القاضي علي عبد المغني*
في الوقت الذي كانت تستعد فيه حاملة الطائرات الأمريكية لشن هجومٍ واسع على اليمن؛ تعرضت لضربةٍ كبيرة من قبل القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر اليمني، الذي حقّق هذه المرة إضافة نوعية إلى استهداف حاملة الطائرات وهي إسقاط طائرة حربية أمريكية مقاتلة من طراز إف 18.
لتؤكّـد هذه الضربة الموفقة ما أكّـدتهُ سابقاتها وما أكّـده الصاروخ اليماني الذي استهدف قلب عاصمة الكيان الصهيوني بالأمس، وهو أن أصابع القيادة والجيش والشعب اليمني على الزناد، ومستعدون أن يذهبوا بعيدًا في المواجهة، وهم قادرون على استهداف كافة المصالح الأمريكية في المنطقة التي يعرفونها حق المعرفة.
ولعل هذا ما ستقوم به اليمن في المرحلة السادسة، إذَا استمر التصعيد على اليمن أَو العدوان على غزة، وعلى الأمريكي والصهيوني والبريطاني أن يدركوا أن استهدافهم للمنشآت المدنية في اليمن لن يؤثر على مسار المعركة التي دخلها الشعب اليمني وهو مستعد للتضحية.
هو الشعب الوحيد في هذا العالم الذي يطالب حكومته بعد الغارات الصهيوأمريكية الأخيرة بتركيب صافرات إنذار في العاصمة ليس للهروب إلى الملاجئ، بل للصعود إلى أسطح المنازل لمشاهدة الغارات على الطبيعة، وهذا ما أشَارَت إليه بعض الصحف الأمريكية والغربية التي وصفت الضربات الأمريكية والصهيونية على اليمن بغير المجدية، وعلقت عليها بالقول: “المشكلة في اليمن أن الشعب لا يبالي بالأضرار التي يمكن أن تلحقه”، وأن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني عاجزان على التعامل مع الحالة اليمنية.
وتمثل القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن أكبر تحدٍ للبحرية الأمريكية، وبالتالي لا تستطيع أية قوة دولية الضغط على القيادة الثورية والسياسية في صنعاء لإيقاف الهجمات سواءً في البحر أَو في الأراضي المحتلّة، وهذه حقيقة ثابتة على الأرض، وقالتها القيادة في صنعاء منذ أول يومٍ من معركة “طوفان الأقصى”.
كما أن استهداف الكيان الصهيوني وإغلاق البحر الأحمر في وجه السفن الأمريكية والصهيونية والبريطانية من قبل قواتنا المسلحة لن يتوقف إلا بوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليها، وما عدا ذلك هو المستحيل بعينه.
اليمن لم يدخل هذه المعركة للاستعراض والمزايدة، ولا؛ باعتبَارها جزءاً من محور الجهاد والمقاومة، بل دخلها عن قناعةٍ تامة، استجابة للتوجيهات الإلهية بالجهاد في سبيل الله دفاعًا عن المستضعفين في الأرض، وفي مواجهة قتلة الأنبياء من اليهود والنصارى الذين يهلكون الحرث والنسل ويسعون في الأرض فسادًا.
هذا الموقف الإيماني العظيم له ثمن بلا شك؛ والشعب اليمني مستعد لدفعه من أول يوم، ولم يتفاجأ بالضربات الأمريكية أَو الصهيونية، بل إنه يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بهذه الضربات ويعتبرها مؤشرًا قويًّا على أنه يسير في الاتّجاه الصحيح الذي أمرنا الله أن نسير به، والأمريكي والصهيوني بات يدرك ذلك جيِّدًا، بأن اليمن بات يشكل خطرًا وجوديًّا عليهم في المنطقة.
عُمُـومًا؛ الضربات الأمريكية والصهيونية على المنشآت المدنية في صنعاء والحديدة قد أنعشت المنافقين والمرتزِقة في المناطق اليمنية المحتلّة، وجعلتهم يتلهفون للأموال والأسلحة الأمريكية والصهيونية، وبات من المفيد أن نقول لهم: الشعب اليمني في انتظاركم لتصفية حسابه معكم، وتطهير الأرض اليمنية الطاهرة من خبثكم ورجسكم، وإن غدًا لناظرهِ قريب.
* أمين عام مجلس الشورى