وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت ولا زالت ضرورةً بكل ما تعنيه الكلمة، بالاعتبار الديني، والأخلاقي، والإنساني، والوطني، وبلحاظ المصلحة الحقيقية لشعبنا العزيز، وهي من واقع معاناةٍ كبيرة، ومظلوميةٍ عظيمة، ومخاطر حقيقية استهدفت شعبنا العزيز في أهم الأشياء: في استقلاله، وحريته، وكرامته، وفي ظل واقعٍ سادت فيه سياساتٌ عدائية تتجه ببلدنا نحو الانهيار الشامل، وذلك كله بفعل السياسات العدائية الأمريكية، في ظل الوصاية الأمريكية آنذاك على بلدنا العزيز، وأيضاً بفعل السياسات الارتهانية لقوى السلطة آنذاك، وتفريطها الكبير في شعبها وبلدها؛ نتيجةً لانشغالها بأولوياتها الحزبية، والفئوية، والشخصية.
ومن المهم جداً في هذه المناسبة الاستحضار، والتذكر، والدراسة، والتقييم، لمرحلة ما قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر؛لمعرفة أهمية تحرك شعبنا العزيز في إطار ثورته الشعبية، ولإدراك ما كان سيؤول إليه وضع البلد لولا توفيق الله “سبحانه وتعالى” لشعبنا بتحركه الثوري، وما أمده الله به من المعونة والنصر والتأييد.
كلنا عندما نستذكر تلك المراحل نعرف ما حدث بعد ثورة 2011م، والتحرك الشعبي في 2011م، عندما كان هناك تدخل خارجي كبير لاحتواء ما هو حادث وما يحصل في بلدنا، والسيطرة عليه، واستغلاله وتوظيفه فيما يعزز السيطرة الخارجية على بلدنا، وفيما يخدم السياسات العدائية للخارج، بالدرجة الأولى للأمريكيين وحلفائهم في بلدنا، فتحرك الأمريكيون آنذاك وفقاً لسياساتهم المعروفة، التي تعتمد الإمساك بخيوط اللعبة، والاستثمار في الأزمات، والتوظيف للصراعات، والاستغلال للخلافات، بما يخدم مصالحهم وأهدافهم، وبما يحقق أجنداتهم المعروفة، قاموا آنذاك بإنجاز صيغة سياسية لاحتواء الوضع في البلد، وأسموها بالمبادرة الخليجية، وهي في حقيقة الأمر إنتاج أمريكي، قُدِّم بعنوان خليجي، وكانت بإشرافٍ مباشرٍ من السفير الأمريكي في البلد آنذاك، وركَّزوا من خلال ذلك على ربط الوضع في البلد والشأن الداخلي اليمني بهم، وحدثت الكارثة الكبرى في إدخال اليمن تحت البند السابع، والوصاية الأمريكية بشكلٍ رسميٍ ومعلن، كان هذا أمراً واضحاً.
قُدِّمت مسألة الوصاية على بلدنا تحت عنوان (وصاية الدول العشر)، وعلى رأسها الأمريكي، ومن المعروف أنه الأساس في تلك الوصاية على البلد، وأن البقية من حلفائه بالدرجة الأولى هم أعوانٌ له، وهم جنودٌ له، وبناءً على ذلك أصبح السفير الأمريكي في صنعاء هو المعني الأول- بحكم تلك الوصاية- المعني الأول بشؤون اليمن، وهو رئيس الرئيس، وصاحب القرار، وأصبح يعقد اجتماعاته مع أعوانه من سفراء الدول العشر، لمناقشة أمور البلد، وقضايا الشعب وشؤونه، وأصبح يلتقي هو بالمسؤولين في مختلف مستوياتهم، على مستوى الرئيس، على مستوى الوزراء، على مستوى أي مسؤولين آخرين بمختلف المستويات، وهذا شيءٌ معروف، وموثق إعلامياً، ومعروفٌ في البلد، يلتقي بهم، يوجههم، يقدِّم إليهم الأوامر، يفرض سياسات وتوجهات، ويحدد مواقف، وهكذا، ومعنى ذلك: مصادرة الاستقلال، والكرامة، والحريّة على بلدنا وشعبنا، ومعنى ذلك: السيطرة والاحتلال بدون معركة، بدون حرب، السيطرة بشكل مباشر وتلقائي، وبطريقة هادئة، وبدون حتى معاناة ولا كلفة، وتم التحرك بناءً على ذلك وفق سياسات تدميرية، يعني: لم يكن أولئك الذين قدموا أنفسهم كأوصياء على بلدنا وشعبنا لم يكونوا ناصحين، ولا كانوا يريدون الخير لشعبنا، ولا عملوا على قاعدة ما هي مصلحة شعبنا، كانت تهمهم مصالحهم هم، مصالح بلدانهم، وبما يجحف باستقلال بلدنا، وبما يذهب بكل الأولويات التي هي لمصلحة شعبنا بشكلٍ صحيح وبشكلٍ مؤكد، فكانوا يعملون وفق سياسات تدميرية تصل ببلدنا إلى حالة الانهيار، وبشكلٍ تلقائي، وفي كل المجالات، وكان ذلك واضحاً في الواقع بشكلٍ لا لبس فيه، وبشكلٍ واضح في كل المجالات
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى الثامنة لعيد ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر 2022