مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عبد القوي السباعي
ضمنَ منهجية قرآنية دقيقة، كشف السيدُ القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- عن الجوهر العميق للعقيدة الصهيونية، مبينًا أنها منظومةٌ فكرية دينية شيطانية، تستمدُّ أُسُسَها من نصوص تلمودية محرَّفة ومعتقدات عُنصرية، غايتُها إبادةُ البشرية واستعبادُها ونهبُ ثرواتها.

وبمقارنة عملية بين المشروع الصهيوني والمشروع الإلهي القرآني، وضع السيد القائد في خطابه يومَ أمس الأول الحقائقَ الكُبرى أمام الأُمَّــة والعالم، موضحًا أن كُـلّ النصوص التي يقوم عليها المشروع الصهيوني تكشفُ عدوانيته الإجرامية؛ فهو لا يحمل أي مضمون إيجابي للبشرية، بل قائم على إبادة الشعوب أَو استعبادها وفقًا لمصالح اليهود.

السيد القائدُ يرى أن الفكرَ اليهودي الصهيوني ينظُرُ إلى غير اليهود؛ باعتبَارهم حيواناتٍ بأشكال بشرية لا قيمة لهم إلا في خدمتهم، وهو ما يبرهن استحالة اعتباره مشروعًا إلهيًّا أَو إنسانيًّا، مؤكّـدًا أن المعتقدات اليهودية مشروع شيطاني محض، قائم على الاستعباد والإذلال، في تناقض مطلَقٍ مع الرسالة الإلهية التي جاءت لتحرير الإنسان من كُـلّ عبودية سوى عبوديته لله وحده.

لقد تحَرّك اليهودُ الصهاينة عبر قرون طويلة بعقيدة الإفساد، مستخدمين الأدواتِ الثقافية والفكرية والسياسية لتخريب البشرية؛ فحوّلوا الغربَ إلى بؤرة للضلال والانحطاط، ودمّـروا مكارم الأخلاق، وروّجوا للفواحش والخمور والمخدرات، حتى غرقت المجتمعات الغربية في المادية الخالية من روح القيم الفِطرية الإنسانية وفي الإباحية والانحلال وفقدان العِفة والفضيلة.

نشاطُ الصهاينة على مدى القرون -كما وصفه السيد القائد- بلغ حَــدَّ تعميم الشذوذ الجنسي وتقنينه عالميًّا، إلى جانب نشر الإلحاد والمعتقدات الباطلة، بما يجعلهم المصدرَ الأولَ للإضلال في العالم.

وانتقالًا إلى الحاضر، اعتبر قائدُ الأُمَّةِ أن ما يفعله الصهاينة في قطاع غزة منذ 23 شهرًا من حرب إبادة جماعية يكشف جوهر عقيدتهم وممارساتهم، ومع ذلك، فَــإنَّ الغرب -الغارق في تقديس المشروع الصهيوني- يصف اليهود بـ"نور الأمم"، ويجمع لهم التبرعات، ويقفُ خلفَهم بالمواقف والدعم.

هذا التناقض الفاضح في مواقف الأنظمة الأُورُوبية يعدّه السيد القائد عنوانًا رئيسًا لعمى الغرب الأخلاقي والسياسي؛ إذ يعظّم مشروعًا قائمًا على المذابح، بينما يعادي مشروع القرآن الذي يحملُ الرحمةَ والعدل.

وفي المقابل، استعرض السيد القائد الرسالة الإلهية القرآنية التي جاءت رحمة للعالمين، مشدّدًا على أن الإسلام لا يحمل أية نزعة استعبادية أَو عدوانية، بل يقوم على العدل حتى مع الخصوم، وعلى تحرير الإنسان من كُـلّ استعباد؛ كون المنهج الإلهي يقدّم الخير للبشرية، ويدعو إلى حياة قائمة على القيم والمكارم، بعيدًا عن الانحراف والفواحش التي نشرها الصهاينة.

هُنا يرى السيد القائد أن الصراع مع المشروع الصهيوني صراع حتمي ووجودي، لا يمكن التعايش معه أَو التأقلم، محذرًا من يخدع نفسه ويختار الخضوع من أن حصاده لن يكون إلا الخسارة في الدنيا والآخرة، في إشارة إلى أن معظم الأنظمة العربية والإسلامية تعيش حالة تعامٍ وغباء سياسي، تغض الطرف عن الحقائق القرآنية والواقعية، وتتبنى سياسات ظالمة بحق شعوبها وبحق الشعب الفلسطيني المظلوم.

هذه الأنظمة -كما يصفها السيد القائد- تسهم في تقوية الصهاينة بدلًا عن مواجهتهم؛ بل إن بعضها صار مُجَـرّد أدَاة بيد أمريكا وَ(إسرائيل).

ومن بين النقاط العميقة التي كشفها السيد القائد أن اليهود هم من صنعوا التوجّـه التكفيري في الأُمَّــة ليكون صورة موازية لسلوكهم الإجرامي، مستندًا إلى حقائق من الواقع؛ فالتكفيري لا يواجه اليهود، بل يعادي أبناء الأُمَّــة ويصدّهم عن مواجهة الصهاينة، منسجمًا تمامًا مع الهدف اليهودي في إضعاف الأُمَّــة وتشويه صورة الإسلام.

ورغم كُـلّ هذا الطغيان، شدّد السيد القائد على أن للصراع مع الصهاينة أفقًا إلهيًّا محسومًا؛ فالوعد القرآني بهزيمتهم النهائية وعدٌ حق، غير أن بلوغه يحتاج إلى إيمان صادق، وثقة مطلقة بالله، وحركة عملية للأُمَّـة. مؤكّـدًا أن الدليل على إمْكَانية تحقيق النصر يتجسد في ثبات وصمود المجاهدين في غزة، الذين يقفون ببطولة أُسطورية رغم آلة الإجرام الصهيونية المدعومة أمريكيًّا وغربيًّا.

إذن؛ فالمعركة مع الصهيونية -بحسب السيد القائد- معركةُ وعي ووجود، تتطلَّبُ من الأُمَّــة أن ترى الحقائق بعيون القرآن لا بعيون الغرب الأمريكي، وأن تتحَرّك لإصلاح واقعها الداخلي الذي شكّل ثغرة تسللت منها كُـلّ المؤامرات، منذُ زرع كيان الاحتلال وحتى إعلانهم لما يسمى (إسرائيل الكُبرى).

وما بين المشروع الصهيوني الشيطاني الظلامي الذي يُراد تعميمُه على العالم في العصر الحديث، والمشروع القرآني العظيم الذي يمثل النورَ والحقَّ للأُمَّـة وللبشرية جمعاء؛ يظلُّ خيارُ الأُمَّــة واضحًا: إما جهاد ومقاومة وصمود وثبات ونصر، أَو خضوع واستسلام وعبودية وخسران رهيب.

وبذلك قدّم السيد القائد توصيفًا دقيقًا لواقع الصهاينة، ورسم خارطة مواجَهة استراتيجية تضع الأُمَّــة أمام حقيقتها؛ بأن صراعَها مع الصهاينة قدرٌ محتوم، وأن المستقبلَ لن يكونَ إلا وفقَ المنطلقات القرآنية المنسجمة مع الوعد الإلهي بالنصر المبين والفتح القريب.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر