الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر جمادى الآخرة 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* : (الإيمان والعمل الصالح)
التاريخ: 26/ 6 / 1446هـ
الموافق: 2ع / 12/ 2024م
الرقــم:( 25 )
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹 *اولاً: نـقاط الجـمــعة*
نقاط الجمعة
نقاط الجمعة
1-نحن مقبلون على ذكرى جمعة رجب التي دخل فيها اليمنيون في الإسلام وفي هذه الذكرى نجدد العهد بإيماننا واهتدائنا بالقرآن
2-الحث على الاهتمام بإقامة الصلاة القيمة وصلاة الجماعة والإكثار من ذكر الله باعتبار ذلك من أهم وسائل تربية النفس وتزكيتها
3- من أهم الأعمال لتكون صلاتنا وبقية أعمالنا مقبولة هو الوقوف موقف الحق الذي يرضي الله ونصرة المستضعفين
4- الموقف المشرف لشعبنا هو بتوفيق الله وفيه شرف وعزة الدنيا والآخرة ولن نتراجع عن موقفنا وقد رأى الأمريكيون والصهاينة صدق موقفنا حيث استهدفنا عمق الكيان وحاملات الطائرات في البحار في الوقت الذي لم يجرؤ أحد على فعل ذلك فلا بد أن نشكر الله وأن نواصل جهادنا في سبيل الله
5-سمعنا تصريحات قادة العدو الذي يحرض المنافقين من المرتزقة والأعراب لخوض الحرب معنا نيابة عنهم وأي تحرك ضدنا في هذه المرحلة هو لصالح الصهاينة ولن نسكت عن ذلك وسنستمر في دورات طوفان الأقصى والخروج في المظاهرات لتجديد تحدينا للأمريكيين والصهاينة.
◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️
🔷 ثانياً: نــص الخطبة .
خطبة الجمعة الرابعة من شهر جمادى الآخرة 1446هـ
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي عَلَا بِحَوْلِه، ودَنَا بِطَوْلِه، مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ وفَضْلٍ، وكَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ وأَزْلٍ، أَحْمَدُه عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِه، وسَوَابِغِ نِعَمِه، وأُومِنُ بِه أَوَّلًا بَادِياً، وأَسْتَهْدِيه قَرِيباً هَادِياً، وأَسْتَعِينُه قَاهِراً قَادِراً، وأَتَوَكَّلُ عَلَيْه كَافِياً نَاصِراً.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم عَبْدُه ورَسُولُه، أَرْسَلَه لإِنْفَاذِ أَمْرِه، وإِنْهَاءِ عُذْرِه، وتَقْدِيمِ نُذُرِه، اللهم صلّ وسلم عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل؛ لأنّ الجنة لمن اتقى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا}، والنار لمن عصى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}.
أيها المؤمنون:
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}؛ فخلق اللهُ الإنسانَ لعبادته وطاعته، واستخلفه في أرضه لإقامة دينه: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وقد ابتلى اللهُ الإنسانَ في هذه الدنيا بالشر والخير: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}، {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}؛ فالإنسان المؤمن ينظر في هذه الحياة إلى أنه عبد لربه، ومأمور باتباع ما أمر به خالقه: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}.
*عباد الله الأكارم:*
ونحن مقبلون على شهر رجب الحرام الذي يحمل في طياته ذكرى عزيزة وغالية علينا، وهي: ذكرى دخول اليمنيين في الإسلام، والتي ينبغي في هذه الذكرى أن نجدد العهد بإيماننا وعلاقتنا بالله وعلاقتنا بديننا وقيمنا ومبادئنا، وينبغي علينا الاهتمام بالقرآن الكريم والاهتداء به فقد قال سبحانه: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، وقال سبحانه: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}، وقال سبحانه: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}، والقرآن الكريم يزيد المؤمنين إيماناً كما قال سبحانه: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}، ونحن أمة القرآن ينبغي علينا الاهتمام بقراءة القرآن بتدبر وتفهم؛ لنزداد إيماناً.
حتى أنّ الله لم يعذر المرضى والمجاهدين حيث قال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} فإذا كان الله سبحانه قد أَمَرَ هؤلاء بقراءة القرآن؛ فكيف بمن لا عمل له؟ وكيف بحال البعض الذين وصلوا إلى درجة الإدمان على التلفونات والإعراض عن القرآن الكريم؟ ولو أنّ البعض يقرأ من القرآن مثلما يجلس مع التلفون؛ لقرأ أجزاءً عديدة؛ ولأصبح البعض حافظاً للقرآن عن ظهر قلب، لكن البعض هجر القرآن وواظب على التلفون ومواقع التواصل الاجتماعي متناسيا الوعيد الإلهي في قول الله سبحانه: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}، وقوله سبحانه: {وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا . مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا . خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا}.
*أيها المؤمنون:*
كما ينبغي علينا الاهتمام بإقامة الصلاة القيمة؛ فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، والصلاة عمود الدين، وبعض الناس - وللأسف - أصبح عمود دينه مكسورًا ومنحرفًا، والصلاة صلة بين العبد وربه، والبعض صلته بالله مقطوعة، والصلاة هي كما قال الله سبحانه: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}، وقال صلى الله عليه وآله: (لا يزال الشيطان من ابن آدم هائباً مذعوراً ما حافظ على الصلوات الخمس فاذا ضيعها تجرأ عليه وألقاه في العظائم) ولذلك تجد البعض قد استحوذ عليه الشيطان، وزين له القبائح، وألقاه في بحر الشهوات؛ لأنه تجرأ على الصلاة فقطعها أو قصّر فيها.
ولم يعد يهتم البعض بصلاة الجماعة مع أنّ أجرها بسبع وعشرين درجة، والله يقول: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} ولم يعد البعض يحرص على الصلاة في المسجد، ولم يعد البعض يأمر أهله بالصلاة مع أنّ الله سبحانه يقول: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارً} ويقول سبحانه: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} بل البعض أهله أحسن منه في الصلاة والله المستعان.
وقد قال الإمام على عليه السلام في وصيته لابنه الحسن عليهما السلام: (واعلم يا بني أنّ عملك تبع لصلاتك) فإذا كانت الصلاة قيمة؛ فستصلح بقية الأعمال، وكذلك العكس.
*أيها المؤمنون الأكارم:*
كما أنّ من الأشياء المهمة التي تغذي الأرواح وتهذب النفوس وتزكيها هو: الاهتمام بذكر الله: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، والعقلاء هم الذين يذكرون الله في كل حال كما قال سبحانه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}، وهم بذلك يجلبون لأنفسهم الخير، ويذكرهم الله كما قال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}، والإنسان عندما يغفل عن ذكر الله وعن القرآن؛ فإنه يصبح عرضة للشياطين كما قال سبحانه: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، وكما قال سبحانه: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}، وقد أمر الله المجاهدين بذكره ليثبت أقدامهم فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ووصف المؤمنين بقوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}، ووصف المنافقين بقوله: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً}.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار وعن عباده الصالحين والمجاهدين.
*أما بعد/ عباد الله:*
من أهم الأعمال التي يحرص عليها المؤمنون لتقبل صلاتهم وصيامهم وأعمالهم هي المواقف المحقة التي ترضي الله، والتي يقفونها نصرة للحق ضد الباطل؛ فالله سبحانه لا يقبل أعمال الإنسان حتى يحدد موقفه من الصراع، وحتى يتبين إيمانه في الابتلاء، يقول سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، وقال سبحانه: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}؛ فالإيمان مواقف والرجال مواقف والحياة مواقف.
وقد ابتلى اللهُ سبحانه العالمَ والبشريةَ جمعاء والمسلمين خصوصاً والعرب بشكلٍ أخص بما يتعرض له إخواننا في غزة وفلسطين؛ ليظهر كل واحد على حقيقته، وقد أظهرت هذه الأحداث أنّ الأمة الإسلامية - وللأسف الشديد - هي أقل الأمم اهتماماً بشؤونها وقضاياها؛ فلو كانت فلسطين من أوروبا فلن يتفرج عليها الأوروبيون، وقد شاهدنا كيف دعموا أوكرانيا وورطوها ضد روسيا، أما المسلمون فرغم الأوامر الإيمانية والتوجيهات الربانية، ورغم ما قاله الله سبحانه وقاله رسوله إلا أنّ الأمة تخاذلت أمام الاستباحة الإسرائيلية، وذهب البعض من الأنظمة العربية ليدعم اليهود بالمال والإعلام والموقف ضد أبناء أمته ودينه وسط صمت رهيب من شعوب أمتنا، وهذا الصمت سيطمع الصهاينة أكثر فأكثر، وسيجعلهم يعتقدون بصوابية عقيدتهم: أنّ المسلمين والعرب ليسوا من البشر.
وسيجعلهم يتوسعون لبناء مملكتهم الثالثة، وقد بدأوا في سوريا بالاحتلال للأراضي، والتدمير للسلاح، والتوسع للسيطرة على الثروات والمواقع الاستراتيجية، والسيطرة حتى على الممرات المائية؛ ليميتوا العرب قتلاً وعطشاً دون ردة فعل، ولا حتى بكلمة قاسية أو رصاصة؛ لإيقاف عدوانهم، وسيطمعون لتدمير الجيش المصري وقدراته وتدمير مصر كما فعلوا بسوريا، وحينها سيقول المصريون والعرب: (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض) ولن ينفع الندم.
*أيها المؤمنون:*
إنّ الموقف المشرف لشعبنا هو فضلٌ من الله وتوفيق من الله، وفيه شرف الدنيا والآخرة، وعزّ الدنيا والآخرة، وفخر الدنيا والآخرة، ونجاة الدنيا والآخرة؛ فنحن نَصَرْنا غزة استجابة لله، وجهاداً في سبيله، ونصرة للمستضعفين من عباده، وخوفاً من غضب الله ونقمته، ومن نَصَرَ أخاه المسلم نَصَرَهُ الله وأعزّه، وقد قامت قواتنا المسلحة بإطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المُسيرة نصرةً لغزة وفلسطين.
ولن ترهبنا غارات أمريكا وإسرائيل وتهديدهم بالتصعيد؛ لأنهم قد جربونا وجربناهم، وإن عاد تحالف العدوان لخدمة أمريكا وإسرائيل؛ عُدنا وعاد الله معنا، ولن يخيفنا إرجافهم ووعيدهم، وعدوانهم ليس جديدا؛ فالطائرات التي قصفتنا، والقنابل التي ألقيت علينا، والسلاح الذي ضربونا به منذ عام 2015م هو سلاح أمريكا وإسرائيل، وهي حرب أمريكا وإسرائيل، وهم يقصفون المقصوف ويدمرون المدمر ويضربون المضروب.
وهم بذلك لن يثنونا عن موقفنا في نصرة غزة، ولن نتراجع قيد أنملة، وقد جرّبت حاملة الطائرات (يو إس هاري ترومان) هذا الأسبوع بأس قواتنا المسلحة حتى وصل بهم الرعب لأن يضربوا طائراتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين حتى هربوا، وتحولت مهمة حاملة الطائرات من الهجوم إلى الهروب بفضل الله سبحانه وقوته وعونه وتأييده.
وقد كانت هذه العملية مهمة ونوعية؛ لأنها أفشلت ما كان يخطط له الأعداء على مدى شهور، كما إنّ هذه العملية تدلّ دلالة واضحة على صدق الشعب اليمني في نصرته للقضية الفلسطينية، وعلى جُرأته في استهداف سفن أمريكا وإسرائيل التي يتفادى مواجهتها كل الدول العظمى؛ فينبغي علينا أن نشكر الله سبحانه، وأن نواصل جهادنا وتحركنا في سبيل الله، والقادم أعظم بإذن الله سبحانه.
*أيها الإخوة المؤمنون:*
لقد سمعنا وسمعتم تصريحات قادة العدو الإسرائيلي التي تدعو إلى دعم المرتزقة في الداخل لكي ينوبوا عنهم في العدوان علينا، ولكي يفكوا الحصار عنهم في البحر الأحمر؛ لتعرفوا في صف من يقاتلون ومن يخدمون، وإذا أراد المرتزقة والأعراب المنافقون أن يعينوا الصهاينة وأن يشغلونا عن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس؛ فسينالهم بأسنا وغضب الله ولعنة التاريخ إذا تدخلوا مع الصهاينة في غاراتهم وعدوانهم وجرمهم على بلدنا وعلى فلسطين، وبدلًا مِن مشاركتنا في إسناد غزة شاركوا مع اليهود إسناداً لهم ضد غزة، ولعلّ الله يريد أن نحرر بلادنا من شرهم قبل فلسطين، يقول الله: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، ويقول: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} ويقول: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
*إخوة الإيمان:*
تقيم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المؤتمر التطوعي الرابع والذي من خلاله ينبغي علينا التفاعل مع العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية التي تهدف إلى إحياء التكافل الإجتماعي بين أفراد المجتمع وتعزيز التنمية من خلال المبادرات المجتمعية التي يمكن أن تسهم في إحداث نهضة شاملة والتفقد والتعاون للفقراء والمحتاجين ولاسيما في ظل الظروف الراهنة التي فرضتها على بلدنا العدوان والحصار من قبل أمريكا واسرائيل.
إخواني المؤمنين:
ونحن في فصل الشتاء يأتي موسم زراعي مهم جداً وهو الزراعة الشتوية والتي لها مسميات مختلفة، هذا الموسم يجب الاهتمام به وعدم التفريط فيه وأن يتم التوسع في زراعة الحبوب والبقوليات التي تتناسب مع الموسم والمنطقة فعلينا الاهتمام بالزراعة والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي خاصة ونحن نواجه العدو الحقيقي الذي يحاصرنا ويسعى لقتل الشعب اليمني سواء السلاح او الجوع.
وفي الختام: عباد الله:
ندعوكم للخروج في مسيرة اليوم إسناداً لغزة، واستمرارًا في إعلان تحدينا لليهود الصهاينة، ونصرة للمظلومين في غزة وفلسطين؛ فلنخرج جهاداً في سبيل الله وابتغاءً للأجر، ولندفع عن أنفسنا أِثم التفريط والتخاذل، ولنقيم الحجة على كل المسلمين والعالم؛ فهذا اليوم هو من أيام الله، وهو يوم جهاد، ويوم رباط، ويوم صبر، ويوم أجر، وهو يوم ينظر الله فيه إلى شعبنا بعين رحمته ونصره وتأييده؛ فاخرجوا بارك الله فيكم إلى ساحات الأجر وساحات الجهاد، واخرجوا مع المظلومين، واخرجوا تلبية لنداء أصدق وأشجع قائد، واخرجوا في سبيل الله وابتغاء مرضاته.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِّ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم باسماعِنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان والعراق وفي يمن الإيمان، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------