من الغباء العربي: قدَّم خدمات لم يكن يحلم بها الأمريكي، ولم يكن يحلم بها الإسرائيلي، وربما لم تكن تخطر له على بال، يُدفع له المال، وتصبح عملية تنفيذ أجندته في المنطقة، والتحرك لخدمته في المنطقة، والقتال من أجله في المنطقة، وتحريك كل هذه الفتن والمآسي والنكبات في المنطقة، من أجله، وفي خدمته، ولتنفيذ أجندته، على نحوٍ- أيضاً– يُدِرُّ له دخلاً هائلاً، ويُكسِبه أموالاً هائلة وطائلة يقدمها أولئك العملاء الأغبياء الذين يدفعون له كل هذه الأموال الهائلة جدًّا.
فأصبحت- أيضاً- طريقةً بالنسبة له مريحة، مفيدة، توفر له مكاسب كبيرة، كل أشكال المكاسب: مكاسب سياسية، مكاسب اقتصادية، مكاسب لنجاح مؤامرته الكبيرة في ضرب هذه الأمة؛ لأنه يرى ضرب هذه الأمة، والوصول بها إلى حالة الانهيار التام، يرى في هذا وسيلة أساسية تمكّنه من استحكام سيطرته عليها، كيف يسيطر بشكل تام على هذه الأمة؟ لا بد أن يضرب هذه الأمة أولاً، لا بد أن يصل بها إلى الانهيار التام أولاً، حينها يسيطر عليها بكل راحة بال، وتصبح هذه الأمة في ثروتها البشرية وثروتها الاقتصادية والمادية وموقعها الجغرافي غنيمة، غنيمة كاملة لمن؟ للأمريكي والإسرائيلي، بَشَرُها جنوداً ومسخرين وخدماً (خَوَلَاً)، وثروتها له، وموقعها الجغرافي له، هذا الذي يريده الأمريكي، كيف يضرب هذه الأمة ضربة كبيرة، ضربة قاضية تصل بها إلى مستوى الانهيار، هل يدخل معها في حرب مباشرة، في صدام مباشر، تحت عناوين واضحة ومكشوفة وصريحة، هذا سيكلِّفه الكثير جدًّا، ولن يصل في النهاية إلى نتيجة، بل ستكون النتيجة معاكسة، سيستفز هذه الأمة، وسيدفعها إلى التحرك الجاد لمواجهته، وإلى الدفاع عن نفسها وعن أرضها وعن ثرواتها وعن مقدراتها.
إذاً، أسلوب الخداع، العناوين والمصطلحات المخادعة، الأدوات التي يسخرها ويشغِّلها ويفعِّلها من داخل هذه الأمة طريقة ناجحة، طريقة فعَّالة، ويبقى هو يدير، يشرف على العملية، يرتب، يخطط، ويدير هذه اللعبة ويشتغل عليها، من جهة هو يستهدف الأحرار والشرفاء في هذه الأمة، الذين يحملون الوعي تجاه مؤامراته وأهدافه الحقيقية، وأيضاً يحملون الحرية ويتحلون- أيضاً– بالإرادة الجادة والصادقة، ويتحملون المسؤولية في الحفاظ على هذه الأمة وعلى استقلالها وعلى كرامتها وعلى مقدراتها، فيستهدفوهم ويضربهم من خلال الآخرين، الأغبياء المنتسبين لهذه الأمة، ويستنزف أولئك الأغبياء، يستنزفهم اقتصادياً، يستنزفهم في قدراتهم العسكرية والبشرية حتى كما يخطط هو يصل بالطرفين إلى حالة الانهيار، أو يقضي على الأعداء، على الخصوم، على الواعين بحقيقة أهدافه، وأولئك لن يواجه صعوبةً أبداً في السيطرة التامة عليهم؛ لأنهم أصبحوا أساساً تحت سيطرته، يمكن أن يضربهم- أيضاً– ضربات قاضية، ويطوعهم أكثر، فيبقون في حالة من الضعف الشديد، هذا يمكن له بكل بساطة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدرالدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد/ 1439 هـ الموافق 2018 - 4 -13- م.