الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر شعبان 1446ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(نصائح إيمانية)
التاريخ: 1446/8/22ه 2025/2/21م
الرقم: (33)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-يستعد شعبنا اليمني وأمتنا الإسلامية لاستقبال رمضان شهر التوبة والقرآن وكما تميز شعبنا بمواقفه الإيمانية فإنه يتميز ببرنامجه الرمضاني التوعوي الذي يشمل تلاوة القرآن والدعاء والاستماع لهدى الله من ملازم الشهيد القائد ومحاضرات السيد القائد.
2️⃣-الإنسان مخلوق من جسد وروح فكما أن الجسد يحتاج إلى غذاء فإن الروح تحتاج إلى غذاء، وغذاؤها ذكر الله ونحن نحمد الله أن أنعم علينا بقيادة تحرص على تربيتنا وتزكيتنا بإعداد البرامج الروحية لنا في الوقت الذي أعدّ فيه أولياء الشيطان الكثير من البرامج المضلة.
3️⃣-من أهم ما نستقبل به شهر رمضان هو التوبة إلى الله وإصلاح ذات البين والابتعاد عن الخلافات الأسرية والاجتماعية.
4️⃣-خرج شعبنا في الجمعة الماضية خروجا كبيرا ومشرفا استجابة لدعوة السيد القائد الذي أعلن تحديه للصهاينة وأثبت للعالم أن ترامب وأمريكا ليست إلها تأمر وتنهى كيفما تشاء.
5️⃣-سيتم تشييع جثماني شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله وصفيه هاشم اللذان استشهدا في معركة الإسلام المقدسة وسنواصل المشوار ونكون أوفياء لهذه التضحيات.
➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي لَا يَبْلُغُ مِدْحَتَه الْقَائِلُونَ، ولَا يُحْصِي نَعْمَاءَه الْعَادُّونَ، ولَا يُؤَدِّي حَقَّه الْمُجْتَهِدُونَ، الَّذِي لَا يُدْرِكُه بُعْدُ الْهِمَمِ، ولَا يَنَالُه غَوْصُ الْفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِه حَدٌّ مَحْدُودٌ، ولَا نَعْتٌ مَوْجُودٌ، ولَا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، ولَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ، فَطَرَ الْخَلَائِقَ بِقُدْرَتِه، ونَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِه، ووَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي بعثه الله لإِنْجَازِ عِدَتِه وإِتْمَامِ نُبُوَّتِه، اللهم صل عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
يستعد شعبنا اليمني المسلم وأمتنا الإسلامية لاستقبال شهر رمضان المبارك، شهر التوبة والقرآن، شهر الذكر والطاعة، شهر الإحسان والمواساة، شهر الصلاة والزكاة والصيام، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وكما تميز شعبنا طوال الشهور والأعوام الماضية بمواقفه الإيمانية التي سيسجلها الله سبحانه في صحائف حسناته وسيسجلها التاريخ بأحرف من نور؛ فإن شعبنا اليمني يتميز في رمضان ببرنامجه الرمضاني الإيماني التوعوي الروحي مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية).
أيها المؤمنون:
كلنا يعلم أن الإنسان مخلوق من جسد وروح، وكما تحتاج الأجساد إلى تغذية مادية جسدية فإن الأرواح أولى وأهم بالتغذية الروحية الإيمانية، وإذا كان غذاء الأجساد يحتاج إلى أموال لشرائها وتوفيرها فإن غذاء الأرواح في معظمه متاح للجميع من ذكر وعبادة وطاعة وقربة بالإضافة إلى الجهاد في سبيل الله والإنفاق في سبيل الله؛ فالروح هي محط نظر الله، والله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأرواحكم، والناس يتفاضلون بأرواحهم وليس بأجسادهم؛ فالطيب من الناس هو من كانت روحه طيبة وليس من صورته جميلة، والخبيث من الناس هو من خبثت روحه وفسدت نفسيته بالذنوب والحرام، ونحن دائماً نتحدث عن حضارة الغرب الكافر والملحد بأنها حضارة مادية؛ لأنها أهملت جانب الروح فارتكست في الملذات البهيمية ونسيت السمو الروحي، وأما حضارة الإسلام فهي تركز على الجانب الروحي الذي إذا ارتقى وتزكى فيه الإنسان فسيبني حضارة روحية ومادية معاً، فعندما يهمل الإنسان جانبه الروحي يصبح خاوياً من القيم وخالياً من الطمأنينة ويفسد الحياة من حوله.
أيها المؤمنون:
لقد منّ الله على يمن الإيمان بقيادة إيمانية تسمو بنا إلى العلياء، وتدعونا إلى الاهتمام بالجانب الروحي، وتزكي نفوسنا في كل وقت، وقد أعدت برنامجاً إيمانياً لاستثمار رمضان واغتنام أوقاته بالأعمال الصالحة التي تقربنا إلى الله من قراءة القرآن والاهتداء به، ومن الدعاء والمحاضرات الإيمانية التي تزكي النفوس وتنير العقول وترفع مستوى الوعي والشعور بالمسئولية.
وهذه نعمة كبيرة من الله وحجة علينا أمام الله إن قصرنا وفرطنا، وها هم الآخرون يعملون بشكل دؤوب وحثيث على إعداد برامج لرمضان لإضاعة أوقاتنا، والحيلولة بيننا وبين اغتنام هذا الشهر الفضيل، وها أنتم شاهدتم طوال العام في البرامج التلفزيونية لا يوجد مسابقات ولا جوائز ولا زحمة برامج وحلقات، فإذا جاء رمضان تركوا البخل، وحضر الكرم، وأُنفقت الأموال بسخاء على البرامج والمسلسلات لكي يشدوا انتباهنا إلى برامجهم، ولكي نُحرم من اغتنام شهر رمضان المبارك، والله يدعونا إليه وإلى كتابه الذي أنزله في شهر رمضان: {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}؛ فلينظر الإنسان إلى الدعوة الموجهة إليه من الله فيلبيها ويقبل عليها؛ فالخير كله بيده والفضل من عنده: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
أيها المؤمنون:
ومن الأعمال التي ينبغي أن نستقبل بها رمضان هو إصلاح ذات بيننا، قال سبحانه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"، وما أحوجنا اليوم لأن نعيد المياه إلى مجاريها، ونصلح علاقتنا بإخواننا وجيراننا، ولا سيما وقد لمّ الله شملنا بهذه المسيرة القرآنية المباركة التي وحدت الأمة على عدو واحدٍ ذكره الله في كتابه بقوله سبحانه: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ}، وقوله سبحانه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} فالله سبحانه يريد لنا أن نكون كما قال: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}، {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} وكما قال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
عباد الله:
لوحظ في الفترة الأخيرة نشوب بعض الخلافات الأسرية والخلافات بين الأصدقاء والأقارب على أتفه الأسباب والأشياء، ومن أهم أسباب ذلك هو الغفلة عن ذكر الله وعن كتابه الكريم، وبسبب ذلك يعيش البعض ظروفاً مأزومة كما قال سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}، وعند هذا الضنك يسعى البعض لافتعال مشاكل لا داعي لها ولا أساس لها ويعيش حياة مليئة بالمشاكل، قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} وقال سبحانه: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وقال جل جلاله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.
كما أنّ من الأسباب: حب الدنيا فقد قال صلى الله وعليه وآله وسلم: "حب الدنيا رأس كل خطيئة"، وقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "ما الفقر أخشى عليكم ولا الكفر ولكن أخشى أن تُفتح عليكم الدنيا فتتنافسوا فيها فتهلككم كما أهلكت الذين من قبلكم"؛ فحب الدنيا دعا قوماً فقطعوا أرحامهم، ودعا قوماً فعصوا ربهم، ودعا قوماً فسفكوا دماءهم، وإنّ من أخطر الأشياء على الإنسان هو أن يتساهل ويستهين بقتل النفس المحرمة فقد قال سبحانه: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} وقال صلى الله عليه وآله: "لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يسفك دماً حراماً"، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "من أعان على قتل امرئ مسلم ولو بشق كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله"، فالحذر الحذر فإن حرمة الإنسان عند الله كبيرة، ومهما كانت الخلافات والمشاكل فلا يمكن أن يلجأ الإنسان إلى ما فيه خسارة الدنيا والآخرة من قتل النفس المحرمة، وهناك طرق ووسائل يمكن للإنسان أن يصل إلى حقه عبرها، مثل: اللجوء إلى التحكيم والقضاء والطرق المشروعة، ولن تضيع الحقوق ما دام صاحبها مطالباً لها، ولن تسقط بالتقادم أبداً، لكن الشيء الذي لا يمكن تتداركه هو حينما يلجأ الإنسان إلى الجرائم الموبقة، قال سبحانه: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، ومن أسباب ذلك: مشاهدة أفلام الرعب والألعاب الإلكترونية التي تدور حول القتال والعنف والتوحش، والتي يصل البعض معها إلى الإدمان والتساهل في الجريمة ظناً منه أنها ستكون في الواقع كما في التلفون، وهي ليست كذلك، ولن تكون كذلك، فالإنسان المؤمن يرجع إلى الله ويحرص على سلامة دينه وآخرته: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
عباد الله، يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ﴾ [النور: 36]، وهذه إشارة إلى أهمية المساجد ومكانتها، وأن الله أذن برفعها وتعظيمها وصيانتها وإحيائها بذكره وإقامة الصلاة. ويقول سبحانه: ﴿وَعَهِدۡنَا إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [البقرة: 125]، فالله سبحانه وتعالى عهد إلى نبيين كريمين من أنبيائه، إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، أن يقوما بتطهير بيته، ونسبه إلى نفسه فقال: "بيتي"، وهذا دليل على عظمة هذه المهمة ورفعتها، فكيف للمؤمن أن يتكبر أو يتوانى عن المشاركة في هذا الشرف العظيم
أيها الأحبة، لقد انطلقت هذا الأسبوع في محافظاتنا حملة النظافة للمدن والأرياف استقبالا لشهر رمضان المبارك وانطلقت حملة تنظيف المساجد تحت عنوان "أن طهِّرا بيتي"، وهي دعوة صادقة للمساهمة في تنظيف وتطهير وتجهيز بيوت الله، وتهيئتها لاستقبال المصلين، خاصة ونحن على مقربة من شهر رمضان المبارك، شهر الطاعات والقربات.
إن المشاركة في هذه الحملة نوع من البر والتقوى، وهو من تعظيم شعائر الله، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]. فلا يستهين أحد بهذا العمل، فالله يبارك في كل جهد يبذل في الحرص على النظافة عموما ونظافة بيوته خصوصا، بل قد يكون تنظيف بيت من بيوت الله سببًا في مغفرة الذنوب ورفعة الدرجات.فلنحرص جميعًا على المشاركة في هذه الحملة المباركة، ولنغرس في أبنائنا وأهلينا الحفاظ على نظافة مدننا وشوارعنا ونظافة بيوت الله والحرص على نظافتها، ولنكن من الذين قال الله فيهم: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَ﴾ [التوبة: 18]كما يجب علينا أن نطهر أموالنا بإخراج الزكاة لنكون ممن أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وأطاع ربه ونهى النفس عن الهوى {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}.
فالزكاة هي ثالث ركن من أركان الإسلام ولا يقبل الله الصيام إلا بأدائها قال سبحانه {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} والزكاة تُسلم لهيئة الزكاة التي تقوم بتوزيعها على الفقراء في جميع المحافظات، وتعمل المشاريع التي نراها في شاشة التلفاز، ونسمع بأخبارها من عند المساكين أنفسهم في المجالات الصحية والمساعدات النقدية والعينية وبقية المشاريع، وها نحن هذه الأيام في موسم الأمطار وقد تأخر نزول المطر علينا بسبب ذنوبنا ومنع الزكاة من بعض الناس كما قال صلى الله عليه وآله وسلم "ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبه" وقال سبحانه وتعالى {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
خرج شعبنا اليمني المسلم العزيز في يوم الجمعة الماضية ليوصل رسالة التحذير لأعداء الله من الصهاينة اليهود ومن وراءهم من الأمريكان؛ استجابة لدعوة قائد الثورة يحفظه الله، ورغم قصر الوقت بين الدعوة وموعد المسيرة التي كانت ساعات محدودة إلا أنّ الشعب اليمني خرج ذلك الخروج المليوني المهيب؛ فملأ الساحات وأوصل رسالته القوية، وكان ذلك الخروج شاهداً إضافياً على عظمة هذا الشعب العظيم الذي لما وفقه الله بقائد عظيم واستثنائي كان عظيماً واستثنائياً، حيث لبى نداء القائد الوحيد في الأمة الذي وقف في وجه بلطجة أمريكا وغطرستها، وقال لترامب أنه مهرج ومجنون،
وأنّ الجحيم له وللصهاينة في عصرٍ قلّ فيه الأحرار الشجعان، ولم نسمع أحداً يهدد أمريكا وإسرائيل بالقصف وعودة العمليات العسكرية في البر والبحر، ولم نسمع قائداً في الأمة يوجه قواته المسلحة بالاستعداد للرد الفوري على أي تصعيد من قِبل أمريكا إن أقدمت على تنفيذ كلام مجنونها ترامب، أو خرق اليهود اتفاق وقف اطلاق النار، وقد شاهدنا كيف تراجعت أمريكا وتراجع اليهود أمام هذه التهديدات وأمام رسائل التحذير.
فكلام ترامب ليس قرآناً، وأمريكا ليست على كل شيء قدير، بل هي قشة، واليهود وأمريكا أوهن من بيت العنكبوت، وقد لاحظنا وسمعنا من بداية معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي خاضها شعبنا كيف كان إرجاف البعض وتخويفهم من عمليات قواتنا المسلحة؟ فماذا حصل؟ هل انطبقت السماء على الأرض؟ أم أننا بيضنا وجوهنا وأرضينا ربنا وأمدنا الله بقوته ونصره وتأييده: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
عباد الله:
لقد كانت مسيرات الجمعة الماضية حدثاً عظيماً حمل في طياته العديد من الرسائل، في مقدمتها: أنّ هذا الشعب وصل به الإيمان والوعي والشعور بالمسؤولية إلى مستويات كبيرة بفضل الله سبحانه، وأنّ شعبنا حاضر وجاهز وثابت على موقفه الديني في دعم غزة وفلسطين، ومتمسك بموقف العداء تجاه قوى الاستكبار والطاغوت تحت قيادة علم الهدى وقرين القرآن الذي قاد الشعب نحو درب العزة والاستقلال، والذي وجدت دعوته صداها في عقول وقلوب هذا الشعب العظيم؛ فخرجوا حاملين لواء الحق ومجددين العهد بالوفاء والولاء.
أيها المؤمنون:
لقد كشف ترامب حقيقة الأطماع الأمريكية، وجذور الاستعمار، وما يميز ترامب من القادة الأمريكيين أنه صريح ولم يستخدم العناوين الخادعة؛ فتصريحات ترامب تكشف وجه أمريكا البشع والطغياني والإجرامي.
ولم يتنبه لمشروع أمريكا منذ البداية إلا هذا المشروع القرآني الذي هيأه الله لوضع حد لهذه الغطرسة وهذا الشر، وسيتحقق وعد الله للمؤمنين، لكن العجيب أن من تجندوا مع تحالف العدوان على بلدنا لم يتحركوا في أي عملية ضد العدو الاسرائيلي طيلة كل الفترات الماضية؛ ليعرف المؤمن من هذه المواقف حقيقة أولئك الذين أتى بهم المستعمر ودعمهم اليهود؛ لينفذوا أجندتهم وسيفشلون بإذن الله سبحانه.
عباد الله:
سيتم في هذه اليومين تشييع سماحة شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في مشهد مهیب، هذا القائد الذي أذل الصهاينة وأرعبهم، وحرر لبنان من احتلال اليهود في الانتصار التاريخي عام ٢٠٠٠م وعام ٢٠٠٦م، وهو الذي هزم الصهاينة وعمل ما لم تعمله الجيوش العربية والإسلامية، والكل مدعو أن يقيم في يوم تشييعه صلاة الغائب على الشهيد القائد الكبير حسن نصر الله ورفيقه المجاهد العظيم هاشم صفي الدين؛ فهؤلاء قُتلوا في معركةٍ بين الإسلام والكفر، وقتلهم اليهود وهم يدافعون عن فلسطين وإسناداً لغزة؛ فالمعركة واحدة، والعدو واحد، رغم أنّ دماء الشهداء وخصوصاً القادة قد وحدتنا، ولم يعد هناك خلافات على مذاهب، ولم يعد أمام الإنسان إلا خيار وموقف واحد: إما أن يكون مع فلسطين وإما أن يكون مع أمريكا وإسرائيل.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليمًا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان والعراق وإيران
واليمن، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-----------