عبدالفتاح حيدرة
أكد السيد القائد في معرض كلمته الأسبوعية في يوم العشرين من صفر 1447هـ حول اخر المستجدات والتطورات في المنطقه ان حصيلة العدوان الإسرائيلي خلال هذا الأسبوع بشراكة أمريكية أكثر من 3500 من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والنازحين وذلك نتيجة الصناديق والطرود التي تلقى على رؤوس الفلسطينيين من الجو باسم المساعدات وان جريمة التجويع من أقبح وأسوأ جرائم العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، والعدو الإسرائيلي يحاول أن يخادع العالم بأنه يسمح بإلقاء المساعدات على رؤوس الشعب الفلسطيني وفق مخطط يستهدف، ولو يتم الاستمرار بهذه الوتيرة من إلقاء المساعدات جوا لما توفر منها خلال 8 أشهر ما يقابل يوما واحد مما يدخل عبر المعابر المغلقة، والعدو الإسرائيلي مع الضجة العالمية الكبرى يترك المجال لإدخال القليل جداً منها مما يحمل مواد غذائية قد انتهت صلاحية استخدامها ويحتجز الشاحنات على أبواب المنافذ حتى تنتهي صلاحيتها ثم يسمح بدخول القليل منها بما لها من أضرار على الشعب الفلسطيني، ولا يزال هناك شهداء يومياً من التجويع وهناك كل يوم ارتقاء المزيد من الشهداء ولا سيما من الأطفال الأكثر تضرراً والأقل تحملاً، ومعاناة الأطفال كبيرة جداً نتيجةً للتجويع وسوء التغذية، ومصائد الموت الأمريكية الإسرائيلية لا تزال تقدم وجبات القتل باستمرار في كل يوم، وجنود العدو الإسرائيلي يتعمد الاستهداف المباشر والقنص المتعمد للأطفال بإصابات قاتلة عمداً، والعدو الإسرائيلي قتل حشودا بأكملها بالرصاص أثناء تجمعات المواطنين في نقاط التوزيع ، والعدو الإسرائيلي يستهدف جيلاً كاملاً من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولهذا يتم توصيف الجرائم بالإبادة الجماعية وحقيقة الإبادة الجماعية في قطاع غزة فرضت نفسها حتى في المجتمعات الغربية، واستهداف الأطفال يعبر عن قسوة وإجرام ووحشية وانتهاك لكل الحرمات وتجاوز لكل الاعتبارات المتعارف عليها، وجرائم العدو الإسرائيلي شاهد على أنه قد بلغ إلى حد التجرد من كل المشاعر الإنسانية والقيم الفطرية
وأكد السيد القائد ان العدو الإسرائيلي يتعمد استهداف الإعلاميين واستهداف 6 منهم في خيمتهم وهي مجزرة متعمدة واستهداف مقصود، فحين يستهدف الإعلاميين هو لا يريد للحقيقة أن تصل إلى الناس في مختلف أنحاء العالم، والحقيقة الإجرامية للعصبة المجرمة الطاغية الصهيونية بلغت من الإجرام ما لم يبلغ غيرها في كل أنحاء الأرض، والعدو الإسرائيلي لم يبق شيئاً من الجرائم بأشكالها وأصنافها إلا واستخدمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فالأعداء الصهاينة هم مجرمون من جهة ومتفننون في ابتكار أساليب الاضطهاد والتعذيب والظلم والإجرام، وعندما نتأمل في أنواع الجرائم التي يرتكبها الأعداء الصهاينة يصاب الإنسان بالذهول مما بلغوه من التوحش والعدوانية والحقد، فجرائم العدو تعبر عن النفسية المتوحشة والحقودة وعن أهداف الإبادة الجماعية، ويريدون أن يقتلوا أكبر قدر ممكن من أبناء الأمة بكل أشكال ووسائل الإبادة، فمن أهداف الأعداء الرئيسية الإبادة بكل الوسائل والأساليب، عبر الأوبئة، عبر القتل المباشر، بالتجويع والتعطيش، والتهجير السري، ولديهم هدف تجاه الأمة وهو السعي لإبادة أكبر قدر ممكن منها، وتهجير أيضاً أعداد كبيرة منها، والإخضاع والسيطرة على البقية، العدو الإسرائيلي يسعى عبر الآخرين من خلال الفتن التي يهندس لها ويصنعها إلى تحقيق هدف الإبادة للآخرين ، والإسراف هو العنوان لإجرام اليهود الصهاينة بتجاوزهم لكل الحدود في الكم والنوع والكيف في مستوى الإجرام، ففي كل مرحلة يعلن العدو الإسرائيلي عن مناطق آمنة ثم يستهدف النازحين فيها ليتم تهجيرهم إلى مناطق أخرى، ولا يترك فرصة الاستقرار للنازحين في قطاع غزة ضمن أساليبه وممارساته الإجرامية التي تهدف إلى التضييق الشديد عليهم، وقادة الصهاينة وزعاماتهم الدينية والروحية جميعهم في حالة رهيبة جداً من النزعة الإجرامية التي هي بالنسبة لهم فكر ومعتقد وثقافة، وهم الجهة الموجهة للمجتمع والمربية لجيله الناشئ على الإجرام كثقافة ورؤية، وتتباهى بعض المجندات الصهيونيات بقتل عدد كبير من الأطفال بشكل متعمد كوسيلة للتسلية، لهذا لا ينبغي أن ننظر إلى جرائم العدو وأفعاله وكأنها تصرفات لا صلة لها بما هم عليه من فكر وثقافة وتوجه سياسي، فجرائم الصهاينة تجسد حقيقة ما هم عليه من الفكر والثقافة، وبالتالي هم خطر حقيقي على شعوب أمتنا..
ووضح السيد القائد ان الخطر الأكبر على أمتنا هو في التجاهل والتغافل عن حقيقة العدو، وفي التقبل للصورة الإيجابية التي يقدمها الموالون له، ويجب على أمتنا، وبالذات العلماء والمثقفون والمعلمون والخطباء أن يرسخوا في أوساط أمتنا قدسية المسجد الأقصى، ويجب أن تبقى قدسية المسجد الأقصى راسخة في أوساط أمتنا وأن تعي خطورة التفريط بالمقدسات، فمن الأشياء المؤسفة في واقع أمتنا الإسلامية هو تأثير اليهود عليها بسياسة الترويض، وهناك إغفال في النشاط التوجيهي والتعليمي والتثقيفي لكثير من المسائل المهمة، العدو الإسرائيلي يشتغل في اتجاه معاكس لفصل ارتباط الأمة بكل ما هو مهم لها من مبادئ إسلاميةوالمبادئ الأكثر أهمية للأمة يعمد العدو لفصل الأمة عنها ويقدم النقيض والبديل الذي له أثره المختلف تماما في واقع الأمة، وفي الموجهات والسياسات الرسمية تشطب وتضيع المبادئ والقيم الإسلامية وكل ما يساهم في نهضة أمتنا ووعيها وبصيرتها
وأكد السيد القائد ان قدسية المسجد الأقصى من أهم ما ينبغي التركيز عليه في واقع الأمة وعلاقة الأمة بالمقدسات وخطورة التفريط بها، لهذا فالأعداء الصهاينة يستمرون في الاقتحامات في مساعي التهويد ويركزون على رفع الأعلام الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى ووصل الحال إلى رفع العلم علم اليهود الصهاينة على صحن مسجد قبة الصخرة مستمرا في إجبار المقدسيين على هدم منازلهم، والاعتداءات في الضفة الغربية مستمرة فيما يفعله العدو بالمخيمات الكبرى في مخيم الجنين في مخيم طولكرم ونور شمس، وعملية التهجير مستمرة للأهالي من المخيمات الكبرى في الضفة والتدمير والنسف والتغيير لمعالمها، وفي هذا الأسبوع أكثر من 61 عملية تدمير ممتلكات في الضفة الغربية، وأكثر من 170 عملية مداهمة، وشعار "الموت للعرب" شعار إسرائيلي منذ بداية الاحتلال الصهيوني اليهودي لفلسطين وهم يهتفون به في مناسباتهم وتجمعاتهم، توجه العدو الإسرائيلي العملي والسياسي ومشروعهم الصهيوني فعلاً لإماتة العرب، يريدون أن تكون الأمة ذليلة خانعة لهم وأن يستعبدوها بكل ما تعنيه كلمة استعباد، وتعبيد العرب أنفسهم للعدو الإسرائيلي أسوأ وأقبح من الحالة التي كان العرب فيها يعبّدون أنفسهم للأصنام الحجرية، وقبول الأمة التي هي بمئات الملايين بأن تخنع وتخضع بشكل تام للعدو الإسرائيلي هو عبودية بكل ما تعني الكلمة، ولا يمكن لأي مؤمن بقي له ذرة من إيمان، ولأي إنسان حر بقي له ذرة من إنسانية وشعور بالكرامة أن يقبل بالعبودية للعدو الإسرائيلي الذي هو عدو ظلامي مفسد مضل وهو امتداد لحركة الشيطان وعدواته وسوئه في الأرض..
وأكد السيد القائد انه يجب على أمتنا أن تفيق من حقيقة الانحدار الخطير جدا والسيء للغاية في واقعها، فالعدو الإسرائيلي يريد فعلاً أن يميت العرب، وهذا الشعار اليهودي الصهيوني يعبر عن حقدهم ورؤيتهم وتوجهاتهم وممارساتهم، والكثير من الأنظمة العربية والإسلامية تمنع هتاف "الموت لإسرائيل" للتعبير عن العداء للكيان الصهيوني الذي ابتدأ بالعداء والحقد والظلم والإجرام واستهدف أمتنا ودينها ومقدساتها، فالعدو الإسرائيلي سعى منذ البداية لاحتلال قطاع غزة، والإعلان الجديد عن احتلال مدينة غزة هو سعي لاستهداف مليون فلسطيني بالقتل والمضايقة والتهجير واستهداف ما تبقى في المدينة، والإعلان عن احتلال مدينة غزة خطوة تصعيدية في إطار الإجرام المتواصل الفظيع ضد الشعب الفلسطيني، وخطوة احتلال غزة لقي استنكاراً كبيراً على المستوى العالمي في التصريحات والإعلانات والبيانات ولكن ذلك لا يكفي، بل لا بد من توجهات عملية للضغط على العدو الإسرائيلي لإيقاف إجرامه وعدوانه الذي يستهدف بشكل رئيسي الشعب الفلسطيني، فالمتضرر الأكبر في غزة هم المدنيون العزل من السلاح أما الإخوة المجاهدون فهم يتصدون ببسالة وأثر عملياتهم الفاعلة واضح، العدو يسعى إلى تهجير مليون فلسطيني من مدينة غزة بارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية وتدمير بقايا المساكن في مدينة غزة في جريمة رهيبة جداً، ويجب أن يكون هناك توجه عام لمنع العدو الإسرائيلي من هذه الخطوة، فالإخوة المجاهدون في قطاع غزة يواصلون عملياتهم الجهادية البطولية العظيمة في التصدي للعدو الإسرائيلي، وكتائب القسام نفذت في هذه الأيام قرابة 12 عملية متنوعة من قنص وتدمير آليات وقصف تحشدات للعدو في كافة المحاور، يسرايا القدس نفذت أيضاً عمليات متنوعة، منها القصف بصواريخ قدس ثلاثة لثلاث مغتصبات ومواقع قيادة وسيطرة للعدو، وهناك عمليات أيضاً للفصائل الفلسطينية الأخرى، فمن أجمل ما نشاهده في قطاع غزة هو مستوى التعاون بين الفصائل المجاهدةوالتنسيق والتعاون بين الفصائل الفلسطينية من أهم عناصر القوة..
وأكد السيد القائد ان العدو الإسرائيلي يواصل في سوريا اعتداءاته بكل الأشكال متجاوزاً للاتفاقيات مع الجماعات المسيطرة على سوريا بإخلاء الجنوب السوري من كل تواجد عسكري، وهو يريد أن يتم إخلاء الجنوب السوري له وأن يبقى خالياً ومملوكا له، ومسار العدو في سوريا يتجاوز كل الاتفاقيات، وهو يثبت بذلك عملياً أنه لا يريد السلام، وإنما يريد الاستسلام، كما يواصل العدو الإسرائيلي كل انتهاكاته الجسيمة لاتفاقه مع الدولة اللبنانية دون أي اعتبار للضمناء الدوليين وهذه الخروقات هي عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، وكان الشيء الطبيعي جدا والفطري في نطاق المسؤولية أن يكون جهد الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها هو السعي لإيقاف العدوان الإسرائيلي الذي يشكل خطرا على لبنان، وإعلان الحكومة اللبنانية خضوعها وتبنيها للورقة الأمريكية المتضمنة للإملاءات الإسرائيلية خيانة للبنان وتفريط بسيادته وإساءة إلى الشعب اللبناني، وهذه مسألة واضحة وعلنية، فالورقة الأمريكية ليست في مصلحة لبنان وإنما هي خطر عليه وتهدف لإثارة الفتنة الداخلية وأن يتحول دور الحكومة اللبنانية كشرطي للإسرائيلي، وهذا ليس قرارا لبنانيا وليس حراً ولا مسؤولاً ويجب النظر إليه دائماً على أنه قرار إسرائيلي أمريكي، فلا يجوز أبداً الخنوع للقرار الإسرائيلي الأمريكي لمجرد أن الحكومة اللبنانية تبنته بحجة الضغوط..
وشدد السيد القائد على أن الحكومات العربية تعاني من الضعف المخزي لأنها سريعة الانضغاط لأي ضغوط أمريكية إسرائيلية، فالمصالح الأمريكية هي شر على أمتنا وليس هناك مصالح مشتركة مع الإسرائيلي بل خالصة له، والعدو الإسرائيلي يريد تجريد لبنان من السلاح الوحيد الذي يحميه، ومن الواضح لكل الناس أن الجيش اللبناني لن يحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولن يصدر أي قرار سياسي في لبنان من الجهات الرسمية في لبنان بالمواجهة للعدو الإسرائيلي والواقع يثبت ذلك، ولأكثر من 40 عاما والعدو الإسرائيلي في حالة اعتداء واستهداف للبنان واحتلال لأراضيه ومحطات التحرير كانت بفضل الله على أيدي المجاهدين والمقاومة اللبنانية، ومن الآن فصاعدا من الواضح أن الجيش اللبناني هو أبعد ما سيكون عن أن يوجه له قرار سياسي رسمي بمواجهة إسرائيل، والمصلحة للبنان في تجربة المقاومة التي أثبتت نجاحها على مدى 40 عاماً، ومن الخير للبنان أن تحظى المقاومة بالاحتضان الرسمي والشعبي لا أن تحارب من قوى ومكونات موالية للعدو الإسرائيلي وفالتوجهات الرسمية في لبنان خاضعة للعدو الإسرائيلي وملبية لإملاءاته وهذا شيء مخزٍ بكل ما تعنيه الكلمة، فالعدو الإسرائيلي يسعى لتجريد لبنان من سلاحه الذي يحميه لأنه يريد أن تبقى لبنان مستباحة له وأن يتخلص من العائق الحقيقي أمامه..
وقال السيد القائد مان المشكلة يا شعوب أمتنا ويا أيها الشعب اللبناني ليست هي سلاح المقاومة، هذا سلاح يحميكم، يدافع عنكم، عن حريتكم، عن شرفكم، عن استقلال كم، المشكلة على أمتنا هي في السلاح الذي بيد العدو الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال والمدنيين ويدمر منازلكم ويحتل أوطانكم وينهب ثرواتكم و ينبغي أن يكون الموقف العام على مستوى شعوب أمتنا وعلى المستوى الرسمي في بلداننا هو تجاه السلاح الإسرائيلي والتسليح للعدو الإسرائيلي و ينبغي أن نصرخ في وجه كل الدول التي تزود العدو الإسرائيلي بالسلاح وهذا له أثره لدى بعض الدول الغربية خاصة مع الضجة القائمة تجاه الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة حيث أعلنت بعض الدول ومنها ألمانيا تعليق إمداد العدو بالأسلحة فماذا لو كان التحرك كبيرا في واقع أمتنا رسميا وشعبيا ومعه قرارات سياسية واقتصادية لكانت ستشكل ضغطا على المجتمعات الغربية وامتلاك العدو الإسرائيلي للسلاح خطر على المجتمعات البشرية وخطر على الأمن والاستقرار العالمي الإقليمي) ..
أشار السيد القائد ان الشيء الظريف الذي لاحظناه بالأمس فيما يتعلق بالحكومة اللبنانية أنها تظهر الحساسية حتى تجاه عبارات التضامن مع لبنان و تطلق على من يساند لبنان عسكريا وسياسيا تدخلا في شؤون اللبنانيين ويردون بنبرة عالية وصوت جريء، وفي المقابل نرى الحكومة اللبنانية في حالة خضوع مسيء وذل أمام ما يفعله العدو الإسرائيلي من جرائم واعتداءات، وما يفعله الأمريكي والإسرائيلي في لبنان أكثر من مسألة تدخل، هو احتلال وانتهاك وقتل واستباحة تامة للسيادة اللبنانية، وبعض المسؤولين في الحكومة اللبنانية يظهرون لؤمهم حتى تجاه حزب الله والمقاومة وتجاه الشعب اللبناني، ومن اللؤم أن تتبنى المنطق الإسرائيلي وأن تخضع للإملاءات الإسرائيلية ثم تواجه أي مواقف للتضامن مع بلدك وكأنك سيادي، فيا من تخضع للإملاءات الإسرائيلية وتتبناها ضد شعبك وضد أحرار شعبك، أنت لست سياديا، فالسعي لتجريد بلداننا وشعوبنا من السلاح الذي يحميها من الخطر الإسرائيلي هو أحد أركان المخطط الصهيوني الذي يستهدف أمتنا، ولا بأس عند الإسرائيلي والأمريكي أن يقتني البعض من أبناء أمتنا السلاح على أساس خدمتهم ولقتال من يعادي هم، ومن يسعى لإثارة الفتن تحت العناوين الطائفية والمناطقية وغيرها هي تخدم العدو الإسرائيلي
وأكد السيد القائد ان المغفلون والجاحدون والعملاء يصورون للناس أن المشكلة هي في السلاح الذي بيد أحرار الأمة وشرفائها، فالسياديون الحقيقيون هم من يحمون الأوطان ويقفون بوجه المعتدي، والمشكلة هي في السلاح الإسرائيلي وفي تجريد الأمة من السلاح الذي يحميها، وخضوع الحكومة اللبنانية للأوامر والإملاءات الإسرائيلية والأمريكية دليل كاف وبرهان قاطع على أن الحكومة اللبنانية لن تحمي لبنان، وإذا كانت الحكومة اللبنانية بهذا المستوى من الخضوع للأمريكي والإسرائيلي فكيف ستحمي شعبها وأبناء شعبها من عدو لبنان الحقيقي، فالأمريكي والإسرائيلي والبريطاني يسعون إلى أن يتحول دور حكومات وجيوش وأجهزة أمن بلداننا إلى تنفيذ الأوامر والتوجيهات الأمريكية والإسرائيلية، وتثبيت السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا ينتج عنها أن تخسر الأمة حريتها واستقلالها ومصالحها الكبرى..
وأكد السيد القائد ان دور السلطة الفلسطينية يندرج في عنوان التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي فلا تحمي شعبها ولا تدافع عن حقوقه، وتتعاون بفاعلية ملموسة واضحة مع العدو الإسرائيلي ضد أحرار الشعب الفلسطيني، وقتل المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني وفي اختطافهم، وأمريكا وإسرائيل تريد من كل حكومات المنطقة وجيوشها وأجهزتها الأمنية أن تكون أداةً بيد الصهيونية، والدور الوظيفي يمثل كارثة على الأمة بأكثر من مسألة الاستسلام، فالأمريكي والإسرائيلي يريدان استخدام الحكومات والجيوش والأمن ومن ينشط معهم من الأحزاب في بلداننا كأداة ضد شعوبهم وأوطانهم، والأعداء يريدون من النخب والأبواق الإعلامية والأقلام المسمومة أن تسطر الأباطيل في الدعاية لخدمة العدو الإسرائيلي واستهداف من يقف بوجه العدو، والعدو يسعى لأن يتقبل اللبنانيون المؤامرة لأنها أمر أمريكي ومطلب إسرائيلي، ولا بد من تنفيذه ولا يجوز مخالفتها، ومن المخطط الصهيوني أن تتحول مؤامراتهم إلى مسألة مقبولة في أوساط الشعوب وفي الجهات الرسمية والنخبة، والانسياق وراء المخطط الصهيوني كارثة رهيبة على شعوبنا في الدين والدنيا وخسارة مطلقة شاملة، فلا يمكن القبول بالانسياق وراء المخطط الصهيوني إلا من تحول إلى إنسان متبلد أشبه بالحيوان، والمسألة واضحة من جانب الأمريكي والإسرائيلي تجاه مشروع "إسرائيل الكبرى"، فليس هناك أي زعيم عربي يجرؤ على أن يرد على تصريحات نتنياهو مع أنه استهداف لكل الأمة..
وأكد السيد القائد ان تصريحات نتنياهو استهانة بكل الأمة، والصهاينة يتحركون على أساس مشروعهم انطلاقا من ثقافتهم وسياستهم، والانسياق وراء المخطط الصهيوني الذي عنوانه "تغيير الشرق الأوسط" ارتداد كبير عن تعاليم الإسلام والقيم الإنسانية، وقبول بالعبودية وخنوع لأسوأ وأجرم وأفسد وأقبح عدو وسبب لخسارة الدنيا والآخرة، ويتضح عظمة وأهمية وضرورة الموقف الصحيح الذي هو حرية وشرف وكرامة وعزة ورشد وحكمة وإيمان وتقوى، فالمخطط الصهيوني يهدف إلى إقامة "إسرائيل الكبرى" في مقابل تفكيك الأمة وإذلالها وإخضاعها بالمطلق لهم، وكفى بالجرائم اليومية للعدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية دليلا وبرهانا في أن يكون لدى أمتنا صورة واضحة عن حقيقة العدو الإسرائيلي، فلماذا تتنكر أمتنا وعلماؤها من علماء الدين ومثقفوها ونخبها لكل ما ذكره الله من الحقائق في القرآن الكريم؟!!! فالمعتقدات اليهودية هي استراتيجية تُبنى عليها السياسات والمواقف والتعامل
وأكد السيد القائد فيما يتعلق بالمظاهرات الداعمة والمساندة لغزة كان هناك تحرك في خمسة بلدان عربية وإسلامية يتصدرها اليمن وكان هناك مظاهرات في 17 بلدا من بلدان العالم دعما وإسنادا لغزة، وفي بريطانيا التي تدعي الحضارة والتقدم وحقوق الإنسان اعتقلت مسناً مقعدا أعمى لتضامنه مع فلسطين، وقد توجه صندوق الثروة السيادي النرويجي لوقف استثماراته في كيان العدو بسبب العدوان على غزة خطوة إيجابية، وخطوة النرويج في المقاطعة الاقتصادية ما الذي يقابلها عند العرب؟! هذه مفارقات عجيبة ومحزنة ومؤسفة، فصندوق الثروة النرويجي يقاطع العدو الإسرائيلي اقتصادياً، فيما تتجه مصر العربية لعقد أكبر صفقة في تاريخها مع العدو في الغاز، وفي مقابل مقاطعة النرويج للعدو، يحرك النظام السعودي سفينته "بحري ينبع" لتنقل السلاح للعدو الإسرائيلي، والحكومات العربية هبطت إلى درجة أن تعين عدوها وعدو نبيها وإسلامها وشعبها، وهناك أنظمة أجنبية تتخذ قرارات بوقف مستوى من التعاون مع العدو ولو باعتبار المصلحة السياسية أو اعتبارات إنسانية، أين مواقف الجامعة العربية مقابل مواقف بعض الدول الأجنبية في مقاطعة العدو.. ؟!!.. اذا هناك مشكلة في واقعنا العربي ومشكلة واضحة في السياسات الرسمية العربية، وان قرارات المساندة للعدو الإسرائيلي بالشراكة والدعم ونقل الأسلحة هي مشاركة في الإجرام وخيانة للأمة..
واشار السيد القائد إلى القوات المسلحة اليمنية نفذت هذا الأسبوع عمليات ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في يافا وحيفا وعسقلان وبئر السبع والنقب وأم الرشراش وعملية استهداف ضد سفينة مخالفة لقرار الحظر في أقصى شمال البحر الأحمر، وان عمليات الإسناد مستمرة في مسارها العسكري وفي البحر، وهي عمليات مؤثرة، وان الخروج المليوني للشعب اليمني في الأسبوع الماضي بلغ 1356 مسيرة ووقفة وتظاهرة، وكان خروجاً عظيماً مشرفا لائقاً بالشعب اليمني، يمن الإيمان والحكمة، وكان هناك بالأمس تظاهرات ضخمة وحاشدة وكبيرة ومشرفة في جامعة صنعاء، وجامعة الحديدة، والجامعات الأهلية في الحديدة، والمعاهد المهنية والفنية، وخروج الطلاب والمعلمين في جامعات إب وعمران والمحويت كان خروجا عظيما ومشرفا، وان الموقف المتكامل في اليمن رسميا وشعبيا وعسكريا وفي كل المجالات نموذج لليمن وللشعب اليمني، والنشاط الطلابي المتميز والمتصدر لكل الساحة العالمية ونداءات الجامعات وفي مقدمتها جامعة صنعاء لبقية الجامعات يعبر عن وعي ورشد ومسؤولية، ومن المفترض أن يكون للنخبة الطلابية والأكاديمية فضيلة السبق في المجتمعات العربية والتصدر للموقف ضد العدو الإسرائيلي..
وتسأل السيد القائد عن كيف نغيب النخبة الأكاديمية والتعليمية والطلابية في الساحة العربية والإسلامية كحال البقية!!؟!! فحتى في الجامعات الأمريكية يواجهون القمع والاضطهاد والبعض فصلوا من الدراسة والبعض سجنوا ومع ذلك يصرون على موقفهم، والثبات في الموقف الصحيح هو ترجمة وتجسيد عملي للبصيرة والوعي والرشد، وحالة الجمود والاستسلام والتخاذل تعبر عن حالة هزيمة نفسية وعمى، ونقص في الوعي والرشد والحكمة والبصيرة، والموالاة للعدو الأمريكي والإسرائيلي والوقوف معه بأي شكل من الأشكال يعبر عن خيانة وإفلاس إنساني وأخلاقي وبعد تام عن القيم الدينية والإنسانية ومشاركة للأعداء في الإجرام، والجهد الإعلامي والتثقيفي التوعوي والتعليمي أحد الأركان التي تحتاج إليها الأمة لمواجهة المخطط اليهودي الصهيوني، وهناك أهمية كبرى في شعوب أمتنا للتصدي لكل أبواق الصهيونية وأقلامها وعملائها الذين يحاولون أن يخضعوا الأمة وأن يشوهوا كل موقف صحيح..