مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

أسماء الجرادي
مرّ عام كامل على العدوان الثلاثي الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ضد اليمن، وما يزال اليمنيون يثبتون للعالم أجمع أنهم أصحاب إرادة لا تنكسر، وشعبٌ لا تهزه الغارات ولا تحبطه المؤامرات. 

في لحظة تاريخية فارقة، اجتمع الآلاف في ميدان السبعين عصر الجمعة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ولتأكيد الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية، حين قامت طائرات العدوان بقصف محيط الميدان. لكن مشهد الجماهير اليمنية وهي تصدح بالصرخة في وجه الطغاة، وتردد أناشيد الثبات تحت القصف، جسّد صورة من أعظم صور الصمود الشعبي. 

وفي ذات الوقت، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ضد أهداف أمريكية وصهيونية، لتؤكد أن موازين القوة باتت مختلفة.

هذا الصمود الشعبي والعسكري، بعد عام كامل من العدوان، كشف هشاشة التحالف الثلاثي وأكد فشله الذريع في تحقيق أهدافه. فعلى الرغم من التجهيزات العسكرية المتطورة التي سخّرتها الولايات المتحدة وبريطانيا، ظل اليمن شامخا بثباته، وتصاعدت عملياته العسكرية بوتيرة ألحقت بالعدو خسائر هائلة على المستويات الاقتصادية والاستخباراتية والمعنوية. 

استمرت هذه العمليات الموجعة حتى دفع بعضها القوى الأوروبية إلى الانسحاب من التحالف بعد أن أيقنت عبثية المواجهة. أما البوارج والمدمرات التابعة للتحالف، فقد ابتلعتها مياه اليمن، في حين تحوّلت حاملات الطائرات إلى أهداف مكشوفة، غير قادرة على الإفلات من الضربات اليمنية الدقيقة.

سقطت الطائرات الحديثة التي يتفاخر بها التحالف في سماء اليمن، وتحوّلت التقنية المتطورة إلى خردة بفعل القدرات اليمنية المتزايدة. وتوالت البيانات العسكرية صباحًا ومساءً، بينما تعيش قوى العدوان حالة من التخبط والارتباك. يحاولون يائسا وقف الدعم اليمني لفلسطين، ويتآمرون مع قيادات مرتزقة في الخارج وبعض دول الجوار لفتح جبهات جديدة، كما فعلوا مؤخرا في البيضاء، في محاولة بائسة لإشغال اليمنيين عن دعمهم لفلسطين وتشويه صورة جبهات الإسناد.

لكن ما لم يدركه هذا التحالف هو أن الشعب اليمني، بإيمانه وإخلاصه، قادر على التصدي لكل هذه المخططات. فمع كل جبهة يشعلها العدو، يولد ألف مجاهد جديد، ومع كل مؤامرة تُحاك، يزداد اليمنيون تماسكا. 

ولعل أبرز ما يثبت ذلك هو فشل مخططات التحالف في زرع الجواسيس، حيث تمكنت أجهزة الأمن اليمنية من كشف العديد منهم وإحباط مخططاتهم، في ضربة قاصمة لجهاز الاستخبارات الصهيوني وأعوانه.

اليمنيون، رغم هذا العدوان الغاشم، لم يتراجعوا عن دعم القضية الفلسطينية. بل أصبحت عملياتهم العسكرية رسالة واضحة للعالم: أن تحرير فلسطين هدف مشترك، وأن العدوان على غزة لن يمر دون رد. 

وقد شهدنا هذا مؤخرا حين استهدفت إحدى العمليات اليمنية مبنى وزارة الحرب الإسرائيلية في يافا المحتلة، لتؤكد أن المقاومة اليمنية باقية ولن تهدأ حتى تتوقف إسرائيل عن جرائمها وتسحب قواتها.

اليوم، يقف الشارع الفلسطيني والعربي أمام تطورات جديدة، في انتظار تحقيق مطالب المقاومة الفلسطينية بوقف العدوان والإفراج عن الأسرى. لكن، سواء تحقق ذلك أم لا، فإن المقاومة مستمرة، وجبهة اليمن باقية بثباتها وعزيمتها.

ما يميز هذا الشعب هو صبره وصموده المستمد من إيمانه بالله وعدالة قضيته، وعمله المتواصل لتحقيق النصر. وعلى الرغم من أن التحالف الثلاثي قد حاول بشتى الطرق كسر إرادة اليمنيين، إلا أنهم ردوا بصوت واحد: "لن ننكسر". 

واليوم، يضيق الخناق على العدو، وتتضاعف خسائره يومًا بعد يوم، واقترب وعد الله بزوال إسرائيل، لتبقى فلسطين حرة أبية كما أرادها الله. والله ولي المتقين.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر