مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
الخطبة الثانية من شهر جمادى الأولى  1446ه‍

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

العنوان: (الذكرى السنوية للشهيد)

التاريخ:  13 /  5 / 1446هـ

آلـمـوافـــق 15 / 11 / 2024م 
الرقـــــــَم: (19)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1-الذكرى السنوية للشهيد هي محطة مهمة لاستذكار مآثر الشهداء ولتمجيد عطائهم الذي هو أرقى عطاء ولإحياء روح الجهادوالاستشهاد في نفوسنا وذلك يزيدنا عزما وثباتا خصوصا في هذه المرحلة ونحن في ذروة الصراع المباشر مع أهل الكتاب
2-الشهداء قدموا بشهادتهم دلالةمهمة على ظلم الظالمين الذين سودوا وجه الحياة والشهادة أجلى تعبير عن القيم والأخلاق والحس الإنساني واستشعار المسؤولية التي كان يتحلى بها الشهداء
3-حديث القرآن عن الشهداء هو حديث متميز حتى في مقامهم واسمهم وثقافة الشهادة تعالج العائق الكبير لدى الناس الذي يمنعهم من التحرك وهو الخوف من الموت
4- الشهادة هي تضحيةواعية في سبيل الله تحقق للأمة النصر والعزة والتمكين وتحميها من الاستغلال لصالح أعدائها وقد رأينا المواقف المخزية لمعظم دول عالمنا العربي والإسلامي حتى في القمةالأخيرة التي عقدت في الرياض
5-من الوفاء للشهداء مواصلةطريقهم بلا وهن والاهتمام بأسرهم في كل الجوانب والاستمرار في خروج المسيرات المليونية والإنفاق لصالح إخواننا في فلسطين ولبنان وقواتنا المسلحة.
➖➖➖➖➖ ➖➖
🔹ثانياً: نـص الخطبــة
بِـسْــــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَــنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَنشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَنشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.
وارض اللهم عن الشهداء الذين منحتهم شرف الشهادة في سبيلك ابتغاء مرضاتك ونصرةً للمستضعفين من عبادك، ومنحتهم من فضلك وكرمك ومجدك ما أخبرتنا بقولك: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِنْ خَلْفِهِمْ}.
*أما بعد/ أيها المؤمنون:* 
إنّ الذكرى السنوية للشهيد هي محطة مهمة نستذكر فيها الشهداء، ونستذكر مآثرهم، ونستذكر منهم ما يزيدنا في عزمنا وفي ثباتنا وفي صمودنا؛ لنكون أقدر على مواجهة التحديات والأخطار التي لا تنفكّ عامًا بعد عام في ظل الاستهداف المتزايد لأمتنا من قِبل أعداء الأمة من اليهود الصهاينة والنصارى ومن يدور في فلكهم.
*والذكرى السنوية للشهيد هي ذكرى* مهمة لتمجيد عطاء الشهداء الذي هو أرقى عطاء؛ لأن أغلى ما يمتلكه الإنسان هي نفسه وروحه وحياته، والشهداء هم بذلوا أغلى ما يمتلكونه؛ فاستحقوا ذلك المقام والتكريم من الله سبحانه وتعالى ومن عباده، وحققوا للأمة العز والنصر والحرية، ودفعوا عن عباد الله المستضعفين خطر الاستعباد والإبادة.
وهذه المناسبة هي أيضًا لإحياء روح الجهاد والاستشهاد في مشاعرنا وقلوبنا وأنفسنا جميعًا كمؤمنين، وهي أيضاً للتأكيد على مواصلة السير في درب الشهداء، وفي طريق الحرية والكرامة والعزة والاستقلال، *{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.* 
وهذه الذكرى هي أيضاً للاحتفاء والتقدير لأسر الشهداء العزيزة والكريمة، ولتذكير المجتمع بمسؤوليته تجاههم.
ولهذه المناسبة كل هذه الأهمية خصوصًا في هذا الظرف الذي نعيشه ونحن في ذروة الصراع المباشر مع أعداء هذه الأمة وفي مقدمتهم أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وعملاؤهم من المنافقين.
*عباد الله الأكارم:* 
الشهادة لها دلالات واسعة، والشهداء بشهادتهم يقدمون دلالة مهمة تُعبر بكل وضوح عن ظلم الظالمين وتجبرهم؛ فالشهداء في ميدان القتال وهم يواجهون المعتدين، وكذلك شهداء المظلومية من الأطفال والنساء وسائر المستضعفين في فلسطين ولبنان واليمن ومختلف المناطق؛ هم يتعرضون للقتل بغير حق، وينالهم هذا الظلم الذي يصل إلى حد الاستهداف لحياتهم، وهذا هو من أشد أنواع الظلم، ومن أقسى أنواع الظلم حينما يعمد الأشرار والطغاة والمجرمون والمستكبرون من بني الإنسان على إزهاق أرواح الآخرين، وسفك دمائهم، واستباحة حياتهم، والعمل على إبادتهم، وهذا يُعبر عن مظلومية كبيرة للمستضعفين المستهدفين المظلومين المعتدى عليهم.

وذلك في نفس الوقت: يدلل على مدى الإجرام، ومدى السوء، ومدى الطغيان، ومدى الإفلاس الأخلاقي والإنساني لدى قوى الشر والإجرام التي تصل في وحشيتها إلى هذا المستوى من العدوانية والطغيان؛ فتستبيح حياة بني الإنسان التي جعلها الله غالية، وهذا الإنسان هو الذي كرمه الله، وأراد الله له أن يعيش كريمًا عزيزًا في هذه الحياة، وأن يسمو في هذه الحياة، {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
والشهداء وهم يُقتلون بمظلوميتهم التي نشاهدها حينما تعرض شاشة التلفاز تلك المشاهد المأساوية والأليمة؛ فإن ذلك يُعتبر لعنة على الظالمين وعلى المجرمين الذين سودوا وجه الحياة، والذين ملؤوا الحياة بؤسًا، وحولوا واقع البشرية إلى واقع سيء.
أيها المؤمنون:
الشهادة بقدر ما تعبر عن المظلومية هي أيضاً أجلى تعبير عن القيم وعن الأخلاق؛ فشهداء الموقف الحق الذين يقفون في وجه الطغيان وفي وجه الظلم وفي وجه الإجرام، والشهداء الذين يسعون لإقامة الحق ولإقامة العدل ودفاعًا عن المستضعفين هم قدموا حياتهم وهم منشدون نحو الله سبحانه أولاً، وكذلك هم يدركون مسؤوليتهم تجاه الآخرين.
والشهداء انطلقوا بقيم عظيمة وعزيزة، ولديهم من المشاعر والأحاسيس الإنسانية ما جعلتهم يتألمون حينما يرون الظلم ويشاهدون الطغيان؛ فلم يقفوا مكتوفي الأيدي، ولم يتفرجوا على الواقع من حولهم الذي انتشر فيه الظلم والجريمة والاستباحة لحياة الناس، ولم يشاهدوا الطغاة والمجرمين والظالمين والمفسدين وهم يرتكبون أبشع الجرائم ثم لا يكون لهم موقف؛ لأن الشهداء أصحاب عزة وإباء وشهامة، وهم في الوقت نفسه لديهم حس المسؤولية الدينية أمام الله بحكم انتمائهم إلى هذا الدين الإسلامي العظيم الذي يفرض على منتسبيه والمنتمين إليه أن يكونوا قوّامين بالقسط، وأن يكونوا عونًا للمظلومين، وأن يقفوا خصومًا للظالمين وللمستكبرين.
والشهداء حملوا روح العطاء والإيثار والتضحية والصمود والشجاعة والثبات، ومن خلال مواقفهم وثباتهم وصمودهم وفي النهاية شهادتهم؛ هم عبّروا عن هذه القيم، وجسدوها في أرض الواقع موقفًا وعملاً وتضحيةً وعطاءً لا يساويه عطاء في واقع الإنسان.
*عباد الله:* 
إنّ المتأمل في حديث في القرآن الكريم عن الشهداء يجد أنه حديث مميز حتى في مقامهم، وفي عنوانهم واسمهم، والإنسان قد يكون له مستوى معين من الأعمال الصالحة والجهد في سبيل الله وما شابه، لكنه بالشهادة يحقق قفزةً هائلة، ويرتقي إلى مرتبة ودرجة عالية جدًّا في القرب من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولذلك كانت الشهادة أُمْنِيَّة لأولياء الله مهما قدّموا من صالح الأعمال، وها هو أمير المؤمنين عليٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ عندما فاز بالشهادة، كان تعبيره يدل على مدى إعظامه للشهادة ونظرته إليها بالرغم مما قد عمله، وبالرغم من منزلته العظيمة عند الله، لكنه هتف قائلاً: (فُزتُ وَرَبِّ الكَعْبَة).
‌فالشهادة هي فوزٌ عظيم، وسعادةٌ وتكريمٌ إلهيٌّ كبير، وفيها تشجيعٌ وتحفيزٌ على الاستجابة لله تعالى، والتحرك في سبيله، وتَبَنّي المواقف الصحيحة والمطلوبة، والاستعداد للتضحية، وثقافة الشهادة فيها معالجة للعائق الكبير تجاه ذلك وهو الخوف من الموت؛ فالإنسان قد يتشبث بهذه الحياة مع أنّ الأغلب يعيشون ظروفاً صعبة، ولكن هذه حالة لدى الإنسان أن يتشبث بالحياة، ويقلق من أي شيء قد يشكِّل تهديداً على حياته، وهذا يؤثر على الكثير من الناس حتى تجاه المسؤوليات العظيمة والمواقف المهمة؛ فيمثل الخوف من الموت أكبر عائقٍ لهم عن الاستجابة لله في أداء مسؤولياتهم التي هي لمصلحتهم هم في الدنيا والآخرة - أما الله فهو غنيٌ عنا وعن أعمالنا - فَقَدَّم الله ما يعالج هذه الإشكالية لدى الإنسان ضمن تدبيره سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى برحمته وبحكمته؛ فجعل للشهداء في سبيله استثناءً تجاه مسألة الموت، وجعل الموت بالنسبة لهم عبارة عن حالة عابرة ومحدودة جدًّا، وينتقلون من خلالها إلى حياةٍ حقيقيةٍ فيها الراحة والسعادة والتكريم الإلهي العظيم، والفرح الدائم، والاستبشار الأبدي، وفي سبيل الله لا خسارة أبداً، وهذا ما أكّد عليه في القرآن الكريم، في قوله سُبْحَانَه: { *وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ* }، وفي قوله: { *وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.*

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
_       الخطبة الثانية_ 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
*أما بعد/ أيها المؤمنون:* 
من المهم جداً في هذه المناسبة أن نعمل على ترسيخ المفهوم القرآني الصحيح للشهادة على ضوء قول الله سبحانه: { *وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ* } { *وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا* }، ومن هذه الآيات نفهم أنّ الشهادة تعني: (تضحية واعية في سبيل الله).
*والتحرك وفق المفهوم القرآني* الصحيح للشهادة يحقق للأمة الكثير من النتائج المباركة، ومنها:
أنّ جهود الشهداء وتضحياتهم أثمرت لصالح الأمة ولصالح شعبنا العزيز: الحرية والكرامة والعزة والانتصارات، ودفع الله بها: الذل والهوان والاستعباد والقهر، وما كان سيترتب على سيطرة الأعداء من مظالم رهيبة، ولا يمكن التنكر لتلك الجهود والتضحيات، وفطرة الإنسان السليمة تجعله يُعظِّم هذه الجهود والتضحيات ويمجِّدها، ويشيد بها، ويشكرها، ويقدِّرها، ويتحدث عنها بإيجابيةٍ وإنصاف؛ لأنها جهود لها أثرها العظيم في الواقع، وأثرها يتعاظم يوماً بعد يوم، وثمارها ونتائجها عظيمة ومستمرة وممتدة ومتجددة؛ فالنقلة الكبيرة التي وصل إليها الشعب والبلد - في معركة التصدي للعدوان الأمريكي السعودي منذ بداية العدوان إلى اليوم - في مختلف المجالات، وفي مقدمتها: تطوير القدرات العسكرية، هي: ثمرة من ثمار الشهداء الذين تحركوا مجاهدين في سبيل الله.
كما أنّ من الثمار العظيمة لتضحيات شهدائنا: أنهم أنقذوا بلدنا من الهيمنة والوصاية الأجنبية، وكذلك تمكنا - في إطار عملية طوفان الأقصى وفي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس - من استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية والمرتبطة بهم في البحر الأحمر وباب المندب وصولًا إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى ضرب عمق العدو الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيرة، وكسرنا هيبة أمريكا.
أيها الأكارم المؤمنون:
‌إنّ الاتجاه الصحيح للشهادة في سبيل الله يحمي الأمة من الاستغلال لصالح أعدائها في إطار نفس العناوين؛ لأن هناك استقطاب في داخل الأمة حتى تحت العناوين الجهادية؛ لخدمة أمريكا وإسرائيل، وقد تجلى وبكل وضوح من يوالي أمريكا وإسرائيل من الدول العربية والإسلامية حتى في هذه الأيام والدم الفلسطيني واللبناني يسيل كل يوم، ورأينا كيف أصبحوا في جبهة واضحة وعارية ومنكشفة للأمة وأكثر من أي وقتٍ مضى، وهذه الدول تعادي كل من له موقف ضد العدو الإسرائيلي من أبناء الأمة.
وقد رأينا المواقف المخزية والمذلة لمعظم الدول العربية والإسلامية اللذين حتى حينما يجتمعون في قمة - كما حصل في قمة هذا الأسبوع في الرياض - نجد أنّ بعضهم يكتفي بالشجب والتنديد والإدانة، وبعضهم ما يزال مستمرًا في تصنيف حركة حماس بالإرهاب بدلًا من تصنيف الصهاينة بذلك كالنظام السعودي والإماراتي، وبعضهم بدلًا من إدانة الصهاينة والغرب الكافر يقوم بإدانة من يتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني تحت ذريعة تهديد الملاحة البحرية كتصريح رئيس ما يسمى بالمجلس الرئاسي لمرتزقة الفنادق (رشاد العليمي)، وبعضهم يغلق مكتب حماس في دولته كما حصل من دولة (قطر)، ثم تنتهي هذه القمم دون أن يخرجوا بأبسط موقف كأن يفرضوا على العالم فكّ الحصار عن غزة ناهيكم عن أنّ المطلوب منهم هو أكثر من ذلك حيث كان الذي يجب عليهم هو التحرك الجاد لنصرة فلسطين ولبنان في كل الجوانب بما في ذلك الجانب العسكري، كما تعمل دول الغرب التي تقف بكل وضوح لدعم الإسرائيليين في كل الجوانب؛ فقليلٌ من الوعي والبصيرة يجعل الإنسان يعرف واقع هذه الدول؛ وبالتالي يساعد هذا على أن يختار الإنسان وجهته وموقفه على نحوٍ صحيح، وفي إطار هذا الواقع الذي تعيشه الأمة، والاستقطاب الحاد، والدفع الشديد نرى أنّ البعض من الناس قد يغيِّر اتجاهه نتيجةً للضغط بالترهيب والترغيب واللوم والحملات الإعلامية الشرسة المنظَّمة والمتنوعة، بينما الإنسان المؤمن بوعيه، وصبره، واستعداده للتضحية في سبيل الله؛ سينطلق بكل حرية، وبكل إباء، وبعزمٍ قوي، ولا يؤثر عليه شيء، ولا يصرفه شيء، ولا يردّه شيء.
عباد الله:
إن كل أسرة قدَّمت شهيدًا في سبيل الله فإنها بَنَت لَبِنَةً في صرح الإسلام العالي وبُنيانه العظيم، ووهبت لأُمتها عزًّا ونصرًا وكرامة.
وهنا لا بد من التذكير بالمسؤولية تجاه أسر الشهداء، والإشادة بهم، وبعطائهم، واحتسابهم، وصبرهم، وثباتهم، ومواقفهم المشرِّفة، ومن الواجب أن يتعاون الجانب الرسمي والشعبي في العناية بأسر الشهداء في كل المجالات: المادية، والتربوية، والاجتماعية، وفي كل الجوانب؛ لأن هذا هو من الوفاء للشهداء وتضحياتهم، ولا ينبغي أن يكون هذا الموضوع مقتصرًا - فقط - على الهيئة العامة لرعاية أُسر الشهداء.

‌وفي الختام:
من مدرسة الشهداء نتعلم: ألَّا تصيبنا مسألة التضحيات - مهما كانت - بالوهن والضعف، بل يجب أن يكون أثرها فينا: المزيد من العزم والقوة، وأن نسعى لأن نكون من أولئك الذين قال الله عنهم في القرآن الكريم: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}، ولا نصاب بالأسف والندم على أننا قدَّمنا تضحيات في سبيل الله تعالى؛ فالله يقول في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، ولا يجوز أن تكون مسألة التضحيات حسرةً في قلب الإنسان، بل يجب أن تكون اعتزازاً وشعوراً بالرضى عن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وتقديساً لهذا العطاء، واحتراماً لهذا العطاء، وهو عطاءٌ في محله، ويباركه الله، وأجره عظيم.
ومن الوفاء للشهداء: الاستمرار في خروج المسيرات المليونية، وهنا لا بد من الإشادة بخروج الشعب اليمني الكبير والمهيب في الأسبوع الماضي، وقد أعلن شعبنا عن استمراره في نصرة القضية الفلسطينية والكفر بالطاغوت الصهيوني والأمريكي مهما كان مستوى التضحيات والمؤامرات.
كما أنه لا بد أن نتعلم من الشهداء: العطاء والإيثار والإنفاق حتى في الظروف الصعبة لصالح إخوتنا في فلسطين ولبنان، ودعمًا لقواتنا المسلحة اليمنية {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} ونحن أحفاد الأنصار الذين قال الله فيهم: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
إخواني المؤمنين: 
إن الاستخدام العشوائي والكبير  للمبيدات من قبل المزارعين يعتبرجريمة خاصة عندما لا يتم استشارة مهندسين او مختصين زراعيين لهذا على المزارعين أن يتقوا الله في المواطنين وأن يخففوا من استخدام المبيدات فبعضهم للأسف الشديد يكثر من استخدام المبيدات في فصل الشتاء وخاصة للقات والسبب أن القات يتأخر في النمو، فيقوم المزارع باستخدام انواع واشكال المبيدات يريدها تنمو بسرعة وهذه جريمة، كم ظهرت من حالات أمراض السرطان في مجتمعنا والسبب المبيدات، لذا ندعوا الجهات المعنية للرقابة على محلات المبيدات وما يباع فيها، ومنع بيع المبيدات للمزارع الا بعد استشارة مهندسين مختصين. 
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.
ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في فلسطين وفي العراق وفي لبنان وفي يمن الإيمان، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، واحفظ اللهم قيادتنا وشعبنا من كل سوء ومكروه.
ونَسْأَلُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرضِيهِ عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهَدَاءَنَا الأَبرَار، وَأَنْ يَرْفَعَ دَرَجَاتِهِم، وَأَنْ يَجْعَلَهُم فِي رِفَاقِ أَنْبِيَائِهِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِه، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنصُرنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاء.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
--------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر