مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة شَهِدَ حدثاً تاريخياً إسْلَامياً عظيماً ومهماً وأساسياً، ذلك كان أثناءَ عودة النبي -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعلى آله- من حجة الوداع، وحجة الوداع هي كما أسماها، النبيُّ -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وعلى آله- ودَّعَ فيها أمته، وقال في خطبته الشهيرة وهو في الحج يخاطب أمته: (ولعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، كما قال أَيْضاً في خطبته في مناسبة الغدير التي سنتحدث عنها، قال كذلك: (إني أوشك أن أدعى فأجيب)، فالنبيُّ -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وعلى آله- كان يعيشُ في أدائه الرسالي، في حركته في الأُمَّة، في خطاباته واهتماماته وتوجُّهاته يعيشُ في وجدانه الاستعداد للرحيل من هذه الحياة، وهو فيما يقدِّم للأمة، وفيما يوجِّه به الأُمَّة، وفيما يتخاطبُ به مع الأُمَّة، هو في المراحل النهائية لتمام الرسالة الإلهية في تبليغه -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وعلى آله- ونشاطه التبليغي في أوساط الأُمَّة، وكان يحسس الأُمَّة بهذا، حينما يقولُ: (ولعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، حين يقول: (إني أوشك أن أدعى فأجيب): فأجيب الله وأرحل إلى جواره، ويستضيفني إلى رحمته، ويحسسُ الأُمَّة: أنما سأقدِّمُهُ لكم وما أقولُه لكم هو في غاية الأَهميَّة لما بعد رحيلي من هذه الحياة، لما بعد ارتقائي وعروجي إلى رحمة الله -سُبْحَانَه وتَعَالَى-، أي أنَّ ما كان يقدِّمه في المرحلة الأخيرة والمحطة الأخيرة من محطاته الرسالية هو مهمٌّ جدًّا لما بعد ولمستقبل الأُمَّة.

 

ولذلك الرسول -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعلى آله- وَأثناء عودته من مكة من الحج، وفي طريقه إلى المدينة، وفي منطقة بالقُرب من الجحفة، في منطقة في وادي غدير خم، في تلك المنطقة نزل عليه قولُ الله -سُبْحَانَه وتَعَالَى-: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة: من الآية67]، نصُّ مهمٌ جدًّا وساخن، يدلل على أمرٍ في غاية الأَهميَّة، لحيوية الرسالة بكلها، للحفاظ على الرسالة في مستقبلها، لإعطائها الواقع والدافع العملي والفعَّال في الحياة، لاستمراريتها بالشكل الصحيح والنقي، الآية المباركة لا تعني- بأي حالٍ من الأحوال- أنَّ النبي -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وعلى آله- كان يتردد في التبليغ. نهائياً، هو لا يخشى في الله لومة لائم، وهو معروف -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعلى آله- بتفانيه في سبيل الله، وهو أساساً قد تجاوز مراحل صعبة جدًّا في تبليغ الرسالة، تناول أهم القضايا الحسَّاسة جدًّا: بلَّغ التوحيد، وواجه حالة الشرك التي كانت ثقافةً باطلةً مترسِّخة يتعصب لها المجتمع على أشد حال من العصبية، وبلَّغ أمور الإسْلَام جملةً وتفصيلاً في كُلِّ الاتجاهات: الجوانب العقائدية، الجوانب العملية، كذلك الموقف الإسْلَامي، الموقف القرآني من كُلِّ حالات الانْحرَاف السائدة في واقع الحياة في الأرض، الموقف من الانْحرَافات السائدة في أوساط الوثنيين، الانْحرَافات المنتشرة في أوساط اليهود، في أوساط النصارى، في أوساط… كُلِّ حالات الانْحرَاف في الأرض، وقدَّم مشروعه الرسالي مشروع الله -سُبْحَانَه وتَعَالَى-، دين الله الحق الذي يمثِّل الصراط المستقيم، والتصحيح الفعلي والحقيقي السوي لواقع البشرية، والذي يعالج كُلَّ اشكالات البشر.

 

أَيْضاً على مستوى الصراع، الآية هذه في آخر حياته، ما قبل وفاته قد تكون بأقل من ثلاثة أشهر، ما قبل وفاته قد تكون بأقل من ثلاثة أشهر، في شهر ذي الحجة أواخر السنة العاشرة للهجرة، وهو توفي- على اختلاف الروايات- في السنة الحادية عشرة: إما في صفر، أَوْ في أول ربيع، على حسب اختلاف الروايات. على كُلٍّ في آخر حياته يأتي هذا النص، تُرَى ما هو هذا الذي له كُلُّ هذه الأَهميَّة، وأهميته مرتبطة بحيوية الرسالة بكلها، بمستقبل الرسالة بكلها، بفاعلية الرسالة في أثرها في الناس وأثرها بالحياة؛ لأن قوله: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}: أنَّ هناك مسألة مهمة، بلاغُها وتمسُّكُ الأُمَّة بها؛ يعطي حيويةً لكل رسالة الله، يعطي نجاحاً للمشروع الإلهي بكله، عدم تبليغها أَوْ تبليغها وعدم تفاعل الأُمَّة معها؛ له مردود سلبي يعود عكسياً في إضعاف الدور الديني، الأثر النافع والمفيد لرسالة الله في واقع الحياة، الفاعلية لبقية تعاليم الإسْلَام.

 

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- أمرٌ كهذا له هذه الأَهميَّة، عليه هذا التأكيد، وأحيط بضمانة إلهية؛ لتمكينه من تبليغ هذا الأمر في وسطٍ بات وسطاً إسْلَامياً، الشرك انمحى- آنذاك- من الجزيرة العربية بكلها، {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}، كضمانة لتمكينه من التبليغ، وإقامة الحُجَّة لله على عباده.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة يوم الولاية 1437هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر