمة، لأن هناك عقوبات إلهية، فإضاعة الفرص التي تتهيأ للأمة لتنفيذ أوامر الله والقيام بالمسؤوليات فيما فيه الحلول والخير لها عليها عقوبات خطيرة جدا، وفي مقابل التخاذل والتحريض على الشعب الفلسطيني من بعض الأنظمة العربية، بادر أعداء الأمة على نحو غير مسبوق لنجدة الكيان الإسرائيلي، بينما كان المفترض بالأمة أن تكون المبادرة في إطار الموقف الحق والموقف المشرف لما فيه الخير لها وللدفاع عن نفسها، في مقابل ذلك فإن حجم المبادرة الأمريكية والغربية والصهيونية العالمية يكشف فعلا عن مدى تأثير عملية طوفان الأقصى وما مثله من زلزال للعدو، فالأمريكي بادر بشكل كبير ومعه البريطاني والغرب لدعم العدو الإسرائيلي بعد أن كان على وشك الانهيار بعد عملية طوفان الأقصى، والأمريكي دائما هو يقود التحرك الصهيوني الغربي لدعم العدو الإسرائيلي وضد أمتنا الإسلامية، والأمريكي ومعه أنظمة غربية تحرك في مسارين متوازيين، مسار تقديم كل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي وتجميد الأمة عبر أنظمتها، والدعم العسكري الأمريكي للعدو بدأ على الفور بجسر جوي لنقل كل أشكال السلاح والعتاد الحربي القاتل، وقام بإرسال خبراء عسكريين والكثير ممن يمكن أن يسهموا عسكريا في إدارة الموقف العسكري مع الإسرائيلي، والأمريكي حشد قواته إلى المنطقة للبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج واستنفر كل قواعده العسكرية في بلدان أمتنا، يالعرب والمسلمون وبدل أن يتحركوا مع غزة تخلوا عن الاهتمام والجدية..
ووضح السيد القائد ان الأمريكي والأوربي عملوا على تقديم الدعم السياسي والإعلامي وكل أشكال التضامن بتوافد الرؤساء بكل اهتمام وجدية بقضايا باطلة، والأمة لم تتحرك في إطار موقف الحق في غزة وهذا شيء مؤسف جدا، فمسار تجميد الأمة من خلال الأنظمة كبلت الأمة لتكون دون موقف فعلي ويكون السقف الأعلى هو إصدار بيانات وتصريحات، ولم تقدم الأنظمة العربية والإسلامية حتى على مستوى المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية مع العدو، وعلى مستوى الدعم للشعب الفلسطيني كان من الممكن أن يفتح منفذ رفح منذ اليوم الأول بدعم عربي وإسلامي تلتف الأمة كلها حول مصر، لقد تم ضبط الموقف في العالم الإسلامي رسميا وبمعيار الأمريكي، وباحتواء أي تحرك جاد وفعلي، والعرب بقوا محافظين على السقف الأمريكي دون أي خطوات عملية، وهناك مواقف متميزة لبعض الحكومات العربية في مستوى إغلاق الأجواء وقطع العلاقات الدبلوماسية لكن كبريات الأنظمة ظلت حريصة على الاستمرار في الدعم الاقتصادي للعدو الإسرائيلي بوتيرة أكبر من أي زمن مضى، فقد تدفقت السفن من موانئ السعودية ومصر والإمارات وتركيا والبحرين إلى العدو وبلغت مستويات ومعدلات أعلى من أي مراحل ماضية، وإبقاء العلاقات الدبلوماسية مع العدو كان جزءا من
الموقف الأمريكي، يما قام به العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية وإسهام من كبريات الدول الأوروبية، لم يكن عمليات عسكرية ومواجهة ضد المجاهدين في قطاع غزة، وسقف العدو بالشراكة الأمريكية والدعم الأوروبي كان احتلال كامل قطاع غزة والتدمير الشامل والتهجير القسري للشعب الفلسطيني وإنهاء المقاومة واستعادة الأسرى دون صفقة تبادل، واتجه العدوان على قطاع غزة لاستخدام الإبادة الجماعية والتدمير والتجويع، في أكبر فضيحة للعدو الإسرائيلي وداعيه، وفي مقابل الوحشية والإجرام، ومع الخذلان العربي والإسلامي كان الصمود الفلسطيني في قطاع غزة عظيما وكبيرا وغير مسبوق، والشعب الفلسطيني تمسك بحقوقه وثبت في مظلومية لا مثيل لها رغم أن الأبواب فُتحت للمغادرة إلى خارج قطاع غزة، والمجاهدون في قطاع غزة صمدوا بشكل عظيم جدا وبثبات منقطع النظير، وهم يتصدون للعدوان الإسرائيلي بكل بسالة ، و قدموا تضحيات كبيرة من القادة والمجاهدين، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا..
أكد السيد القائد ان العدو الإسرائيلي بالدعم الأمريكي والغربي كان يحسم حروبه مع الجيوش العربية في غضون ساعات أو أيام، و العدو الإسرائيلي فشل بشكل تام، رغم الشراكة الأمريكية والدعم الغربي والدعم في مستويات معينة من أنظمة عربية، و أخفق العدو في حسم المعركة في قطاع غزة رغم العدوان الشامل وتكتيك الإبادة الجماعية، والعدو الإسرائيلي تكبد الكثير من الخسائر وواجه أزمة في القوة البشرية إلى مستوى التفكير في تجنيد يهود من البلدان الأخرى، ووصل إلى مأزق بكل ما تعنيه الكلمة على مدى عامين رغم السطوة والجبروت والهجمة الكبيرة والحصار الشديد، والعدو فشل في استعادة الأسرى بدون صفقة تبادل، وفشل في إنهاء المقاومة والتهجير القسري للشعب الفلسطيني وفي بقية الأهداف، وظهر العدو الإسرائيلي لكل شعوب وبلدان العالم بصورته الحقيقية البشعة جدا ككيان إجرامي متوحش لا يمتلك أي قيم إنسانية ولا أخلاقية، ولا يلتزم بأي شيء متعارف عليه بين البشر، وجرائم العدو الإسرائيلي أحدثت استياء عالميا لدى الأحرار وذوي الضمير الإنساني في مختلف أنحاء العالم، وظهرت المواقف الحرة لحكومات وزعماء بعض الدول، مثل فنزويلا وكولومبيا وجنوب إفريقيا، والنظرة إلى العدو الإسرائيلي تغيرت في العالم حتى في المجتمع الأمريكي، رغم تلقيهم على مدى عقود ثقافة ترسخ التعظيم والتقديس لليهود الصهاينة والتنكر للقضية الفلسطينية، وما حصل في قطاع غزة أثّر على سمعة العدو الإسرائيلي والسمعة الأمريكية في كل العالم، والمجرم نتنياهو أصبح مطلوبا حتى للمحاكم الدولية، ومحظورا عليه السفر إلى كثير من البلدان ومجرما بإجماع عالمي، والمؤسسات الأمريكية الحاكمة لأمريكا والمسيطرة عليها هي ضمن التوجه الصهيوني، والاستياء العالمي تجاه العدو الإسرائيلي غير مسبوق في تاريخ الصراع، وتميز محور الجهاد والقدس والمقاومة في موقفه الصادق والثابت والمناصر والداعم للشعب الفلسطيني وصولا إلى فتح جبهات الإسناد ، وجبهة الإسناد اللبنانية قدمت أكبر التضحيات في إسناد الشعب الفلسطيني ودخلت في أشد المعارك شراسة وضراوة مع العدو الإسرائيلي، وعلى مستوى جبهات الإسناد كان للجبهة اللبنانية الدور الأول وتصدرت مستوى العطاء والتضحيات والاشتباك مع العدو الإسرائيلي ..
وأكد السيد ان دور جبهة الإسناد اللبنانية وتأثيرها كبير جدا لأنها أسهمت فعلا إسهاما عظيما ومتقدما وألحقت بالعدو خسائر كبيرة، ولا يمكن لأحد أن يقدم نفسه بأنه قدم مستوى من الإسناد كما قدمته جبهة الإسناد اللبنانية، وكان هناك إسناد من جبهات العراق ودعم مستمر من الجمهورية الإسلامية في إيران، وعمليات الوعد الصادق كان القصف الصاروخي فيها بمستوى غير مسبوق في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي وصولا إلى الحرب المفتوحة التي استمرت 12 يوما، والعدو الإسرائيلي وبدعم أمريكي شن عدوانا على الجمهورية الإسلامية..
أكد السيد القائد حول جبهة الإسناد اليمنية ان التحرك اليمني ومنذ البداية تحرك بروح المبادرة التي يربينا عليها ديننا الإسلامي ولها جذورها في شعبنا العزيز، وان المميزات في جبهة الإسناد اليمنية هي التحرك الشامل رسميا وشعبيا بأعلى سقف وبثبات واستمرار رغم بعد المسافة والتعقيدات، ومميزات الموقف اليمني مهمة وهي من منطلق إيماني وتحرك شعبنا بشكل عظيم وزخم كبير في المسيرات والوقفات والتعبئة العامة، والزخم الشعبي في اليمن كان بمستوى لا مثيل له في كل العالم، وبمستوى غير مسبوق حتى في تاريخ الشعب وفي تاريخ المنطقة، وفي تاريخ العالم لم نعرف مثل المستوى من النفير والزخم الشعبي بهذا العدد الهائل من المظاهرات المليونية في كل أسبوع، ومع المسيرات المليونية كانت الوقفات والندوات ومسار التعبئة العسكرية الذي هو من أهم المسارات، وشعبنا تحرك بالإسناد على المستوى العسكري، وقرار اليمن حظر الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر باتجاه باب المندب وخليج عدن والبحر العربي كان قرارا
تاريخيا، وقرار اليمن وموقفه بالحظر البحري على العدو حظي بتأييد إلهي ونصر من الله عظيم وتحقق النجاح فيه 100% ، وحظر الملاحة على العدو الإسرائيلي إنجاز عظيم ونجاح كبير له أهمية استراتيجية في الصراع مع العدو الإسرائيلي، وتم النجاح بمنع الملاحة على العدو والاستهداف للسفن التي تحمل له المؤن والبضائع بشكل فعال وغرقت البعض منها، واستهدف العدد الكبير منها، وفرضت حالة الحظر على العدو الإسرائيلي في البحر بشكل تام وناجح، ومع ما واجهت عملياتنا بالصواريخ والمسيرات إلى فلسطين المحتلة من عوائق كثيرة استمرت بنجاح وتأثير على العدو، وعملياتنا الصاروخية والمسيرة واجهت 5 أحزمة حماية قبل بلوغ فلسطين المحتلة، أما في داخلها فهناك طبقات من الحماية أعدها العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية، وعملياتنا بالصواريخ والمسيرات استمرت بنجاح وتأثير على العدو الإسرائيلي وأرغمت ملايين الصهاينة إلى الهروب إلى الملاجئ..
وأكد السيد القائد موضحا ان عملياتنا بالصواريخ والمسيرات أثرت على الوضع الاقتصادي الإسرائيلي بشكل كبير، وحظر الملاحة البحرية أثر على اقتصاد العدو الإسرائيلي بشكل كبير وعطل ميناء أم الرشراش بشكل تام، وتعطيل ميناء أم الرشراش كان له تأثير حقيقي وواضح ومؤكد على الاقتصاد الإسرائيلي، وعمليات اليمن كسرت المعادلة التي أراد الأمريكي أن يفرضها على أمتنا في منع أي تحرك مساند للشعب الفلسطيني، وشعبنا في إطار موقفه واجه جولات من العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي عليه وصمد بثبات وقدم التضحيات، وشعبنا ثبت وقدم التضحيات بكل المستويات وصول.