مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نأتي إلى عنوان التقوى، الإنسان بفطرته يرغب فيما يقيه من الكثير من المشاكل، أو من كل الكوارث والمصائب والشرور والمخاطر، الإنسان بفطرته رحيمٌ بنفسه، ويريد لنفسه الخير، {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}[العاديات: الآية 8]، ويتمنى أن يمتلك ما يقيه من الشرور والمخاطر الكبيرة على نفسه وعلى حياته، والوقاية هي خلاصة ما يعنيه تعبير التقوى، أنه يشكِّل وقايةً لنا من كثيرٍ من الأشياء السيئة التي هي نتاجٌ طبيعيٌ للأعمال والتصرفات الخاطئة والسلبية والسيئة، بكل تأثيراتها السيئة علينا في واقع الحياة، الأعمال السيئة والأعمال المنحرفة تلحق بالناس ضرراً كبيراً في حياتهم: في أمنهم، في معيشتهم، في اقتصادهم، في استقرارهم الاجتماعي، وهذه هي المشاكل التي تعاني منها البشرية إلى حدٍ كبير، وهذه- بعينها- هي المشاكل الكبيرة التي تصيح منها المجتمعات البشرية في مختلف أقطار الأرض: ارتفاع نسبة الجرائم بأنواعها، الاختلالات الأمنية المؤذية للناس، الأزمات الاقتصادية التي تتفاقم، الفساد الذي يضر بالناس في كل شؤون حياتهم… وهكذا مختلف أنواع الشرور التي تمثِّل مشكلةً حقيقيةً للناس في واقع حياتهم.

 

ومن هنا يتضح لنا أنَّ صيام شهر رمضان، وأنَّ شهر رمضان المبارك بكل ما فيه من صيام وقيام وأعمال صالحة، وما يتهيأ فيه من البركات والآثار الإيجابية والخيِّرة، لا يمثل عبئاً إضافياً إلى مشاكلنا في هذه الحياة؛ بل إنَّ له علاقة مهمة جدًّا بصلاح حياتنا هذه، بل إنَّ له أهمية كبيرة فيما يمكن أن يشكِّله من تأثير إيجابي وعظيم في نفس واقع حياتنا: في انخفاض نسبة الجرائم، في ارتفاع نسبة الأعمال الصالحة بأثرها الصالح والإيجابي في واقع الحياة، في النتائج الإيجابية التي تعود علينا نفعاً على مستوى مشاعرنا، أن نعيش ونكتسب مشاعر الطمأنينة، مشاعر السكينة، القرب من الله -سبحانه وتعالى- التخفيف إلى حد كبير من مشاعر القلق، من الشعور بالضيق في واقع النفوس، أن يروِّينا من حالة الجفاف على المستوى الروحي، فنعيش حالة الاطمئنان بذكر الله -سبحانه وتعالى- والمشاعر الإيجابية والإنسانية الراقية والمؤثرة إيجاباً في مشاعر الإنسان ونفسيته وأعماله، بكل ما لذلك من أثر طيب جدًّا في نفوس الناس وفي واقع حياتهم، فهو نعمةٌ عظيمةٌ من الله -سبحانه وتعالى- ووسيلة مساعدة عملية تحقق هذه النتائج المهمة: وسيلة مساعدة لتحصيل الوقاية من كل تلك الشرور، للارتقاء في واقعنا النفسي والأخلاقي والعملي والسلوكي، لنكتسب منها أيضاً قوة الإرادة، والصبر، والتحمل، والقوة النفسية في مواجهة أعباء هذه الحياة، وتحديات هذه الحياة، ونكتسب منها قوة التحمل للنهوض بمسؤولياتنا في هذه الحياة، وقوة التحمل لمواجهة المشاكل التي نعاني منها في هذه الحياة، فهو شيءٌ نحتاجه بكل ما تعنيه الكلمة، وشيءٌ مهمٌ جدًّا.

 

الإنسان يعيش في هذه الحياة مخاطر كثيرة، مخاطر الانهيار النفسي في مواجهة صعوبات وتحديات هذه الحياة، البعض من الناس يصلون إلى مستوى الانهيار النفسي أمام كثيرٍ من الصعوبات، والمشاكل، والأزمات، والتعقيدات في هذه الحياة. البعض من الناس يعيشون حالةً من الاضطراب، والتوتر، وفقدان الاتزان في تصرفاتهم ومواقفهم، ويعيشون حالةً من الانفلات والفوضى النفسية، وينطلقون في واقع هذه الحياة بضغط هذه المشاكل والغرائز بدون انضباط، وبدون وعي، وبدون حتى أي مستوى من الرشد، فيتصرفون بطريقة لا مسؤولة، لها نتائج وخيمة عليهم في أنفسهم وفي واقع حياتهم. والبعض من الناس يعيشون حالة الانحراف، الانحراف بشكلٍ رهيب عن القيم، عن الأخلاق، عن الضوابط الشرعية، عن التوجيهات الإلهية، يترتب على ذلك مفاسد كبيرة جدًّا، فيخسرون في الدنيا، ويخسرون أيضاً في الآخرة والعياذ بالله.

 

فشهر رمضان المبارك محطة مهمة جدًّا في عطائها التربوي، وعطائها الأخلاقي، وأثرها في واقع الحياة، نحن نركِّز جدًّا على هذه النقطة: الأثر المهم في واقع الحياة؛ حتى لا يظن الإنسان أنها تمثِّل عبئاً إضافياً لا قيمة له في واقع حياته. لها أهمية في واقعك النفسي وفي واقع حياتك، وما يترتب عليها أيضاً من جانب الله -سبحانه وتعالى- من البركات والخيرات والعطاء الإلهي الواسع.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك 1441هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر