مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

- لم تلتفت هذه الأجيال بما فيه الكفاية للدراسة الواعية لحقبة الاستعمار الماضية.

حينما نعود إلى المنطقة العربية نلحظ أن حقبة الاستعمار في القرن الماضي كانت مُطْبِقَةً وشملت المنطقة بكلها، مع ذلك -للأسف الشديد-لم تحرص هذه الأجيال في هذا القرن والمسافة قريبة ما بين حقبة الاستعمار والآن هي عشرات السنين ما بين حقبة الاحتلال والآن، هذه الأجيال لم تلتفت بما فيه الكفاية وكما ينبغي لدراسة تلك المرحلة، كيف؟ ولماذا؟ ما الذي هَيَّأَ أوطاننا وبلداننا أن تستعمر على ذلك النحو لأن يحتلها الآخرون وأن يستغلها الآخرون وأن يُلْحِقُوا بآبائنا وشعوبنا وأجيالنا الماضية الكثير من الأذى والظلم والاضطهاد ويسلبوهم الحرية؟ لماذا؟ ما هي الأسباب؟ كيف هي الأرضية التي تهيئ المجال للمعتدي والمحتل ليطمع وليتقدم وليحتل هذه البلدان؟ اعتقد أن هذا كان أمراً مقصوداً يعني كان هناك تناسٍ لهذه المسألة، لماذا؟ لأننا في واقع الحال نعيش اليوم تداعياتٍ وحالةً هي امتدادٌ لحالة الاستعمار في المرحلة الماضية، شعوبنا لم تصل بعد إلى حالةٍ من الحرية والاستقلال الحقيقي منذ تداعيات وتبعات الاستعمار، الاستعمار ترك في منطقتنا ترك آفاتٍ كبيرة ومشاكلَ كثيرة وفي نفس الوقت بقي له حضوره ونفوذه وتأثيره الكبير وصولاً إلى محاولته أن يُعِيْدَ الكَرَّة، هذه المرة من خلال الأمريكان بدلاً مما كان عليه الحال في الفترة الماضية من قبل البريطانيين أو الفرنسيين أو الإيطاليين أو الألمان أو غيرِهم.

على كلٍ نجد أنفسنا نعيش تبعات امتداد حالة الاستعمار إلى اليوم، من الذي مزَّق منطقتنا العربية إلى دويلات؟ هو الاستعمار في المرحلة الماضية، من الذي صنع الكيان الاسرائيلي في المنطقة ليكون شوكةً لهذه الأمة وليمثل فعلاً داءً سرطانياً عُضالاً في جسد هذه الأمة؟ هو الاستعمار البريطاني والامريكي، هو من صنع هذا الكيان الاسرائيلي الذي نجده اليوم يعمل ما يشاء ويريد، نجده اليوم يهدد المقدسات وعلى رأسها الأقصى الشريف، نجده اليوم يحظى باهتمام وتحالف مع بعض أنظمة المنطقة التي هي محسوبة على أنها من العرب ومن المسلمين ثم هي جنباً إلى جنب مع الكيان الاسرائيلي وتدخل في علاقات بالرغم من كُلِّ مَا يعملهُ بالمقدسات وبشعبٍ عربيٍ عزيز مظلوم ومضطهد مسلوب الاستقلال. [من خطاب الهجرة للسيد عبد الملك]

2- الاختلال الرهيب في الوعي:

فبعد أن قدَّمَ الإسلام بقرآنه وتعاليم نبيه وإرشادات نبيه ما يكفل للإنسان أن يكون على أرقى مستوى من الوعي والبصيرة والنور لا يحمل في فكره ولا في تصوراته لا سذاجات ولا مفاهيم مغلوطة ولا أفكاراً سطحية ومغلوطة ولا نظراتٍ غيرَ واقعية، وأن يكون على مستوىً عظيمٍ، محصناً لا يتأثر بخداع الآخرين ولا تضليل الآخرين بأي شكل كان دعاية إعْلَامية، نشاطاً تثقيفياً، فكرياً.

أصبح المسلم اليوم في كثير من البلدان مجرَّداً من الوعي قابلاً للتأثُر، ونجد مظاهرَ الاختلال الرهيب في الوعي في أشياء كثيرة, اليوم ألا يجد التيار التكفيري من أوساط الأمة الكثير من الناس الذين ينخدعون له يتأثرون به، ويستغلهم لدرجة أنه يدفع بالكثير ليفجِّروا أنفسهم ويقتلوا أنفسَهم؟!.

هذه السذاجة هذا الغباء هذا الفراغ التام من عملية الوعي والتحصن الفكري والثقافي يجعل البعضَ ضحيةً إلَى هذه الدرجة: إلَى أن ينْجَرَّ ليكون أداةً بيد التكفيرين، وقد يذهب ويفجِّر نفسه ويقتل الكثير من الأطفال وَالنساء ويستهدف تجمعاتٍ بشرية متنوعة.

هذه القابلية للتكفيريين التي جرَّت معهم وتجرُّ يومياً العدد الكبير من الناس في مجتمعنا الإسلامي، هي تدل بكل وضوح على اختلال رهيب في الوعي.

الانسياق وراء أَعْدَاء الأمة، الانسياق وراء أَمريكا، الانسياق وراء إسرائيل، الميل نحو أَعْدَاء الأمة، الانخداع بشعاراتهم وعناوينهم التي يرفعونها، حينما يأتي الأَمريكي بكل طغيانه الواضحُ بكل شَرِّه الذي ملأ الدنيا ليتحدَّثَ عن حقوق إنسان أَوْ ليتحدث عن ديمقراطية أَوْ ليتحدث عن حرية ثم ينخدع البعضُ به ويتأثر بكلامه ويصدِّقه أَوْ يصدق إسرائيل أنها تريد السلام وتنشد السلام أَوْ غير ذلك، هذا من مظاهر الاختلال الرهيب في الوعي في وَاقع الأمة.

عندَما نلحظ أن هناك في واقع الأمة جماهيرَ واسعة وأعدادًا كبيرة في حالة من الجمود أمام كُلِّ هذا الواقع المأساوي، والكل يشهد بأن هذا واقع مأساوي وكارثي وضار بالأمة وأنه يُفترض أن تسعى الأمة للتغيير وللخروج منه، فترى الكثير الكثير في حالة من الجمود ينتظرون المجهول وينتَظرون الواقعَ ليتغير من تلقاء نفسه، هذا شاهد من شواهد الاختلال الرهيب في الوعي.

3- اختلالٌ كبير في القيم وَالأَخْلَاق:

وهذا ملحوظ بشكل كبير في وَاقع الأمة، لا تجد اليوم الفرق بين الكثير ممن ينتمي للإسلام وبينَ غيره من أي أمم أُخْرَى، انعدام لكل القيم والأَخْلَاق، تَوَحُّش، إجْرَام بشكل بشع جداً جداً، الحالة التي نشاهدها لدى التكفيرين ولدى آخرين ممن يفتكون اليوم بالأمة ويظلمون الأمة ويقهرون الأمة هل تجد فارقاً بين ما عليه النظام السعودي وبين إسرائيل أَوْ بين أمريكا أَوْ بين أيِّ فئة متوحشة في هذه الأَرْض؟، مع أن هؤلاء ينتمون للإسلام!!، أين هي قيم الإسلام؟ هل تجد لها أثراً في أفعالهم في اليمن في أفعالهم وَمؤامراتهم الفظيعة الرهيبة المدمرة في بقية شعوب المنطقة.

هذا الاختلال الرهيب في القيم والأَخْلَاق هو نتيجةَ انحرافٍ عن رسالة الإسلام وقيم الإسلام، بكلِّ بساطة يقتلون الناس، يظلِمون الناس، ينهبون ثروة الأمة، يحتلون الأَرْض، ينتهكون العِرض، يهتِكون الكرامات، يتجاوزون الحرمات، لا حدود ولا قيود ولا التزامات ولا اعتبارات، يتصرفون كما لو لم يكن لهم أيُّ ارتباط بهذا الدين ولا أي انتماء إليه.

وهذه حالة سائدة بشكل عجيب، عندما تجد الكثير من الناس يبيعُ نفسَه بمال، يفعل أي شيء مهما كان إجْرَامياً أَوْ وحشياً مقابل أن يحصل على المال من أجل المال يبيع نفسه، يبيع وطنه، يبيع شعبه، يبيع أمته، يبيع قيَمَه، يبيع إنسانيته، يبيع أَخْلَاقه لماذا؟؛ لِأَنهم سيعطونه بعضاً من المال، وهذا المال هو مما نهبوه عليه وأخذوه عليه، هذا اختلال رهيب في القيم والأَخْلَاق، ولنا أن نتصور كم ينشأ من خلال ذلك من مشاكلَ ومآسٍ في واقع الأمة.

4- غيابُ المشروع الحقيقي للأمة:

هذه الأمة يُفترض أنَّ لها رسالةً، لها مشروعٌ، لها هدفٌ، تبني واقعها؛ لتكون أمة عظيمة قوية، تقدم النموذج العالمي كأمة حضارية راقية واقعها قائم على الأَخْلَاق وعلى القيم وَعلى العدل، وتنشر الحق والخير إلَى أرجاء العالم، وتتميز في وعيها بالدور الاستخلافي للإنسان في الأَرْض، كيف يعْمُر الأَرْض ويعْمُر الحياة ويبني الحياة على أَسَاسٍ من القيَم على أَسَاسٍ من المبادئ العظيمة؛ بهدف مقدس يسيرُ نحو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

المشروع القرآني في مواجهة الاستعمار الجديد


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر