وشعبنا اليمني العزيز تميَّز بإحيائه لهذه المناسبة بشكلٍ كبير، وبأنشطةٍ وفعالياتٍ متنوعة، وتصدَّر الشعوب الإسلامية، في مدى اهتمامه بهذه المناسبة، وابتهاجه بها، وطريقة إحيائه لها، وفي حضوره الحاشد والكبير في الفعالية الرئيسية في الثاني عشر من الشهر، كما كان ذلك واضحاً في الأعوام الماضية.
وهذا الاهتمام هو من تجليات ومصاديق الحديث النبوي الشريف: ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية))؛ لأن الصلة برسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، والعلاقة به لأمته، هي صلةٌ إيمانية، وعلاقةٌ إيمانية، منطلقها وأساسها الإيمان به، وبرسالته، وبعظيم منزلته عند الله "سبحانه وتعالى"، وبمهمته المقدَّسة، ودوره العظيم، وبأنه صلةٌ للأمة بالله "سبحانه وتعالى"، وبهديه، وبنوره؛ ولـــذلك عندما اهتم شعبنا هذا الاهتمام الكبير، وتصدَّر بقية الشعوب، وبرز في عنايته بهذه المناسبة بشكلٍ كبير، فغير غريبٍ على هذا الشعب، الذي هو شعبٌ يجسِّد إيمانه برسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" بكل هذا الالتزام، والاهتمام، والجوانب العملية، والاقتداء، والتأسي، والإتِّباع، والاهتداء، كما يجسِّد ذلك بهذا التعظيم والتوقير لرسول الله "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله".
غير غريبٍ على أحفاد الأنصار، الذين نصروا رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، وآووا رسول الله، والمهاجرين معه في صدر الإسلام، وحملوا راية الإسلام، وجاهدوا مع رسول الله "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، فسمَّاهم الله في كتابه بالأنصار، أحفاد الأنصار هم اليوم يتحركون كأنصار، كما كان آباؤهم وأجدادهم، يحملون الراية (راية الإسلام)، يسيرون في إطار الاقتداء برسول الله "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله".
كـــذلك شاهدنا في الآونة الأخيرة، والأعوام الماضية، حضوراً جديداً، بل كذلك استعادة هذه المناسبة لحضورها في الساحة الإسلامية في عددٍ من البلدان الإسلامية، في شرق آسيا، وفي باكستان، وفي الدول العربية في لبنان، وفي الجمهورية الإسلامية في إيران، في دول المغرب العربي، في عددٍ من بلدان العالم الإسلامي، عادت هذه المناسبة بشكلٍ جيد، وعاد الاهتمام بإحيائها بشكلٍ بارز.
وهذه المناسبة كانت تحظى في الماضي باهتمامٍ كبير في العالم الإسلامي، وفي أوساط المسلمين، وكانت مناسبة ذكرى مولد النبي "صلوات الله عليه وعلى آله" يوماً مميزاً في العالم الإسلامي، في الاهتمام بها، في إحيائها بالمحاضرات الدينية، والندوات، والخطابات، ومظاهر الابتهاج والسرور، والزيارات للأرحام... وغير ذلك.
ثم في عقودٍ زمنية معينة، في الآونة والمرحلة الماضية، والآونة الأخيرة كانت قد غابت من كثيرٍ من البلدان الإسلامية؛ بفعل النشاط السلبي التكفيري، الذي يحارب المناسبات الدينية المهمة، ويصفها بالبدعة، وفي مقدِّمتها: ذكرى مولد الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله"، بل يحارب كل مظاهر التعظيم والتوقير والتعزير لرسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، حتى مفردة (التعظيم للنبي) يعتبرونها من الشرك، من الكفر، من الخروج من الملة، مما يبنون عليه مواقفهم العدائية الشديدة لمن يحمل هذا التوجه، ويكون له هذا المنطق، في إطار دورهم التخريبي الهدَّام في الساحة الإسلامية في واقع المسلمين من الداخل، إضافةً إلى الهجمة الغربية، الهجمة الغربية المعادية للإسلام، والحرب الشيطانية الناعمة الغربية على مبادئ الإسلام، ورموز الإسلام، ونبي الإسلام، والقرآن الكريم، ومعالم الإسلام البارزة والأساسية، والحرب التكفيرية، كلاهما توأمان، وكلاهما يمثل توجهاً يتحرك نحو أهدافٍ واحدة، وإن تنوعت الوسائل والأساليب، وإن تنوعت الساحات والميادين، أولئك من خارج الأمة، وأولئك من داخل الأمة.
لكن بفضل الله "سبحانه وتعالى"، بتوفيقه، بهدايته، استعادة هذه المناسبة حضورها، بدءاً من بلدنا العزيز، الذي كان رائداً في إحياء هذه المناسبة، ثم يتنامى الاهتمام بها، والاستعادة لهذه المناسبة في قدسيتها، وفي العناية بها في بقية البلدان الإسلامية، ويتفاوت هذا الحال من بلدٍ إلى آخر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف 1444هـ