ثم الإيمان هو- كما قلنا- الأرضية الصلبة التي تبني عليها مسيرة حياتك في واقعك العملي، ونعود هنا إلى الآية التي بدأنا بها في حديثنا، وهي قوله “سبحانه وتعالى”: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}، الثمرة والنتيجة الأساس للإيمان هي: العمل الصالح، هي تصويب مسيرة حياة الإنسان؛ لأن مسيرة الإنسان هي مسيرة عمل، الإنسان يعمل في هذه الحياة، وهو في واقعه الحياتي في حالة عمل: إما له، وإما عليه، فالمسيرة الإيمانية عندما تبني مسيرة حياتك العملية على أساس الإيمان فاتجاهك في هذه الحياة سيكون على هذا الأساس (في العمل الصالح)، ويأتي العمل الصالح في كل مجالات الحياة، ليكون هذا العنوان حاضراً في كل ميدان من ميادين الحياة.
في الواقع الاجتماعي كل ما تعمله في علاقاتك الاجتماعية، وأنشطتك الاجتماعية، وروابطك الاجتماعية، وتحركك في هذا الاتجاه يكون محكوماً بهذا الضابط المهم جدًّا والعنوان المهم: (العمل الصالح)، لا تعمل الأشياء السيئة، تتجنب الأشياء السيئة، تتجنب الأشياء التي تخرج فيها عن ضابط الأخلاق، عن ضابط القيم، تتصرف في ذلك وفق تعليمات الله “سبحانه وتعالى”، وتعليماته هي التي تكفل لك أن يكون ما فعلته وما تفعله هو الصالح، هو العمل الصالح، السليم من الفساد، السليم من السوء، السليم من الشر، السليم من الخطأ والانحراف عن الأخلاق والقيم والخير.
عندما تتحرك في المجال الاقتصادي في أي عمل من الأعمال الاقتصادية، في أي نشاط من الأنشطة الاقتصادية، في أي اهتمام من الاهتمامات الاقتصادية ستتحرك في ذلك وفق تعليمات الله “سبحانه وتعالى” التي تضمن لك أن يكون ما تعمله، وما تفعله، وما تتحرك فيه، وما تنتجه، وما تشتغل فيه صالحاً وبعملٍ صالح، ليس فيه فساد، ليس فيه سوء، ليس فيه شر، ليس فيه انحراف عن ضوابط القيم والأخلاق.
عندما تتجه في المسار السياسي في هذه الحياة سيكون هذا الإيمان هو الأساس الذي تنطلق على أساسه، وستكون أعمالك صالحة، اهتماماتك صالحة، نواياك صالحة، توجهاتك صالحة، سالمةً من شوائب الفساد، من شوائب الشر، من شوائب الانحراف، من شوائب السوء.
وهكذا نجد أن الإيمان ثمرته في هذه الحياة هي العمل الصالح، والعمل الصالح في كل مناحي الحياة، عندما تتحرك في الاتجاه الأمني، في الاتجاه العسكري… في كل مجال من مجالات هذه الحياة، فالإيمان هو ينظم لنا مسيرتنا في هذه الحياة، في أدائنا العملي، ثم في النتائج المترتبة على ذلك لتكون نتائج طيبة، نتائج تصلح بها الحياة، تستقيم بها الحياة، تستقر بها الحياة، وكما قلنافي بداية الحديث: المسارات الأخرى إنتاجها جرائم، إنتاجها مظالم، إنتاجها مفاسد، الإيمان إنتاجه عمل صالح ونتائج صالحة سالمة، من المفاسد، من المظالم، من الشوائب هذه السيئة والانحرافات الخطيرة التي تضر بالناس في حياتهم، في استقرارهم، في معيشتهم، في واقعهم الحياتي، لنفهم- في نهاية المطاف- أهمية الإيمان في حياة الإنسان، وحاجة الإنسان إليه لينال الحياة الطيبة، حاجة الإنسان إليه في نفسيته، وفي مسيرة حياته، وفي واقع حياته، وفي ظروف حياته، وبما يتحقق له به من أسمى الغايات في الدنيا وفي الآخرة للمستقبل الأبدي العظيم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية لجمعة رجب 1442هـ