مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وهنا حديث مهم جدًّا عن قضية هي من أسوأ ما يعانيه مجتمعنا اليمني العزيز وهي مشكلة الثأر، الآية المباركة تقول: {فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}، من العادات الجاهلية التي هي موروثة من العهد الجاهلي هي قتل غير القاتل ثأراً من القاتل، وهذه عادة سلبية جدًّا، عندما تثأر فتقتل غير القاتل، البعض قد يقتل القاتل وغيره أيضاً، فيشمل الآخرين من أقاربه، أو من قبيلته، أو من منطقته، أو من جماعته، وهذه قضية خطيرة، البعض مثلاً يريد أن يثأر بطريقة يعتبرها أكبر، مثلاً: يريد أن يقتل شخصاً مهماً في تلك القبيلة بدلاً من القاتل؛ ليؤلمهم أكثر، والبعض يتصور أنه قد فاته القاتل، فيريد أن يبادر بقتل أي شخص من أقاربه، أو من قبيلته، أو من منطقته بشكلٍ عاجل؛ لأنه مستعجل للثأر من قاتل قريبه، أو قاتل أخيه، أو قاتل ابنه، فهو مستعجل على عملية الثأر، فيقتل- مع استعجاله- أي شخص من أقارب القاتل، أو من قبيلته ومنطقته أو جماعته… أو غير ذلك من الروابط المعروفة، فيكون قد ارتكب جرماً آخر، والآخرون كذلك يأتون للثأر من أقارب ذلك القاتل، أو من قبيلته، حتى تصل المسألة إلى مستوى جرائم كبيرة جدًّا ما بين الأطراف، وتصل أحياناً أيضاً إلى قتل نساء وأطفال، ثم يعم الخوف ما بين أوساط المجتمع ليشمل القبيلتين، أو يشمل مجتمعاً بكله، والقضية واحدة، والمجرم واحد، ثم تعممت المشكلة وأصبحت مشكلةً عامة، هذا هو سلوكٌ جاهليٌ، ليس من الإسلام في شيء.

 

الإنسان إذا قُتِل قريبٌ له: إما أخ، وإما ابن، وإما أب، وإما… أي قريب، أو من منطقته، أو من قبيلته، أول ما عليه أن يتقيد به هو الضوابط الشرعية، أن لا يتجه إلى غير الجاني، أن لا يثأر من غيره أبداً، وخاصة في ظل ظروف يتهيأ فيها تفعيل القضاء والجهات المعنية في الدولة والأجهزة الأمنية هي المعنية أصلاً أن تقوم بواجبها في الأساس، وتسعى إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في الساحة، ثم تتخذ إجراءاتها بقدر ما تستطيع، لكن حتى لو افترضنا وقصَّرت تلك الجهات بمسؤولياتها وواجباتها، لا يجوز الثأر العشوائي، لا يجوز أبداً استهداف غير الجاني، الله يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء: من الآية15]، تصبح كمثل الجاني، تصبح مجرماً مثله، وهذه كارثة وتصرف أحمق، تلحظ البعض مثلاً في البداية يكون في الموقف الذي هو لصالحه، مظلوم، هو مظلوم، وقتل قريبه مظلوماً، هو في هذه الوضعية القضية لصالحه عند الله -سبحانه وتعالى- وهو صاحب حق، في تلك الحالة هو صاحب حق، وبالاستناد إلى الشريعة الإسلامية، بالاستناد إلى هذا الحق، بالاستناد إلى معونة الله ووعده؛ لأن قول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} وعدٌ من الله بالنصر، فبما أنك صاحب حق، وبما أنك صاحب مظلومية، إذا تقيدت بالضوابط الشرعية، والتزمت بالتصرف المشروع الحق، فثق بأن الله سينصرك، ثق بنصر الله، الله يقول: {إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} لا تسرف في القتل بقتل غير القاتل، بالاعتداء على غير الجاني، أو بإلحاق الضرر بمن هو بريء، هذا إسرافٌ في القتل، أو أنك تسعى إلى قتل القاتل وقتل آخرين، تريد أن تقتل مدري كم (عدد معيناً) مقابل المقتول من أقربائك أو من قبيلتك، وهذه القضية خطيرة جدًّا، الإسراف في القتل، يتحول الوضع بالنسبة لك من صاحب حق، ومن صاحب مظلومية، ومن صاحب وعدٍ وعده الله بالنصر: {إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}، إلى إنسان يتحمل الوزر، يتحمل الإثم، يتحمل الجريمة، يخسر، يدخل ضمن الوعيد والتهديد الإلهي بالعذاب في جهنم.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(جريمة القتل الأسباب والآثار والمعالجات)

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة السادسة عشر مايو 23, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر