منتصر الجلي
قال تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلكَ قَرْيَةً آمَرْنَا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها فَحَقَّ عَلَيْهَا القول فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً﴾ [الإسراء ١٦].
تبقى وتستمر الخيانة السعوديّة للعرب والمسلمين على وجه خاص وللعالم الإسلامي بشكل عام، تظهر القمة السعوديّة الطارئة، التي انعقدت في العاصمة السعوديّة الرياض من الشهر الجاري، على وقع اللعب المكشوف، وأخذ صورة تذكارية عن القضية الفلسطينية، والإبادة الصهيونية اليوم بحق أهلنا في غزة وفلسطين.
تعتمد المهلكة السعوديّة على اللعب المتصاعد، وعقد قمة حضر لها 57 بين زعيم وقائد ورئيس دولة، لتنتهي تلك القمة على أصوات الببغاوات المتهالكة، التي لم يعد الكيان المحتلّ يحسب لها أية ردة فعل، سواء قاموا أَو قعدوا.
على هامش ذلك وعلى الجراح النازفة وما يزيد على 59 ألف شهيد فلسطيني، تبدو الرؤية السعوديّة للحاكم الشاب، أهم وأوجب فرضاً من الدماء التي تُسفك، والأعراض التي تُنتهك، كُـلّ تلك المبادئ ومقومات العروبة التي حاول النظام السعوديّ طيلة عقود منذ احتلاله الحجاز وشبه الجزيرة العربية، كنطفة بريطانية، وزراعة صهيونية، بشهادات العميل البريطاني “مستر هنفر” في مذكراته التي احتوت الخارطة الأولى لتشكل النظام السعوديّ، والحركة الوهَّـابية بقيادة التكفيري محمد بن عبد الوهَّـاب النجدي.
بعيدًا عن الحركة الاستيطانية الأولى للحجاز، ونشأة النظام السعوديّ السلالي، ونمو حركة التدجين الوهَّـابية كغطاء ديني للجرائم التكفيرية، للأسرة الدموية، تعيش المملكة السعوديّة واقعاً من التهويد المتسارع؛ في ظل رؤية عقيمة للمدعو محمد بن سلمان، الذي خرج برؤية القرن المنفلت، لتبدو السعوديّة عارية الوثاق، شاب قرناها، وهلك ملوكها، وشعبها، وأُخرست ألسُن دعاة الدين، الذين ألجموا لجام الصمت، حتى فشا العُهر والفحش، في بلاد الحرمين.
جديد ذلك وما برزت فيه المهلكة من رؤية الترفيه الماجنة التي تجرُّ شعب الحجاز وبلاد الحرمين إلى غضب الله وسخطه، والذي احتفت فيه العاصمة السعوديّة الرياض، بموسم العاهرات العالميات في موسم الرياض المسمى “لإيلي صعب” بحضور عاهرات العالم ومشاهير الفسق والعهر العالمي، الذين ظهروا في حفلات من الصخب والمجون والعُرِّي، الذي تفاعل معه أهل الباطل من شعب المهلكة بقيادة قائد الموسم وقارون السعوديّة المدعو تركي آل الشيخ، صاحب أكبر حفلات الرقص والفسق في العالم، مما فاجأت به السعوديّة راقصيها هذا العام، دعوة أشهر فاجرات العهر العالمي، وتجسيد البيت الحرام الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين، على مسرح الرقص وحوله عدد من ساقطات الغناء والسفور الكافرات، يرقصن عاريات، في مشاهد تشمئز لها الأنفس، وتقشعر لها الأبدان من الجرأة الكبيرة على بيت الله الحرام، وإهانة البيت الأقدس للمسلمين بواسطة ساقطات الكفر والفسوق، مشاهد تُنبئ عن رؤية ثلاثينية يخطط لها ابن سلمان في ظل مرحلة حرجة تمر بها الأُمَّــة، والمنطقة والعدوان الإسرائيلي، على غزة ولبنان، وأطماعه الاستعمارية، والإبادة والقتل الجماعي، جرائم عجزت المنظمات الأُممية والدولية على إيقافها، أمام الغطرسة الإسرائيلية، والرعاية الأمريكية المطلقة عبر الدعم السياسي والعسكري، لكيان العدوّ.
فيما تخوض جبهات الإسناد أقدس المعارك وأشرف المواقف في الدفاع عن غزة وفلسطين والدماء المستباحة، تستميت المهلكة السعوديّة، في العزف والرقص في مشهد يعكس قمة الانحطاط الذي يتدحرج إليه الشعب السعوديّ، من مسخ للهوية والأصالة، وما بين معاصرة طاغية وأهواء سياسية عمياء، تظهر سوءة حكام بلاد الحرمين، من تمييع للثقافة وانسلاخ للقومية العربية، وتنفيذ الأهداف الغربية، في منطقة الشرق الأوسط، بالعودة إلى ما كانوا عليه، حَــدّ زعم ابن سلمان.
تناقضات تضع العديد من التساؤلات في المشهد اليوم، في حين المنطقة على شفير ساخن، تُعقد قمة غير عادية، لتنبثق منها جملة من التوصيات التي أمست حبيسة القرار الحاكم، في ظل المعاناة وإجرام الكيان المحتلّ بحق أهلنا في غزة، يسطع نجم السعوديّة عبر رؤية ترفيهية تقود المواطن السعوديّ إلى مزالق الانحلال، عبر جاهلية حديثة، تجردت عن كُـلّ مواضع الحرمة، والعروبة، والدين، والكرامة والشرف، والسقوط الحتمي المؤكّـد.