عبدالله علي هاشم الذارحي
جنوبنا اليمني.. هبت عليه رياح العواصف من كُـلّ اتّجاه، عصفت بأرضه، ونهبت ثرواته، وقذفت بأبنائه إلى غياهب السجون والمنافي.. قاداته تحولوا إلى عملاء مرتزِقة، يتبعون المصالح حيثما مالت، بينما ظل الشعب يعاني بين مطرقة المحتلّ وسندان المجالس العميلة، تحت شعار "الشرعية" التي لا شرعية لها، والتي لا تزال محصورة في فنادق العواصم البعيدة.
لا عجب أن جنوب اليمن اليوم يجهل مصيره.
حكايته تبدأ من، أمس معلوم، وتنتهي إلى حاضر مؤلم، يُبشر بمستقبل غامض تُغطيه سحب الغيوم.
فبعد أن رحّب بالأمس بـ"الدنبوع" وأعوانه، ورحّل أبناء الشمال ظلمًا، رحَّب بالمحتلّ الذي أذاقه سوءَ العذاب والذل، ثم لم يلبث إلا قليلًا حتى رحَّب بـ"طارق عفاش" وأمثاله من الهاربين إلى أحضان الأعداء.
إذا نظرنا إلى واقع الحال في عدن وغيرها من المحافظات المحتلّة، لوجدنا الشعب يفتقد إلى الأمن والأمان، وإلى الحرية، وإلى أبسط خدمات الحياة الكريمة التي وُعد بها.
وهذا هو "التحرُّر" المزيف الذي عرضوه عليه.
رغم ذلك، لن نقول "يستاهل" ما وقع فيه؛ بسَببِ صمته أَو تنكره للحق، بل نجد اليوم أن الأحرارَ يندمون على ما حدث، خَاصَّة بعد أن عانوا الفاقة والخوف.
أما العبدُ المرتزِق، فهو إما أن يكونَ وقودًا لنار المعركة، ملطَّخًا بالدماء، وإما أن يموت في غياهب السجون المجهولة.
لقد منحت قيادتنا في صنعاء الخونة فرصًا عديدة، وأقامت الحُجّـة على الجميع، وهي لا تزال تدعو إلى حَـلّ قضية الجنوب عبر السلام العادل المشرف.
وها هي تراقب الوضع عن كثب، وتستعدُّ لكل الاحتمالات.
خَاصَّة بعد أن تم تسليمُ المنطقة العسكرية الأولى بكامل عتادها في غمضة عين، وأصبحت المحافظات المحتلّة وثروات اليمن تُتداول بين دول العدوان عبر مرتزِقتها.
فهل آن الأوان أن نتحد جميعًا لمواجهة كُـلّ مخطّطات الأعداء؟
ما حدث قبل أَيَّـام من قبل مرتزِقة الإمارات والسعوديّة في حضرموت والمهرة، سيتكرّر مستقبلًا في تعز ومأرب وبقية المحافظات المحتلّة؛ خدمةً للعدو الأمريكي والبريطاني.
وأقولُ للمغلوب على أمرهم في الجنوب: نحن إخوة، يجمعُنا وطن يتعرض للنهب، وعرض ينتهكه المحتلّ الغاصب، وأرض يعبث بها اللاعبون، وزادتها حروب الوكالة دمارًا وتخريبًا.
نحن لا نريد لكم العذاب، ولا نريدكم أن تكونوا المضروبين، بل نريدكم أن تكونوا الضاربين.
ولا نريدكم أن تكونوا المغلوبين، بل نريدكم أن تضعوا أيديكم في يد "سيد القول والفعل" الذي نصحكم منذ زمن، وحذركم من مخطّطات الأعداء، ومن تهافت العملاء على تقسيم اليمن.
فالسيد القائد الحكيم يدرك أنه بتوحدنا وإعداد العدة، وبالتوكل على الله، سنفوت الفرصة على الأعداء، وستذهب مخطّطاتهم أدراج الرياح إن شاء الله تعالى.






