الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1446ه
العنوان: (اغتنام شهر شعبان والتوبة إلى الله)
التاريخ:1446/8/9ه
2025/2/7م
الرقم: (31)
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣- في شهر شعبان ينبغي أن نستقبل شهر رمضان بالتوبة والرجوع إلى الله وإعادة الحقوق لأصحابها وصيام ما أمكن منه وخصوصاً أيام البيض.
2️⃣- الإنسان العاقل هو من يستغل أيام عمره في طاعة الله والابتعاد عن معصيته أوالتقصير في طاعته فكم من مقصر في الصلاة والزكاة والإحسان للوالدين والجهاد وغير ذلك من الأعمال الصالحة.
3️⃣- لا بد من الحذر من الغفلة وما أكثر الذين يضيعون أوقاتهم أمام هواتفهم في الألعاب الإلكترونية ومشاهدة المشاهد الخليعة والدخول في علاقات محرمة ووقوع المشاكل الكبيرة بسبب ذلك وكل ما سبق ينبغي الحذر منه.
4️⃣- مرت علينا ذكرى استشهاد الرئيس صالح الصماد الذي كان متميزاً في علاقته بالله وارتباطه بثقافة القرآن وحمله للروحية الجهادية والذي لم تغيره المناصب فهو يُعتبر النموذج الذي ينبغي على كل المسؤولين أن يقتدوا به.
5️⃣- نعت حركة المقاومة في حماس الشهيد محمد الضيف ورفاقه الذي أرعب الصهاينة
واستشهاد القادة لن يزيد محور الجهاد إلا عزما وثباتا واستمراراً في الإعداد للجولات القادمة
وما تصريحات ترامب بتهجير الفلسطينيين إلا خير شاهد على قبح الأعداء وفشلهم.
➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي لَا تُدْرِكُه الشَّوَاهِدُ، ولَا تَحْوِيه الْمَشَاهِدُ، ولَا تَرَاه النَّوَاظِرُ، ولَا تَحْجُبُه السَّوَاتِرُ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وَاحِدٌ لَا بِعَدَدٍ، ودَائِمٌ لَا بِأَمَدٍ، وقَائِمٌ لَا بِعَمَدٍ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه الصَّفِيُّ، وأَمِينُه الرَّضِيُّ، أَرْسَلَه بِوُجُوبِ الْحُجَجِ، وإِيضَاحِ الْمَنْهَجِ؛ فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ صَادِعاً بِهَا، وحَمَلَ عَلَى الْمَحَجَّةِ دَالاًّ عَلَيْهَا، وأَقَامَ أَعْلَامَ الِاهْتِدَاءِ ومَنَارَ الضِّيَاءِ، اللهم صل عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
هذه هي الجمعة الثانية من شهر شعبان المبارك، هذا الشهر العظيم الذي يعتبر مبشراً بقرب قدوم شهر رمضان المبارك ومقدمة له، ويعلم الله وحده من منّا سيبلغ رمضان ومن منّا سيغادر هذه الحياة الدنيا إلى جوار ربه، وقد صام معنا في العام الماضي أناس هم الآن تحت أطباق الثرى ممن انتقلوا إلى جوار ربهم، وغادروا هذه الحياة الدنيا، وقدِمُوا على ما قدَّموا: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}، وبما أننا في شهر شعبان فعلينا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان بالأعمال الصالحة في هذا الشهر، وقد كان الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم يُكثر من الصيام في شهر شعبان، ولم يكن في شهر من الشهور بعد رمضان أكثر صياماً منه في شهر شعبان، وسيأتي في هذا الأسبوع صيام الأيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شهر شعبان، والتي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصومها من كل شهر، وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أنّ صيامها يذهب وحر الصدر) أي: غِلّه ودرنه، كما ينبغي علينا - إن أمكن - صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصومها طوال العام.
كما ينبغي علينا اغتنام هذا الشهر المبارك بالأعمال الصالحة، وفي مقدمتها: التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، حتى يدخل علينا شهر رمضان ونحن من التائبين وليس من العاصين؛ لكي يتقبل الله منّا أعمالنا كما قال جلّ جلاله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، والتوبة واجبة على الإنسان فوراً عند اقتراف الذنب، يقول سبحانه: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.
والتوبة إلى الله مقبولة من الإنسان مهما كثرت ذنوبه إذا كانت بالشكل الصحيح كما قال سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} وقال سبحانه: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ . وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}.
أيها المؤمنون:
إنّ الإنسان المؤمن العاقل هو الذي يغتنم أيام عمره في العمل الصالح وطاعة الله سبحانه في جميع المجالات؛ فالدنيا مزرعة الآخرة، ومتاع الدنيا قليل: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا . أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}، ومن أهم الأعمال الصالحة: التوبة إلى الله - كما تحدثنا - وإرجاع الحقوق إلى أهلها وإبراء الذمة من حقوق المخلوقين، قال تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، كما أنّ من التوبة إلى الله: أن نتوب من التقصير في حقوق الله كالصلاة والطاعة والعبادة؛ لأننا خُلقنا لعبادته، قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}.
فكم من مقصر في الصلاة التي هي عمود الدين وثاني ركن من أركان الإسلام؟ وكم من مانع للزكاة عاماً بعد عام وقد أنعم الله عليه بالثمار والأموال، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "مانع الزكاة وآكل الربا حرباي في الدنيا والآخرة"، وقال سبحانه وتعالى: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ . الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}؟، وكم من عاق لوالديه يشكوهم آباؤهم وأمهاتهم، ويؤثرون زوجاتهم على أمهاتهم، وأولادهم على آبائهم وهم يسمعون قول الله سبحانه: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا}، وقوله سبحانه: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بروا آباء كم تبركم أبناؤكم وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم"؟.
عباد الله:
إننا بحاجة إلى التوبة من الغفلة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، وما أكثر الذين يضيعون أوقاتهم في القات وأمام التلفونات وفي مجالس اللهو وهم معرضين عن ذكر الله، والبعض يشاهد المعاصي والمناظر المخلة بالآداب والخادشة للحياء، ويرى المسلسلات الهابطة، أو يلعب الألعاب الإلكترونية التي تشجع على العنف والتوحش وتروج للرعب، وتولد الإدمان، وتجعل صاحبها تائهاً مرتبطاً بها؛ فيترك الطالب دروسه ومذاكرته، ويترك الموظف وظيفته، ويترك المزارع عمله، وتترك المرأة أولادها وبيتها، وتتسبب هذه البرامج في الوقوع في الفاحشة الشنيعة والحرب الناعمة والفساد الأخلاقي، وتقضي على الغيرة والعفة والشرف، وهو ما يتوجب علينا أن نتوب إلى الله، وأن نرجع إلى طاعة الله، وأن نقلع عن وسائل الشيطان وأدواته التي يسعى من خلالها لإغوائنا وإفسادنا، حتى انتشر في الفترة الأخيرة: التهاون بقتل النفس المحرمة بسبب الغفلة عن ذكر الله، وقطع الصلاة، والابتعاد عن الهدى، والإدمان على مسلسلات الرعب، وانتشر أيضاً الكثير من حالات الوقوع في الفواحش والرذائل الأخلاقية من زنا وتبرج وسفور ومراسلات غير شرعية، ودخل البعض إلى السجون بهذه التهم والجرائم الفاضحة بسبب الغزو الثقافي والحرب الناعمة التي لم يأخذ البعض حذره منها، ولم ينبه أفراد أسرته من خطورتها، وصدق الله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
مرّت علينا الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد (رجل المسئولية) الرئيس الذي كان متشبعاً بثقافة القرآن وملازماً له ويعمل به، وهو أول رئيس لليمن يخرج من رئاسته وهو لا يملك منزلاً لأولاده، وهو الرئيس الذي قضى حياته في خدمة هذا الشعب حتى لقي الله نزيهاً، ولم يأخذ من مال هذا الشعب لا فلساً ولا ديناراً ولا درهماً، ولم يحقق لنفسه أي مكاسب مادية على حساب هذا الشعب، بل فدى الشعب بنفسه، وكان صادقاً عندما قال لشعبه: "دماؤنا ليست أغلى من دمائكم، وجوارحنا ليست أغلى من جوارحكم"، وقد قتله الأمريكيون بقصف سيارته في محافظة الحديدة التي نزل إليها ليدافع عنها من هجمة أمريكا وإسرائيل وعملائها؛ فقتله الأمريكيون لأنه كان رئيساً نموذجياً، ولموقف شعبنا الإيماني من قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين، ولأنه كان حراً ومستقلاً ويريد أن يبني بلده، وأن يحرر شعبه، ولم يقبل أن يكون عميلاً، ولم يقبل بالوصاية على بلده، ولو أنه قَبِل ذلك لحماه الأمريكيون واستقبلوه بالأحضان، ولشكرته السعودية واستضافته كما تفعل بعملائها الأذلاء الذين تأمرهم وتنهاهم وتذلهم وتقهرهم وتستعبدهم، وتريد أن يفعلوا باليمن وشعبه ما يريدونه هم.
عباد الله:
لقد كان الشهيد الصماد نموذجاً يحتذى به، وكان يحمل الروحية الجهادية من قبل ومن بعد؛ فلم يتأثر بالمناصب ولم تغيره الألقاب، وقد كان متواضعاً وقريباً من شعبه، وكان قدوة في الزهد والنزاهة، وكان رجل المسئولية كما وصفه قائد الثورة - رضوان الله عليه - وكان لا يقر له قرار ولا يهدأ له بال، وكان لا يتوقف عن العمل من أجل شعبه، وهو بذلك يمثل قدوة وحجة لكل المسؤولين، كما أنه حجة على الشعب فحينما يستشهد القائد والرئيس فإنّ على الشعب الوفاء لدمائهم الطاهرة والسير على خطاهم وخاصة في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة التي هي أمانة الرئيس الصماد، والتي سكب على ترابها دمه الطاهر؛ فيجب على كل الشعب أن يستمر في هذه المعركة التي لم تنتهِ ولم تتوقف، بل لا يزال العدو يرتب أوراقه هو والأمريكي والإسرائيلي وتحالف العدوان لينتقموا من شعبنا عندما ساند غزة وفلسطين؛ لأنها أوجعتهم وفضحت الخونة والمطبعين؛ فعلينا أن نكون في حالة جهوزية وأن نستمر في دعم طوفان الأقصى التي كانت جولة من جولات الصراع، وستتبعها جولات بإذن الله حتى يمّن الله بنصره: {أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} ولا بد من الحرص على حضور الوقفات المساندة لغزة، والمؤكدة للثبات في وجه الأمريكي والإسرائيلي.
أيها المؤمنون:
نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد القائد الكبير/ محمد الضيف، الذي أرعب الصهاينة، وكان كابوساً مؤرقاً لهم لأكثر من ثلاثين عاماً، وهو الذي بنى كتائب القسام - بعد القادة العظماء - من الرصاصة حتى وصلت لصناعة الصواريخ والطائرات المسيرة بدعم من محور الجهاد والمقاومة، أما محور ما يسمى الاعتدال فقد سمعنا في هذا الأسبوع تصريح الوزير الصهيوني بأن دول الاعتدال في المنطقة تطلب من إسرائيل القضاء على حماس تماماً، والكل يعرف من هي دول الاعتدال التي لم تحرك ساكناً طيلة معركة طوفان الأقصى كحال النظام السعودي والمصري والأردني والإماراتي، وها هي حكومة غزة تعلن أنّ إعادة الإعمار سيكلف ثمانية وثلاثين مليار دولار، فمن أين ستحصل عليها؟ وفي نفس الوقت وعدت السعودية أمريكا أن تقدم لها ستمائة مليار دولار لدعم أمريكا ولتعويض ما قدمته من خسائر ودعم للصهاينة في حربهم على غزة، ولتعویض حرائق لوس أنجلوس، ومع ذلك يطلب منهم ترامب أن يوفوها إلى تريليون بعد أن قدمت لهم في المرة الأولى من انتخاب (ترامب) قرابة أربعمائة وخمسين مليار دولار، فهل عرفتم حقيقة النظام السعودي العميل؟ وهل عرفتم كيف يلعب أولئك المنافقون بأموال المسلمين، ويذهبون لدعم أمريكا بحجة استثمارها هناك؟ والغريب العجيب أن يذهب بعض اليمنيين لاستثمار أموالهم في السعودية، والكل يعرف كيف استولى النظام السعودي الحالي على أموال بعض الأمراء في الأسرة الحاكمة، وكيف صنعوا بهم وهم أمراء، وتناسى البعض كيف طردت السعودية في التسعينات من القرن المنصرم قرابة مليون ونصف مغترب، ومع ذلك ما أكثر العبر وما أقل المعتبرين، ومن يدري لعل أموال البعض من الحرام، والحرام يذهب وأهله، والاستثمار في غير بلدك لا لك ولا لولدك ولا لبلدك، والله المستعان.
أيها المؤمنون:
صرّح الرئيس الأمريكي (ترامب) أن الرئيسين المصري والأردني سينفذان توجيهاته بخصوص تهجير أهل غزة، ولم يصدر تصريحات من مصر والأردن تنفي ذلك، وهذا يعكس حجم العمالة والإهانة وكأنهم عبيد له أو مدراء أقسام شرطة تابعون له، كما يعكس أنهم جزء من المؤامرة على مقدسات الأمة، كما يعكس الوجه الحقيقي لأمريكا التي تتعامل كبلطجي؛ فتهب الجولان لإسرائيل، وتصادر غزة من أهلها للصهاينة، وتحول خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وتتوعد بالسيطرة على (مضيق بنما)، وهذه هي أمريكا أم الإرهاب وأصله ومنبعه، وليست راعية السلام وحقوق الإنسان كما كذبت على ذلك دهراً، وقد صنفتنا أمريكاً سابقاً بالإرهاب لثلاث مرات وليست أهلاً لذلك، فمن الذي خوّل أمريكا بأن تصنف العالم إلى صالحين وإرهابيين، وهي من قتلت اليابانيين والفيتناميين والهنود الحمر والعراقيين والأفغانيين والفلسطينيين واليمنيين وفي خلال عشرين سنة - فقط - قتلت أربعة مليون إنسان.
لقد عرف العالم حقيقة أمريكا التي كانت في السابق تصنف مجموعة من خمسة عشر شخصاً بأنهم إرهابيون، أما اليوم فهناك في اليمن شعب بالملايين، وقد كانت تصنف من يحمل الحزام الناسف بأنه إرهابي، أما اليوم فلدى شعبنا - بفضل الله - صواريخ بالستية وفرط صوتية ومجنحة وطائرات مسيرة، وقد صنفتهم قيادتنا بأنهم إرهابيون، فإن صنفونا صنفناهم، وإن قصفونا قصفناهم، وإن حاصرونا حاصرناهم، وقد انتهى عهد البلطجة والعربدة وسينتصر شعبنا بإذن الله، يقول سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
الإخوة المؤمنون:
إن الثروة الحيوانية تعد ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني نظراً لإهميتها الاقتصادية والغذائية، حيث نستفيد منها اللحوم ومشتقات الألبان فعلينا الإهتمام بهذه الثروة والعناية بها، والحفاظ عليها، والاهتمام بصحتها وتغذيتها بالشكل الافضل حتى تعطينا من خيراتها.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى، فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
------------