مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبد القوي السباعي
لنتأمَّل أنا وأنت، عندَما ترى ثورةً شعبية -أيَّة ثورة- يحاربُها الأمريكيُّ والصهيونيُّ والغربي الإمبريالي وكل الكيانات الرجعية الأعرابية، واليسارُ واليمينُ مجتمعِينَ، وتشاهد أنّها لم تحظَ باعتراف المجتمع الدولي، كغيرها من الثورات؛ فاعلم أنها ثورةُ حق وعدل وقيمٍ ومبادئ، ثورة حرية واستقلال وسيادة، ثورة إباء وشرف وعزة ومجد.

هكذا هي ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة، التي أثبتت ارتباطَها بالأرض وبالهُــوِيَّة الإيمانية والوطنية الجامعة؛ ما جعل منها بحق أعظم ثورات اليمن، بصمودها وثباتها في وجه كُـلّ المتغيرات، وإبداعاتها في ابتكار القوة والنصر في مواجهةٍ مع أعتى قوى الطاغوت وإمبراطوريات الشر والإجرام في العالم.

ثورةٌ كشفت للشعب اليمني كم كانت أنظمتُه المتعاقبة غارقةً في وحول الوصاية والاستعباد والقهر والإذلال، وكم كانت مرتهنةً للخارج؛ بل ولأقبح ما فيه ولأسوأ نظام أعرابي في المنطقة، وعلمت شعوب الأُمَّــة؛ كيف يمكنها مواجهة طواغيت الأرض إذَا ما امتلكت الإرادَة والإيمان والعزيمة والسيادة والقرار؟ وكيف تستطيع هزيمة أعدائها ونيل الحرية والاستقلال؟

وفي ذكرى ميلادها الحادية عشرة، أثبتت الأيّامُ ومجرياتُها؛ بأنها أعظم ثورة، تمتلك أرقى قيادة ثورية مجاهدة استثنائية؛ برغم تعرضها لعدوانٍ عالمي واستهدافها وشعبها بالقتل والدمار والتجويع والحصار، وللعام العاشر تواليًّا.

ثورةٌ لخَّصت تاريخَ وهُــوِيَّة اليمن كله، وكشفت كُـلَّ جرائم ومؤامرات العدوان -قديمِه وجديدِه- ومخطّطاته الاحتلالية ومشاريعه الشيطانية والأحداث والوقائع التي مرت بالشعب، وأدارت المواجهة وأقامت الحجّـة وأبدعت بالرد والردع، وحقّقت الانتصارات العسكرية والقيمية والأخلاقية.

ثورةٌ كشفت للأمة مقدار انحراف سلطاتها وأنظمتها عن المهام الموكلة إليها، ومقدار خيانتها للأمانة والشرف وكُـلّ مسؤولياتها الدينية والوطنية والقومية والإنسانية، ومدى ارتهانها وتبعيتها لأعداء الأمة، وأزاحت الأقنعة عن كُـلّ المنافقين الخونة والعملاء من أعداء اليمن وغزة وكل فلسطين الأرض والإنسان والقضية، وكاشفةً وجوهَ أقبحِ أنظمةٍ تحكم وتتحكم بمصائر شعوبنا.

ثورةٌ أعادت للإنسان العربي المسلم قيمته في الحياة بحريةٍ واستقلال، وربطته بقِيَمِه النبيلة وأخلاقه الأصيلة، وعززت فيه هُــوِيَّتَه الإيمانية وروحه الجهادية التي وجَدَ فيها عزته وكرامته وشموخه وإباءَه وانتصاراته؛ ما أعاد إليه وعيًّا مفقودًا وإدراكًا مطمورًا وحريةً مسلوبة.

ثورةٌ قامت على أهم المرتكزات الأَسَاسية التي قل ما امتلكته ثورة قبلها؛ المنهج والقيادة والأمة، والتي ضمنت لها نجاحًا وتفوقًا وديمومة وانتشارًا على مستوى الوطن والأُمَّــة والعالم؛ ما أرعب أعداءَها وما ميّزها عمّن سواها.

ثورةٌ ارتبطت بالله القوي المقتدر، قبل أن ترتبط بالأرض والبشر، واستمدت منه قوتَها، ومستعينةً به بنت قوتَها ومن نقطة الصفر في مواجهة أعداء الله وأعداء أمتها، ابتكرت وأبدعت في صناعاتها العسكرية التي خاضت بها الردَّ والردعَ، وسطَّرت بحَمَلَتِها المجاهدين وإيمانهم انتصاراتٍ شبهَ إعجازية على الصهيونية العالمية وأدواتها الإقليمية والدولية.

ثورة الـ 21 من سبتمبر، جاءت من خارج الصندوق المعهود؛ فكشفت للأُمَّـةِ وللتاريخ الوجهَ الحقيقيَّ القبيحَ للنظام العالمي المجرم وعرَّته وفضحت زيفَ قِيَمِه، والقيم الغربية عُمُـومًا، والمنظمات الأُممية والدولية، وستنتصر -بعون الله- بعد أنَّ تحوَّلت من ثورة شعبٍ إلى مدرسةٍ ثوريةٍ متكاملةٍ لكل شعوب أمتِها، ملهمةً كُلّ أحرار العالم فرادة الصمود اليمني وإسناد المظلومية والمواقف الإنسانية العملية.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر