مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هاشم عبدالرحمن الوادعي
في لحظة فارقة من التاريخ، احتشدت الملايين في ميدان السبعين بصنعاء وبقية ميادين المحافظات اليمنية، لترسم مشهدًا لا يُشبه إلا عظمة هذا الشعب الصامد. لم تكن تلك الحشود مجرد مظاهرة، بل كانت زلزالًا شعبيًا هزّ أركان العدوان الأمريكي، وردًا جماهيريًا غاضبًا حمل في طياته آلاف الرسائل والدلالات، وأكد أن اليمن حاضر في قلب المعركة، ثابت في موقفه، وفي طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية.
ورغم القصف والتهديدات الأمريكية المتصاعدة، خرج اليمنيون بزخم غير مسبوق، مؤكدين أن تماسك جبهتهم الداخلية أقوى من أي عدوان، وأن معنوياتهم لم تنكسر، بل ازدادت صلابة في مواجهة الطغيان. لقد جاء هذا الزخم الشعبي كتجديد للعهد مع غزة وأهلها، وإعلانًا بأن الموقف اليمني المساند لفلسطين لا يتزعزع، بل يتجذر أكثر فأكثر مع كل اعتداء.
الحشود الجماهيرية، التي وُصفت بأنها الأكبر منذ بدء هذه المرحلة، لم تكن استعراضًا للعدد فقط، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن وعي إيماني وروح نضالية متجذرة. فقد فهم الشعب اليمني أن العدوان الأمريكي، الذي جاء في سياق دعم الكيان الصهيوني، هو محاولة لكسر إرادة اليمنيين وثنيهم عن نصرة غزة، لكنه فشل فشلًا ذريعًا، بل زاد من وحدة الصف، وعمّق القناعة الشعبية بعدالة الموقف الديني والإخلاقي والوطني تجاه فلسطين.
كما أن الجرائم الأمريكية، باستهدافها المباشر للأعيان المدنية في اليمن، زادت من مشاعر السخط الشعبي، ورفعت منسوب الغضب في الشارع اليمني ضد الجرائم الأمريكية، التي تلعب دورًا محوريًا في جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة، وتستهدف اليمن في محاولة يائسة لإخماد صوته الحر وإسناده القوي.
ولم تكتفِ الجماهير بالتعبير عن غضبها، بل عبّرت عن دعمها الكامل لعمليات القوات المسلحة اليمنية في استهداف العمق الصهيوني، واعتبرت ذلك موقفًا مشروعًا وضروريًا، يتناسب مع حجم المأساة التي يتعرض لها أبناء غزة تحت نيران العدوان الصهيوني.
إن ما شهدته ميادين اليمن، وفي مقدمتها ميدان السبعين، لم يكن مجرد حشد جماهيري، بل كان موقفًا تاريخيًا ناطقًا بالحق، يُجدد العهد ويُعلن التحدي في وجه آلة العدوان. لقد بعث الشعب اليمني برسالة لا لبس فيها: أن القصف لا يُخيفنا، والعدوان لا يُسقط عزيمتنا، بل يزيدنا تمسكًا بمبادئنا وإصرارًا على مواصلة الطريق.
لقد أثبت اليمن، بشعبه الواعي وجبهته الصلبة، أنه حاضر بقوة في معركة الأمة، وأنه لا يتردد في الوقوف إلى جانب المظلومين، مهما بلغت التضحيات. لم يكن خروج الجماهير فعلًا انفعاليًا، بل موقفًا راسخًا من شعب أدرك أن ما يجري في غزة جريمة لا يمكن الصمت عنها، وأن ما تمارسه أمريكا من عدوان على اليمن هو امتداد للمشروع الصهيوني ذاته.
نعم، نحن مع غزة… لا بالشعارات، بل بالموقف والفعل والتضحية.
نحن من نكسر حاجز الصمت، ونتقدم حيث تراجع الآخرون.
نحن من نعلم العالم أن الإرادة الحية لا تُقصف، وأن الشعوب التي تنحاز للحق لا تُهزم.
وهكذا سيبقى اليمن، ما بقي الظلم، صوتًا للحق، ودرعًا للمظلوم، وشوكة في حلق المستكبرين… حتى يتحقق النصر….


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر