مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وصلنا إلى قول الله -سبحانه وتعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1-2]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ): نداءٌ من الله -سبحانه وتعالى- من رب العالمين، من ملك السماوات والأرض، من مدبر شؤون السماوات والأرض، يوجه هذا النداء إلى كل عباده، إلى البشرية بكلها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ}، الجميع يُنادَون بهذا النداء، ويُؤمرون بهذا الأمر من الله -سبحانه وتعالى- {اتَّقُوا رَبَّكُمْ}.

 

فما أعظم وما أسوأ مستوى الغفلة التي تعيشها البشرية، وتغفل عن حساب ما بينها وبين الله -سبحانه وتعالى- في تصرفاتها وأعمالها، وفي توجهاتها في هذه الحياة، الكثير الكثير في أعمالهم، في تصرفاتهم، في مواقفهم لا يحسبون حساب الله أبدًا، ولا حساب المسؤولية فيما بينهم وبين الله -سبحانه وتعالى- أبدًا، ولا كأن لهم ولهذا العالم بكله ربٌ وملكٌ وإلهٌ خلق الجميع، ويرقُب الجميع، ويحاسب الجميع، ويجازي الجميع، وكأن هذه الحياة مسرحًا للعبث وللأهواء، وليس كأن الجميع في مقام المسؤولية وموقع المسؤولية، ومقام الحساب والجزاء الذي لا بد منه، وسيأتي، جزءٌ منه يأتي في الدنيا، والكبير والعظيم منه يأتي في الآخرة.

 

حالة الغفلة عن الله -سبحانه وتعالى- وكأنه لا يجازي، ولا يحاسب، ولا يعاقب، حالة خطيرة جدًّا على البشر بشكلٍ كبير في كثيرٍ من أنحاء المعمورة، الإنسان، أيًا كان هذا الإنسان بحاجة إلى أن يرسِّخ في نفسه الإيمان بأن الله يعاقب، وأن الله يجازي، وأن الله شديد العقاب، لا أشد ولا أقسى من عقابه، وأن عقاب الله وعذاب الله يجب أن يُتقى وأن يُحذر، أمرٌ كبير، أمرٌ فظيع، أمرٌ عظيم، ليس بالمستوى الهين، ولا بالمقدار البسيط الذي يمكن للإنسان ألا يبالي به، أن يتهاون بشأنه، أن يتجاهله. |لا|، وليس هناك شيءٌ في المقابل يستحق من هذا الإنسان من أجل الوصول إليه، أو الحصول عليه، أن يضحي بهذا المقدار من التضحية، يعني: أن يُعَرِّض نفسه لعقاب الله، لعذاب الله، من أجل شهوةٍ معينة، من أجل رغبةٍ معينة، من أجل تلبية انفعالٍ نفسيٍ معين، أي شيءٍ من ملذات هذه الحياة، أي شيءٍ من شهوات هذه النفس، أي شيءٍ من انفعالات النفس والدوافع داخلها، لا يرقى أبدًا إلى مستوى أن تضحي للوقوع ثانية واحدة في نيران جهنم، أو لحظة واحدة في عذاب الله -سبحانه وتعالى-.

 

والله شديد العقاب، كم في القرآن الكريم ورد التأكيد على هذه المسألة، الحديث عن الله -سبحانه وتعالى- بهذا، الوصف له -سبحانه وتعالى- بأنه شديد العقاب، الحديث عنه بأن عذابه شديد: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: الآية12]، {وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، {اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: من الآية98]، آيات كثيرة تتحدث عن شدة العقاب الإلهي.

 

وشدة عقاب الله -سبحانه وتعالى- أولًا: لقدرته وجبروته، قدرة هائلة جدًّا، قدرة لا حدود لها، يقدر على أن يصنع من الأحداث وأن يصنع من العذاب ما لا يستطيع أي بشر أبدًا أن يتخيله، بمستوى القدرة الإلهية التي لا حدود لها أبدًا، يجعل العقاب شديدًا وشديدًا وشديدًا ومَهُولًا، بمستوى عزته، فهو عزيز، وهو ذو انتقام، ومن عزته ومنعته وانتقامه أنه لن يتهاون تجاه الذين أساءوا من عباده، أساءوا حسابه، أساءوا موقفهم منه، فلم يقدِّروه، ولم يبالوا به، الكثير منا في هذه الدنيا كم حسب حساب الناس، كم خاف من الناس، الكثير من البشر في هذه الدنيا لخوفهم من بشرٍ مثلهم، من أناسٍ مثلهم، مما بيد البعض من الناس من إمكانات أو قدرات عسكرية أو غيرها، خافوا منهم، وخضعوا لهم، وأطاعوهم في الباطل، وتوددوا إليهم بالباطل، وأذعنوا لهم طوعًا وكرهًا، وخضعوا لهم خضوعًا كاملًا ومطلقًا.

 

طاغية من البشر بصفة رئيس، أو ملك، أو أمير، أو قائد، له قوة عسكرية معينة، له قدرات عسكرية معينة، له سجون، له إمكانات معينة، كم يقف الكثير من البشر أمام ذلك الطاغية خائفين مذعورين وخانعين ومطيعين له، يسوقهم نحو الباطل، يسوقهم في الظلم، في الضلال، في الفساد، ويسير بهم فيما هو يشكِّل خطورةً عليهم؛ فيذعنون، ويخنعون، ويخضعون.

 

إمكانات أو قدرات معينة لدى جهة هنا أو جهات هناك، مثلًا: ما تمتلكه اليوم أمريكا، وما تمتلكه إسرائيل، بعضًا من الأسلحة، من العتاد الحربي العسكري، بعضًا من القنابل أو الصواريخ التي تحدث فجوة بسيطة في الأرض تجعل الكثير ترتعد فرائصهم منها، ويذعنون لها، ويطيعونها، ويخنعون لها، ويسيرون في فلكها، ويقبلون أوامرها، ويذعنون لها إذعانًا كاملًا، ولكن أمام الله، أمام جبروته، أمام قدرته، ملك السماوات والأرض، الذي خلق هذا العالم من العدم، الكثير من الناس يغفل عن الله -سبحانه وتعالى- فلم يخف عقاب الله ولا سطوة الله، ولم يبال بالله -سبحانه وتعالى- عصى أمر الله، وخالف توجيهاته وأذعن للآخرين، وأطاع الآخرين، وآثر طاعتهم، آخرين من الجبابرة، والطواغيت، والظالمين، والمفسدين من أولياء الشيطان، فخنع لهم، وخضع لهم.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

السلسلة الرمضانية 1439هـ – المحاضرة السادسة

أبريل 18, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر