مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هاشم أبوطالب
لم يكن غريباً أن يخرج المسخ المدعو "وزير الدفاع" في الكيان الصهيوني اللقيط بتهديداتٍ جوفاء، يزعم فيها أنه سينال من قائد الأمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي. فالضعيف حين يعجز عن الفتك بعدوه، لا يجد سوى رفع الصوت والضجيج والوعيد ليستر عورته المنكشفة، والمفلس أيضا حين يفتقد القدرة على المواجهة، يتقن وبشكل جيد فنون الكذب والتضليل.

لو كان في وسع القادة الصهاينة أن يحققوا ما يزعمون ويسعون إليه، لفعلوا منذ أول لحظة. فالمعركة لم تبدأ بالأمس، بل مضى عليها أكثر من عامين واليمن يقرع "تل أبيب" بالصواريخ والطائرات المسيّرة، يضرب عمقهم الاستراتيجي، ويهزّ أركان غطرستهم العسكرية المزعومة دون قدرة لأي قوة على إيقافهم.

ما يجب أن يعلمه الجميع أن السيد القائد ليس فرد يمكن استهدافه كما توهم اليهود، إنه قضيةٌ متجذّرة، وصوتُ أمّة، ورايةُ حقٍّ ارتفعت في وجه الغطرسة الصهيونية. لم يخرج ليبحث عن سلطةٍ أو مغنم، بل وجد أصلاً ليضع حدّاً للهيمنة الغربية وليكسر قيد الوصاية على القرار اليمني وقرار الأمة أيضا. ومثل هذه الراية لا تُسقطها طائرات ولا صواريخ، ولا بلطجة أمريكية صهيونية، لأنها متجذّرة في ضمير الشعب، ومرسومة في قلوب الملايين.

أما الكيان الصهيوني، فما عاد يخفي ضعفه وتخبطه ولا يمكن له ذلك أصلاً. فها هو يعترف، بعد طول ادعاء، أنه لا يستطيع تدمير الترسانة اليمنية. ولم يستطع أن ينال من أصغر قائد في وحدة الصواريخ والطائرات المسيرة، فما بالك برجل يتشبع خبرة بخبث اليهود ومخططاتهم، وهو القادر بعون الله على إجلائهم من أرضنا كما أجلاهم جده المصطفى من جزيرة العرب، وهي والله نفس المهمة والتي لأجلها اصطفى الله هذا القائد، وراجعوا المعارك طيلة عشرين عاماً كيف قضى هذا السيد على خصومه بنفس المنوال الذي تحرك به رسول الله صلوات الله عليه وآله، بداية بمواجهة مشركي العرب وهزيمتهم، ومن ثم الاشتباك مع أبناء القردة والخنازير وحينها تمكَّن رسول الله "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" من تطهير الجزيرة العربية من رجسهم ونفوذهم، ووجَّه لهم ضرباتٍ قاضية على هامش حركته الجهادية، في مختلف تجمُّعاتهم، في: بني قينقاع، وبني النظير، وبني قريظة، وخيبر، وفدك، وبقيَّة تجمُّعاتهم في وادي القرى وغيره.

وها هو حفيده ينكل بهم ويضرب أماكن الوجع لديهم في أم الرشراش والنقب وعسقلان ويافا وحيفا وديمونا وغيرها من المناطق. وها هي الأسلحة اليمنية تُدخل وبشكل يومي ملايين اليهود إلى الملاجئ لتعيد ضرب الذلة والمسكنة عليهم من جديد.

 

إن كل ما في جعبة العدو مجرد غارات تستهدف المدنيين ، وتقتل الأبرياء، وتفضح طبيعة جبنه. يملكون أحدث التقنيات العسكرية، لكنهم عاجزون أمام إرادة شعب قرّر أن يواجه، مؤمنٌ بعدالة قضيته، وواقف خلف قيادته بثبات لا يتزحزح.

اليمن اليوم ليس ساحةً رخوة كما يتوهم العدو، بل جبهة تتقد بالشجاعة والإبداع. صنعاء ليست مدينة محاصرة تنتظر الموت، بل عاصمةً تقود معركة الأمة في وجه الكيان اللقيط وأدواته. وما السيد عبد الملك الحوثي "يحفظه الله" إلا التعبير الأوضح عن هذه الروح الثورية التي تأبى الخضوع، وتزداد قوةً كلما طال زمن العدوان.

إنّ تهديدات الكيان لا تُرهب إلا من فقد البصيرة، أما اليمنيون فكل قذيفة تسقط على أرضهم تزيدهم عزيمةً وإصراراً، وكل كلمة تهديد ترفع منسوب يقينهم بأنهم على الطريق الصحيح. ولعلّ أكبر دليل على عجز هذا الكيان أنه يحاول أن يصنع انتصاراً بالكلام، بعدما فقد القدرة على تحقيقه بالفعل وقد رأى العالم وسمع ما يفعله اليمن في عمق الكيان.

فليهددوا كما يشاؤون، وليطلقوا وعوداً لن تتحقق. فالتاريخ يشهد أن كل من توعّد اليمن بالسقوط، سقط قبله، وكل من تجرأ على السيد القائد خرج مهزوماً يجر ذيول الخيبة. لأن ما يقف خلفه ليس مجرد رجالٍ يحملون السلاح، بل أمةٌ ترفع شعارها: الموت لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود، وهي سائرة بكل عنفوان لتنفيذ مضامين هذا الشعار.

قبل أن تطلقوا تهديداتكم كان عليكم أن تستشيروا من خاضوا المعارك نيابة عنكم ضد اليمن. اسألوا المعتوه محمد بن سلمان كيف كان حاله قبل العدوان وبعد وكيف حوله اليمن إلى مسخرة يهزأ به الصغير والكبير؟ اسألوا أذرعكم في اليمن فقد أطلقوا تهديدات أكبر من تهديداتكم وفي وقت لم يكن حول سيدنا سوى بضعة مئات من المؤمنين أما اليوم فها هي الملايين من أبناء الشعب اليمني رهن إشارة من تلك اليد الطاهرة التي مزقت هيبتكم وأذاقتكم خزي العذاب.

 

من يتحدث عن السيد يتجاهل أن وراءه شعباً بكامله، شعباً خبر الحروب والحصار ولم ينحنِ، بل ازداد صلابةً. الملايين يخرجون كل جمعة في مسيراتٍ هادرة، يعلنون وقوفهم مع فلسطين، ويجددون بيعتهم لقيادتهم الثورية. هذه الجماهير هي السور المنيع الذي تحطمت عنده كل مؤامرات العدوان، وهي التي تجعل من السيد رمزاً حيّاً لا يقهر.

يا أحرار الأمة. لقد جرب شعبنا كل أساليب الحرب، من الغارات إلى الحصار إلى الاغتيالات، فما زادنا ذلك إلا عزيمة، وما زاد السيد إلا صلابةً في موقفه، فلا يخالجنكم الشك أن اليمن قاهر اليهود، وأن المعركة بيننا وبينهم هي معركة الحق ضد الباطل، معركة الحرية ضد الاحتلال، معركة إرادة الشعوب ضد غطرسة الطغاة. واعلموا أن اليمن اليوم ليس ساحة معزولة، بل جبهة متقدمة في معركة الأمة مع الكيان الإسرائيلي. فكل صاروخ ينطلق من صنعاء هو صرخة باسم القدس، وكل مسيرة مليونية في اليمن هي رسالة بليغة: أننا هنا. ولن نقبل بعار الخذلان مهما طال الزمن.

فليهدد "وزير الحرب" الصهيوني كما يشاء، وليطلق الوعود التي يعلم في داخله أنها أوهام. فاليمن الذي أذلّ جيوش التحالف طوال عقدٍ من الزمن، وأذل الغطرسة الأمريكية في وقت قصير قادر بإذن الله أن يُذلّ الكيان الإسرائيلي ويقلب الطاولة عليه وقد فعل. والسيد القائد، الذي التفّ حوله شعبه بكل قواه، ليس شخصاً يُهدَّد، بل هو عنوانٌ لعصرٍ جديد تُكتب فيه نهاية الغطرسة الصهيونية.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر