صالح القحم
تشهد اليمن مسيرةً ملحميةً في التاريخ الحديث، تتجلى في صورة صمودها ومقاومتها الشجاعة أمام التحديات الراهنة ومحاولات الاحتلال والتدخل الأجنبي. على مر العصور، ظلّت اليمن بمثابة رمزٍ للشجاعة والتحدي، مستمدة إلهامها من روح عاشوراء والقيم القرآنية. في هذا السياق، يبرز دور السيد عبد الملك الحوثي كرمز للقيادة الفذة والتضحية في سبيل الحق والعدالة، مواصلاً مسيرة أجداده في الصمود والتضحية.
تاريخ اليمن العريق في المقاومة هو قصة طويلة من الصمود والدفاع عن الأرض والسيادة. هذه الأرض شهدت العديد من المعارك التي برهنت فيها إرادَة شعبها وقيادتها الراسخة في مواجهة الغزو والتدخلات الأجنبية. كانت روح عاشوراء وتعاليم القرآن الكريم دائماً المنارة التي تهدي الناس في أحلك الأوقات.
يعيش اليمنيون في ظل ثقافة قرآنية عميقة، تجد جذورها في روح عاشوراء التي تمثل الصمود الأبدي في وجه الظلم والطغيان. هذه الثقافة هي ما شكلت شخصية الشعب اليمني ومواقفه، مما جعل من اليمن مثالاً حياً على التمسك بالقيم الإسلامية الحقيقية والدفاع عن الحق والعدالة.
تجسد شخصية السيد عبد الملك الحوثي كرمز للقيادة الحكيمة والعزيمة الصلبة في مواجهة التحديات الراهنة. من خلال رؤيته الثاقبة وإرادته القوية، قاد الشعب اليمني نحو تحقيق الاستقلال والحفاظ على سيادة البلاد، مؤكّـداً على الارتباط الوثيق بقيم ومبادئ الإمام الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-.
يقف الشعب اليمني بثبات في مواجهة كُـلّ محاولات الاحتلال والتدخل الأجنبي، وذلك من خلال التمسك بالتضحية والصمود التي نقلها إليهم إرث الحسين بن علي. اليمن اليوم تخوض معركة استقلالها وسيادتها بكل شجاعة وإصرار، مؤكّـدةً على قدرتها على التغلب على التحديات بغض النظر عن حجمها.
على الرغم من الصعوبات والتحديات الهائلة، حقّقت اليمن إنجازات غير مسبوقة في معركتها للحفاظ على استقلالها وسيادتها. الإرادَة القوية والتمسك بالقيم القرآنية لأجداده أتاحت للشعب اليمني تحقيق التقدم مهما كانت العقبات.
السيد القائد يحذر النظام السعوديّ بشأن مغبة التورط في حرب مع اليمن التي قد تخدم مصالح الأمريكي والإسرائيلي وتضحي بالاقتصاد السعوديّ وأمنه. هذه التحذيرات تأتي في وقت تتصاعد فيه حدة المواجهات مع العدوّ الصهيوني، مما يستلزم موقفًا عربيًا وإسلاميًا موحدًا ضد الاحتلال.
تتجلى أهميّة المواجهة مع العدوّ الصهيوني في كونها قضية مركزية للأُمَّـة العربية والإسلامية. اليمن، بروحها القتالية وتمسكها بالحق والعدالة، تؤكّـد على وجوب الوقوف صفًا واحدًا أمام التحديات الراهنة، وذلك بالتزامها الثابت بمواجهة كُـلّ أشكال الطغيان والاحتلال.
وفي سياق معقد تشابكت فيه مسارات الصراع الإقليمي، يبرز دور السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في مواجهة السياسات والاستراتيجيات التي تستهدف اليمن والأمة الإسلامية بشكل عام. لقد أظهرت تصريحاته الحازمة ومواقفه الجريئة تجاه الأحداث الراهنة التزاما ثابتًا نحو الدفاع عن سيادة البلاد وصون كرامتها الوطنية في مواجهة ضغوط خارجية متزايدة.
ركز السيد القائد في عدة مناسبات على ضرورة التصدي للخطوات الاقتصادية التي تدعم الكيان الصهيوني وتستهدف الاقتصاد اليمني. وقد أكّـد على استعداد الشعب اليمني لمواجهة هذه السياسات العدوانية الأمريكية التي ينفذها النظام السعوديّ وحلفائه خدمة للأمريكي والإسرائيلي. يرى السيد القائد أن مثل هذه الخطوات تُعد تأييدها للاستكبار العالمي والأجندات المعادية للأُمَّـة.
وجه السيد القائد نصيحته للنظام السعوديّ بضرورة الاستماع إلى تحذيرات الشعب اليمني والعمل على تغيير مساره السياسي الحالي المؤيد للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، معتبرًا ذلك مساراً خاطئاً يخالف مصالح الأُمَّــة الإسلامية والعربية.
وكما أكّـد على قدرة وثبات الشعب اليمني أمام التحديات والمؤامرات التي تحاك ضده من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، مُشيراً إلى أن ما يمر به اليمن من تحديات لن يكون سبباً في إخضاعه أَو التنازل عن مبادئه وقيمه التي يؤمن بها بعمق. ويرى في ثقافة القرآن الكريم والإيمان الراسخ دعائم للصمود في وجه العدوان.
شدّد على مواصلة دعم وإسناد غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، معلنًا تنسيق الجهود مع الجبهات الأُخرى للمقاومة وأحرار الأُمَّــة لضمان استمرار هذا الدعم. يُظهر هذا التزام اليمن بالقضية الفلسطينية كجزء من النضال العربي والإسلامي الأوسع للدفاع عن حقوق وكرامة الشعوب المظلومة.
لم يقتصر حديث السيد القائد على التحديات العسكرية والاقتصادية فحسب، بل أَيْـضاً حذر من خطر الحروب الناعمة والحملات الثقافية والفكرية التي تستهدف الأُمَّــة الإسلامية. ودعا إلى ضرورة الوعي واليقظة لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على الهُــوِيَّة الإسلامية والعربية في مواجهة محاولات الطمس والتغيير.
في خضم الصراعات التي تشهدها المنطقة، يقف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كرمز للمقاومة والصمود في وجه العدوان، مؤكّـداً على الدور المحوري الذي يجب أن يلعبه الشعب اليمني والأمة الإسلامية في الدفاع عن قضاياها العادلة. تُعتبر رسائله دعوات للتفكير والعمل؛ مِن أجلِ مستقبل يسوده العدل والسلام، مع ضرورة الوقوف صفاً واحداً في وجه كُـلّ محاولات الاستهداف والتفرقة. وهكذا، تبقى اليمن، بروح عاشوراء وثقافة القرآن، عصية على الانكسار.