عندما ذهب المجرم [نتنياهو] إلى الكونغرس في أمريكا، كم وقف له أعضاء الكونغرس الأمريكي، بما ليس له سابقة في تاريخ أمريكا، لماذا؟ لأنه أقبل إليهم برصيدٍ إجراميٍ أكبر، يتفاخر بأنه الأكثر إجراماً ممن قد سبقه من مجرمي الصهاينة، وهم لتفاعلهم مع ذلك، ولارتياحهم أكثر لمن قد قتل من العرب أكثر من غيره، ومن أباد من الأطفال والنساء، والكبار والصغار، أكثر من غيره، وتفنن في الإجرام والعدوان أكثر من غيره، هم له أكثر احتراماً وتقديراً، ويحظى بتقدير غير مسبوق.
أمَّا في جانب الحق، والموقف الحق، والقضية العادلة، والتضحية الشريفة، فهناك النبز والإساءة، ويتحوَّل الإعلام لدى البعض من الأنظمة إلى همَّاز لمَّاز، هُمَزَة لُمَزَة، لا شغل له إلَّا السب والتشويه، وحملات الدعاية المسيئة، وهذا شيءٌ عجيب!
في لبنان أيضاً يستمر العدو الإسرائيلي في الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، ويستمر في أنواع من الاعتداءات، التي تشمل:
- القصف والتمشيط الناري لبعض القرى.
- التدمير والنسف لبعض المنازل.
- الانتهاك المستمر للأجواء اللبنانية، بالطيران المعادي الإسرائيلي.
الإسرائيلي مهما فعل في جنوب لبنان، وفي العدوان على لبنان، هو فاشل، هو فشل في تحقيق هدفه المعلن في القضاء على حزب الله، وحزب الله بقي حاضراً في الساحة اللبنانية حضوراً قوياً، وهو يتعافى ويقوى أكثر فأكثر؛ لـذلك بقي جبهةً ثابتةً، متجذِّرة، صُلبةً وقوية في مواجهة العدو الإسرائيلي.
والعدو الإسرائيلي مع الأمريكي جنباً إلى جنب، وللأسف الشديد بتعاون بعض الأنظمة العربية، يعملون على الوضع الداخلي اللبناني، على المشهد السياسي، لاسيَّما مع اقتراب انتخاب رئيس للدولة اللبنانية، يحاولون التأثير في اختيار من يأتي؛ ليكون عميلاً لهم، هذا هو المهم بالنسبة لهم، ومعادياً للمقاومة في لبنان، وليس مخلصاً لشعبه، يتآمرون بشكلٍ عام على الوضع الأمني، ومن ذلك: المضايقات التي تحصل في المطار (في مطار بيروت)، وهكذا سيتَّجهون إلى أشكال كثيرة من المحاولة لإثارة الفوضى في الداخل اللبناني.
ولذلك هناك مسؤولية كبيرة على كل الفرقاء في لبنان، ليكونوا واعين، ومدركين، ومؤْثرين لمصلحة بلدهم واستقراره، بدلاً من توجُّه البعض لخدمة العدو الإسرائيلي، فيما له عواقب سيئة حتى عليهم هم، لا تتصور بعض القوى أنها عندما تحاول أن تستثمر الظروف الراهنة، وأنها ستتكئ بظهرها إلى الأمريكي لتفعل ما بدا لها هناك، ليست الأمور في المستوى الذي يتصوَّرون.
حزب الله قوة متجذِّرة حاضرة في لبنان؛ ولذلك من يتآمر، ويمكر، ويلعب، هو يجلب الضرر على نفسه، وليس فقط يؤثِّر على مستوى الاستقرار في الساحة اللبنانية، فالمصلحة الحقيقية لكل اللبنانيين، للبنان بشكلٍ عام، هي: في إيثار مصلحة الاستقرار الداخلي، التي هي مصلحة لبنانية حقيقية.
فيما يتعلَّق بسوريا: يستمر العدو الإسرائيلي أيضاً في عدوانه على سوريا بالغارات الجوية، واستهدف بعضاً من المعامل المتبقية، كما يقولون: (ما بقي في العروق بعد الذبح)، يلحق ما بقي، إذا اكتشف أنَّ هناك معملاً للبحوث العلمية، أو مركزاً للبحوث العلمية وللدفاع، استهدف البعض منها كذلك في ريف حلب الشرقي، وغارات أخرى نفَّذها أيضاً في ريف دمشق، يستهدف بها هناك أهدافاً معينة.
يسعى العدو الإسرائيلي أيضاً إلى تثبيت سيطرته، في المناطق التي اجتاحها واحتلها مؤخراً، وهذا مما يدلل على أنَّه لا يريد البقاء فقط مؤقتاً كما يقول البعض، هو يتَّجه لتثبيت سيطرة، وصرَّح بعض من يسميهم بالوزراء فيه، في كيانه الغاصب المحتل، صرَّحوا إلى أنَّه ليس هناك حد زمني، حيث احتلوا وسيطروا في سوريا، المسألة مرتبطة بالمصلحة الإسرائيلية، والمصلحة الإسرائيلية معروفةٌ ما هي: الاحتلال والسيطرة لكل ما هو حقٌّ للآخرين، والنهب له عليهم.
هو يسعى لتثبيت سيطرته، استقدم المزيد من التعزيزات العسكرية، عَمِلَ على- كذلك- إنشاء التحصينات، وعَمِل على استقدام البيوت الجاهزة... وغير ذلك، امتد إلى مناطق جديدة، وصل إلى سد المنطرة، أكبر سد في جنوب سوريا، وهو من جهة، والأمريكي أيضاً من الجهة الأخرى، الأمريكي يغتنم الفرصة، يعزز من انتشاره واحتلاله وسيطرته في المزيد من المناطق في شرق سوريا: في الحسكة، والرقة، ودير الزور، ويقيم قواعد عسكرية جديدة، ويسعى لأن يكون هناك أيضاً في موقع الاستقطاب والتأثير، يعني: من الأشياء المحزنة في سوريا، أنَّ الأمريكي يحمي قواعده العسكرية، ويحمي منابع النفط التي سيطر عليها ويقوم بسرقتها، بحراس من أبناء الشعب السوري، من المرتزقة، يستقطبهم وتكون الوظيفة والمهمة الأساسية لهم هي: حماية القواعد الأمريكية المحتلة لبلدهم، وهذا ما يريده الأمريكي في بقية البلدان العربية، يتحوَّل الدور الوظيفي للعربي، هو بهذه الأشكال:
- من يقاتل مع الأمريكي.
- من يحرس القواعد الأمريكية التي تحتل وطنه، وتسرق وتنهب ثروات بلده.
- من يكون بوقاً إعلامياً يدافع عن الأمريكي، ويبقى يسب، ويشتم، ويفتري، ويكذب ليل نهار ضد من يتصدى للأمريكي وللإسرائيلي.
وبقية الأدوار المشابهة.
الأمريكي والإسرائيلي لن يكتفيا في سوريا بالاحتلال، على المناطق التي يتوسعان فيها باستمرار، وبقضمٍ تدريجي، ويعززان سيطرتهما بالبنية التحتية، والإنشاءات، والتحصينات... وغير ذلك؛ إنما- بالتأكيد- سيحرصان على التغلغل في واقع سوريا الداخلي، يعني: الاستقطاب للجواسيس، للخلايا التخريبية، للخلايا التي تستهدف الشعب السوري أمنياً؛ لإثارة الفتن، وتفكيك المجتمع السوري من الداخل، وسيستثمران بعض السياسات الغبية، التي تتصرف بشكلٍ سلبي تجاه الأقليات، الأمريكي والإسرائيلي كلٌّ منهما يحاول أن يُظهِر نفسه أنَّه مستعدٌ بتقديم الحماية للأقليات في سوريا؛ ولـذلك من الخطأ الجسيم أن تكون هناك سياسات سلبية في سوريا ضد الأقليات، هذه خدمة مجانية للأمريكي والإسرائيلي، ينبغي لأبناء سوريا بكلهم أن يتَّحدوا في حماية وطنهم من الأمريكي والإسرائيلي.
هناك أيضاً فيما يدلل على طبيعة التوجهات الإسرائيلية، والأطماع الإسرائيلية والأمريكية؛ لأن كلاً من الأمريكي والإسرائيلي- وهما وجهان لعملة واحدة، ويتحركان معاً في اتِّجاه واحد، ومشروع واحد- كلٌّ منهما طمَّاع، طامعٌ جداً في منتهى الطمع والجشع، للسيطرة على منطقتنا العربية؛ لنهب ثرواتها، للسيطرة على أهلها، لتدميرهم، لاستغلالهم، لإذلالهم، لامتهانهم، لاستعبادهم وقهرهم، والاستفادة منهم كحيوانات- مثلما يصنِّفونهم- بكل أشكال الاستفادة.
ولـذلك انتشرت في هذه الأيام خريطة جديدة نشرها العدو الإسرائيلي، بالتزامن مع تصريحات مستفزة أيضاً، الخريطة شملت مناطق في لبنان، وسوريا، والأردن، طبعاً قبلها خرائط، وهي خرائط مرحلية، يعني: هناك خريطة يتشبَّث بها العدو الإسرائيلي، يعتمدها، هي ما يسميها بـ [خريطة إسرائيل الكبرى]، وهناك خرائط مرحلية، بمعنى: الخريطة التي نشرها مؤخراً أنها خريطة مرحلية، وتنشرها جهات رسمية، تعبِّر عن العدو الإسرائيلي بشكل رسمي، وتصريحات ممن هم في جهات رسمية بمسمى وزراء.
استفزت هذه التصريحات البعض من المسؤولين في الأردن، وكان لهم تعليقات عليها، لكن من المهم جداً أولاً في هذه البلدان، يعني: في لبنان، وسوريا، والأردن، وفلسطين أيضاً، أن يفهم الجميع أنَّ الإسرائيلي يحمل فعلاً هذا التوجه العدواني، الطامع بلا شك في السيطرة والنهب لكل هذه البلدان وما فيها؛ ولـذلك مثل هذه الخريطة التي هي مرحلية، عدوانية جداً، ومستفزة، لكن الإسرائيلي بالفعل يطمع في أن يسيطر على كل تلك المناطق، والأمة في مقابل الطمع الأمريكي، والجشع الأمريكي، والجشع والطمع الإسرائيلي العدواني، لابدَّ لها لكي تحمي نفسها، وتحمي أرضها، وتحمي ثرواتها، وتحافظ على وضعها لتكون أمةً مستقلةً، حرةً، عزيزة، أن تكون في موقع المنعة، المنعة والقوة، والتوجهات التي تدفع بها عن نفسها هذا الخطر.
فالعدو الإسرائيلي، ومعه الأمريكي، ليست المسألة معهما هي مسألة استفزاز، حتى في الوقت الذي ليس هناك استفزاز، يعني: التوجه الرسمي السائد في الأردن، التوجه الرسمي السائد في سوريا الآن، ليس توجهاً معادياً للإسرائيلي، يعلن العداء له، بل في الأردن هناك اتِّفاقات سلام، وسياسة تتبنى منطق عدم المواجهة لإسرائيل، ولا الدخول في صراع مع العدو الإسرائيلي، مع ذلك لم تنفع هذه السياسة في أن يغيِّر الإسرائيلي في المقابل سياسته، ويتخلى عن أطماعه، لا يزال مصراً على أطماعه، وعلى سياسته العدائية، وهذا واضح في تصريحات رسمية، ومواقف واضحة، كذلك الحال تجاه سوريا، الحال تجاه لبنان معروفٌ أيضاً، فالإسرائيلي والأمريكي كلٌّ منهما طامع، وكلٌّ منهما يتَّجه بعدوانية بخطط عملية، وفق تلك السياسات التي يعبِّرون عنها لتحقيق أهدافهم العدوانية، الاستعمارية، الطامعة، تجاه هذه الأمة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 9 رجب 1446هـ 9 يناير 2025م